|
هل رمضان شهر الصوم ام النوم؟
سعيد علم الدين
الحوار المتمدن-العدد: 3087 - 2010 / 8 / 7 - 21:29
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
وهل رمضان شهر الصفاء والنقاء والروحانيات ام الشغف باشتياق في متابعة مجرى المسلسلات؟ وهل هو لاقامة صلاة التراويح حتى الصباح ام للتلذذ بالتهام شرائح اللحوم ومختلف انواع الأكل المباح؟ وهل رمضان للتأمل والمغفرة والعبادة ام للتنبلة والخمول والبلادة؟ وهل هو لعمل الخير واستقبال الضيف ام للسهر والفرفشة والكيف؟ حقا لم يترك التقدم العصري المادي الحديث للمسلمين من رمضان الا القشور الذي يتلهون بها سعداء. لقد وقف رجال الدين المسلمين بشراسة وعدائية وتطرف جدرا صلبا في وجه الحداثة وها هي تغزوهم عبر ثورة التكنلوجيا وفورة المعلومات في عقر رمضانهم وتزين لهم الدنيا بمسلسلات مسليات وفنانات فاتنات، وصبايا حوريات، وجميلات سافرات، وفوازير وحكايات وكل ذلك عبر شيطان الفضائيات تاركة فضلاتها على موائدهم وامام انظارهم ورغما عنهم! وبينما كان الصائم قديما يفطر على حبة تمر، صار اليوم يفطر على نية يسرا او الهام او هند او غادة الى آخر الحسناوات. وبينما الغرب يبدع في ابتكار احدث المنجزات وأدق الآلات ويحتكر بصواريخه وأقمارة ومركباته أبراج السماء، نبدع نحن في تشويه حقيقة الصيام ونحتكر الإيمان ونبتكر موائد الرحمن بطول يتعدى الثلاث الكيلومترات . وموائد الرحمن في رمضان هي مغالاة من بعض الاغنياء لغايات، ومبالغة في المظاهر الى حد الإدمان، ومباهاة لا علاقة لها بعمل الخير والتواضع والاسلام. وحتى لو امتدت هذه الموائد من ثلاث الى ثلاثين كيلومترا فلن تشبع شعبا يعارك الأيام للحصول على لقمة الطعام. هي ربما تشبع بعض البطون الجائعة لفترة قصيرة، الا انها عاجزة عن حل مشاكل مجتمع ينتظر الرزق الهابط في ليلة القدر من السماء. مجتمع غائب عن الوعي، مخدرٌ في خدره: اغنيائه القلائل تتكاثر على حساب عشرات ملايينه الفقراء! والافضل لأصحاب موائد الرحمن بناء المصانع لكي يحصل الانسان على لقمة عيشة بكرامة وبصورة دائمة تمنحه الثقة والأمان. وماذا بقي من قيمة رمضان عندما يتحول الى ادمان على المسلسلات؟ وماذا يبقى من معنى الصيام عندما يربط المسلم الفطور ساهرا حتى السحور؟ أي انه يبقى بعد الفطور يقظا حتى السحور وبعد السحور يهجع للنوم تقريبا طيلة النهار. أليس هذا هو الاحتيال على فريضة الصيام؟ وهل ممكن ان يقبل الله صيام المحتالين على فرائضه؟ وهذا الاحتيال على رمضان مستشري بالضبط بين المسلمين الذين يعيشون في اروربا عالة على المساعدات الاجتماعية التي يدفعها الانسان العامل النشيط ضرائب للدولة، وفي المقابل يستلمها المسلم الخامل ليقضي شهر رمضان في اللهو واللعب والنوم دون هم او غم او مسؤولية. كيف لا وواجبه تجاه الله اهم بكثير من واجبه تجاه البلد الذي يحضنه ويقدم له الرزق. وإذا كان الهدف الاساسي والرئيسي من فرض شهر رمضان على المسلم هو الشعور بالجوع. أي الجوع الصارخ في الأمعاء طيلة النهار. فماذا يبقى من الجوع عندما ياكل الصائم ويسهر طيلة الليل ويقضيها نائما طيلة النهار؟ ولماذا الجوع؟ لكي يحس المسلم الصائم الجائع بجوع الفقراء والمساكين. فإحساسه بآلام جوعه يدفعه تلقائيا الى الاحساس بآلام الآخرين ويهب لمساعدتهم. ماذا يبقي من هذا الهدف عندما يسهر المسلم طيلة الليل في اللهو وحضور المسلسلات والعاب التسلية وينام في النهار خاملا متعبا مرهقا دون أي احساس بجوع. ولماذا يصوم عندها اذن؟ الا يعتبر هذا تدميرا للمجتمع والانسان على حد سواء، واحتيالا على الله دون أي فائدة روحانية تذكر؟ لقد حول العصر الحديث عبادات المسلمين الى ماديات ومادة دسمة لابتكار مختلف انواع المسلسلات. المجتمع الغربي على سبيل المثال منهمك طيلة الوقت في تنافس ضار بين الشركات على ابتكار انواع السيارات المفيدة للانسان في التغلب على مصاعب الحياة، وفي المقابل وقت المجتمع المسلم في رمضان ضائع بشكل محموم في تنافس ضار بين الفضائيات على ابتكار المسلسلات. وجاء في القرأن "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ " البقرة 185 وجا ايضا "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ" القدر 1 هتان الآيتان فيهما اخطاء واضحة، لأن القرآن قاله محمد في اوقات مختلفة وحسب ظروف الآيات ولم يقله فقط في شهر رمضان ولم يقله فقط في ليلة القدر. الدليل على ذلك كيف ان القران اخذ حيزا كافيا من 23 سنة لكي يؤلف محمد آياته. وهذه الآية "كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ" البقرة 183، فيها تضليل واضح وكأن صيام اليهود والمسيحيين مشابه لصيام المسلمين! وهذا ليس صحيحا فصيام اليهود هو يوم واحد في السنة يوم كيبور او يوم الغفران. وصيام المسيحيين هو صيام رمزي دون جوع، لانه فقط عن اللحوم والبيض وما شابه. فقط صيام رمضان هو جوع طول النهار بلا رحمة وبلا ادنى نتيجة. ومنهم من تزيد اوزانهم خلال رمضان ومنهم من يصابون باعراض التخمة. ولهذا فرمضان هو شهر الصلاة والذكر وبالتالي اضاعة الوقت وقتل الفكر! والجائع في صيامه لا يمكن ان يفكر الا بنهمه واشباع بطنه. فلا الطالب يستطيع التركيز على دروسه، ولا العامل يستطيع العمل بنشاط ويعمل خائر القوى من شدة الجوع، فكيف اذا كانت درجة الحرارة فوق الاربعين؟ اما الموظف فيبرر عدم قيامه بواجبه بصيامه. وهناك من قال الجوع كافر! وماذا عن الجوع في رمضان؟
#سعيد_علم_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الْمُسْتَهْزِئُ
-
نصر الله من قفص الاتهام الى الزنزانة
-
نصرالله: طز بلبنان وبالمحكمة الدولية !
-
السيدة ثورة تنصف الرجل
-
علم الدين: يزعزع الايمان ام ينور الاذهان؟(2) والاخير
-
علم الدين: يزعزع الايمان ام ينور الاذهان؟(1)
-
من يتحمل مسؤولية التغيير ؟
-
برهانٌ جديدٌ على أن القرآنَ من صنعِ محمد
-
رسالة السيدة ثورة الأخيرة: شريعة أم مشرحة؟
-
رسالة من السيدة ثورة: اضربوهن!
-
لماذا ينفخ نصرالله في الصور؟
-
رسالة السيدة ثورة الثانية: وأئد الروح! (2)
-
رسالة السيدة ثورة الثانية: وأئد الروح! (1)
-
أخْطاءٌ قُرآنِيَّةٌ: إشكاليةُ المطر!
-
نور الدين ينتقد علم الدين ورجال الدين
-
احترموا أنفسكم اولا يا مسلمين !
-
تَخَبُّطٌ فِكْرِيٌّ في سورَةِ البَقَرَةِ(2) والأخير
-
تَخَبُّطٌ فِكْرِيٌّ في سورَةِ البَقَرَةِ(1)
-
رسالة السيدةُ ثورة
-
أخْطاءٌ قُرآنِيَّةٌ: هل حقا السَّماءُ فوق الأرضِ؟
المزيد.....
-
بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي
...
-
أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا
...
-
لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن
...
-
المتطرف -بن غفير- يعد خطة لتغيير الوضع القائم بالمسجد الأقصى
...
-
فيديو/المقاومة الإسلامية تستهدف قاعدة ميرون -الاسرئيلية- با
...
-
-شبيبة التلال- مجموعات شبابية يهودية تهاجم الفلسطينيين وتسلب
...
-
المقاومة الإسلامية تستهدف مقر قيادة الفرقة 91 الصهيونية في ث
...
-
الخطارات.. نظام ري قبل الإسلام لا يزال يقاوم الاندثار
-
الشيخ قاسم: المقاومة الإسلامية فرضت قواعدها باستخدام الحد ال
...
-
باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع لتعجيل ظهور المسي
...
المزيد.....
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو دبريل
-
تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل
...
/ عبد المجيد حمدان
-
جيوسياسة الانقسامات الدينية
/ مرزوق الحلالي
-
خطة الله
/ ضو ابو السعود
المزيد.....
|