أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صائب خليل - -ارض السواد-: خليط من فن الكتابة ونفاق التوقيت














المزيد.....

-ارض السواد-: خليط من فن الكتابة ونفاق التوقيت


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 939 - 2004 / 8 / 28 - 09:55
المحور: الادب والفن
    


قرأت باهتمام مقالة حسب الله يحيى "د. عبدالرحمن منيف يرصد - جذور الألم العراقي في -ارض السواد-", في قسم " مقالات" من :
http://www.iraqstory.com/index.html
والحق ان السبب الرئيسي لقراءتي المقالة هو اعتقادي المعاكس تماما لما جاء في عنوانها.

كتبت قصة د. عبد الرحمن منيف المذكورة تماما بعد ان مر العراق بمذبحة صدام للانتفاضة العراقية التي تلت مذبحة الامريكان للعراقيين في معركة الخليج الثانية. وكنت ممن ينتظر من د. عبد الرحمن منيف ان يستلهم تلك الالام كما فعل في رواياته السابقة عن الانظمة العربية واضطهادها لشعوبها. وسمعت ان منيف يعد رواية عظيمة عن العراق فانتظرنا.

وجاءت "ارض السواد" فسارعت الى شرائها والبدء بقراءتها, لاصاب بخيبة امل هائلة! فعبد الرحمن تجاهل بنفاق واضح التأريخ القريب المشتعل للعراق, لينظر بهدوء وبرود اعصاب واستطالة الى تأريخه الاقدم...لم يستطع الدم العراقي النازف الساخن ان يثير الهام وفن عبد الرحمن وتجاهل اكبر الم مر به العراق في تأريخه الطويل ولم يجد ما يثير اهتمامه في سفره الى الماضي حتى وصل الى العثمانيين!!

اقول لكم, لم استطع اكمال "ارض السواد" بل اني لم اقرأ منها سوى بضعة صفحات, رغم اعجابي الشديد بأدب عبد الرحمن منيف, وقراءتي لبعض روايته عدة مرات. لقد لاحظت الفن في الرواية وادبها وحاولت الاكتفاء به, لكن الالم الذي كان تسببه لي رائحة النفاق المنبعث من صفحاتها حالت, ومازالت تحول, دون ذلك. لم يكن النفاق فيما قاله عبد الرحمن في روايته, بل هو ملفوف ومضغوط في توقيتها. فتوقيت رواية تاريخية هادئة عن تفاصيل تاريخ بلد عريق وتفاصيل تصل حد الملل عن حياة اهله واسماء ناسه ولهجتهم, مثل هذه الرواية تقول ضمنا "ان كل شيء هادئ عند الفجر" في هذا البلد...

من حق عبد الرحمن طبعا ان يكتب عن اي جزء يراه مناسبا من تأريخ العراق, وان يتحدث عنه بالطريقة التي يراها مناسبة لفنه, فهو قبل كل شيء, وكما قال حسب الله يحيى في المقالة ذاتها: " منيف اذن لا يعتمد سلسلة تاريخية، ولا يناقش حقيقية تاريخية، فهذه ليست مهمته انما هي مهمة المؤرخ بينما هو فنان ". لاخلاف حول حق عبد الرحمن اذن, انما اعتراضي هو على توقيت استعماله لهذا الحق, ليصب على الجرح العراقي النازف ملحا بتجاهله اياه.

ولا اعف حسب الله يحيى من تجاهل هذا الامر في مقالته. بل انه هو الاخر يذهب الى توكيد العكس ليقنعنا ان الاستعمار و العهد العثماني و "الصراع البريطاني في العراق، باعتبار ان هذه الفترة هي الاقرب والاهم والاكثر تأثيرا في حياة العراقيين حتى الان." . لا انكر اهمية هذه الفترة في تأريخ العراق, لكن اين صدام واين القادسية واين الانفال اذن و"تأثيرهم في حياة العراقي الان" ؟ ان الحديث عن الاستعمار في هذا السياق كلام يبعث على التقزز, فان لم يكن حسب الله قادما من المريخ فيجب ان يكون على علم ان العراقيين في فترة مذابح صدام كانوا مستعدين لتقبيل احذية اي دولة ترضى باستعمارهم لتخليصهم مما هم فيه.

لقد اختلط في "ارض السواد" الفن الادبي في كتابتها, مع النفاق البعثي في توقيتها. ولذا فان الحكم عليها يعتمد على الاهمية التي يعطيها القاريء لكل من جزئي الخليط. ولعل الاجيال الجديدة التي لم تر صدام وزمنه الاحمر ستكون اكثر قدرة على تجاهل الثاني لصالح الاول. اما من عاش المذابح, او زمن المذابح على الاقل, فلا شيء يستطيع ان يكون اكثر حضورا من جزئها الثاني ولن نتجاهله او نسمح بتجاهله.

صائب خليل



#صائب_خليل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرسائل الخفية
- نيغروبونتي:ارهابي خطر يجب طرده فورا
- رائحة صدام ومذاق امريكي
- سياسة الصناديق السوداء
- طوابع عجمان واحتفالات مكتبة الاسكندرية
- اصوات ناشزة في قمة العالم
- نيغروبونتي: السجل الخطير لسعادة السفير
- امن اللصوص وجدار التوسع
- صدام وشرف الجنس
- الجيش الصغير والحلم القديم بالسلام
- عراقي ارهابي ام عراقي عميل؟
- مداح القمر
- العراق يعبر الشارع الخطر
- لحظة ايها الملائكة
- الانتخابات الاوربية في هولندا: نصر لليسار وهزيمة للحكومة وعد ...
- الهدية الرئاسية
- منطق النمل: غضب عراقي في البرلمان الهولندي
- القراءة الطائفية
- بحثا عن - التكنوقراط
- كلام الملوك


المزيد.....




- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة
- تجربة الشاعر الراحل عقيل علي على طاولة إتحاد أدباء ذي قار
- عزف الموسيقى في سن متأخرة يعزز صحة الدماغ
- درويش والشعر العربي ما بعد الرحيل
- -غزة صوت الحياة والموت-.. وثيقة سينمائية من قلب الكارثة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صائب خليل - -ارض السواد-: خليط من فن الكتابة ونفاق التوقيت