أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - صدام وشرف الجنس














المزيد.....

صدام وشرف الجنس


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 887 - 2004 / 7 / 7 - 07:36
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في جلسة محاكمته الاولى, قال صدام انه احتل الكويت لانهم قالوا انهم سيجعلون قيمة العراقية عشرة دنانير. لست ادري من الذي قال ذلك, وان قاله احد فعلا, فلا يمكن ان يكون "تصريحا رسميا" باسم الكويت. ثم هل يقوم المرء باحتلال دولة لانها " تلفظت" بكلام بذيء ؟

اذن لم يكن غرقك في الديون هو الدافع؟ ولم يكن ادعاؤك بأن السبب هو سرقة الكويت لنفط الرميلة, الا كذبة؟ فما اهمية النفط امام الشرف؟ وايضا, لم يكن موضوع اعادة المحافظة التاسعة عشر الا كذبة اخرى. فلم نريد ان نعيد الى الوطن, محافظة سيئة الاخلاق بهذا الشكل؟ الانتقام "للشرف" يتم عادة بثورة عارمة لاتعرف التروي, لذا اتعجب كيف تمالكت اعصابك ورحت حينها تسأل سفيرة اميركا كلاسبي بكل تأني, وتطمئن الى رأيها اولا بان "خلافاتكم شؤون عربية داخلية".

اي لو انها قالت لك "لا", لتنازلت عن شرف العراقيات!

ثم ربما انستك ظروفك الصعبة الحالية انك اعتذرت عن غزو الكويت عام 2002, في 7 كانون الاول على وجه التحديد, حيث رفضت الكويت اعتذارك, فلم فعلت ذلك؟ وهل يعتذر صاحب النخوة من الذي وجه له طعنة في شرف نساءه, مهما كانت الاسباب؟ ام ان شرفك قابل للتلوي حسب الضروف السياسية؟

علق عبد الباري عطوان ممتدحا الرئيس لانه " لم يبد اي ندم علي غزوه للكويت، بل انه اراد ان يفتح جرح الكراهية العراقي المتقيح تجاه الكويتيين ويرش عليه ملحا جديدا عندما وصفهم بالكلاب."
لاافهم لم يعتبر عبد الباري الغزو فخرا, والاصرار عليه فضيلة, ولمَ يفرح بفتح جراح الكراهية المتقيحة, ويتمتع بسادية رش الملح عليها. ولمَ يكون وصف الاخرين "بالكلاب" شجاعة. الا من نهاية لهذا التخلف الاخلاقي؟

ان استعانة صدام المسرحية بالوتر الحساس للعرب عموما, وتر "الشرف الجنسي", مراوغة بائسة, تحتاج الى الكثير من السذاجة لتصديقها. كلما اراد لص الاستيلاء على نفط غيره, اخفى اسبابه تحت حجج اخلاقية رفيعة فهذا يدعي الشرف والاخر لرغبة عارمة في تحقيق الديمقراطية للغير..الخ.

أولا, ومادام صدام قد فتح هذا الموضوع بنفسه, اقول أن ليس لصدام بالذات, ان يكون بهذه الحساسية لهذا الامر, والا لكان انتحر بسبب تساؤلات عن تأريخ والدته واصله. واحدى تلك التساؤلات عن سبب كونه الوحيد من بين اخوته الذي ينتسب الى "حسين", بينما ينتسب اخوته الاكبر والاصغر منه, الى "ابراهيم".

وثانيا, لو كان صدام بهذه الحساسية لشرف المرأة العراقية والغيرة عليها لوجدنا انعكاس هذه الحساسية وتلك الغيرة في تربيته لابنه عدي مثلا. ف "شهيد عطوان" هذا, كان العاهر الاشهر الذي لم يقترف مهووس بالجنس ما اقترفه من جرائم. وقصصه كثيرة لعل اشهرها قصة سلبه احد الضباط زوجته عنوة في مجمع الحبانية السياحي, فانتحرت المرأة وقتلوا زوجها خوفا من انتقامه.

اريد ان احدثكم عن قصتين وصلتني عن شهود مباشرين, رغم علمي ان الطريقة التي كان صدام وعصابتة يعاملون المرأة العراقية وشرفها بها, يمكن ان ترويها لكم العراقيات التي كان من حظهن العاثر ان يقعن في ايدي سجاني صدام, افضل من اي شخص اخر. اروي الحادثتين لان ضحاياهما من الناس الذين لم يرتكبوا ذنبا حتى بقياسات صدام نفسه.

الاولى حادثة رواها لي خالي الذي كان يعمل في دائرة المبازل التابعة لوزارة الري في ابي غريب. قال خالي ان رجل امن كان يراجع الدائرة باستمرار للتحرش بموظفة كانت تعمل معه. اشتكت الموظفة لزميل ثالث لهما في نفس الغرفة, من هذا الزائر الثقيل. وبعد تردد قرر الرجل التدخل فعلا لحماية زميلته - ولو بالحد الادنى - فطلب من رجل الامن بشكل مؤدب بالتوقف عن زياراته. هدده رجل الامن فرفض التهديد وابلغه انه سيطلب الشرطة في المرة القادمة. بعد ايام جاء جماعة واخذوا الموظف للتحقيق باعتباره شيوعيا, وذهب ولم يعد ابدا!

اما القصة الثانية فحدثني بها صديق كان يعمل في شارع الشيخ عمر, عن منظر لم يستطع ان ينساه وظل يحز في نفسه ويشعره بالالم. ففي صباح احد الايام خرج اصحاب المحلات في شارع الشيخ عمر, حيث كان لصديقي محل صناعي صغير, خرجوا على اصوات غريبة. كان هناك شابتين تسرعان الخطى تتبعهما سيارة تويوتا سوبر يستقلها اثنان يلبسان الخاكي الاخضر المميز للعساكر المقربين من صدام, بينما كان ثالثهما قد نزل من السيارة يحاول اقناع الفتاتين بالركوب. توسلت الفتاتان ان يتركوهما لشأنهما دون فائدة, ثم بدأتا بالصراخ على العساكر فلم يجدهم نفعا. واخيرا راحتا تستنجدان بالمارة واصحاب المحلات لانقاذهما, فلم تجدا من يجرؤ على المخاطرة بحياته من اجلهما. واخيرا نزل اخر من السيارة وساعد الاول على اجبار الفتاتين على ركوبها, ثم انطلقوا بصيدهم امام الجمع المحتشد في الشارع.

الجمع الذي لابد وان شعر كل رجل فيه بانه اغتصب في رجولته, صار عسيرا عليه ان يحترم نفسه كلما تذكر الحادث. لاشك ان كل منهم كان قد فكر ان يقف بوجه هذه القباحة المتناهية لكنه بلاشك قد فكر ان لافائدة من مخاطرته بحياته, وان هؤلاء الوحوش سيحصلون في النهاية على ما يريدون. لو ان هؤلاء الرجال عاشوا في مكان اخر لم يمارس الذل عليهم يوميا, ولسنوات طويلة وبلا نهاية, لتدخل بعضهم بلا شك.
رغم انني لم اشاهد الحادث, لكن ذلك لم يوفر علي الاحساس بالاهانة الشديدة. كنت اسأل نفسي بالحاح: لو كنت هناك هل كنت سأتدخل؟ والان اسمح لي ايها القارئ ان اشركك هذا الالم واسألك: لو كنت هناك, اواثق انك كنت ستتدخل؟

مهما كان جوابك على هذا السؤال اعود فاقول ان صدام لم يكن مدافعا عن شرف المرأة العراقية, ولا اي شرف اخر. فالدكتاتور يحرص قبل كل شيء على استلاب الشعور بالكرامة والشرف في شعبه. هو يعيش على ذلك!



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجيش الصغير والحلم القديم بالسلام
- عراقي ارهابي ام عراقي عميل؟
- مداح القمر
- العراق يعبر الشارع الخطر
- لحظة ايها الملائكة
- الانتخابات الاوربية في هولندا: نصر لليسار وهزيمة للحكومة وعد ...
- الهدية الرئاسية
- منطق النمل: غضب عراقي في البرلمان الهولندي
- القراءة الطائفية
- بحثا عن - التكنوقراط
- كلام الملوك
- الثأر...الثأر...لدماء كربلاء والكاظمية!
- 188: احترام لمرونة الشريعة


المزيد.....




- هدده بأنه سيفعل بأخته ما فعل به لإسكاته.. رجل يتهم قسيسًا با ...
- مصر تفتتح أكبر مراكز بيانات -مؤمنة- في تاريخها تحتوي على كل ...
- يوتيوبر أمريكي ينجو من الموت بأعجوبة (فيديو)
- السعودية.. جدار غباري يجتاح وادي الدواسر وزوبعة ضخمة تظهر ش ...
- بوريل: لسنا مستعدين للموت من أجل دونباس
- السيسي للمصريين: علموا أولادكم البرمجة بدلا من كليات الآداب ...
- محمد صلاح.. يلمح إلى -خطورة- الأسباب وراء المشاجرة الحادة بي ...
- الزي الوطني السعودي.. الحكومة توجه موظفي الحكومة بارتدائه اع ...
- الشرطة الليبية.. ردود فعل واسعة بعد تدافع رجال أمن خلف شاحنة ...
- حمزة يوسف أول رئيس وزراء مسلم لاسكتلندا يستقيل قبل تصويت مقر ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - صدام وشرف الجنس