أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - كلام الملوك















المزيد.....

كلام الملوك


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 842 - 2004 / 5 / 23 - 06:13
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حذر العاهل الاردني الملك عبدالله من حرب أهلية في العراق, وقال للصحافيين في جلسة فطور في البحر الميت: "للمرة الأولى نشهد في العراق مواجهة بين الشيعة والسنة نحن الآن أكثر قلقاً بكثير مما كنا السنة الماضية"

صديق اردني من اصل فلسطيني زاراهله في الاردن في السنة الماضية. وحين عاد, قال انه سمع في الجامع لاول مرة في حياته في الاردن دعوات مضادة للشيعة, لها مظاهر حتى التكفير والدعوة الى العنف.
قال لي : "تعرف ما اخشاه؟ هناك في الاردن لا ينطق امام جامع بكلمة لا تمر على المخابرات. ما اخشاه انها حملة طائفية تديرها الحكومة الاردنية لغرض تصديرها الى العراق. لامعنى لهذه الخطب الا ذلك, فالشيعة لا يشكلون في الاردن نسبة مهمة ولا معنى من اثارة الضجة حولهم. انتم المقصودون!"

عندما قرأت ما قال الملك...تذكرت ما قال صديقي وربطت بينهما. واين هي المواجهة التي تتحدث عنها يا سيدي الملك؟ ان كان للعراقيون ان يحتفلوا يوما بانجاز عظيم, فهو صمودهم بوجه الدعوات الطائفية والضغط الشديد الذي مورس لتمريرها..ولم تمر الى هذا اليوم رغم ان خطرها لم يزل قائما.

ثم يدعونا الملك "القلق علينا" الى " اعادة النظر في اجتثاث البعث لأن كل من كان يريد وظيفة كان عليه أن يكون عضواً في حزب البعث خلال النظام السابق". لا ادري من اين اتى جلالته بفكرة ان "اجتثاث البعث" تشمل كل من صار عضوا فيه للحصول على عمل او لتجنب عقاب. هل هو جهل بالموضوع ام محاولة للايحاء بما هو غير صحيح؟

ثم يضيف الملك: "شعوري انه ينبغي التوضيح للسنة من هم السيئون ووضع لائحة بأسماء من يتحملون مسؤولية الماضي ومن هم غير مرغوب فيهم والباقي الخارج عن اللائحة يمكنه أن يكون جزءاً من مستقبل العراق. وهذا لم يتم حتى الآن فالسنة شعروا منذ البداية بعزلة وبأنهم مستبعدون من مستقبل العراق".

لماذا اقتصر شعوركم يا صاحب الجلالة على "السنة" يا ترى؟ اليس من الاجدر ان "تشعروا" بانه ينبغي التوضيح "للعراقيين" من هم السيئون؟. ثم ان "السنة" والشيعة والاكراد وغيرهم لم يشعروا يوما بانهم "بعزلة وانهم مستبعدون عن مستقبل العراق" اقل مما شعروا بها اليوم, رغم كل المشاكل والمأسي. السنة يطمئنون شعوركم بانهم مع اخوانهم الشيعة والمسيحيين وغيرهم من العراقيين سيتدبرون انفسهم بانفسهم ولا ضرورة لقلقكم عليهم.

وبعد ان يقترح علينا جلالة الملك "مسار المصالحة" و يرى :"ان رئيس لجنة اجتثاث البعث نفسه ليس الاختيار الأمثل وهو شيعي غير صالح للمهمة".
يا جلالة الملك...اولا ليس من الدبلوماسية, وانت ملك, ان تقرر انت من يصلح لمهمة ومن لا يصلح في بلد غير بلدك. وثانيا اود ان اعلمك بشعوري بالاستغراب لعبارة " وهو شيعي غير صالح للمهمة" فنحن نترفع عادة عن مثل هذه الدرجة من الطائفية في تعابيرنا. ولو راجعت كلام مراجع السنة والشيعة في مختلف ازمنة العراق لصعب عليك ان تجد مثلها. ليس فقط لان مراجع العراقيين تستنكف مثل هذا الكلام, وانما لانها تعلم ان الشارع العراقي يرفضها ويستهجنها. لقد كانت مراجع السنة والشيعة تتبارى في الدعوة الى الاخوة والتقارب والوحدة بين الطائفتين ولم تسمع اذاننا يوما بان السنة يصلحون لمهام ما ويصلح الشيعة لغيرها. لاافهم كيف يا جلالة الملك تقلقكم الطائفية ثم تقولون مثل هذا الكلام وتؤمنون بمثل هذا الكلام.

ثم يقلق صاحب الجلالة ان كان الرئيس القادم ممن عاشوا كل حياتهم في العراق ام من الخارج. يا صاحب الجلالة....ارجو ان لايكون كلامي جارحا, ولكني رأيتك تلقي خطاب العرش, وكانت لغتك اشبه بلغة انكليزي تعلم العربية لتوه, فاين كنت يا ترى؟

امتدح الملك بعد ذلك الرئيس بوش لانه "ملتزم حل الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية" وان هناك "سوء فهم كبير بين العرب والولايات المتحدة " سببه السياسة الامريكية.
انا افهم ان سوء الفهم يتأتى من فهم خاطئ لمقاصد سياسة احد الطرفين او كلاهما, فهو سؤ "فهم" وليس سوء سياسة. اي ان مسبباته سوء شرح للسياسة وليس السياسة نفسها فكيف تسبب السياسة نفسها سوء فهم؟ الامريكان يؤيدون اسرائيل بلا تحفظ حتى في ذبح الشعب الفلسطيني ويجهزون الاسرائيليين بكل ما يحتاجونه لذلك..هكذا افهم السياسة الامريكية, فهل اسأت فهمها؟ ام ان الامريكان اساءوا فهم الفلسطينيين في مطالبتهم الواضحة بارضهم؟

ايوصف خلاف ما بين الشيعة والسنة بانه طائفية خطيرة ومقلقة, وتوصف سياسة اميركا الموجهة لتصفية العرب في فلسطين بانها سوء فهم ايها الملك؟

يقول الملك :".. يومياً مشاهد دبابات اسرائيلية امام الفلسطينيين ودبابات اميركية أمام العراقيين, هذا يجعل مهمتنا صعبة جداً ويدمر سمعة أميركا".

ما هي مهمتك الصعبة يا جلالة الملك؟ انك تتحدث كوكيل دعاية امريكي يلاقي الاحراج والصعوبة في مهمته من "مشاهد الدبابات" وليس كقائد عربي تحرق قلبه قذائفها. ان قلقك على سمعة اميركا اوضح بكثير من قلقك على ضحايا تلك الدبابات من فلسطينيين وعراقيين.

ويتابع الملك: "نحاول استغلال علاقتنا الجيدة مع الولايات المتحدة لمساعدة الفلسطينيين"

ياسيدي الملك...للاسف لا يلمس الفلسطينيون ولاغيرهم اثرا لمحاولاتكم مساعدتهم. ان علاقتك الجيدة مع بوش لم تحم احمد واسماء وهم يطعمون الحمام فوق سطح منزلهم من رصاص القناصة الاسرائيليين ولم نسمع من بوش غير توكيده حق اسرائيل في "الدفاع عن نفسها".

فما المشكلة ايها الملك؟

الملك:"المشكلة ان هناك ثلاثة أو أربعة مستويات قيادة للفلسطينيين وبعضها يتنافس مع البعض الآخر. وهذا التنافس يخلق مشاكل للفلسطينيين وهم يسألون أين القادة العرب. نريد مساعدتهم لكن يجب أن يساعدوا أنفسهم أولاً". وقال ان أجندة "حماس" "لا تساعدنا لدفع العملية الى الأمام".

اذن لاعلاقة لاسرائيل بالمشكلة..المشكلة في الفلسطينيين الذين لم يساعدوا انفسهم, والمشكلة في اجندة حماس لانها لاتساعد على دفع "العملية" الى الامام! المشكلة يا سيادة الملك ان خطابك يطابق تماما ليس الخطاب الاسرائيلي بل الجناح المتطرف منه.


لطالما تساءلت : لم الملوك؟
لم اكتشف يوما فائدة لملك ولم يقنعني احد بجدوى وجودهم في غير المتاحف وكتب التأريخ وقصص الاطفال. وحتى ملك الشطرنج ليس الا عبء على جماعته.

في اوربا لديهم ملوك ايضا, وهنا ايضا لم اعرف الحكمة من وجودهم. لسبب غامض لم يريدوا او لم يستطيعوا التخلص منهم, فركزوا على تجنب اضرارهم. وكان اول ما فعلوه ان منعوهم من الكلام! فأنا استطيع ان ادلي برأيي في هولندا بحرية اكبر بكثير مما تفعل الملكة وافراد عائلتها. وملوك الغرب هم ايضا مدركون لعدم فائدتهم ونشاز وجودهم فقبلوا بهذه الوضع المهين.

لم ادرك لم منع الملوك الكلام في اوربا الى ان قرأت كلامك يا جلالة الملك! اود ان ابلغك ايضا باننا في العراق لانحب الملوك ولا خرافات الملوك وتصيبنا الحكة من كلامهم, ولايسرنا ان نستمع الى نصائح من بقي منهم. وان شئت الصراحة فاننا نسر بعدم رضاهم عن مسيرتنا وان وافقونا يوما تساءلنا ان نكن قد اخطأنا في مكان ما. فان اردت ان تمتدح احدا منا يوما, فاقترح عليك ان تذمه..فهكذا نفهم نحن كلام الملوك.



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثأر...الثأر...لدماء كربلاء والكاظمية!
- 188: احترام لمرونة الشريعة


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل فلسطينيين اثنين في جنين بعد مهاجم ...
- رئيسي يندد بالعقوبات الغربية المفروضة
- إزالة 37 مليون طن من الحطام المليء بالقنابل في غزة قد تستغرق ...
- توسع الاتحاد الأوروبي - هل يستطيع التكتل استيعاب دول الكتلة ...
- الحوثيون يعرضون مشاهد من إسقاط طائرة أمريكية من نوع -MQ9-.. ...
- -الغارديان-: أوكرانيا تواجه صعوبات متزايدة في تعبئة جيشها
- هجوم صاروخي من لبنان يستهدف مناطق في الجليل الأعلى شمال إسرا ...
- السيسي يوجه رسالة للعرب حول فلسطين
- الأمن المصري يضبط مغارة -علي بابا- بحوزة مواطن
- نائب نصر الله لوزير الدفاع الإسرائيلي: بالحرب لن تعيدوا سكان ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - كلام الملوك