الانتخابات الاوربية في هولندا: نصر لليسار وهزيمة للحكومة وعدم ثقة بالاتحاد الاوربي

صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 865 - 2004 / 6 / 15 - 07:54
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

قدمت نتائج الانتخابات للبرلمان الاوربي في هولندا نصرا شبه تام لليسار على احزاب الحكومة اليمينية بقيادة بالكننده من الحزب المسيحي الديمقراطي (CDA ).
فقد كسبت جميع الاحزاب اليسارية, عدا الخضر (GroenLinks ) الذي خسر مقعدين من مقاعده الاربعة, المزيد من المقاعد على حساب تحالف الحكومة وبقية الاحزاب اليمينية. فقد اضاف حزب العمل (PvdA ), وهو حزب وسط يساري, مقعدا ليحصل على سبعة مقاعد, وربح الحزب الاشتراكي (SP ) مقعدا ليصبح له مقعدين.

حزب رجال الاعمال الليبرالي (VVD ) اصيب باكبر خسارة في الاصوات ليتخلى عن مقعدين من مقاعده الستة السابقة, كما خسر كل من حليفيه في الحكومة مقاعدا لهما حيث خسر الحزب المسيحي الديمقراطي (CDA ) مقعدا, وخسرحزب الديمقراطيين 66 (D66 ) احد مقعديه. لكن الحزب المسيحي الديمقراطي (CDA ) بقي مع ذلك اكبر الاحزاب في عدد الاصوات محتفظا بسبعة مقاعد متساويا بذلك مع حزب العمل.

كذلك مني تحالف (ChristenUnie/SGP ) المسيحي اليميني بخسارة مقعدا من مقاعده الثلاثة السابقة.
لم يتمكن حزب بيم فورتان (LPF ) المعروف بانتهازيته ومعاداته للاجانب من الحصول على ما يكفي لتأمين مقعد له في البرلمان, وكذلك فشل حزب الدفاع عن الحيوانات (Partij voor de Dieren ) في الحصول على مقعد.

الا ان مقاجأة الانتخابات الكبرى كان فوز مرشحي " اوروبا الشفافة " (Europa Transparant ) بقيادة فان بوتنن (Paul van Buitenen ) بمقعدين. المجموعة تاسست قبل فترة قصيرة حيث كان قائدها موظفا في الاتحاد الاوربي والذي اثار تقرير له عن تلاعبات ماليه في الاتحاد ضجة كبيرة ادت الى استقالة لجنة الاتحاد (Europese Commissie ) عام 1999, مما يعكس عدم ثقة شديدة من قبل المواطنين بما يدور في غرف الاتحاد.

الحزب الليبرالي عزى هزيمته الى مشاكل داخلية بين اعضاء الحزب اضافة الى توجيه نقد حاد اليه من قبل رئيس فريقه الانتخابي السابق هانز ديكستال (Dijkstal ) الذي اتهم الحزب باتباع سياسة اثارة الكراهية ضد المسلمين. بالطبع يحاول الحزب اليميني بهذا التخفيف من اهمية اسباب خسارته التي من الممكن ان تكون متعلقة باعتراض ناخبيه فعلا على سياسته تجاه المسلمين, وليس الخلاف الدائر حولها بين اعضاء الحزب, خاصة وان عضوي الحزب في البرلمان ايان هرسي علي (من اصل صومالي) تعرضت لنقد متكرر حول تصريحاتها المضادة للاسلام, كما ان عضو البرلمان الشاب الاخر ويلدرز لايختلف بمستوى تصريحاته عن المجموعات العنصرية, والتي من المحتمل ان يترك ويلدرز الحزب لينضم الى احداها مثل (اليمين الجديد), بعد ان اصبحت تعابيره ومواقفه اقرب اليها من تلك التي لحزبه الحالي ليبني "مجده" السياسي على حساب المهاجرين كما فعل قبله الشاب السطحي سميت الذي انتقل من حزب "روتردام القابلة للحياة" الى حزب "اليمين الجديد" الذي فشل في الحصول على اي شئ يذكر في الانتخابات.

هكذا لم يحصل تحالف الحكومة الا على 40% من الاصوات, مما يعزوه البعض الى اعتراض الهولنديين على سياسة الحكومة اليمينية المالية وكذلك موقفها من حرب العراق. الا ان الرئيس بالكنندة رفض ان يعتبر تراجع عدد المصوتين لتحالفه الحكومي مؤشرا على رأي الشعب الهولندي بالحكومة.

سيكون لهولندا 27 مقعدا من مقاعد البرلمان الاوربي ال 732, وقد كان الاقبال على الانتخابات جيدا بالنسبة الى السنتين السابقتين حيث بلغ 39% ممن يحق لهم التصويت في هولندا, وهي المرة الاولى منذ تاسيس البرلمان عام 1979 لم ينخفض فيها الاقبال على التصويت عن السنة التي تسبقها.

#صائب_خليل (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل