أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - غوانتانامو العقل














المزيد.....

غوانتانامو العقل


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3094 - 2010 / 8 / 14 - 12:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فجأة يصبح السلفيون وأبناء الماضوية وسكان الكهوف، عشاقاً للحريات والديمقراطية ومناصرين أشداء لحقوق الإنسان، وذلك، فقط، حين يتعلق الأمر مثلاً، بقضايا من مثل الحجاب، وعادة النقاب البدوي الصحراوي غير القانونية، وبتنا نسمع من بعضهم مساجلة، عبارات من مثل حرية شخصية، وخيارات فردية، وما شابه ذلك، وضرورة احترام كل ذلك وعدم التدخل في الخصوصيات، هكذا. "طيب" جميل، وولكن حين يتعلق الأمر بحريات حقيقية وفردية ملحة كحرية الإيمان، واللا إيمان، وحرية الارتداد، وممارسة الحياة الخاصة، نراهم يشهرون السيوف ويقيمون حد الردة على كل داع لهذه الحريات.

وفي تناقضات لا تخلو من أسى، ومن أطرف ما نسمعه من جماعات الاستبداد الديني هو الكلام والدعوة بالحرية لمعتقلي غوانتانامو، وكلام مسهب ورومانسي وعذب عن هؤلاء وتصويرهم كملائكة ضحايا للإجرام الأمريكي، وكأن الإمارات الدينية الظلامية التي تمارس العنصرية على رؤوس الأشهاد والتي يتلطون بظلالها ، تعرف أي قدر من الحرية، أو تطفح بالحريات الزائدة عن حاجتها، ، أوكأنهم فعلاً دعاة حرية وأن معتقلي غوانتانامو كانوا يرفلون بحريات لا تضاهي قبل أسرهم في غوانتانامو، أو كأنهم يؤمنون أصلاً بأي نوع من الحريات للآخرين، وخاصة للمرأة، والأقليات، والمضطهدين والمختلفين دينياً، والفقراء والمهمشين...إلخ.

ولسنا بصدد التشفي من معتقلي غوانتانامو وغيرهم، ونطالب بالحرية الفورية لكافة معتقلي الرأي والضمير والسجناء الأبرياء وفي أي مكان من العالم، ولكل من لم يرتكب جناية، أو جريمة، أو فعل شائن، وعمل إرهابي، وهذا مطلب إنساني وحقوقي عادل لسنا ضده بالمطلق. وندين اعتقال أولئك الضحايا المغرر بهم في غوانتانامو، والذين هم في الواقع ضحايا لنفس جلاديهم وسجانيهم الأمريكان الذين تاجروا بهم في الأسواق السياسية والإستراتيجية والعسكرية، ورموهم بعد ذلك، والانتهاء من خدماتهم "كمناديل" الورق في أقرب مكب نفايات، بالتواطؤ مع حكومات أولئك المساكين التي ورطتهم في "الجهاد" الأمريكي "الأكبر"، وكبّرت رؤوسهم وحشتها، ونفخت فيها حتى اعتقدوا، بعد المهزلة الأفغانية فعلاً، بأن نصرهم من عند الله،وتصوير الأمر كإعادة إنتاج ميثيولوجي لفتح مكة، وأنه بات بإمكانهم تغيير العالم وفرض رؤاهم عليه.

غير أننا نعتقد جازمين، أن هؤلاء المساجين والضحايا، هم في "غوانتانامو" عقلي آخر أدهى، وأخطر، أزلي وأبدي محبوسين فيه، سواء كانوا في غوانتانامو الفعلي أم لا، وأن "الغوانتاناموية" العقلية لم تكن يوماً ببعيدة عن ثقافة وحياة مأسوري العقل المحبوسين داخل غيتوهات وأقفاص فكرية وثقافية وعقلية أشد وطأة من غوانتانامو كوبا.

نحن جميعاً، وفي الحقيقة، في غوانتانامو كبير. لكن، من يضمن، الآن، لو خرجنا جميعاً من الغوانتانامو العربي الكبير أن نكون أحراراً بتفكيرنا وسلوكياتنا وحياتنا الخاصة وخياراتنا الفردية؟ ألا يبرهن المهاجرون العرب والمسلمون الذين يعيشون في الغرب والدول "النظيفة" والمحترمة بأنهم ما زالوا في غوانتاموا الشرق الأوسط الكبير ولم يبرحوه لحيظة واحدة، وأنهم بخروجهم المقدس من ديار الإيمان إلى دار الفكر، كان بالجسد ، فقط، وليس بالروح، والعقل والضمير، فعذابات وآلام وتداعيات وخواص وحياة غوانتانامو الصحراء ما زالت في دواخلهم وتلازمهم أينما حلوا، وما زالوا داخل غوانتانامو العقل؟

والآن من يضمن فيما لو خرج معتقلو غوانتانامو، ما غيرهم، أيضاً، من سجنهم وأسرهم المادي والحسي أن يخرجوا أيضاً من سجنهم العقلي والروحي والثقافي المحبوسين بداخله. وقد أثبت بعض المفرج عنهم أنه ما يزال في سجنه العقلي من خلال الالتحاق بالخلايا النائمة، وعودتهم الفعلية للإرهاب والقتل والالتزام بالسلوك الهمجي للجماعات إياها، فهم هكذا هكذا سجناء بأية حال. فالمعالجة الأمريكية للأمر غير قانونية ولا منطقة ولن تسفر عن شيء، غير أنه، وفي نفس الوقت، فالدعوة لتحرير هؤلاء نسبية، وليست ذات جدوى، إن لم يتحرروا فعلاً من غوانتانامو العقل. وهؤلاء، ونحن معهم جميعاً، أسرى وسجناء سواء كنا داخل وخارج غوانتامو الامريكي.

غوانتانامو العقل أيها الأصدقاء هو أخطر بكثير من غوانتانامو الخليج الكوبي الكبير، وكان موجوداً قبل هذا المستحدث الأمريكي الطارئ، وسيبقي "مفتوحا" ويستقبل نزلاءه، في إمارات الظلام المفتوحة، ما لم تحدث ثورة العقل الكبرى، لإطلاق العقل من غوانتانامو العقل الرهيب.

الحرية لكل سجناء الرأي والضمير، وأولاً وأخير، والأهم، لسجناء غوانتانامو العقلي الشرق أوسطي.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين مسلسلات الخيال العلمي العربية؟
- اللغة العربية في برنامج الاتجاه المعاكس: إشكالية اللغة والحض ...
- حديث أبي هريرة وهرّته: هل الأنظمة العربية في النار؟
- المخابرات السورية هي الحل
- لماذا لا يتقن العربي والمسلم لغته؟ 2
- لماذا يعجز العربي والمسلم عن إتقان لغته؟ 1
- مازوشية النقاب: كيف ستتزوج المنقبة؟
- السيد وزير التربية السورية المحترم
- خطر الجهاد على الأمن واالسلم الدوليين
- الله لا يشبعكم يا رب
- النقاب والعبودية والاستبداد
- وهم الاستثمار واستثمار الوهم: لا لتوطين الوهابية في سوريا
- سورية: ضربة جديدة ضد ظاهرة النقاب
- ]لماذا لا يوجد حزب علماني في سوريا؟
- هل بدأ شيوخ الأزهر ببيع صكوك الغفران؟
- دعوى قضائية عاجلة ضد جميع إجراءات الفصل الجنسية في سورية
- بانتظار هيئة الأمر بالمعروف والمنكر في سورية
- العلم السوري
- إرضاع الكبير: ومجتمع الدواويث
- ماذا لو كانت إسبانيا عربية وإسلامية؟


المزيد.....




- ألمانيا.. زعيم يهودي يدعو لاتخاذ موقف حازم من حزب البديل من ...
- استعدادا لانتخاب بابا جديد.. شاهد لحظة تركيب المدخنة على سطح ...
- الغويري في بلا قيود: حظر جماعة الإخوان ليس موجهاً للعمل السا ...
- دور ليبي ومسجد -مغربي-.. كيف أسلم بونغو وانتشر الإسلام بالغا ...
- السّر الكبير: ماذا يأكل الكرادلة المرشحون لمنصب بابا الفاتيك ...
- صحيفة سويسرية:لهذه الأسباب تم حظر جماعة الإخوان المسلمين في ...
- أعمال عنف بحق الطائفة الدرزية في سوريا.. اتفاق داخلي ودولي ن ...
- العراق يحظر نشاطات الأحزاب المناوئة للجمهورية الاسلامية على ...
- وجهاء الطائفة الدرزية يؤكدون رفضهم الانفصال من سوريا
- الجهاد الاسلامي: استهداف سفينة المساعدات اهانة للقيم الانسان ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - غوانتانامو العقل