أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - ماذا لو كانت إسبانيا عربية وإسلامية؟













المزيد.....

ماذا لو كانت إسبانيا عربية وإسلامية؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3057 - 2010 / 7 / 8 - 10:26
المحور: كتابات ساخرة
    


في ظل هذا التألق الإسباني الرياضي الفريد الذي يعلو ولا يـُعلى عليه، حيث تلاعبوا بالمارد الألماني كدمية، وأفقدوه القدرة على الحركة وطوعوه وفق إيقاعهم الخاص الذي أسروا به ألباب المشاهدين المتابعين لهذه القمة الكروية الخالدة، وهي تختلف بالطبع عن الرسالة الحضارية الخالدة، إياها، فأرجو عدم الخلط. ولعل أجمل ما في هذا المونديال والأدوار هو خروج العرب وعدم وجود أي ذكر، أو أثر لهم في المونديال، وكل الحمد والشكر لله، لأن وجودهم في أي مكان وزمان يفسد متعة أي شيء ويحول المكان والزمان إلى ورطة وكارثة حقيقية على الجميع، نعم في ظل هذا التألق لا بد لذاكرة وخيال المرء من أن يعرجا على الكابوس الرهيب الذي نسمعه صباح مساء حول تباكي الفقهاء والجماعات إياها، على "الأندلس" (سمى العرب شبه الجزيرة الأيبيرية بهذا الاسم بعد استعمارهم لها)، لنتساءل بألم وحرقة و"حسد" شديد، ماذا لو كانت إسبانية فعلاً عربية وإسلامية، و"تنعم" و"تتنعم" بالقيم الخالدة إياها، فهل كانت ستتألق على هذا النحو الرياضي المثير، وتحقق الكثير من الإنجازات الأخرى على صعد أخرى لا تقل أهمية عن الرياضة. هل أدرك العرب الذين كانوا يتابعون المباراة مغزى وجود اللاعب التونسي "العربي والمسلم" سامي خضيرة في قلب المنتخب "الألماني الآري"، هل فهموا وووصلت الرسالة؟ وعرفوا لما تصل دولة مثل ألمانيا في كل مرة إلى الأدوار النهائية فيما هم يضنون بأبسط الحقوق على أبناء جلدتهم، ويحرمونهم من أبسط الحقوق الآدمية؟

فلو كانت إسبانيا تحت حكم قبائل الجاهلية الثانية، وغلمانها ونسائها، ولا سمح الله ولا قدّر، لما تخطت الأدوار التمهيدية الأولى كما هو حال معظم دول المنظومة البدوية التي تناطح عبثاً في كل مرة للتأهل إلى الأدوار التمهيدية، وحين تفلح وتتأهل لكأس العالم، فإنها تخرج بفضائح مجلجلة وهزائم نكراء. ولنتصور هذا لقاء أمس بين الفريق الألماني والفريق الإسباني الحامل للقيم الغربية وليس العربية الخالدة، لو كان بين فريق "الساجدين"، مثلاً، أو فريق التوحيد ما غيره، الذي يضع السيف شعاراً له ( هل رأيتم بلداً في العالم يضع السيف شعاراً له؟)، ماذا ستكون النتيجة؟ ولن نذهب بعيداً لنذكر كيف طحن الفريق الألماني "الكافر المشرك الصليبي "نفسه، لـ"حفدة القردة والخنازير"، فريق التوحيد بتسعة أهداف كاملة في واحدة من المباريات الفريدة في تاريخ هذا المونديال.

ولو كانت إسبانيا تحت حكم أبناء الجاهلية الثانية، لكانت في أحسن الأحوال دولة فاشلة مثل الصومال واليمن والجزائر وبقية السلالة التسلطية المعروفة، ولكان الفقر، والنهب والسلب والفساد والأبوية والاستبداد ينهش بها، وهو لعناوين العريضة لها، ولما أفلحت إلا بالوصول لقوائم الفساد، والأمية، والأمراض الجماعية المستعصية. ولكان المنتخب الإسباني هو عبارة عن أبناء وأقرباء ولما وجدت مبدعاً ولا متألقاً فيه يأخذ فيه حقه وفرصته كما هو مفترض. ولكان مدري المنتخب الإسباني هو أحد المحظيين والمقربين من الصدر الأعظم، يعيّن كمدرب للمنتخب ليس لتحقيق أي إنجاز، كلا وحاشانا وحاشاكم على كل حال، بل يتم تعيينه كـ"تنفيعة" له ولعشيرته، كي يلهط ما يتيسر من البقرة الإسبانية الحلوب. ألا ترون معي أن الصراع هو صراع قيم وثقافات ومبادء. فأني لتلك القيم البدوية البائدة والبدائية أن تصمد وتتفوق على قيم عصرية وحداثية وإنسانية وحقوقية عادلة وصارمة ولا تقبل التحيز أو التهاون والمساومة. فالتفوق علم وأرقام وآليات وقيم وليس هبة من السماء أو بركة من الزعماء أو وحي وإلهام، أواستحضار للجن والعفاريت وصراع مع الشياطين ولا علاقة له بأية بطقوس السجود وتعاويذ وغيبيات ورفع الأكف للسماء. ورأينا كيف أن الفرق الخاسرة قد عزلت كل مدربيها، بما فيهم الأسطورة مارادونا، فيما "مدربي" المنتخبات العربية جاثمين على الصدور ما بقي الزمان، رغم خساراتها وانكساراتها المهينة وهم في العادة من أبناء أصحاب النفوذ وأقرباء أصحاب القرار من أصحاب الجلالة والعظمة والقداسة والنيافة والسمو والعلو، وما شاء الله وكان.

إن القضية في النهاية، وفي أي مجال من المجالات، وليس في الرياضة وحسب، أيها الأصدقاء، هي صراع قيم ومبادئ وثقافات، فهل تتفوق القيم والطرق البدوية على القيم الحداثية كما يطنطن الصحويون لننتظر ونرى، وإنا وإياكم لمنتظرون ما بقى الزمان؟ لقد بات واضحاً إن من تبنى القيم الحداثية والعصرية قيم التفوق والإبداع ، ونبذ القيم البدوية ومكاييلها البائدة، ورؤاها المغلقة، فلا بد أن النجاح سيكون حليفه في كل المجالات. والدليل أمامنا، بين إسبانيا عربية وإسلامية يوم كانت رموزها البدوية تتصارع على السبايا والغنائم والتسلط على رقاب العباد في حروب الطوائف المعروفة أيام الغزو الاستعمار البدوي المرعب، وبين إسبانيا الديمقراطية الليبرالية والعلمانية اليوم المنفتحة والإنسانية حيث تعلو قيم المواطنة وحقوق الإنسان والعدالة والمساواة على ما عداها من قيم.

لن يصل العرب إلى أية إنجازات، لا اليوم ولا غداً، ولا في أي مجال، ولا حتى في مجال "الكلمات المتقاطعة"، وبعيداً عن زعيق وصراخ الفقهاء، ما دامت القيم الصحراوية والبدوية تحكمهم، وتتحكم بهم، وتنهش لحومهم. وغدا سنرى إسبانيا بهذا الإيقاع تتربع على قمة العرش الكروي، وما كان هذا سيتأتى لها لو كانت ما زالت تحت نير الاستعمار البدوي الغاشم وتتمثل قيمه البائدة.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حضارة لصوص الخراج
- لا للنقاب، لا لثقافة التصحر والغباء
- رئاسة الاتحاد العام للطلبة العرب: من ندرة الفعل إلى قلة الأص ...
- بلاغ عاجل إلى محكمة الجزاء الدولية- لحجب نايل وعرب سات
- كلهم يصلّون ويصومون ويقرؤون القرآن
- حق العودة للمسيحيين واليهود إلى جزيرة العرب
- إسرائيل والتطبيع الرياضي
- يا بخت هنود الخليج
- لماذا لا يقاطع العرب كأس العالم؟
- هل نرى يهودياً عربياً زعيماً لحزب قومي عربي؟
- تعقيب على مقال الوطن القومي للمسيحيين
- أطالب بوطن قومي للمسيحيين العرب
- المرضعات: وعلاوة إرضاع الكبير
- خرافة المفكر العربي
- عولمة رياضية
- الجهاد الإسلامي بين الأنموذج الأردوغاني والأنموذج البن لادني
- نعم لإرضاع الهندي الفقير
- العرب والسطو على التاريخ
- أيهما أهم الأخلاق أم الأفكار؟
- الأساطير الدينية تحت الاختبار: إنتاج أول خلية حية والإنسان ا ...


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - ماذا لو كانت إسبانيا عربية وإسلامية؟