أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - خطر الجهاد على الأمن واالسلم الدوليين














المزيد.....

خطر الجهاد على الأمن واالسلم الدوليين


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3076 - 2010 / 7 / 27 - 15:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا شك لقد كان للغزو البدوي البربري ضد شعوب المنطقة وحضاراتها آثاراً كارثية ما زالت هذه الشعوب تعيشها حتى اليوم انقساماً وتشرذماً وحروباً وعشائرية تنتشر انتشار الهشيم في ما يسمى الجسد العربي، الذي من المفترض أن يكون كالبنيان المرصوص حسب تراث وفكر الصحراء. ولعله من نافلة القول أن هذا العدوان البدوي ضد شعوب العالم يعتبر من أخطر أنواع الاعتداءات المعروفة في التاريخ البشري فهو مستمر تحت مسمى الجهاد ما استمرت الحياة. وهذا الجهاد هو صك رباني، ومبرر شرعي لأي قاطع طريق، وخارج عن القانون، لشن الحروب وقتل الناس وسفك الدماء. ويستطيع أي طامح سياسي وعاشق للسلطة ومن هنا تكاثرت وتناسلت جماعات الإسلام السياسي وأصبحت أكثر من الهم على القلب، إذ رأت في الجهاد الطريق الوحيد لوصولها للسلطة بعد أن استطاعت الدولة المدنية الحديثة دولة المواطنة وحقوق الإنسان من التقدم مسجلة إنجازات هامة في دول أفلتت من قبضة الغزو البدوي، كدول أمريكا وغرب أوروبا، أو تحررت منه، كإسبانيا. ومن هنا كان هذا التكفير والحرب العشواء التي تشنها الجماعات الدينية ضد الحداثة والدولة الديمقراطية الحديثة ورفضتها جملة وتفصيلاً، تحت مسمى ومزعم دولة الحاكمية لله التي تتيح لهم شتى أنواع البطش والهروب من المساءلة القانونية وممارسة التوتاليتارية الدينية بأبشع أشكالها، فدولة الخلافة، والإمارة الدينية، كما هو الحال في معظم الدول المسماة عربية، التي يسمون فيها الحاكم الأبوي المطلق بولي الأمر، أي أنه مفوض بأمر ومصير وحياة كل الرعايا الذين هم تحت سلطته وسلطانه، نقول هذه الدولة عي فوق أي نوع من المساءلة وفوق النقاش لأنها من عند الله، وكل من يتجرأ على رموزها، فإنما يتجرأ على الله، وطبعاً، لا مجال لمناقشة أو سؤال الله بأية طريقة وأي شكل كان، وهنا الخطر الحقيق.

وتتيح آلية التكفير الموجودة من خلال مبدأ الجهاد ونشر الدين، هذا الحق والتفويض المعطى لأي كان، بتكفير أي حاكم، وإعلان الحرب المقدسة والجهاد عليه، لأنه لم يحكم بما أنزل الله، حسب الآية الجهادية الشهيرة: ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ المائدة 44 التي تتخذها الجماعات إياها كذريعة لشن الحروب ضد المجتمع وتقويض الدولة المدنية حتى لو كان الحاكم مؤمنا ومسلماً ولا يجهر بالكفر والمعصية، وهذا ما فعلته خلية الإسلامبولي بالسادات رغم أنه أطلق على نفسه لقب الرئيس المؤمن مضيقاً إليه اسم "محمد" أنور السادات، وكان قائماً قاعداً يقيم الصلاة، وافتتح خطابه الشهير في الكنيسيت بآية من الذكر الحكيم، وكل ذلك لم يشفع له، وقد اتخذها حسن البنا كحجر الزاوية بالنسبة لفكره الجهادي القتالي تحت مبدأ الحاكمية لله، أي رفض أي شكل أو نمط من أنماط حكم البشر ومهما كان عصرياً، وحداثياً، وعادلاً، فهو مرفوض. أي أن البشرية في حالة دفاع دائمة عن النفس ما بقي ه هذا الفكر، المستوحى من نصوص قرآنية مدنية مقدسة لا يمكن تحريفها، ولا العبث فيها، أو تجاوزها على الإطلاق. إنها حالة الحرب والصدام والدماء المستمرة التي لا تهدأ حتى تتحقق الحاكمية لله، وحده، ولا البتة، من دون ذلك. ومن هنا جاء هذا الصراع الدامي بين هذه الجماعات ومموليها ومصنعيها في كل مكان وانقلابهم عليها، كما حصل في مصر السادات، وكما حصل مع القاعدة في السعودية التي خرجت من مكاتب الاستخبارات السعودية، وكان آخر لقاء رسمي لابن لادن قبل خروجه لآخر مرة من السعودية، هو مع تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودية سنتذاك، وكذلك الأمر بالنسبة للجماعات الأفغانية التي تشن اليوم حرباً ضروس ضد رعاتها السابقين من جنرالات البنتاغون الذين كبروهم وسمنوهم وأطلقوهم لمواجهة الجيش الأحمر الشيوعي الكافر، وما إن انتهى الكابوس الأحمر حتى انقضوا على اليد التي أطعمتهم وربتهم. وهذا الأمر يحصل مع كافة التنظيمات التي ربتها الأنظمة العربية لمواجهة قوى التنوير والحداثة والعلمنة والديمقراطية، فوجدت نفسها في حرب ضروس مع هذه الجماعات التي باتت تهدد أمن وسيادة هذه الجماعات. إنها المتوالية الجهادية التي لا تقبل التوقف، ولا تهدأ ولا ترمي السلاح حتى تحقق الحاكمية، ولمن؟ إنها لله، ولله وحده دون سواه.

واليوم يعلن الجهاديون والتنظيمات التي تتبنى الفكر الجهادي الحرب على البشرية جمعاء حتى تدين لها، ولقد بشر القرضاوي في إحدى برامج الشريعة والحياة، بإقامة دولة الخلافة في روما، ومن دون أن يدعوه الإيطاليون لتحرير إيطاليا، وحين تتحقق هذه النبوءة القرضاوية، بإذن الله، فقد تكون باريس، ومن ثم لندن وغيرها، مربط الفرس لفرسان الجهاد.

فالجهاد بكلمة واحدة، وبهذا المعنى، هو إعلان، وحالة حرب دائمة ومستمرة وصدام أبدي مع بني البشر حتى ينصاعوا ويرعووا ويلقوا أسلحتهم ويرفعوا أيديهم للجهاديين ويسلموا بالرؤية البدوية للأسطورة الكونية، وفي كل مكان يتواجد فيه الصحويون والجهاديون تتواجد فيه هذه العقيدة الحربية الجهادية والنزعة القتالية الصدامية، وهنا الخطر الحقيقي على السلام والأمن الدولي برمته، وكل الدول التي وصلها المد الصحوي الجهادي مهددة بحروب لا تبقي ولا تذر، وهذا ما نراه اليوم، في حقبة الصحوة، أو النكبة الإسلامية، وهذه الصحوة، وإن كان لها أول وبداية، فليس لها نهاية حسب الخطاب الصحوي، والجهادي.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله لا يشبعكم يا رب
- النقاب والعبودية والاستبداد
- وهم الاستثمار واستثمار الوهم: لا لتوطين الوهابية في سوريا
- سورية: ضربة جديدة ضد ظاهرة النقاب
- ]لماذا لا يوجد حزب علماني في سوريا؟
- هل بدأ شيوخ الأزهر ببيع صكوك الغفران؟
- دعوى قضائية عاجلة ضد جميع إجراءات الفصل الجنسية في سورية
- بانتظار هيئة الأمر بالمعروف والمنكر في سورية
- العلم السوري
- إرضاع الكبير: ومجتمع الدواويث
- ماذا لو كانت إسبانيا عربية وإسلامية؟
- حضارة لصوص الخراج
- لا للنقاب، لا لثقافة التصحر والغباء
- رئاسة الاتحاد العام للطلبة العرب: من ندرة الفعل إلى قلة الأص ...
- بلاغ عاجل إلى محكمة الجزاء الدولية- لحجب نايل وعرب سات
- كلهم يصلّون ويصومون ويقرؤون القرآن
- حق العودة للمسيحيين واليهود إلى جزيرة العرب
- إسرائيل والتطبيع الرياضي
- يا بخت هنود الخليج
- لماذا لا يقاطع العرب كأس العالم؟


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - خطر الجهاد على الأمن واالسلم الدوليين