خليل اندراوس
الحوار المتمدن-العدد: 3090 - 2010 / 8 / 10 - 18:06
المحور:
الادب والفن
عندما ننطق بكلمة كاتب أو شاعر أو رسام أو فنان فلسطيني، نشعر بمعنى خاص يتعدى الإشارة إلى عالم الإبداع ونرى شيئاً أكبر من مجرد كاتب أو رسام أو فنان أو شاعر، لأن هؤلاء يمثلون، قمة الإبداع والانتماء الوطني والإنسان، لكونهم يمثلون الشعب الذي أراد ويريد الثالوث الدنس الإمبريالي الصهيوني العربي الرجعي تهميشه، أو حتى إزالة وجوده، فخرج من حطام النكبة، رافعا علم الصمود والمقاومة والتحدي والبقاء، وأضاف نهرا جديدا مقدسا كنهر الأردن ليروي زيتون الوطن وقمحه سهله وجبله، وليروي حضارة الإنسانية ويزيدها جمالاً بورده وياسمينه، وبرقوقه الأحمر.
إبداع الكتاب والشعراء والفنانين الفلسطينيين بعد النكبة التي حلت بالشعب العربي الفلسطيني، وكذلك بعد هزيمة عام 1967 لهي معجزة، لا بل انتفاضة ثقافية حضارية إنسانية جبارة، لأن المخطط الإمبريالي الصهيوني أراد زوال هذا الشعب وبعثرته كحبات الرمال في صحراء الجهل والضياع والاستسلام والخنوع، لكي يفقد هويته الوطنية ويجد نفسه خارج الحضارة الإنسانية فالأدب الفلسطيني لم يكن فقط احتجاج لعالم غير عادل، وتحدي لواقع مأساوي وصمود أمام ظالم ومظهر، بل كان أيضاً أدب مقاوم إنساني، ترك دائماً الأبواب مفتوحة للأمل والتفاؤل، والإيمان بعدالة قضيته كشعب وكجزء من الإنسانية المكافحة من أجل بناء عالم آخر تسوده مثل إنسانية خلقية سامية تتحدى غطرسة القوة، بفكر تقدمي إنساني ولذلك لا غرابة أن يجد معظم هؤلاء الأدباء العظماء بانتمائهم الإنساني التقدمي بالحزب الشيوعي في الخمسينات والستينات والى الآن الإطار السياسي الذي يحتضن هؤلاء العظماء بفكرهم وإنسانيتهم وأذكر منهم الشعراء والكتاب والفنانين :محمود درويش، سميح القاسم، إميل حبيبي، توفيق زياد، حنا إبراهيم، محمد نفاع محمد علي طه، نايف سليم، د. سليم مخولي، شكيب جهشان وغيرهم وغيرهم.
كل هؤلاء كانوا وسيبقوا حجر الزاوية وملح الأرض.
#خليل_اندراوس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟