أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محسن صابط الجيلاوي - ( صيف ساخن جدا في العراق / مشاهدات وانطباعات )















المزيد.....

( صيف ساخن جدا في العراق / مشاهدات وانطباعات )


محسن صابط الجيلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3081 - 2010 / 8 / 1 - 20:38
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عند زيارتي العراق أواخر عام 2004 بعد ربع قرن من المنفى الإجباري كنت أقارن صورة العراق الراهنة مع وضعه السبعيني ، فرغم وجود البعث على السلطة حينها لكنه لم يكن مقتدرا إلى ذلك الحد لكي يخنق الحياة العراقية ويشوهها ، كانت الحياة والأيام العراقية أكثر دعة وجمالا ، كان للناس طموحات وأحلام وعلاقات وقيم إنسانية فيها قدر كبير من التألق والاستجابة لمعايير العصر الذي نعيشه ، سينمات ومسارح عامرة ، ثقافة نشطة ، امرأة أكثر إقبالا على الجمال والحضور ، وحياة فيها عيش متوازن وسهل ، فرص العمل متوفرة ، شوارع نظيفة ، حيوية ملفتة ، قيم سائدة تشكل نسيج منسجم ومتوازن للحياة الاجتماعية ،خضرة وطبيعة ساحرة ، مياه متدفقة بغزارة في حوض النهرين العظيمين وفي سائر فروعهما التي تعطي لنسغ الحياة ذلك التدفق والأمل بفصول أكثر وفرة وزهوا ...كان العراق حيث يجب من موقعه وتاريخه وقدرته على التأثير في محيطه الإقليمي والدولي ..كنت أحمل هذه الصورة وأركز على جعلها هي الحاضرة والمتحفزة والباقية دوما للحفر عميقا في دواخلي تلك خاصية شديدة الحضور في التساؤلات اليومية للمنّفي قسرا كحائط أخير لمحاربة الصدأ الذي قد يعتليه بفعل تقادم الزمن وتعدد المنافي ووحشة الأمكنة..للمكان الأول خلود خاص وعجيب ومدهش يشطر كل خلية في الجسد والعقل خصوصا عندما تُحرم من التعامل مع هذا المكان وفق الحرية التي تشتهيها وتبتغيها...زيارة العراق الأولى أنهت هذه الصورة وشطبتها كليا، وكنت أُردد دائما أن هذه الزيارة أضرت بصورة الحلم بوطن معافى أعود إلية بعد غياب طويل....فكم هو جميل أن تبقى تعيش على صورة متخيلة على الأقل إلى حين بدل أن تستبدلها بخراب حقيقي ينز على كل الجهات ويعتلي كل شيء ...فالعراق خرب حقا وبكل المقاييس ولا يحتاج إلى دراسات أو منظمات دولية توثق وتؤكد ذلك ، فالمرء يتلمس ذلك بسهولة على وقع أول خطوة تلامس هذه الأرض الشاحبة ، كل شيء يدعو للألم والحسرة والأسى، فشواهد حروب العبث والمرارات العراقية المتوالية تطوق كل التفاصيل في وجه هذا الإنسان المنكوب لتعبر إلى كل التضاريس من أرض وسكن وشوارع لتعطيك صورة عن حجم الكارثة التي حفرت عميقا في جسد هذا البلد وروح هذه الأمّة لتخرجها كليا عن مشروع الحضارة والتقدم والمساهمة المشتركة مع البشرية في خلق عالم أفضل وأبهى ....!
قبل أسابيع زرت العراق للمرة الثانية وها أنا أقارن هذه المرة مع عام 2004 فالخلاص من دكتاتورية عبثت بالبلد لعقود كان حينها وحده كفيل بزرع معالم أمل وطموحات وأحلام ومعها بقايا بطاقة تموينية غنية وكهرباء تغطي أكثر من نصف اليوم على الأقل ، وأسعار زهيدة في المحروقات من بنزين ونفط وغاز وديزل لكن بعد ست سنوات ما الذي جرى..؟ إنسان ماتت فيه الطموحات والأحلام ، أرض جرداء ، مياه شحيحة وتصحر ، أشجار ماتت فيها الخضرة واعتلاها شحوب وغبرة وحزن ، مزابل وأوسخة تغطي كل الشوارع والأزقة ، سكراب السيارات ممتد على حواف الشوارع الرئيسية ، بلد بلا قوانين تنظم السير مع ملايين من السيارات التي لا تنطبق عليها المواصفات العالمية المعروفة والتي تحمل أغلبها ماركات إيرانية ( تبعية واضحة ) تباع بأسعار بخسة لتملئ شوارع العراق بأكبر خطر يهدد البيئة التي هي أصلا منتهكة ومعها محاولة تحويل العراق إلى مجمع للنفايات عبر تصدير كل ماهو عتيق من دول الخليج ، كهرباء وطنية تأتي في أفضل الحالات لمدة ساعة ومعها بيع مولدات يستوردها رجالات الدولة الكبار ليجنوا منها الملايين من الدولارات ، تقنين كلي للبطاقة التموينية ، وزيادات عجيبة ومتوالية في أسعار سائر المحروقات ليجد ملايين من الفقراء أنفسهم خارج لعبة الكبار البشعة، طبقية جديدة ليست قائمة على معايير الإنتاج وتراكم رأس المال المعروف بل بين لصوص يسرقون كل شيء مقابل شعب أعزل وضعيف ويائس وفاقد القدرة المطلوبة ولو في حدودها الدنيا على وقف ما يجري..لهذا يذهب هؤلاء الفقراء أما خوفا أو يأسا في نهارات العراق القاسية مشيا على الأقدام في زيارات ومناسبات دينية لا حصر لها اختلقتها عقلية النخب الحاكمة وإعلامها الغزير ودهائها العجيب ليتاح لهم خاليا وبلا رادع دروب السرقات الشديدة الوضوح في كل الأوقات والمناسبات ...لم يوفروا شيئا سوى خيم تمتد على طرقات العراق الخارجية ومعها ملايين الدولارات تذهب لتقديم خدمات الأكل والشرب الوفير، هناك من يريد أن يقول للعراقي لكي تشرب وتأكل جيدا عليك المساهمة كل شهر في مسيرة ما وكفى..أي عقلية وخرافة يعيشها الإنسان العراقي ..؟
من مطار بغداد حتى الكوت لا تشاهد إلا ماهو غث وبشع من المظاهر أولها كراهية أي قادم من الخارج ، لم يترك رجالات الأحزاب شيئا قبيحا إلا ومارسوه لتندفع هذه الكراهية وعن حق لكنها شملت حتى القادم ولو يوم واحد دون أن يسعى لسرقة كما هو متوقع في ذهن أغلب الناس ، لقد تحايل هؤلاء واخترعوا قوانين عجيبة لنهب البلد مدعومة بوزرائهم ومناصبهم العليا عبر منح رواتب تقاعدية ، ووظائف وهمية ، وأراضي سكنية وبيوت ليضيفوها إلى بحبوحة عيشهم في الخارج ، جلها بلا ضوابط أو مسوغات قانونية أو احتياج أو الرغبة في العودة الحقيقية إلى الوطن ، وبهذا أختلط الحابل بالنابل في أهمية استعادة حقوق الناس وفق ضوابط صارمة وواضحة تُسهل العودة لمن يريد حقا إلى البلد لكي يسهم الناس في مشروع بناءه المفترض ....!
أغرب ما شاهدته في الكوت هو شارع أطلق عليه الناس( شارع الحرامية ) ، وفيه بيوت عامرة يقدر ثمن الواحد منها بمئات الآلاف من الدولارات ، أسعار خيالية لا أعرف أسبابها تفوق سعر العقارات حتى في اليابان ، وبالقرب من هذا الشارع دائرة للنزاهة ، كان حريا بها أن تسأل سؤال بسيط لهؤلاء كما يُفعل في هذا العالم من أين لك هذا لكي يعرف الناس كيف تم بناء هكذا بيوت مزدحمة مداخلها بالسيارات الفارهة بمدة زمنية قصيرة ومثل هؤلاء بالآلاف ، وبحسابات بسيطة يحتاج هؤلاء إلى عشرات السنين من العمل والدخول العالية وفي افتراض أن الزوج والزوجة يعمل وبدخول توازي السويد وأمريكا واليابان ، كان يحتاج كل واحد منهم عمل عشرات السنين لكي يرتقوا في سلم هذا الغنى الفاحش والعلني والظاهر للعيان بعهر وبصلافة لا حدود لها ، فالخيال الشعبي وصف هذا الشارع بما يستحق متقدما على موظفي النزاهة الأغبياء الذين يقبعون في مكاتبهم بانتظار رواتب مجزية نهاية كل شهر ...!
مطار شحيح الحركة يعبر عن عزلة العراق عن العالم ،شوارع متهرئة ، أسواق ودروب وحارات تعلوها القاذورات ، تصحر حقيقي فضعف البلد جعل جيرانه في وضع حر وطليق في مصادرة حقوقه وبشكل خاص استحقاقاته القانونية من المياه ومعها مؤامرات الأحزاب القومية الكردية في تعميق جراحه عبر نخره داخليا وبدهاء منفلت يجمع عليه كل مواطن عراقي والذي وفر هذه الأرضية للاستهتارات الداخلية والخارجية هو وجود طبقة سياسية أقل ما يقال عنها أنها رديئة وفاشلة حقا ، فهذه الطبقة السياسية لا يهمها من العراق سوى نهبه وتدمير وسحق أخر ما تبقى من هذا الجسد العليل ..لقد أصبحت ثقافة اللصوص هي السائدة بل ويتباهى البعض علنا في شطارتهم في الكسب السريع ، لعبة الكبار بدأت عبر دعم طبقة الموظفين التي لا تشكل إلا نسبة محدودة في المجتمع عبر إفسادها وبهذا تكامل الهرم الذي يسيطر على مفاصل دولة مريضة في تحقيق مشروع النهب والفرهود بشكل قانوني وعلني وسلس ومنفتح لا يمكن إيقافه على المنظور القريب إلا بقدرة قادر ...لقد تسللت الأمراض إلى ثقافة وأعراف هذا الشعب فهناك طبقة المليون لص أو أكثر توفرت لديها إمكانيات إعلامية ومادية في تلويث أي بقعة بيضاء في روح الإنسان العراقي ..لقد زرت لبنان الذي تعرض لمحن وحروب واحتلالات لكن الإنسان اللبناني كان دوما يصنع أعاجيب خلاقة ومهارات وابتكارات في المحافظة على مدنه وقراه وبناء ما تم تدميره ...اما في العراق فهناك سكون وعبثية شعبية عجيبة في روحورفعة.مير وتكريس التخلف والإهمال والقنوط وعدم السعي ولو في حدود كل منطقة لمواجهة زحف الموت ومحاولة تدمير البلد..الكل يساهم بقدر ما في دفع الوطن نحو الهاوية وإذا كان حال الطبقة السياسية كما أسلفنا فليس اقل منها سوءا حال النخب المثقفة التي تم تدميرها كليا عبر شراء الذمم والضمائر والركض وراء هبات القادة التي هي أصلا مسروقة من خزائن العراق المستباحة ، الكل تحسه ناقدا وناقما ولكن في الممارسة هناك اندفاع واسع نحو الموبقات والمحرمات وأفعال الشر والتي تخطت كل معقول ...قد يقول البعض أني أرسم صورة مأسوية لكن الحقيقة هكذا والمجاملة على حساب الوقائع خطيئة لا تغتفر...فأنا مواطن مستقل أريد لوطني وأهلي عيشة أكثر كرامة ورفعة ..ولكن هذا بعيد المنال في واقع عراق اليوم فالبلد يسر من التعس إلى الأتعس وبوضوح مشهودة ومعروفة...!

ان المجتمع الدولي وسائر شعوب هذه المعمورة أمام مسؤوليات جادة في الدفاع عن حياة وكرامة الإنسان هناك ..فمعيب في هذا القرن استمرار عبثية التعامل والتفرج على ما يجري في بلد له مساهمات مشهودة ومعروفة في صنع الحضارة الإنسانية..!

فإذا كان العقل العراقي مجنونا وعبثيا إلى هذا الحد يساعده محتل متغطرس وقوى إقليمية لا تعي مخاطر تحطيم الجار فعلى العقلاء والشرفاء وذوي الضمائر الحية في هذا العالم تدارك مخاطر سيكولوجية هذا الجنون عبر مؤازرة إنسانية كبرى لإيقاف أخطبوطية مشروع عجيب وقذر يراد به تحطيم مقومات بقاء أمّة كاملة ...!

وصمة عار في جبين الإنسانية أن نرى بلدا كان يوما محط أنظار وقبلة العالم يحتضر بهذه الطريقة البشعة ..انقذوا العراق...!






#محسن_صابط_الجيلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( رسالة مفتوحة إلى شباب حركة ( التغيير ) وزعيمها نوشيروان مص ...
- مليون وردة لروح الفتى العراقي الجميل ( سردشت عثمان )
- أليس هذا عيبا يا رابطة الأنصار..؟
- هل صحيح أن أصوات الحزب الشيوعي العراقي قد سُرِقت..!؟؟
- هل سيشعلها ( المالكي ) كما يشعل عود الثقاب ...؟
- التحالف الثلاثي ( الحكيم - جلال – مسعود ) القادم أكبر خطر يه ...
- ( مساهمة في النقاش الدائر - من أجل حركات وأحزاب يسارية جديدة ...
- تصحيح لبعض المفاهيم السائدة،هل توجد قوى ديمقراطية في العراق. ...
- ( حملة الحوار المتمدن وموقف منظمات المجتمع المدني في العراق ...
- ( الانتخابات ولصوص الخارج )
- ( رسالة حب إلى رفاقي الأنصار )
- دائرة انتخابية واحدة يعني إضعاف للوطنية العراقية وتكريس للنز ...
- ( قراءة سياسية في نتائج الانتخابات الكردية )
- ( محنة الحرية في العراق )
- الخسارة الماثلة التي ستخرج ما يسمى( الحزب الشيوعي الكوردستان ...
- قصيدة حب حزينة...
- ( من أجل يمين ووسط سياسي وطني في العراق )
- شكل مفترض لحزب يساري جديد اطمح أن أراه في العراق ...!
- مجزرة بشتآشان والعدالة الغائبة...!
- ما هي دوافع الحملة الشعواء المنظمة التي نتعرض لها على صفحات ...


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محسن صابط الجيلاوي - ( صيف ساخن جدا في العراق / مشاهدات وانطباعات )