أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - وزير الثقافة ومؤتمر الثقافة














المزيد.....

وزير الثقافة ومؤتمر الثقافة


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 3080 - 2010 / 7 / 31 - 18:45
المحور: الادب والفن
    


يتأهب وزير الثقافة فاروق حسني لعقد مؤتمر للمثقفين المصريين قبل نهاية العام الحالي، واستعدادا للمؤتمر عقد الوزير عدة اجتماعات للجان مصغرة وأخرى مكبرة ولجان تحضيرية وأخرى تمهيدية ، قال معظم الحاضرين فيها للوزير ما يريد قوله ، وتمنى فيها البعض ما يريد الوزير أن يتمناه ، ولاحظ آخرون ما يتوق الوزير لملاحظته ، وانتقدت قلة معدودة ما ود الوزير لو أنه انتقده لكنه نسيه ! وعلى أية حال فقد حدد الوزير - بعد أن اتفق مع الوزير في بعض النقاط واختلف معه في نقاط أخرى - كيفية عمل المؤتمر ، وقضاياه ، والمحاور الرئيسية الخمسة التي ستبحث نحو أربعين قضية متعلقة بمستقبل العمل الثقافي في مصر . ومن دون شك سيكون لقضايا المؤتمر عناوين براقة مثل " ثقافة التنوير" و" مخاطر العولمة " و" دور المجتمع المدني " و" تفاعل الثقافات " وغير ذلك من موضوعات تصلح مقالات نافعة لكل مجلة في كل زمان ومكان من دون مؤتمر . وإذا كان لابد لأحد أن يقول كلمة صريحة وواضحة وبسيطة ، ولو مرة ، ولو للحظة ، فإنني أثق أن أحدا لا يحتاج هذا المؤتمر ، لا مصر ، ولا الثقافة ، ولا حتى الوزير نفسه ، لكن الضوضاء التي تداري الإفلاس صارت هدفا بحد ذاته . وليس السبب الرئيسي في عجز مؤتمرات المثقفين الحكومية هو الآلية التي تنتقي بها الوزارة " المثقفين" حسب اللائحة ، ولا أنه القضايا التي تحددها الوزارة حسب تصورها ، أو الطريقة التي سيدار بها المؤتمر، لكن السبب أعمق من كل تلك الجوانب ، وأعنى الاختلاف الجذري القائم في فهم ماهية الثقافة ودور المثقف ، إذ تعتبر الحكومة والوزارة والنظام عامة أن الثقافة هي معرفة بلا موقف توطد أركان الحكم والسلطة والأوضاع السائدة ، وأن المثقفين هم باعة " معرفة " للحكومة بالجملة أو بالقطاعي كل حسب مهارته ومواهبه واختصاصه . أما المثقفون فيعتبرون أن الثقافة لابد أن تكون تعبيرا عن هموم الناس وتبني مظالمها وتطلعا لمستقبلها ودفاعا عن حقوقها وقضاياها ، وأن دور المثقف هو أن ينقل ما لديه من وعي إلي الناس ، وأن يتبني أحلام المستقبل مهما بدا غائما أو بعيدا . لهذا السبب تعرض عباس العقاد للاعتقال ، وصودرت أغلب المجلات التي أنشأها سلامة موسى ، ولهذا أيضا تعرض المثقفون بدءا من رفاعه رافع الطهطاوي للنفي والتنكيل على مدى تاريخهم الطويل الذي لم يكن بيع المعرفة للنظام القائم . ومع أهمية القضايا النظرية التي سيطرحها المؤتمر الموعود ، لكنه لن يطرح شيئا مما يؤرق الشارع المصري مثل تفشي البطالة ، وظاهرة الاحتجاجات الشعبية المتزايدة في ظل الغلاء ، وانهيار المنظومة التعليمية ، والموقف من التطبيع ، وقضايا التعذيب داخل أقسام الشرطة ، بل ولن يطرح المؤتمر حتى القضايا المشتبكة مباشرة مع الثقافة كاعتقال بعض الكتاب ، ومصادرة الكتب ، وحرية النشر والتعبير وغير ذلك . يستطيع المثقفون من خلال الصحف والمجلات أن يطرحوا كل ما يتعلق بالتنوير والثقافة الرقمية وتفاعل الحضارات ، ويستطيعون أن يصلوا لموقف مشترك أو غير ذلك ، لكن الناس بحاجة لأن تستمع لصوت كتابها ومثقفيها في القضايا التي تؤرق مصر، والناس بحاجة لأن تشعر أن كتابها جزء من هذا الوطن ، وليسوا " باعة معرفة " منفصلة عما يؤرق الناس من تدهور الصناعة القومية ، وسياسة الخصخصة ، والإفقار ، وفضائح الرشاوي التي يتلقاها كبار المسئولين . ما يخصنا ككتاب ومثقفين سيكون بوسعنا دائما أن نناقشه عبر المجلات والصحف ، أو حتى داخل المؤتمر ، لكن ضمن نظرة ترى أن المثقف مواطن أساسا وقبل أن يكون صحفيا أو روائيا أو كاتبا ، وهو ملزم بأن يقول كلمته في قضايا وطنه . يحتاج المثقفون لمؤتمر يعرضون فيه ما يجمعهم كمواطنين ، أما ما يجمعهم أو يفرقهم في الثقافة فإن بوسعهم الوصول إليه من دون مؤتمر أو بمساعد مؤتمر على أن تختلف نظرة ذلك المؤتمر للثقافة ولدور المثقف . يحتاج الناس إلي الاستماع لصوت كتابهم ، أحفاد رفاعة الطهطاوي ، وعبد الله النديم ، ومحمد مندور ، وسلامة موسي ، وغيرهم ممن وهبوا كل مالديهم من معرفة لمستقبل مصر وآمالها في التطور .
***



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طائر المساء .. شوقي عقل
- رحيل الروائي محمد عبد السلام العمري
- نيفين الجمل .. قصائد ممنوعة
- نصف ضوء .. عزة رشاد
- فاروق عبد القادر .. وداعا لروح التحدي !
- المتهم - خالد - .. والقضاة عابرون
- ماالخطر الذي تمثله الكمانجة على دولة إسرائيل ؟
- غزة تبحر إلي العالم
- الاستقواء بالخارج في السياسة والأدب
- سلطان كازاخستاني .. الزعيم الأبدي
- - واجب - قصة قصيرة
- عن ذلك النور
- بلدنا - قصة قصيرة
- الطبيعة لا تجد من تراسله !
- مقدمة في الفولكلور القبطي - ثقافة الوحدة الوطنية
- اعتراف جوركي .. الباحث عن الإيمان
- سيد درويش .. عبقري الشعب طريد الدولة
- خرج المنطق من حياتنا .. من يجده يتصل بنا
- من وراء سحابة
- لماذا لا يقرأ المصريون ؟


المزيد.....




- توم كروز يلقي خطابا مؤثرا بعد تسلّمه جائزة الأوسكار الفخرية ...
- جائزة -الكتاب العربي- تبحث تعزيز التعاون مع مؤسسات ثقافية وأ ...
- تايلور سويفت تتألق بفستان ذهبي من نيكولا جبران في إطلاق ألبو ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- حوارية مع سقراط
- موسيقى الـ-راب- العربية.. هل يحافظ -فن الشارع- على وفائه لجذ ...
- الإعلان عن الفائزين بجائزة فلسطين للكتاب 2025 في دورتها الـ1 ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- من الجو..مصور يكشف لوحات فنية شكلتها أنامل الطبيعة في قلب ال ...
- التمثيل الشعري للذاكرة الثقافية العربية في اتحاد الأدباء


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - وزير الثقافة ومؤتمر الثقافة