أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - نيفين الجمل .. قصائد ممنوعة














المزيد.....

نيفين الجمل .. قصائد ممنوعة


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 3059 - 2010 / 7 / 10 - 10:05
المحور: الادب والفن
    


لست شاعرا أو مختصا في الشعر، لكني قارئ محب للشعر ، والقارئ في نهاية المطاف هو الذي يتمم كل عملية إبداعية ، فلو أن كل ما كتبه إبراهيم ناجي ، أو صلاح عبد الصبور، ظل لسبب ما مطمورا ، دون أن يطالعه قارئ ، لما كان هناك واحد من أولئك الشعراء الذين نتحدث عنهم الآن بالإعجاب.
وقد لا يختلف أحد على أن حركة الشعر المصري لم تعرف شاعرا كبيرا يتمتع بتأثير واسع منذ ربع القرن، " قد لا يختلف " لأن شعراء كثيرون سيطرحون بهذا الصدد السؤال من زواية "وأنا .. ألم أكتب؟ ألم تقرأ لي شيئاً؟ ". لكن ذلك لن يغير من الحقيقة شيئاً. ومن باب أولى لم تظهر منذ زمن طويل شاعرة من وزن ملك عبد العزيز، أو نازك الملائكة ، رغم الأسماء المتناثرة التي تلوح وتختفي أو تتشبث بمجرد الانتشار.وليس حتما أن تكون أسباب تراجع الشعر أسباباً موضوعية فقط ، مرتبطة بالتراجع الثقافي العام في مجال الشعر وغيره ، أحياناً كثيرة يكون العامل الذاتي حاسماً ، وأعني غياب الموهبة الكبيرة .
والآن ، أود أن أقدم للقارئ له موهبة شابة حقيقية هي نيفين الجمل التي قدمت نفسها فقط من خلال مدونتها الخاصة في فضاء الانترنت ، ثم جمعت ديوانا لتنشره منذ ثلاث سنوات ، وقدمته لمشروع الكتاب الأول بالمجلس الأعلى ، ثم إلي هيئة الكتاب ، ولم تترك مكانا حكوميا دون أن تسعى لنشر ديوانها فيه ، لكن بلا جدوى، وظلت قصائدها ممنوعة من النشر بحكم أنها لا تعرف أحدا في الوسط الثقافي ، حتى قررت أخيرا أن تنصاع لقوانين السوق وأن تنشر عملها على نفقتها كما يفعل أغلب الكتاب الشباب الذين يكتبون ويدفعون .
تواكب نيفين الجمل حركة الشعر الحالية بالتخلي عن الشعر العمودي ، وشعر التفعلية ، وتكتب ما يسمى " قصيدة النثر" التي أثارت منذ مولدها - حتى بالمصطلح – قضايا خلافية عميقة معتمدة على أن الشعر لا يعرف بالوزن والقافية ، فليس ثمة ما يمنع أن يتألف من النثر شعر. والوجه الآخر لذلك أن الشعر لا يعرف أيضا بالتحرر من الوزن والقافية. ذلك أن هناك دائما " شعر"، وهناك دائماً " لاشعر " إن جاز التعبير . وما تكتبه نيفين يذكر بما قاله محمود درويش من أن الشعر " هو لغة الحلم " ، وبهذا المعنى تؤكد نيفين الجمل أنها موهبة كبيرة حقا ، بل وساطعة وعميقة ، تكتشف في كل ما يدور حولها الطبيعة الشعرية للأشياء والبشر والأحداث والعلاقات، وترى العالم من زواياه الحادة بعقل فلسفي ، وبروح تمشي حافية على حد الموسى . وستقدم نيفين الجمل لنا أكثر مما نحلم به ، إذا هي أرادت ، وإذا عمّقت صلتها بالشعر العربي وبتراثه ولغته وإيقاعاته الثرية .
وديوان نيفين الجمل الأول ، الذي لم ير النور بعد ، مشبع بأحلام وعذابات روح ترفرف لتكون روح الكثيرين ، وفيه ستقرأ شعرا ربما لم تقرأ مثله من زمن طويل. تقول نيفين في قصيدتها " أهذا أنت ":
" أنا وأنت - شعور يغمرنا - ونغمره " !
فقط شاعر حقيقي قد يفكر في أن الإنسان قد يغمر الشعور . ولا أعتقد أن هناك شاعرة مصرية كتبت من قبل في إطار قصيدة حب ما كتبته نيفين الجمل : " رؤياك تربكني - بعدك يقتلني - صوتك يؤنسني - وعقلك يحزنني " ! . ما من امرأة تتوقف في قصيدة حب عند " العقل الذي يحزن " لكن نيفين تتوقف عنده وتكتبه فتهبنا شعرا حقيقيا يخرج عن كل ما ألفناه طويلا . ولنفكر قليلا في أن شاعرة تريد أن تعبر عن أنها تكتم مشاعرها ؟ وتذكر حين تفكر في ذلك كل الصور التي تضمنها شعر المرأة ، لا أظن أنك ستجد من قالت : " من الآن فصاعدا - سأكتم مشاعري -
بخرقة مبللة " .
تحتاج نيفين الجمل إلي أن تهب نفسها للشعر الذي وهبها نفسه بالكامل . تحتاج إلي أن تكون وفية له ، لأن الشعر يعشقها ، فإذا فعلت، فإن ديوانها الذي يتحدى المنع والتجاهل سيصبح أول نبتة في حديقة تلك الموهبة العميقة الحقيقية المسماة " نيفين الجمل " .

***



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصف ضوء .. عزة رشاد
- فاروق عبد القادر .. وداعا لروح التحدي !
- المتهم - خالد - .. والقضاة عابرون
- ماالخطر الذي تمثله الكمانجة على دولة إسرائيل ؟
- غزة تبحر إلي العالم
- الاستقواء بالخارج في السياسة والأدب
- سلطان كازاخستاني .. الزعيم الأبدي
- - واجب - قصة قصيرة
- عن ذلك النور
- بلدنا - قصة قصيرة
- الطبيعة لا تجد من تراسله !
- مقدمة في الفولكلور القبطي - ثقافة الوحدة الوطنية
- اعتراف جوركي .. الباحث عن الإيمان
- سيد درويش .. عبقري الشعب طريد الدولة
- خرج المنطق من حياتنا .. من يجده يتصل بنا
- من وراء سحابة
- لماذا لا يقرأ المصريون ؟
- لماذا يعشق المثقفون هذه - الديمقراطية - ؟
- زهور للمرأة العراقية
- الفن وزملاء المهنة


المزيد.....




- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - نيفين الجمل .. قصائد ممنوعة