أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الحسين شعبان - صدام الأصوليات وحيثيات التبرير!















المزيد.....

صدام الأصوليات وحيثيات التبرير!


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 3079 - 2010 / 7 / 30 - 15:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مناجم الإلغاء والإقصاء والتعصب
صدام الأصوليات وحيثيات التبرير!
لعل الخطاب السائد الذي نشأ في الربع الأخير من القرن الماضي وبخاصة في التسعينات كان يقوم على الصدام بين الغرب والاسلام. فثمت من يعتقد بوجود كتلتين متجابهتين تاريخياً وقيمياً وتوجّهاً، وبالتالي لا بدّ لها من الصدام بينهما!
والغريب في الأمر أن هذه الفكرة تبلورت في إطار الفريقين أو الداعين إلى مثل هذه الثنوية والعدائية، سواء في العالمين الغربي والأوروبي أو في العالمين العربي والإسلامي. وقبل الدخول في مناقشة هذه الفكرة، يمكن أن نسأل: هل ثمة مجابهة حقيقية أو مواجهة بين الإسلام والغرب؟ وهل ثمة إسلام واحد موحد وغرب واحد موحد؟ ولا شك أن أحداث أيلول (سبتمبر) الإرهابية الإجرامية التي حصلت في الولايات المتحدة قد أثارت موجة جديدة من التساؤلات على صعيد العالم كلّه.
وفي تقديري، ظل الفهم قاصرا من كلا الطرفين، ولا يتم التفريق أحيانا بين الإسلاميين والإسلام أو بين الإسلاميين والإسلامويين وبين هؤلاء وبين المسلمين، وذلك دون تمييز أو تمحيص أو محاولة للفهم بأصول الدين وبالقانون والسياسة والأنظمة المتبعة والعلاقات الدولية، ناهيكم عن التنوّع والاختلاف القومي والإثني واللغوي والتاريخي والنفسي الذي تمتاز به المجتمعات الإسلامية.
المسلمون إذن ليسوا كلهم إسلاميين، وهؤلاء ليسوا كلهم إسلامويين (أي يستخدمون الإسلام وتعاليمه بالضد منه)، وقد يكون الجميع لا علاقة له بشبكة تنظيمات القاعدة أو رؤية حكومة طالبان الأفغانية السابقة أو نموذج أسامة بن لادن.
إن النظر إلى منطقتنا وإلى الإسلام، كإسلام فقط دون تمايز أو تلاوين أو تكوينات مختلفة، إغفال متعمد أو قصور كبير عن رؤية حقيقة باهرة هي أننا كباقي شعوب الأرض مثلما لدينا ديننا الإسلامي، فلدينا حضارة وتاريخ ومجتمع وتوجهات فكرية وقومية واختلافات سياسية ومدارس نظرية بخصوص التنمية والتطور، نتأثر بالعالم وبكل ما يجري حولنا من تقدم وعلوم وتكنولوجيا وأفكار وتصوّرات.
صحيح أن كل مسلم، سواء كان متدينا أو غير متدين أصوليا أو ليبراليا، علمانيا أم متزمتا، مجددا أم محافظا، يشعر بأنه جزء من هوية كبيرة اسمها الإسلام ، ويحتفل بأعياده الإسلامية ويطلق أسماءه الإسلامية على أبنائه وأحفاده، ويقيم مراسم العزاء والدفن على الطريقة الإسلامية، بل إن بعضهم لا يأكل اللحوم إلاّ إذا كانت مذبوحة على الطريقة الإسلامية، لكن هذا شيء وتنظيم القاعدة وتوجهات حكومة طالبان أو غيرها من الحركات والحكومات الإسلامية شيء آخر، ناهيكم عن التنظيمات الإسلاموية.
الإسلام في نهاية المطاف حضارة وهوية لأمم وشعوب وتكوينات عرقية وإثنية، مثلما هي المسيحية.
لعل الوجه الآخر لهذه النظرة الخاطئة والقاصرة هو بعض توجهاتنا إزاء الغرب الذي ننظر إليه أحيانا، ولا سيما من جانب الاتجاهات الإسلاموية، على نحو شمولي وكلّي أو كلاّني بتأكيد حتمية الصراع معه، كونه شرا مطلقا، بل إن الصراع معه صراع تاريخي وحتمي قبل حروب الفرنجة (ولا أقول الحروب الصليبية)، أي منذ الفتوحات الإسلامية وما بعدها.
وحسب وجهة النظر هذه فإن هذا الصراع متوارث وقيمي وأخلاقي وديني، لأن الحضارة الغربية هي حضارة مسيحية ـ يهودية، وأحيانا يتم دمغها بالكافرة دون النظر إلى المشترك الإنساني للحضارات والثقافات المختلفة والمصالح والمنافع المشتركة والمتبادلة، فالسياسة في المحصّلة ليست إلاّ تعبيرا عن صراع واتفاق المصالح، حتى إن كلمة الجهاد جرى استخدامها من بعض التيارات الإسلاموية على نحو خاطئ بقصد أو دون قصد، مثلما جرى التعكز عليها في الغرب ، لكن لدوافع عكسية. ولم يكن المتضرر منها الولايات المتحدة فحسب، خصوصا أعمال التطرف والتعصب و الإرهاب ، بل إن الإسلام والمسلمين كانوا المتضررين الأساسيين منها، ولا سيما الصورة المشوّهة التي وردت على لسان بن لادن، الذي قسّم العالم إلى فسطاطين مثلما قسم الرئيس بوش العالم إلى معسكرين، أحدهما معسكر الشر والآخر معسكر الخير أو عالم الحضارة وعالم الهمجية.
النظرة الانتقائية والسياسة ذات البعد الازدواجي كانت المشهد السائد في الصراع العالمي، بخاصة صدام الأصوليات. فالمسلمون الأفغان هم مجاهدون أيام الاحتلال السوفياتي، لكنهم أبالسة عند تصديّهم للسياسة الأمريكية، والمسلمون الشيعة في إيران وجنوب لبنان، إرهابيون، وهم غير ذلك إذا تعاونوا مع الولايات المتحدة، والإسلام السني، أصبح الأكثر أصولية بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) وأصبح الأكثر استهدافا، ويرون أنه بؤرة الإرهاب، حيث تتم إعادة إنتاجه وتفريخه وتمويله، خصوصا بانغلاقه وتعصبه، بينما جرى تخفيف النبرة أحيانا بخصوص الآخرين.
وإذا كانت هذه هي النظرة الانتقائية إزاء التيارات الإسلامية والإسلاموية صعودا أو نزولا، فإن الموقف من إسرائيل والجماعات المتعصبة والأصولية المتطرفة هو غيره لدى الأوساط الغربية المتنفذة.
ليس مبالغة إذا قلنا إن الرهاب من الإسلام، أي الإسلاموفوبيا (العداء للإسلام) أو العربوفوبيا (كراهية العرب)، تشكل العنصر الأكثر بروزا في نهج الزينوفوبيا أي (كراهية الأجانب)، تلك التي شاعت على نحو كبير بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) الإرهابية، التي استخدمت عتلة رافعة تحت شعار مكافحة الإرهاب ، الأمر الذي تم توظيفه سياسيا.
وفي المقابل، انتشرت في المنطقتين العربية والإسلامية تيارات أصولية معادية للغرب ولكل ما هو غربي بما فيها الحضارة الغربية ومنجزاتها العلمية والتكنولوجية الهائلة، وهو ما يمكن أن نطلق عليه اسم الغربوفوبيا أو الويستفوبيا .
لعلي طرحت باستمرار سؤالا على نفسي: هل يستطيع المواطن الغربي والأوروبي أن يدرك وأن يتفهم أن من يفجر نفسه في فلسطين ليس من أجل تطبيق الشريعة الإسلامية، وليس له علاقة بالأصولية، وليس من أجل فرض الحجاب أو إقامة الحد، أو لفرض دفع الجزية، أو التعامل مع أهل الذمة، أو حتى إقامة الحكم الإسلامي، بل إن من يفعل ذلك هو من أجل تحرير وطنه وأرضه المحتلة والمغتصبة بغض النظر عن الموقف من الأسلوب الذي يتخذه، وسواء كان متدينا أو غير متدين؟ لذلك ينبغي إعادة النظر في الفكرة التي تقول إن الصراع العربي - الإسرائيلي صراع ديني بين اليهودية والإسلام، وعندها سيصبح الصراع استئصاليا إقصائيا لا يمكن حلّه، إلاّ بالتصادم، وهو ما تعزف عليه التيارات الأصولية في الغرب مثلما هي في منطقتنا.
ومقابل ذلك، فالصراع محصور في بقعة معينة من العالم ولا يمتد من أقصى الأرض إلى أقصاها. وإذا كان البعض يتغلف بحق ديني ورداء أيديولوجي روّجت له الصهيونية منذ مؤتمر بال عام 1897، فإن الفلسطينيين يدافعون عن حقهم في الأرض التي يعترف بها القانون الدولي، الذي يجيز استخدام القوة لاستردادها ولاستعادة الاستقلال الوطني، ويذهب الإسلام إلى تأييد مثل هذه التوجهات بالدعوة إلى الجهاد التي تستخدم لتضفي نوعا من القدسية على هذا الهدف النبيل.
وإذا كانت دعاوى إسرائيل سماوية – أيديولوجية، فإن دعاوى الفلسطينيين والعرب هي أرضية وحقوقية وضعية، يستخدم فيها الإسلام والمسيحية كأدوات روحية وفلسفية مقدسة ضمن أدوات أخرى لتحرير الأرض المغتصبة وتقرير المصير.
لقد نبهت أحداث 11 أيلول (سبتمبر) إلى عدد من القضايا الأساسية، منها:
1-استمرار ظاهرة الإرهاب منذ عقود من الزمان رغم وجود 12 اتفاقية دولية ذات علاقة.
2-إن تجفيف منابع الإرهاب والقضاء على مصادره واجتثاثه من جذوره يستوجب البحث في أسبابه ودوافعه، خصوصا الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفكرية والدينية والقومية والنفسية.
3-تحوّل الاستراتيجية الأمريكية إلى اتّباع سياسة استخدام القوة أكثر من ذي قبل، بدأت في أفغانستان وعرّجت على العراق، رغم ما أصاب سمعة الولايات المتحدة من تصدّع، ولا سيما في عهد الرئيس بوش الابن.
باستعادة للماضي يمكن قراءة المبادئ التالية كجزء من الاستراتيجية الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية:
1-مبدأ ترومان- القائم على القوة الضاربة وإعطاء الحق للولايات المتحدة للتدخل العسكري (1947).
2-مبدأ إيزنهاور نظرية ملء الفراغ (1957)، وهو ما عبّر عنه دالاس في عام 1953 حول بناء الحزام الشمالي والسدود المنيعة في جنوب شرقي آسيا.
3-مبدأ نكسون القائم على نظرية الدركي بالوكالة ، وذلك بمشاركة حلفاء الولايات المتحدة حسب مستشار الأمن القومي الأسبق زيبنيو بريجنسكي.
4-مبدأ كارتر المعروف بالتدخل السريع والمباشر عبر نظرية الحرب ونصف الحرب من أجل تأمين المصالح الحيوية للولايات المتحدة.
5-مبدأ ريجان المعروف بـ مبدأ التوافق الاستراتيجي بتطوير نظرية التدخل السريع والحرب ونصف الحرب إلى نظرية الحربين ونصف الحرب .
6-مبدأ بوش - كلينتون وبوش الابن الاستخدام الأوسع لنظرية القوة المسلحة . وأصبحت هذه النظرية بعد 11 أيلول (سبتمبر) 2001 هي السائدة، ولا سيما بتمكّن الولايات المتحدة من استصدار ثلاثة قرارات من مجلس الأمن بخصوص مكافحة الإرهاب، ولعل أخطر هذه القرارات هو القرار 1373 الصادر في 28 أيلول (سبتمبر) الذي يتعارض مع بعض مبادئ القانون الدولي المعاصر، حين أعطى الحق لما سمي الحرب الوقائية ضد الإرهاب وشيك الوقوع.
7-مبدأ أوباما القائم على الدبلوماسية الهجومية ، واستخدام جميع الأدوات السياسية وصولا إلى تحقيق الهدف، وإن كان في التطبيق العملي لا يزال يمسك بعصا بوش ويلوّح بها، لكن الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية، فضلا عن خسائر واشنطن في أفغانستان والعراق وفشل سياساتها في الشرق الوسط وضغط الرأي العام الأمريكي والعالمي دفع أوباما إلى إعلان خطط للانسحاب من العراق وبعدها أفغانستان. ولم يتحقق حتى الآن أي شيء يُذكر من وعود أوباما خلال حملته الانتخابية التي حملت التغيير عنوانا!
لقد كان انتهاء الحرب الباردة وتحوّل الصراع الأيديولوجي من شكل إلى آخر جديد، ولا سيما بعد انهيار الأنظمة الشمولية في أوروبا الشرقية وتفكك الاتحاد السوفياتي السابق، مناسبة للتحضير الأيديولوجي لفكرة الصدام، التي طرحها المفكر الأمريكي صموئيل هنتنجتون وعاد بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) إلى طرح وجهة نظره مجددا عندما دعا إلى تأصيل فكرة صدام الحضارات باعتبار ما جرى في واشنطن ونيويورك وفي أعقاب مؤتمر ديربن حول العنصرية في عام 2001، يؤكد نظريته التي تضمّنها بحثه المنشور عام 1993 The clash of civilization.
ويقول هنتنجتون إن غياب العدو الشيوعي لا يعني زوال التهديد بالنسبة إلى الولايات المتحدة والغرب، وكي تحتفظ واشنطن بزعامة العالم وجب عليها البقاء على أهبة الاستعداد، كقوة ضاربة للدفاع عن حضارة الغرب... ، ويتوصل إلى استنتاج مفاده أن الصدام آت لا ريب فيه وسيكون صدام حضارات وليس نهاية للتاريخ.
ويطرح هنتنجتون الإشكالية باعتبارها ثقافية وحضارية، فالهوية هي التي ينبغي لها الاقتلاع أو التذويب. وبما أن الإسلام هو القادر على التعبئة والتحرك الشامل من المغرب إلى باكستان، فإنه لا بدّ من وضع حد لهذه الظاهرة باعتبار الإسلام الوعاء الثقافي للعرب والمسلمين وأساس حضارتهم، وهو النقيض للمسيحية واليهودية، مثلما تطرح بعض الاتجاهات الإسلامية أو الإسلاموية حين تعتبر الغرب كلّه دون أي تمييز عدوا حتميا.
ومع الأسف، ينسى هنتنجتون أن الحركات الإسلامية المتطرفة والمنغلقة شكلت تهديدا لدولها ومجتمعاتها قبل أن تشكل تهديدا للغرب. يقول هنتنجتون: إن تاريخ الإسلام خلال 14 قرنا يؤكد أنه خطر على أية حضارة واجهها خصوصا المسيحية.
هكذا تصبح الدولة الشريرة أو المارقة Rogue stater مسألة في الصدارة بدلا من الحوار والتفاعل والتفاهم بدلا من الصراع والصدام، ولا بدّ من التفكير أن الغرب يحتاج إلى العالم العربي والإسلامي، وهذا الآخر يحتاج إلى الغرب، ولذلك علينا أن ندرك خطورة الأفكار الارتيابية والعدوانية أو الانعزالية، من كلا الطرفين.
إذا كانت الأصولية الإسلامية تعني التطرف والتعصب وإقصاء الآخر في عداء مع فكرة الحداثة، فإن الأصوليتين المسيحية واليهودية لا تقلان انغلاقا وتعصبا وإلغاء للآخر وتحريمه وتأثيمه.
ويرد الباحث والمفكر البريطاني الفريد هاليداي، الذي غادرنا قبل أسابيع، وترك لنا بضعة كتب وأبحاث منصفة، على الأطروحات التي تريد التهويل من خطر الإسلام، خصوصا أفكار هنتنجتون وبعض الأحكام التبسيطية التي تعد الثقافة محط الجدل والاختلاف المتأصل بين الشرق والغرب، بالقول: إن هذه النظرة عن العالم ليست وليدة عداء الغرب للإسلام أو أنها وصمة ألصقها الغرب بالمسلمين، إذ إن هناك البعض، بل هناك كثيرون، في العالم الإسلامي وبين المسلمين في أوروبا الغربية ممن يعتنقون هذه الديماجوجية وقد سارعوا إلى الاستجابة إلى أحداث الثلاثاء (الدامي).
وقبل هنتنجتون اشتهر فرانسيس فوكوياما بنظريته حول نهاية التاريخ The end of History منذ عام 1989، حيث أكد أهمية تشديد الصراع لإحراز النصر النهائي وتحقيق العالم المابعد تاريخي بعد 11 أيلول (سبتمبر) . ويطرح فوكوياما مشكلات النفط والإرهاب واللاجئين باعتبارها المشكلات الرئيسة التي تواجه العالم الجديد .
وتساوقا مع هذه المفاهيم التصادمية أصدر بعض المثقفين الأمريكان بيانا إزاء تنميط الإسلام أو نمذجة الإرهاب وربطه بالإسلام. ومع الأسف، لم يحظ هذا البيان باهتمام عربي أو إسلامي كبير، رغم أنه حظي باهتمام دولي، وقد كان البيان يشكل انحيازا على حساب العقلانية والتسامح، حيث جاءت لهجته تبريرية ذرائعية، لإضفاء نوع من الأنسنة على الحرب الأمريكية ضد أفغانستان باستعادة لغة الحرب الباردة، وهو ما تم استثماره لاحقا بخصوص العراق.
لكن الإيجابي في البيان أنه أكد على الحوار والشراكة والمداولة بين المثقفين بغض النظر عن اتجاههم السياسي، وهو ما يدعو المثقفين العرب لتحمل مسؤولياتهم، في فتح حوار معرفي، ثقافي، يأخذ المشترك الإنساني في الاعتبار، ولا سيما المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة.
وإذا كان علينا كمثقفين عرب أن نتعامل مع الغرب، فعلينا التمييز دائما بين مفهوم الحضارة التي ننسبها إلى الغرب، وهي نتاج الحضارة البشرية، ومفهوم الغرب السياسي. والحضارة الراهنة هي منظومات من الفلسفات والأفكار الثقافية والسياسية والجمالية والعمرانية والفنية والأدبية، لا تعود إلى الغرب وحده، بل هي نتاج الفكر الإنساني بمدارسه وأصوله وروافده واتجاهاته.
أما الغرب السياسي فإنه يعني النظم السياسية والأيديولوجية الحاكمة في أوروبا والولايات المتحدة، القائم على المصالح الأنانية الضيقة أحياناً، وهي نظم لا تمثل بالضرورة قيم الحضارة الحديثة ، كما أن هذه السياسات قد لا تعكس مقتضيات السلوك الحضاري أو مثله وقيمه العليا.
إن أمريكا ـ حسب المفكر الإسلامي المتنوّر رضوان السيد ـ ليست دولة مستعمِرة وحسب، بل هي مستودع كبير للتقدم العالمي لهذا العصر بحسناته وسيئاته، ولذلك فإن العمل الإرهابي الذي حصل في 11 أيلول (سبتمبر) 2001 ضد العالم المعاصر من قبل مجموعة لا تؤمن بهذا العالم وتريد تدميره، لا في الغرب وحسب، بل ولمجتمعات تنتمي إليها، لكنها ترفضها.



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هرطقات ديمقراطية صهيونية
- نصر حامد أبو زيد ومحنة التفكير والتكفير!
- الثقافة والابداع من أجل التنمية!
- عن النقد والمراجعة الفكرية
- هل لا تزال الماركسية ضرورية؟
- حين يرحل المفكر مطمئناً
- أسئلة التنوع الثقافي
- استحقاقات برسم تسليم الحكومة العراقية الجديدة
- الاغتيال السياسي : مقاربة سسيو ثقافية حقوقية
- سلطة العقل.. السيد فضل الله حضور عند الرحيل!
- الثقافة والتغيير
- ظلال غورباتشوف في صورة أوباما الأفغانية
- النيل والأمن المائي
- الانتخابات ومستقبل العراق!
- الأزمة الكونية وحلم التنمية
- 5 رافعات للتسامح
- هل تستقيم المواطنة مع الفقر؟!
- الثقافة والتربية.. لا حقوق دون رقابة
- قرصنة وقانون: أليست كوميديا سوداء؟
- مسيحيو العراق: الجزية أو المجهول!


المزيد.....




- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الحسين شعبان - صدام الأصوليات وحيثيات التبرير!