أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - أأبا فراتٍ والجراحُ فمُ














المزيد.....

أأبا فراتٍ والجراحُ فمُ


عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم

(Abdulsattar Noorali)


الحوار المتمدن-العدد: 3077 - 2010 / 7 / 28 - 11:03
المحور: الادب والفن
    


أأبا فراتٍ والجراحُ فمُ
عبد الستار نورعلي


* كتبتُ القصيدةَ عام 1987معارضةً لقصيدة شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري التي يخاطب فيها المرحوم العلامة الدكتور محمد مهدي المخزومي، ومطلعها:

أأبا مهندَ ، والجراحُ فمُ
وعلى الشفاهِ من الجراحِ دمُ

وعلى الشفاهِ تمورُ طاغيةً
حُرَقٌ تُصعّدُ ، ثمَ تنهزمُ

مع أننا لا ندّعي لأنفسنا أننا نبلغ شموخ الجواهري الكبير!

* لم تنشر القصيدة كاملة من قبل لأنها كانت ضمن دفاتري التي تركتها أمانة عند هجرتي من العراق، وقد وصلتني قبل أشهر. سبق لي أن نشرتُ أبياتاً قليلة من مطلعها في تسعينات القرن الماضي والتي بقيت عالقة في ذاكرتي الحافظة:

أأبـا فـراتٍ ، "والجـراحُ فـمُ "
وعلى السيوفِ "من الجراحِ دمُ"

إنّا على حالينِ ، تجمعُنا
لغةٌ تُحلِّقُ ، ثُمَّ تضطرمُ

إنّا على حالينِ يُثقلُنـا
همٌّ يصولُ وليس ينصرمُ

همٌّ تكابدُهُ على سَفَرٍ
بينَ القوافي نارُهُ ضرَمُ

وأنا هنا حالانِ ما افترقا
نفسٌ تذوبُ ورؤيةٌ سَأمُ

* * *

أأبا فراتٍ ما الذي نزفَـتْ
عيناكَ، ماقالتْ لكَ الكلِمُ؟!

أضرمْتَها حُرَقاً مُصعَّدَةً
ونظمْتَها عصماءَ تحتدمُ

أيقظْتَ فينا كلَّ خافيةٍ
بينَ الصدورِ لهيبُها نهِمُ

تتقاطرُ الطعناتُ نحملُها
طعناً فطعناً ثمَّ نعتصـِمُ

بحروفِنا نروي لها شَجَناً
بقلوبنـا ، ونزيفُها عَـرِمُ

وجميـلِ صبـرٍ راحَ بارقُـهُ
يذوي فيذوي حيثُ ينعدمُ

* * *

أأبـا فـراتٍ ، لعنـةٌ نزلـتْ
وبها الحشودُ تُذَلُّ تنكتمُ

تعلو أفـاعٍ فوقَ هامتِهــا
وبروحِها مِنْ لدغِها سَقَمُ

أفعىً تروحُ وغيرُها صعدَتْ
ما أكثـرَ الأدوارَ تُقتَسَـمُ

ما أهزلَ الراياتِ تحملها
أيـدٍ مُلوّثـةٌ ، بهـا ورَمُ

يا ابنَ الفراتينِ الذي رُويـَتْ
منْ فيضِ شعركَ كلُّها الأمَمُ

مهما اكفهرَّتْ موجُ عاتيةٍ
وتخافَتَتْ منْ هولها القِمَمُ

إنّـا لموعـودونَ أغنيـةً
بصُداحها تتنافسُ الهِمَمُ

* * *

يا ابنَ الفراتينِ الهوى حٌلمٌ
وبشـوقِهِ يتسـامقُ الحُلمُ

نرنو الى شـفتيكَ يُورقُنا
صوتٌ ويُشبعُ جوعَنا قلمُ

نهفـو إلى شـعرٍ ليرفعَنـا
بينَ السحابِ نروحُ ننتظمُ

وصداكَ في أحلامِنا شِـيَمٌ
وبرَجْعِها تتشامـخُ الشِيمُ

تعلو وتعلو رغمَ نازلـةٍ
نكباءَ لا تكبو بها القدمُ

ولَـرُبَّ نازلـةٍ ومُهلكـةٍ
في ريحِها يتصدّعُ الهَرَمُ

لكنَّ مثلكَ لا تميـدُ بـهِ
هوجاءُ لا ينبو بها القلمُ

رَبَّ القوافي، أنتَ مُضرمُها
أيخونُ ربّـاً مثلَكَ النغـمُ؟!

* * *

أأبا فراتٍ، هبَّ عاصفُها
فتلبّسَتْ أقدارَها أمَمُ

واسترجلَتْ أقزامُها فمضَتْ
ما بينها الأعـلامُ والقِمَـمُ

قِممٌ توارتْ وانزوتْ حُرَقـاً
فتناوشتْها الريحُ والظُلَمُ

قِممٌ تهاجرُ أرضَها وَجَـعـاً،
تستفحلُ الديدانُ والغَنَمُ

ذئبٌ ترصّدنا لينهشَنا *
وعقاربٌ صفراءُ تنتقمُ

الواقفون ببابِ مملكةٍ
صفّاً ذليلاً بيعُهمْ ذِمَمُ

يتزاحمون على موائدها
يتراقصون صداهمُ العَدَمُ

رهنوا لجامَهمُ على صِغَرٍ
وتسافهوا فتصدّعَتْ قيَمُ

* * *

أأبـا فـراتٍ ! هذه صُـوَرٌ
تُلقي بها الدنيا وتلتطمُ

ما أنتَ فيها غيرُ شامخةٍ
والرافـدانِ بصوتهـا نغمُ

إنّـا على حاليـنِ يجمعُنـا
وطنُ النخيلِ ودجلةُ العَلَمُ
ـ ـ ـ ـ

* اشارة الى قول الجواهري:

ذئبٌ ترصّدني وفوق نيوبـهِ
دمُ أخوتي وأقاربي وصِحابي

منْ قصيدته في الشاعر معروف الرصافي والتي ألقاها عام 1959 في المهرجان الذي أقيم في ذكرى الرصافي على قاعة سينما الخيام ، وقد كنتُ حاضراً شخصياً ذلك المهرجان وعمري سبعةَ عشرَ عاماً ،ومطلعها:

لغـزُ الحيـاةِ وحيـرةُ الألبـابِ
أنْ يستحيلَ الفكرُ محضَ ترابِ

أنْ يُصبحَ القلبُ الذكيُّ مفازةً
جرداءَ حتى منْ خُفوقِ سَرابِ

فيمَ التحايلُ بالخلودِ ومُلهَمٌ
لحَفيـرةٍ ، ومفكِّـرٌ لتَبـابِ ؟


عبد الستار نورعلي


* نشرت القصيدة بنصها الكامل والشروحات أعلاه في مجلة (الثقافة الجديدة) التي تصدر في بغداد /العدد 332/2009



#عبد_الستار_نورعلي (هاشتاغ)       Abdulsattar_Noorali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صاحبتُ محموداً
- أنا ابنُ الصباح
- الجنتان الى ابنتيّ جوان ونور
- أنا مغرمٌ بالشعر، لسْتُ بشاعرٍ
- نصوص لم ترَ النورَ (2)
- قصائد لم ترَ النورَ
- كلُّ القصائدِ في الملامح واحدهْ
- برومثيوس حبيساً *
- ولذاذةُ الكرسيِّ تعصفُ بالعراقِ
- تجريب: كشف حساب غير متأخر
- من الشعر الهندي: الشاعر آجييا
- من الشعر الهندي
- مقامة المتهجِّد*
- الفيليون والانتخابات والرجوع بخفي حنين
- دلالات التأييد الشعبي الواسع لائتلاف (العراقية)
- ماذا لو أصبح اياد علاوي رئيساً للوزراء؟
- مَنْ قالَ أنّي شاعرٌ ؟!
- العنقاء بمناسبة عيد المرأة
- ماذا جرى ويجري للعراقيين؟
- للصمت صوت أعلى


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - أأبا فراتٍ والجراحُ فمُ