أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - معيار الفضيلة والرذيلة في المجتمع














المزيد.....

معيار الفضيلة والرذيلة في المجتمع


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3074 - 2010 / 7 / 25 - 16:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن ثنائية الفضلية والرذيلة بمثابة قيم أنتجها المجتمع خلال سلسلة زمنية طويلة من تاريخه لتحكم العلاقة بين أفراده ولا ينكر جذرها الديني، فهي لا تصلح قاعدة عامة لكل المجتمعات البشرية، لاختلاف منظومة قيمها الاجتماعية والدينية لكنها تنطلق من ذات المنطلقات في تفسير الظاهرة والأحداث والسلوكيات والتصرفات للبشر وتصنفها تصنيف منسجم مع أعرافها وقيمها. وليس بالضرورة أن تقر كل الفئات الاجتماعية بالتفسيرات والتصنيفات ذاتها تبعاً لمستوى وعيها وتمسكها أو تحررها من قيود القيم الاجتماعية الصارمة المتعارضة مع التطور الراهن خاصة منها الحريات الشخصية فقد تكون فئة اجتماعية أقل صرامة بتمسكها للقيم والعادات الاجتماعية الخاصة بالعلاقة بين الرجل والمرأة ولا تجدها انتهاكاً لعالم الفضيلة وعلى خلافه تجدها فئة اجتماعية أخرى.
وبما أن القيم الأخلاقية للمجتمعات المختلفة قيماً نسبية مرتبطة بثقافة المجتمع والفترة الزمنية التي قطعها في الارتقاء بمستوى وعيه لا يمكن عدّها مسطرة قياس لتصنيف البشر، فقد يعدّ مجتمعاً ما أن من أولوياته رفض الكذب، والغش، والخداع، والنفاق... يليها ما يصنف على أنها قيماً أخلاقية متعلقة بالعلاقة بين الجنسين، وعلى الضد من ذلك تجد المجتمعات المتشددة أن أولوياتها الالتزام بقيم الفضيلة والرذيلة بوجوب الفصل بين الجنسين يليها الكذب، والغش.... .
يقول (( نيتشه )) " ليس النفاق انحطاطاً للفضلية وحسب، بل وبنسبة كبيرة شرطها الأساس ".
لذلك لا يمكن التعويل بصورة كاملة على قيم الفضيلة والرذيلة بخاصتها النسبية وعدّها الأساس للاصلاح الاجتماعي على الرغم من أهميتها في صياغة القوانين الوضعية لتحديد نسبة الضرر للأفراد والجماعات فمثلاً يبالغ المجتمع المتخلف عادة بخصال فرد ما لتمسكة بقيم الفضيلة، وفي المقابل قد يبالغ في تحقيره لفرد آخر لاتباعه قيم الرذيلة في سلوكه اليومي. وتلك الأحكام في الغالب لا تكون منصفة لأنها تغض الطرف عن إرتكاب الرذائل من المتنفذين في المجتمع وتبالغ بالمديح في خصالهم الفضيلة وتقسو على غير المتنفذين في المجتمع عند ارتكابهم لسلوك رذيل، ولا تهتم بذكر ممارستهم للفضيلة.
في حين أن القانون الوضعي لا يهتم أن يكون الفرد متبعاً لقيم الفضيلة أو الرذيلة بقدر اهتمامه بسلوكه وممارسته التي تضر الآخرين فيسعى لردعها. وقد تكون أحياناً العقوبة الاجتماعية أقسى من عقوبة القانون لأنها عقوبة لا تتحدد بفترة زمنية وقد تلاحق الفرد لأجيال قادمة إن كانت مخلة بالشرف وأعراف وقيم المجتمع والمصنفة ضمن قيم الرذيلة، وعقوبة القانون لفعل الانتهاك والاضرار بالآخرين مشرع لها بفترة زمنية محددة يعود الفرد بعدها يمارس حراكه في المجتمع من دون نبذ اجتماعي.
يرى (( كونفوشيوس )) " أن الإنسان بفقدانه للفضيلة يدين نفسه بنفسه، ويعترف بذنوبه ويقر بإنحداره إلى أسفل الدرك الاجتماعي ".
إن نسبية قيم الفضيلة والرذيلة تجعل أحكامها نسبية أيضاً وليست قاطعة بشأن سلوك أو ممارسة ما فتخلق حالة ازدواجية في اطلاق الاحكام على السلوكيات والممارسات اليومية لأفراد المجتمع، فالبعض يصنف الكذب نوعان، كذب أبيض وكذب أسود، فالكذب الأبيض مسموح به ولا يعدّه من الرذائل طالما لا يسبب الأذى الكبير. في حين يجد البعض الآخر أن الكذب ليس له لون ومدلوله الكذب ليس إلا وأنه من الرذائل. وتؤدي إزدواجية اطلاق الأحكام في معظم المجتمعات المتخلفة لتبرير السلوك الشائن و تحيده عن مسار الرذيلة واستنكاره عند الآخرين، ولربما أصبح الكذب جزءاً من سلوك وممارسة الكثير من البشر لأنه أداة للكسب من خداع الآخرين ولم يعد يخجل فاعله طالما أغلب أفراد المجتمع يمارسه يومياً وتناسل الكذب حتى أصبح البعض يكذب على نفسه كذبةً ويصدقها فيما بعد.
يعتقد (( معروف الرصافي )) " أن الإنسان إذا فسدت أخلاقه جاز أن يكذب على غيره ولكنه مهما تناهت في الفساد أخلاقه لا يجوز عقلاً ولا عادةً أن يكذب على نفسه ".
إن الاحتكام إلى العقل في إدراك قيم الفضيلة أو الرذيلة ومن ثم جعلها سلوكاً وممارسة يومية يدل على الارتقاء بمستوى وعي الفرد الذي يعدّ السلوكيات والممارسات التي تسبب الأذى النفسي للآخرين أو الجسدي صورة من الرذيلة وكل سلوك وممارسة تفيد الآخرين تعدّ صورة من الفضيلة.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القيم الأخلاقية في المجتمع
- التعامل مع الأشرار
- كتاب جديد صدر في دمشق للكاتب صاحب الربيعي
- كتاب جديد للكاتب صاحب الربيعي
- ثنائية الخير والشر الكامنة في الذات
- ضرورة الشر
- صدر كتاب جديد للباحث صاحب الربيعي
- رحل شيخ المنافي إلى منفاه الأخير ( رحيل الشاعر كاظم السماوي ...
- آلية صناعة وإتخاذ القرار السياسي‏
- ديمقراطية الاحتلال والدفاع عن الوطن‏
- من قواعد اللعبة السياسية.... الكذب، السرقة، والاختلاس !‏
- من قواعد اللعبة السياسية ... !.‏
- محاولة لتحليل بنية النظام السياسي العربي‏‎* ‎
- المؤسسات السياسية والكيانات الحزبية
- معايير التنافس الحر في النظام الديمقراطي
- مهزلة الديمقراطية الأمريكية في العراق
- بيع وشراء المياه ( تلبية المتطلبات والحد من الهدر )‏
- الإدارة اللا مركزية لمؤسسات المياه المناطقية
- أزمة المياه بين العراق ودول المنبع ( التدويل والتحكيم الدولي ...
- مقترحات لإنهاء أزمة المياه مع تركيا


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - معيار الفضيلة والرذيلة في المجتمع