أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي العبادي - مسرحية (أنا لستُ مجنوناً)















المزيد.....

مسرحية (أنا لستُ مجنوناً)


علي العبادي

الحوار المتمدن-العدد: 3071 - 2010 / 7 / 22 - 15:50
المحور: الادب والفن
    


مسرحية
(أنا لستُ مجنوناً)
تُفتح الستارة. يجلس في أعلى الجهة اليمنى من المسرح شخص2 على مقعد مرتدياً بدلة. يبدو شخص 1 واقفا في الجهة اليسرى من المسرح وظهره الى الجمهور يرتدي زياً عادياً.
بعد انتهاء فتح الستارة. يقوم الشخص1 بالاستدارة محاولاً التحدث مع الشخص2 بإحباط. شخص2 يشير الى شخص1 واحد بيده مقاطعا ...
شخص2: مجنون.
شخص1: (بذهول)...مجنون ؟...أأنا مجنون؟
(تشتعل الاضاءة الحمراء على شخص1...ينظر اليها بسرعة بالغة ومن ثم يصرخ)
شخص1: لا لا (يصرخ) لا...أكرهكِ اغربْ عني.
(أثناء صراخ شخص1 واطفاء الاضاءة والاشتعال يتجمع عدد من الشباب حول شخص1 من حيث لا يعلم، ينظر اليهم باستغرب وبخوف عميق ...يقوم هؤلاء الشباب بحركات ايمائية تدل على الذبح والقتل! وبعده فترة قصيرة يختفون وتنطفىء الاضاءة الحمراء لتعود الاضاءة العامة للمسرح...
يقوم شخص1 بالنظر الى الجهة اليسرى من المسرح والى الجهة اليمنى التي فيها شخص2 محاولاً الايماء له بأنّ شبابا كانوا هنا ومشيراً بيده الى المكان الذي كانوا فيه)
شخص2: ولماذا هذا الصراخ؟
شخص1: (يتحرك وهو هائم في باحة المسرح وخائف... تبدأ موسيقى رعب مصاحبةً لأصوات الانفجارات) .. يقتلون.. .يقتلون أحلامنا التي بناها أجدادنا... وأحلام آبائنا...أحلامنا التي لم تبنَ بعد وصرعتها هذهِ الموسيقى. (تبدأ الموسيقى بالتصاعد ومع تصاعدها تظهر علي شخص 1 حالة الانفصام متصاعدة مع الموسيقى).
شخص1: لا لا لا... (ويتحدث بتمتمات غير مفهومة لكنها تدّل على الرفض).
(تنتهي الموسيقى ويبدأ شخص 1 يسطير على انفعاله شيئاً فشيئا...يتجه نحو شخص2 ويحدثه قائلاً:
شخص1: أتسمع...أتسمع؟
شخص2: كان من الأجدر بك الدخول الى المصح...هذا المكان ليس لديك فيه أحلام...مجنون!
شخص1 : (يقوم وبانفعال شديد ويضع يديه على أذني شخص2)
شخص1: أنا لستُ مجنوناً...أتسمع...أتسمع؟ (يقوم بوضع يديه على عيني شخص2 بحيث لا يمكنه من الرؤيا) أتراني؟ (بعد محاولات شخص2 التخلص من شخص1 يرفع شخص1 يده عن عيني شخص2...ويجلس الى جنبه وظهره الى الجمهور وشخص2 وجهه الى الجمهور)
شخص2: لا أرى... ولا أسمع!
شخص1: اذن من المجنون؟
شخص2: ليس المجنون الذي لا يرى والذي لا يسمع...المجنون الذي يرى ما لا يراه الناس ويسمع ما لا يسمعه الناس.
شخص1: الناس لا تسمع... الناس عاشوا ورأوا.
شخص2: مجنون.
شخص1:لا (مع النطق بكلمة (لا) تزادد انفعالاته)
شخص2: مجنون.
شخص1: لا
شخص2: مجنون.
شخص1: لا
شخص2: مجنون
شخص1:(صارخاً) لا
(تشتعل اضاءة بيضاء وأخرى خضراء. تشتعلان ثم تنطفأن...شخص1 يكون في الجهة اليسرى منبطحاً على الارض ويرمي على الشخص2 الذي في الجهة اليمنى من المسرح المنبطح ايضاً. واحد يرمي على الآخر بحركات تعبيرية وكأنما بيديهما سلاح...الرمي دائماً لا يكون على الهدف (شخص1 و شخص2) مع اشتداد وتنقلاتهما يمينا ويسارا...تتصاعد الموسيقى الرصاص المختلف ...واخيرا يتمكن شخص2 من اصابة شخص1 برصاصة فيسقط على الارض (يعود شخص2 الى المقعد وتكون الاضاءة عليه معتمة)...(صوت لطفل يبكي ويصمت سريعا) ...(بقعة الاضاءة على شخص1 ينهض من الارض بذهول كبير) بقعة ضوء على شخص2 ويقوم شخص1 بالتحدت الى شخص2 قائلاً:
شخص1: ارأيت كيف تقتل أحلامنا رغماً عنا...أرأيت كيف تبكي بقبل ان تغادرنا؟
شخص2: هذهِ الاصوات لا أسمعها...ولم تتمكن من اختراق ذهني.
شخص1: مجنون.
شخص2: انت.
شخص1:لا تسمع ولا ترى.
شخص2: اسمع ما يريح ذهني...واشاهد ما يستمتع به بصري.
(شخص1 يقوم بمهاجمة شخص2 فيسقطه ارضاً...ويقوم بأداء حركة ايمائية تدل على سرقة السلاح من حزام شخص2...ويتراجع الى الخلف...ينهض شخص2 من الارض ويسير باتجاه شخص1 وهو يطلب منه ان يتريث ويترك السلاح)...يحدثه قائلاً
شخص2: اترك السلاح...وأرجعه اليّ.
شخص1:اريد ان اريك الصور الذي لم ترها.
شخص2: انت مجنون... انت لا تجيد استخدامه... أرجعه اليّ.
شخص1:لا بد ان تسمع الاصوات التي تزعم انك لا تسمعها.
(يستمر شخص2 بالتقدم نحو شخص1)
شخص2: مجنون....
(بعدئذ يقترب شخص2 من شخص1...يدور صراع بينهما... وبعد ان يشتد الصراع يقوم شخص1 بأداء حركة ايمائية تدل على رمي السلاح خلف الكواليس...يقوم شخص2باسقاط شخص1على الارض...شخص2 يبدو مذهولاً وخائفاً جداً بعد رمي شخص1 للسلاح)
شخص2:السلاح...السلاح (يبحث قليلاً في الارض) اين رميته يا مجنون؟...سلاحي.
(يعود شخص2 منهاراً الى مقعده ويجلس عليه...شخص1 ينهض من الارض وبيده شريط قماط الذي يلف به الطفل عادةً فيه بعض بقع الدماء...ويتجه نحو شخص2 وهو ساحب الشريط بذراعيه وهو في حالة شديدة التوتر)
شخص2: ألم اقل لك انك مجنون؟...اضعتَ سلاحي.(يتنبه الى الشريط) ما هذا الذي بيدك؟
شخص1: هذا ما بقى من بكاء الطفل.
(شخص2: ينظر الى شخص1 باستغراب وكأنه لم يستوعب الكلام...شخص1 يقترب منه ويأتيه من الخلف ويضع الشريط على رقبته ويسحبه فيقع من مقعده. هذا الفعل مصحوباً بموسيقى ترقّبية. شخص 2 يقوم بالصراخ )
شخص2: ماذا تفعل؟...ايها المجنون...ماذا تفعل؟ ...تباً
لك!!
شخص1):بضجر) لا عليك سوى الصمت لكي تكون انسانا حقا لا يرى ولا يسمع
(ويتواصل شخص1 بسحبه الى ان يصل وسط المسرح فيقوم بصنع مشنقة من الشريط يربطها على السايك المسرح او اي شيء اخر والموسيقى مستمرة...شخص2 ينظر اليه بخوف عميق)
شخص2: ماذا تفعل...ماذا دهاك؟
شخص1: المجنون لا يسأل عما يفعله . سوف تعرف ماذا افعل بنفسك.(وحين انتهائه من تجهيز المشنقة يقوم بسحب شخص2 من الارض ويضع رأسه فيها)
شخص2:لا لا(صارخاً)لا.
(يقوم شخص1 بشنقه ويقوم شخص2 بأداء حركة تدل على انه قد مات...وفي هذه الاثناء يقف صوت الموسيقى ويسمع صوت لطفل يضحك...يقوم شخص1 بخلع بدلة شخص2 ويلبسها ويتجه الى مقعد شخص2 واثناء سيره تنطفىء الاضاءة...تشتعل الاضاءة على شخص1 ويظهر جالساً على مقعد شخص2 يرفع رأسه بعد ان كان خافضه نحو الارض...يقوم ويخاطب الشخص2 فتشتعل اضاءة فوقه)
شخص1: يقوم ..لم اعد اسمع اصواتاً ولم اشاهد مشاهد مروعة خلال هذه الفترة... على ما اظن كان استعمالك لهذه البلدة خطأً...(يعود يجلس على المقعد) او ربما كان جلوسك على هذا المقعد بصورة غير صحيحة...ربما كنت تجلس هكذا(يضع قدمه اليمنى فوق اليسرى) او ربما هكذا(يقوم بوضع قدمه اليسرى فوق اليمنى) أو هكذا(يقوم ويضع احدى قدميه فوق المقعد)...أووووووو
لا يهمني كيف كنت تجلس. المهم الاصوات اختفت... لكن من اليقين وليس من الشك ان الاصوات التي كنت اسمعها كان مصدرها هذه البدلة (يمسك بالبدلة) لكن الان هذه البدلة لا تولد تلك الاصوات لأن روحها ماتت وهائمة في الظلمات1
ستارة



#علي_العبادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شخصة الفرد العراقي واخلاقياتها عند الدكتور علي الوردي
- اللوحة البابلية
- الرغيف المسروق
- الفنان جواد الاسدي في دفتر سيجارة
- حروف حمراء
- تاريخ الحروف
- كيف يمكن التنبؤ بالمستقبل؟
- ناظم السعود وقناة الديار:شاكسا البرامج الثقافية ونشرات الإخب ...
- العزلة وعدم مخالطة المجتمع و تأثيرهما على الممثل
- ورود تحت وطاءة ظمأ الماء
- طائر الجنوب المسرحي خالد مطلك الربيعي
- أعمال وليم شكسبير
- خالد مطلك الربيعي...اللاعب والحالمُ ...على سطح اللوحة
- رغم كل شيء الفرق المسرحية لم تتوقف عن مواصلة رسالتها
- ( تايروف) و الممثل
- العاطفة والفكر ... سيناريو بلا حوار
- اللعبة التي أقتنها محمد
- مسرحية الحقائب السود
- كيف يرسمون العراق .. و(الفنيّة) معطّلة!!
- المسرح الكربلائي الواقع والطموح في حوارات جادة مع المعنيين


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي العبادي - مسرحية (أنا لستُ مجنوناً)