أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمير ماركوس - تعليق على مقال الأستاذ أسعد أسعد عن إصلاح الدولة المصرية














المزيد.....

تعليق على مقال الأستاذ أسعد أسعد عن إصلاح الدولة المصرية


أمير ماركوس

الحوار المتمدن-العدد: 3068 - 2010 / 7 / 19 - 17:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



نشير إلى مقال الأستاذ أسعد أسعد المنشور بتاريخ 7 يوليو (تموز) تحت عنوان (نهرو طنطاوي بين إصلاح الدش وإصلاح الكنيسة وإصلاح الدولة المصرية)، ونُعبّر عن إعجابنا بمعظم التحليلات الواردة فيه فيما عدا إختلافنا معه في شأن الرؤية السياسية العامة لما حدث في مصر في الستينيات من القرن الماضي.

يبدو أن كاتب المقال ممن يؤمنون بشكل قاطع بنظرية المؤامرة، وبأن هناك خيوطاً تمسك بكل شيء من الخارج دون أن يكون للقيادات السياسية في دول الشرق الأوسط أي دور حقيقي في إتخاذ القرار.

يقول الأستاذ أسعد في مقاله – (حينما ألقي بمصر تحت أقدام الذئب الإسرائيلي بناء على خطة أمريكية روسية مشتركة كانت مصر أيامها بمسلميها ومسيحييها واقعين في أحضان الغيبية الدينية والدروشة) - واضح من هذه العبارة أن الكاتب يؤمن بأن هناك خطة أمريكية واضحة المعالم تمسك القوى العظمى بخيوطها ولا يملك حكام دول الشرق الأوسط إلا الإذعان لها.

وفي هذا السياق نرجو أن نُذكر الأستاذ أسعد (ونحن ننتمي إلى نفس الجيل المخضرم) بالمؤتمر الصحفي الذي عُقد بالجبهة المصرية المواجهة لإسرائيل قبل أيام من نكسة يونيو (حزيران) عام 1967، أجاب الرئيس جمال عبد الناصر على أسئلة الصحفيين بعنجهية إستعلائية غريبة، كان من بين قاله – (أنا مش خرع زي مستر إيدن) .. في إشارة إلى رئيس وزراء بريطانيا وقتها .. وأيضاً (إذا أرادت أمريكا الحرب فسوف نحارب أمريكا) .. وإنطلقت المظاهرات في شوارع القاهرة عقب هذا المؤتمر الصحفي وكان من بين الهتافات التي أذكرها وربما أكون قد شاركت فيها، كنا نهتف (جونسون جونسون يعمل إيه .. عبد الناصر يقضي عليه).. وكان جونسون هو الرئيس الأمريكي وقتها... أي أن الشعب المصري كان ضحية إعلام مضلل أسهم بالقدر الأعظم في وقوع المأساة .. وليست المؤامرة الأمريكية.

ويذكر جيلنا صبيحة 5 يونيو (حزيران) 1967، حيث كنا نلتف حول الراديو الترانزستور لنتابع الإرسال الإذاعي من محطة صوت العرب .. ووفق تلك الإذاعة الموجهة كان عدد الطائرات الإسرائيلية التي تُسقطها القوات المسلحة المصرية يتضاعف كل ساعة .. من نوع (أسقطنا 12 طائرة) .. (أسقطنا 24 طائرة) .. (أسقطنا 36 طائرة) .. (أسقطنا 72 طائرة) .. وأتذكر في موقع عملي بالقاهرة أننا كنا نعانق بعضنا البعض بعد سماع صوت أحمد سعيد في صوت العرب، وهو يقول بصوت حماسي (إضرب يا أخي إضرب، مزيد من الغضب، مزيد من الثأر .. إلخ) .. وكنا نهنيء بعضنا البعض ونقول سيخطب الرئيس في تل أبيب مساء اليوم بعد إلقاء إسرائيل في البحر!!!.

وقال بعضنا دعونا نستمع إلى إذاعة لندن ... فوجئنا بعد ظهر يوم 5 يونيو بإذاعة لندن تقول (توغلت القوات الإسرائيلية داخل أراضي سيناء)!!!..

وأذكر أن زميلا لي كان ضابطاً في إحدى وحدات المدفعية التي كانت تشغل موقعاُ في مضايق سيناء في يونيو 1967، وأذكر أنني سألته عن سبب عدم تدمير الدبابات والأسلحة قبل الإنسحاب، وفوجئت بأنه ردّ بقوله أنه لم يعلم بأننا هُزمنا هزيمة منكرة إلا بعد أن وصل مشياً على الأقدام إلى الإسماعيلية بعد عدة أيام .. حيث إنقطعت كافة وسائل الإتصال مع القيادات، وكان زميلي يتصور أن وحدته العسكرية فقط هي التي إنسحبت، وكان أفراد القوات المسلحة يتصورون أن ما يستمعون إليه في راديو صوت العرب هو الحقيقة.

ما هو دور المؤامرة هنا؟.. كيف يعتمد الرئيس على أبواق إعلامه المُوجّه بدلا من أن يعتمد على القدرات العسكرية الحقيقية لقواته المسلحة؟.

وقيل لنا بعدها أن الأجهزة الأمريكية المتخصصة درست التكوين النفسي للرئيس جمال عبد الناصر وعرفت كيف تستفزه ليتصرف بالطريقة التي ترغب أن يتصرف بها ويحقق لها النتائج التي تستهدفها سياساتها... وحتى لو كان ذلك صحيحا فمن الذي ينبغي أن يوجه له اللوم حول ما حدث في نكسة عام 1967 التي ما زلنا نعاني من نتائجها حتى اليوم؟.

ولماذا نُصدق دائماً أن القوى العظمى هي التي تُحركنا وترسم لنا أقدارنا بدلا من أن نطالب بديمقراطية حقيقية في إتخاذ القرارات السياسية في دول الشرق الأوسط؟... ونحن نقول بناء على معايشة واقعية أن الشعب الأمريكي يعلم أقل القليل عن العالم خارج أمريكا، حيث ينتهي العالم بالنسبة للمواطن الأمريكي عند حدود الساحل الشرقي والساحل الغربي لأمريكا، وقال لي مهندس أمريكي في إحدى أكبر شركات تكييف الهواء الأمريكية في عام 1990 ، لم أعلم أن الكويت في الشرق الأوسط إلا عند الغزو العراقي لها، حيث كنت أتصور أنها في أمريكا الجنوبية.

وربما يذكر جيلنا المخضرم رسماً كاريكاتيرياً منشوراً في مجلة أمريكية أثناء حكم الرئيس ريجان، كان ريجان يشير إلى منطقة الشرق الأوسط بالكامل بأنها (Our oil) يقصد بترولنا هنا، وهذا هو كل ما كان يعرفه عن الشرق الأوسط. وهناك دليل آخر على قصور المعلومات الأمريكية عن الشرق الأوسط، هو أن أمريكا إحتاجت إلى بريطانيا لتكون شريكا معها في إحتلال العراق نظراً لقصور في المعلومات الإستخباراتية المتوافرة لدى أمريكا عن الشرق الأوسط، وتوافر تلك المعلومات لدى المخابرات البريطانية.

نتصور أن إيماننا بوجود نظرية المؤامرة يعفينا ويعفي حكامنا من المسؤولية، حيث أصبح من السهل ألا نفعل شيئاً إيجابياً ونقول أن القوى العظمى تتآمر ضدنا وليس بيدنا أن نفعل شيئاً. ونحن ضد هذا الأسلوب في التفكير لأن الإنسان يجب أن يصنع قدره بإرادته الحرة، وشاهدنا عديداً من الدول التي تقدمت إلى الأمام ولم تستسلم للخضوع للمؤامرة ومن بينها ماليزيا على سبيل المثال.



#أمير_ماركوس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هناك تنمية بشرية حقيقية في دولة الإمارات
- لماذا تحول الشعب المصري إلى شعب دموي إلى هذه الدرجة
- نوادر وملاحظات من واقع التجربة الإماراتية
- ردودنا على تعليقات القراء على مقالينا عن الإستثمار العقاري ف ...
- الحكومة الإلكترونية .. دعابة كبرى في عالمنا العربي
- تعليق على هامش أزمة الإستثمار العقاري في دبي


المزيد.....




- وزارة الخارجية الهندية: نيودلهي مارست حقها في منع الهجمات ال ...
- كتائب -القسام- تعلن تنفيذ كمين بقوة إسرائيلية شرق خان يونس
- قناة هندية: مقتل 70 مسلحا على الأقل في غارات هندية على باكست ...
- زاخاروفا تعلق على تصريح ترامب بشأن الدور الأمريكي في الحرب ا ...
- مراسلنا: 16 قتيلا وعشرات الإصابات بقصف إسرائيلي على قطاع غزة ...
- مصر تعلق على وقف إطلاق النار بين واشنطن والحوثيين
- تعليق الرحلات بمطار صنعاء عقب الهجوم الإسرائيلي
- هكذا يطوّع الأميركيون القوانين لمكافحة مقاطعة إسرائيل
- فيتنام وغزة.. مقارنة بين مقاومتين
- إسرائيل تدعم الهند وتحذير عالمي من تداعيات الاشتباكات مع باك ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمير ماركوس - تعليق على مقال الأستاذ أسعد أسعد عن إصلاح الدولة المصرية