أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الزهرة الزبيدي - السحر .. الاصل والتكوين في جماليات الفن ؟














المزيد.....

السحر .. الاصل والتكوين في جماليات الفن ؟


محمد عبد الزهرة الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3065 - 2010 / 7 / 16 - 10:39
المحور: الادب والفن
    


عر ف الإنسان السحر بإشكاله البدائية منذ تفكيره بالخوف من مظاهر الطبيعة التي وقفه عاجزا أمام حركتها ، فقد تطورت دوافع السحر عنده خوفا من المجهول ، بعدما فشل الإنسان البدائي في إيجاد التفسيرات لهذه الظواهر من عواصف وبرق ورعد إمراض تعتري جسده ، مما دفع به إلى إيجاد وسائل لحماية نفسه من هذا المجهول والإخطار التي تحيط به ، فان الإنسان ذهب إلى مرحلة السحر قبل الدين وعلى رأي (فريزر) ، ولقد مر العالم من حيث العلاقة بين الإنسان والكون بثلاث مراحل كبرى هي مرحلة السحر ثم مرحلة الدين وأخيرا مرحلة العلم الذي يعتبره فريزر قمة ما وصل أليه الإنسان من ناحية ونهاية الإنسان نفسه التي سوف يلقي حتفه فيها من ناحية أخرى ، وبهذا الترتيب أعطى السحر مرحلة أولى من مرحل التفكير البشري قبل الدين والعلم ، فكان حلم الإنسان البدائي السيطرة على الطبيعة وتسخيره لها من خلال معتقداته الغيبية عن طريق الطقوس والتعاويذ المتعددة في كل شعب من الشعوب على مر التاريخ، من الاعتقاد بالأرواح والتنبؤات والإعداد والتنجيم والأحلام .. الخ والاعتقاد بالأرواح كانت ترى فيه الجماعات البدائية قوة روحية في الحياة وما بعد الموت وعلى ذلك اعتقد هولاء – وحسب اعتقاد تايلر - أن الكائن الحي شيئين ، حياة وشبح ،وهذان العنصران يرتبطان بالجسد والحياة في اعتقادهم تمكن البشر من التفكير والعمل أما الشبح فهو صوت أو نفس ثانية للإنسان فان السحر لم يكتشف أو يبتكر فهو موجود حسب اعتقاد البدائيين مع وجود الخليقة ، فمن الصعوبة الوصول إلى فهم سليم إلى الأغراض الجمالية للإنسان البدائي بعدما عد الفن ضرب من ضروب السحر كما الفن ، عند نشأته ، كان ضربا من السحر والممارسة الطقوسية الكلامية التي تستهدف أغراضا سحرية ( اجتماعية واقتصادية) مباشرة ونادرا ما تستهدف أغراض جمالية لان ما كان يقوم به السحر عند البدائيين يشبه ما يؤديه العلم في المجتمعات اليوم ، وفي كل الحالات حاول الإنسان البدائي إيجاد حلول لمخاوفه من الطبيعة عن طريق السحر ، فهو يفترض أمكان تأثير الأشياء في بعضها البعض من بعيد عن طريق التعاطف الخفي وهذا يقوم مبدائين الأول على السحر التشاكلي أو المحاكاة والتقليد والذي يستند إلى أن الشبيه ينتج الشبيه أو أن المعلول يشبه علته والثاني يسمى السحر الاتصالي والذي يستند على الأشياء التي كان متصلة بعضها ببعض في وقت ما تستمر في التأثير بعضها في بعض حتى بعد الانفصال أيضا ، وان أكثر الأنواع شيوعا حسب اعتقاد (فريزر) هو السحر التشاكلي أي انه التعاطف الخفي في عملية المحاكاة أو التقليد فان الشبيه القديم ينتج الشبيه الجديد في محاكاته سواء كان ابتكاراً أو تقليداً ، لذلك رسوم على جدران الكهوف تؤكد أن الإنسان البدائي كان يعتقد انه في حالة رسمه للحيوان أنما يكسبه قوة السيطرة عليه لان الإنسان يتحكم في الأشياء ويجعلها ملك يده عن طريق تحويله إياه ، والعمل هو عملية التحويل الأشياء الطبيعية ، لكن الإنسان لا يعمل فحسب بل يحلم أيضا. بالسيطرة على الطبيعة بوسائل خارقة ، يحلم بان يتمكن من تغير الأشياء وتشكيلها في صورة جديدة بوسائل سحرية ، أن السحر في الخيال يقابل العمل في الواقع هذا التقابل بين الخيال والواقع أنتج تشابهات بين العمل والسحر في تحويل الأشياء من حالة إلى حالة أخرى في الطبيعة , فرضها الإنسان البدائي بقوة في تشكيل صورة جديدة بوسائل سحرية أي أن تحويل الخامات في الطبيعة إلى أشكال جديدة كان دافعاً سحريا في الأشياء من خلال سيطرة الإنسان البدائي على عملية التحويل ، فان علاقة الفن بالسحر كعلاقة الطفل بثدي أمه, فان كل المتبقيات من مخلفات البابليين الإغريق والفراعنة تؤكد أن أصول الفن ترجع إلى السحر بوصفه إحدى الركائز الاعتقادية و المعرفية في تلك المرحلة من حياة المجتمعات البشرية ، والى الممارسات الشعبية المعبر عنها بواسطة الأساطير والأمثال والتعاويذ والأغاني الفلاحية وغيرها ومع تقدم الإنسان البدائي بالزراعة وازداد قلقه من قوى الطبيعة فقد قدم القرابين متعبدا في طقوس من العبادة كي يحمي الإنسان نفسه من الأخطار ، وظهر الكاهن في الطقوس الدينية ، وتؤكد الدراسات التي توصل أليها الباحثون أن البدايات الأولى لنشأة الفن المسرحي ارتبطت بالنشأة الدينية في أحضان المعابد من خلال الطقوس والشعائر التعبدية القديمة بعدما اختلط بالسحر ، فقد رافق فن المسرح الغناء والرقص دوماً في الاحتفالات الدينية عندما كان الرقص بدائيا و إنشادا بدائياً ثم تطور بعد ذلك مع تطور الأغنية الإنشادية بمصاحبة الموسيقى ودق الطبول حتى ظهور المسرحية حول نواة هذه الأغنية التي كانوا يتعبدون بها خالق الكون المحيط بكل شيء ، كما نشأة الأساطير من أحضان الغناء الديني ، ثم ولدت ملاحم شعرية والأنماط الفولكلورية الأخرى ، ويعد مقدار الابتعاد عن الجانب الديني عاملا أساس في تشكيل النمط الفولكلور المعبر عن كل مرحلة من مراحل التاريخ ، أي كلما ابتعد عن الجانب المقدس اخذ شكلا فولكلورياً جديداً ، وقد تطول آراء الباحثين حول علاقة المسرح في السحر لكن يمكن إن نقول أن الفنان القديم ظل يعتمد السحر بواسطة عبقريته وإبداعه الفني ليضمن العيش والبقاء ، وقد كانت الحرف والصناعات والزخارف والفنون الشعبية جزء هاما من هذه الطقوس والعبادات التي لها مظهرا من مظاهر السحر منذ فجر التاريخ والفن أداة سحرية للسيطرة على الطبيعة لكنها لا تزال مجهولة ، وتراجع دور السحر مع تطور العلم والفلسفات والفن .



#محمد_عبد_الزهرة_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجمال بين الفن والمجتمع
- الفولكلور والتراث .. جدلية الحضور والغياب
- ماهية الفولكلور ( المأثورات ) - الثقافة الشعبية .
- سلاما ً يا من أنا .. كلي أنت
- قلتها لك ..
- الأمس كان غداً في مسرح البصرة ... حوار مفتوح مع الناقد المسر ...
- المسرح والتعزية الحسينية .. وتصادم الحضارات
- نرجس لكل قلب
- تيارات الجدة التجريبية في المسرح الأوربي
- الجدة التجريبية واثرها في المسرح العربي المعاصر
- صراع الفلسفات في الحركة النقدية المعاصرة
- ِبناء الأيديولوجيات في الفكر المسرحي المعاصر
- التجليات الجمالية للمضامين في المسرح السياسي
- جماليات الأستجابة في دائرة الطباشير القوقازية ..( برتولد بري ...
- فؤاد التكرلي ..وفلسفة اللامعقول في الفكر المعاصر
- تعقيباً على رسالة اليوم العالمي للمسرح 2010 للممثلة البريطان ...


المزيد.....




- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...
- فيلم -بين الرمال- يفوز بالنخلة الذهبية لمهرجان أفلام السعودي ...
- “ثبتها للأولاد” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد لمشاهدة أفلام ...
- محامية ترامب تستجوب الممثلة الإباحية وتتهمها بالتربح من قصة ...
- الممثلة الإباحية ستورمي دانييلز تتحدث عن حصولها عن الأموال ف ...
- “نزلها خلي العيال تتبسط” .. تردد قناة ميكي الجديد 1445 وكيفي ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الزهرة الزبيدي - السحر .. الاصل والتكوين في جماليات الفن ؟