أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الزهرة الزبيدي - التجليات الجمالية للمضامين في المسرح السياسي















المزيد.....

التجليات الجمالية للمضامين في المسرح السياسي


محمد عبد الزهرة الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2981 - 2010 / 4 / 20 - 22:19
المحور: الادب والفن
    



كثيراً ما نربط المسرح بالمجتمع أو نعطي تفسيرا اجتماعيا للمسرح في جميع أشكاله ، باعتباره صورة من الواقع . ومجمل الآثار الأدبية التي كُتبت في فترات التغيرات الفلسفية مما كانت تنتقل بمجتمعاتها من حال إلى حال. وفي هذه الفترات كان المسرح ولا يزال أقدرَها على تصوير المجتمعات بتحولاتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. باعتبار المسرح فن صدامي من خلال صراع الأيدلوجيات الغائبة أو ألمغيبه والحاضرة في ظل مواقف مختلفة بين الأفراد حول العالم والمجتمع والإنسان ، وسبب في ذلك أن الأيدلوجيات تقوم على الأفكار والعواطف والمواقف السياسية ... وهي تتسم بالأسلوب الإصلاحي أو الثوري الذي يهدف الى تغير الواقع وظروف المجتمع أذ شملت (الإيديولوجيا) كلَّ منهج فكري طالب بتحرير الإنسان من الظلم وسعى إلى تحقيق العدالة والمساواة بين ألإنسان وأخيه ، فإذا كانت هذه الأفكار أو المواقف داعية الى تغير جزئي دون المساس بالحكم فأنها دعوة أصلاحية، أما أذا كانت داعية الى التغير الشامل فأنها هدم لكل الأيدلوجيات السائدة ودعوة ثورية الى تبني أيدلوجيات جديدة لتغير الواقع عن طريق مواقف فكرية أو لعقيدة سياسية معبره عن قضايا المجتمع ، وهذا الأمر الذي انعكس في الدراما وفي عدة اتجاهات تجديدية في التأليف المسرحي منها ملحمي وسياسي وتسجيلي في حين أن المسرح ما هو ألا مظهر من مظاهر السياسة أذا اتفقنا على تعريف السياسة أنها مجموعة الأفكار أو الفلسفة التي تشكل نظرية الحكم التي بتم في ضوئها تنظيم العلاقات الأفراد والمجوعات في المجتمع وفق قوانيين وقيم معينه تحكم توزيع السلطة والمال وتحدد الأدوار ومناطق التحرك للإفراد والجماعات فأن أية مسرحية مهما كان شكلها أو مذهبها فلابد أنها تتضمن خلفية أيديولوجية تشكل نظام فكري وسياسي واجتماعي لكاتبها ، أذ من ممكن القول أن نشوء
ما يعرف بالمسرح السياسي , ليس وليد القرن العشرين بقدر ما نجد في أعمال العديد من الكتاب الإغريق والى يومنا الحاضر ، فمن خلال المراجعة التاريخية نجد ثلاثة أنواع من المسرح السياسي الأول ما يدعى (مسرح السياسي إصلاحي) وهو نوع من المسرحيات التي تتعرض بالنقد لبعض مظاهر السياسة السائدة في المجتمع وأخطائها في مظاهر التطبيق ، كما جاء في مسرحية ( أيسخيلوس ) (برميثوس مغلولاً) ومسرحية (اريستوفان) (الفرنسان) التي يشن فيها هجوما على السياسيين في عصره دون الانتقاد لفلسفة الحكم نفسها والنوع الثاني تمثل في ما يعرف ( مسرح سياسي ثوري ) وهو نوع من المسرحيات التي تدعو الى استبدال سياسية حاكمة بأخرى ، وبشكل جذري وشامل ، ويشير الباحثين في هذا الجانب الى ( شيلي) باعتباره أول أديب اشتركي قبل ظهور (كارل ماركس) والفرق الوحيد بينهما هو أيمان بالقدرة على التغير الجذري عن طريق الحب والحرية والتنوير على عكس (كارل ماركس) الذي رأى حتمية صراع الطبقات. أما النوع الثالث (مسرح فكري سياسي) غير ملتزم وبأيديولوجيا محددة يقوم على جدل الأفكار وصراع الفلسفات ، كما في مسرحية (يوليوس قيصر ) (لوليم شكسبير ) من خلال الوضع المزدوج (لبروتس) في قصة اغتيال (قيصر) بين صديق خائن ومصلح لخط الحكم . وترى الدراسة أن الأنواع والتقسيمات أنفة الذكر ، ما هي ألا انعكاس دعوات الى الإصلاح الاجتماعي في أطار التغير الإيديولوجي بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، وكما يقال لا جديد تحت الشمس ففي القرن العشرين نجد رواد المسرح الحديث لجؤ الى أبتكار حرفية جديدة للمسرحية عن طريق الإنتاج أو التأليف التي تميزت بطابع أيدولوجي وسياسي على خلفية مسرح لا أرسطي كما كانت الخطوة المهمة في القرن العشرين ، أذ نشأ ما يعرف بالمسرح الملحمي على وجه التحديد ، بعد الحرب العالمية الأولى ، وهو في جوهر نشأته ألماني يرجع الى الاديب المخرج بسكاتور الذي حاول إلغاء الإشكال القديمة في مسرحه من خلال الفكرة السياسية بالإطار الثوري الايدلوجي بشعارات زعماء الفكر الاشتراكي (ماركس وأنجلز ولينين) وقتذاك وغيرهم ، وهي نفس الأفكار التي أعتنقها (بروتولد بريخت) على خلفيته أيدلوجية ماركسية تؤمن بالفكر الصراعي الذي ينطوي على أن لكل نظام أجتماعي يكون متوازناً في لحظة معينة ومختل عندما تزداد عوامل التغير ولكل نظام أجتماعي قوتان : قوة تميل الى الهدم والإخلال بالتوازن ،وأخرى تعمل على البناء وإعادة التوازن فلا يعود المجتمع لحالته الأولى أذ يحيل (ماركس) الصراع الاجتماعي للعامل الاقتصادي ونظام الملكية ، و هذا الفكر الصراعي ليس بجديد ، ومن أبرز المفكرين في هذا الاتجاه كان (أبن خلدون) الذي أتخذ من العصبية القبلية مصدر لتفسير تصادم وصراع القبائل في المجتمع البدوي من أجل الحصول على الماء والغذاء ، الى جوار المفكر الايطالي (نيكلو ميكا فيللي) الذي يرى أن المصالح الخاصة مصدرا للصراعات الاجتماعية في حين ذهب ماركس الى أن الصراع الاجتماعي عبارة عن تنازع القوى الاجتماعية فيما بينها من أجل الدفاع عن مصالحها وكيانها ، وعدم تضمن النظام الاجتماعي توازناً في مكوناته الاجتماعية فهو يتكون من طبقتين رئيسيتين هما الطبقة المستغلة أي الطبقة المالكة للسلطة والثروة والطبقة المستغلة أي الطبقة المحكومة فاقدة السلطة والثروة و أي أن الأساس للصراع الطبقي هو توزيع المصادر الاقتصادية بشكل غير عادل يؤدي الى انقسام المجتمع لعدة طبقات متنازعة حول أعادة التوازن فيصبح للطبقة العاملة فكر يبلور طموحها وأهدافها في وعاء أيديولوجي وللطبقة البرجوازية الحاكمة فكر يعكس طموحها وأهدافها في وعاء آخر ونجد نظرة ماركس الى التوازن والتكافئ بين الطبقات الاجتماعية على أنها شيئ وقتي وليس سرمدياً في المجتمع بسب ..قواعد اقتصادية غير متوازنة ومن خلال هذه الصورة مصغرة للماركسية التي انعكس تأثيرها على رواد المسرح الحديث (بسكاتور وبريخت) اللذان وجدا أن ثمة نوعية من الجماهير تتمثل في طبقات الشعب العاملة التي تبدو أحوج الى ما تكون الى المسرح ، أذ أن المسرح في ألمانيا عادة ما يجذب أليه فقط الطبقات البرجوازية فأسندا المسرح لخدمة الطبقة العاملة من الكادحين على خلفية أيديولوجية يتفق عليها كل من بسكاتور بريخت في المسرح البروليتاري باعتبار أن الفن للفن ما هو ألا تسلية عابرة ومؤقتة ولهذا ينبغي أن يكون معملا وتربية أخلاقياً ، فأن بريخت نظر الى المسرح وسيلة من وسائل التعليمية ، أذ أن مسرحه لا يعني كثيرا بعزلة الإنسان ضحية للصراعات الداخلية ، أنما يتجه مباشرةً الى أبراز الانسان السياسي الحامل لبذور الثورة ، والذي هو نموذج طبقته لان المسرح في رائه جزا من الصراع الطبقي ، فهو يؤمن بحكم عقدته السياسية أيمانا قوياً بضرورة الالتزام في المسرح ،أي أن يلتزم الكاتب المسرحي بالتعبير عن القضايا مجتمعه وعصره في السياسة والاجتماع بما يوافق طبيعة التطور ويدفع بالمجتمع في مستقبله الى حياة أفضل وهذا لا يتحقق أذا ظل المسرح أسير مبدأ المحاكاة الارسطية بأن غاية العمل المسرحي أن يقدم صورة أمينة عن لواقع الحياة وأن يوهم المشاهد بما يراه على خشبة المسرح حقيقة واقعه فيتعاطف مع شخصياتها ويضع نفسه محلها ، فقد عارض بريخت مبدأ المحاكاة والتوهم و رأى المسرح رسالة سياسية واجتماعية بعيدة عن أيهام المشاهدين بالحقيقة وطالب الكتاب الابتعاد عن مبدأ المحاكاة للواقع على الطريقة المألوفة في المسرح التقليدي وأن يتحولوا الى ضرب جديد من التأليف تكون غايته عرض (مشاهد ولوحات) تروي أحداثاً ،تعبر في مجموعها عن فكرة أو قضية الى جانب من ذلك أخذ المسرح التسجيلي لرائده (بيتر فايس) خطوة متميزة في محاولة أشراك المشاهد ليما يعرضه من قضايا ، فأنه يتجاوز الى نبذ (القصة ) الى حد بعيد وللاستعاضة عنها بتسجيل صور من الواقع السياسي والاجتماعي لا يربط بينهما خيط من قصة فرد أو أفراد بعينهم ،بل ترتبط بدلالتها على وضع أو قضية في مجتمع تتضاءل فيه قضايا الأفراد في صورتها الذاتية وتتحول الى ظواهر عامة للقضية فهو مسرح أقاويل الصحف الإحصائيات والإذاعات وتحريك المجاميع الذي تختفي فيه شخصية الفرد الواحد. ولذلك يمكن القول أن السياسة بمرجعيات الرأي العام تشكل الجوانب الأيدلوجية للمسرح عبر العصور وهذه الجوانب الأيدلوجية هي مجوعة الأفكار والعقائد والفلسفات التي يتبناها الكاتب المسرحي في طروحاته وتنعكس بشكل أو بأخر في نصوصه المسرحية .



#محمد_عبد_الزهرة_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جماليات الأستجابة في دائرة الطباشير القوقازية ..( برتولد بري ...
- فؤاد التكرلي ..وفلسفة اللامعقول في الفكر المعاصر
- تعقيباً على رسالة اليوم العالمي للمسرح 2010 للممثلة البريطان ...


المزيد.....




- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الزهرة الزبيدي - التجليات الجمالية للمضامين في المسرح السياسي