أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الزهرة الزبيدي - الجمال بين الفن والمجتمع














المزيد.....

الجمال بين الفن والمجتمع


محمد عبد الزهرة الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3055 - 2010 / 7 / 6 - 13:52
المحور: الادب والفن
    


تعد علاقة الفن بالواقع من الإشكالات الكلاسيكية التي عالجتها الفلسفات ونظريات علم الجمال ، ورافقت صيرورة تطور الوعي النقدي في مختلف مراحله التاريخية. وعلى أساس هذه العلاقة تم بناء الكثير من المعايير النقدية ، سواء تلك التي تطالب الفن بعلاقة مع الواقع ، أو تلك التي تطالبه بتخطي الواقع وتجاوزه نحو آفاق الخيال ، فقد كان الباحثون منذ زمن طويل معنيين بالروابط بين الفن والأديب ، والوسط الاجتماعي . وكثيراً ما انطوت دراستهم على أحكام ضمنية مبنية على تلك الارتباطات بين الأدب والمجتمع متبادلة . فلأدب ليس مجرد معلول لعلة اجتماعية ، بل انه العلة لمعلومات اجتماعية أي إن هذه الروابط بين علائق الفن أو الأدب بالمجتمع ذات أهمية حيوية ، فإن تقصي هذه العلائق ينظم الاستجابة الجمالية إلى العمل الفني ويعمقها باتجاه فهم الوسط الاجتماعي في مديات استجابة الفنان لها . وعلى وفق نظرية الانعكاس التي ترى إن الفن باعتباره جزاءا لا يتجزأ من الواقع الذي يعتبر في المدرسة الواقعية هو شكل من أشكال الإدراك الاجتماعي و نوع خاص من نشاط الناس يهدف إلى إبراز علاقة الإنسان الجمالية بالواقع ، وما هو الا انعكاس مجازي او تصوير مجازي للواقع برموز التاريخ والتراث والفولكلور و المقصود فيها بالواقع هو كل ما يحيط بالإنسان و كل ما يرتبط به في حياته ، إنه الطبيعة و المجتمع و العالم الداخلي ، من أفكار الناس و مشاعرهم و انفعالاتهم وهو ما يرتبط بثقاقتهم وفولكلورهم ، وحين نتحدث عن وظيفة الأدب في ضوء نظرية الإنعكاس ينبغي أن نكون على دراية بأن الإبداع الأدبي فعالية اجتماعية فسرت وأظهرت في القرن التاسع عشر أدب جديد , اصطلح على تسميته بالأدب الواقعي , وبظهور هذا الأدب الجديد ظهرت محاولات عديدة تربط الأدب بالحياة والبيئة ولعل أهم هذه المحاولات هي المحاولة التي قام بها (هبيوليت تين) الذي يرى أن هناك ثلاثة عوامل تؤثر في الأدب هي الجنس والعرق ، والبيئة، والزمن ، ففي أواخر القرن التاسع ظهرت محاولة أخرى لتفسير الفن على أسس جديدة , وقد أثارت اهتمام النقاد والمفكرين وقد قام بهذه المحاوله الأديب العالمي الروسي "ليو تُوْلِستِوي "و(الذي يعد أدبه واقعياً) , فقد حاول في كتابه (ما الفن ؟) أن يجد العلاقة بين الأدب والقراء , ورأى أن وظيفة الفن وظيفة توصيلة التي عبرت عن بيان الصلة بين الظاهرة الفنية والمجتمع ، فإن أعلام نظرية الانعكاس يشددون على الدلالة الاجتماعية للأعمال الأدبية و الفنية و على الصلة بين الأدب و المجتمع ، غير أن مدى العلاقة بين الأدب و المجتمع وشكل هذه العلاقة قد ظل و مازال مثار نقاش واسع بين أعلام هذه النظرية و خصومها ، وبين أعلامها فيما بينهم على نحو ما نرى في كتاب لوكاتش و أرنست فيشر( فلسفة الحضارة – ضرورة الفن ) و غيرهم . نظرية الانعكاس تستند إلى الفلسفة الواقعية المادية وهي بهذا تقف مضادة للنظريات الأدبية الثلاث سواء في رؤيتها لنشأة الأدب أو طبيعته أو وظيفته ، وقد خاض أعلامها صراعا فكريا و فلسفيا فنيا ضد أصحاب فكرة الفن الخالص و الجمال الخالص و رأوا أن هؤلاء إنما يحطون من شأن الأدب و دوره الهام ، كما يسخفون من شأن المبدع الأديب لأنهم ينظرون إلى عمله على أنه نوع من اللعب و الزخرفة و التشكيل الخالي من أي مضمون اجتماعي ، وقد رفض أعلام نظرية الانعكاس فكرة الفن الخالص و الجمال الخالص كما رفضوا الأدب الذاتي و الفردي ، و الأهم من هذا وذاك أنهم رفضوا أن تكون العواطف و الانفعالات – فحسب – هي المحور الرئيسي للأدب ، مع أنهم لم يغفلوا أثرها و أهميتها في تشكيل الأعمال الأدبية . ولم يقتصر رفضهم لفكرة الشيء في ذاته أو فكرة الفرد المطلق و الفن المطلق و الوظيفة المطلقة للأدب بل رفضوا أيضا فكرة المعايير النقدية المطلقة و قالوا بأن المعايير النقدية ينبغي أن تشتق من واقع المرحلة الاجتماعية و الثقافية التي أنتج فيها الأدب. وحتى لو رجعنا إلى الفلسفة اليونانية سنجد هذه العلاقة موضوعا لكثير من التأمل والتفكير، حيث كان المطلوب من العمل الفني عند اليونان محاكاة الواقع واستنساخه. وتباينت بسبب ذلك تقييمات الفلاسفة لوظيفة الفن ومقدار ضرورته للحياة. وتعد نظرية أرسطو في سياق الفكر اليوناني القديم أوسع تصور لماهية الفن ووظيفته كمحاكاة وتقليد، وقد استفاد في بنائه لنظريته هذه من التصور الأفلاطوني، دون أن يسقط في تبني تلك الأحكام التي بلورها أفلاطون. وإذا انتقلنا إلى القرنين التاسع عشر والعشرين سنلاحظ أن موضوع علاقة الفن بالواقع متداول على نحو مكثف في الدراسات النقدي سواء على مستوى التنظير أو التطبيق ، خاصة مع شيوع الفلسفة الماركسية التي قيمت الفن بوصفه عنصرا من عناصر البنية الفوقية للمجتمع ، أي بنيته الفكرية التي تعكس بنيته الاقتصادية وما يرتبط بها من تقسيم طبقي وما يعتمل بداخل الواقع بسبب هذا التقسيم من صراع اجتماعي. وإن حضور هذه العلاقة ومحوريتها في التنظير النقدي يسوغ لدراستها من الناحية الجمالية .



#محمد_عبد_الزهرة_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفولكلور والتراث .. جدلية الحضور والغياب
- ماهية الفولكلور ( المأثورات ) - الثقافة الشعبية .
- سلاما ً يا من أنا .. كلي أنت
- قلتها لك ..
- الأمس كان غداً في مسرح البصرة ... حوار مفتوح مع الناقد المسر ...
- المسرح والتعزية الحسينية .. وتصادم الحضارات
- نرجس لكل قلب
- تيارات الجدة التجريبية في المسرح الأوربي
- الجدة التجريبية واثرها في المسرح العربي المعاصر
- صراع الفلسفات في الحركة النقدية المعاصرة
- ِبناء الأيديولوجيات في الفكر المسرحي المعاصر
- التجليات الجمالية للمضامين في المسرح السياسي
- جماليات الأستجابة في دائرة الطباشير القوقازية ..( برتولد بري ...
- فؤاد التكرلي ..وفلسفة اللامعقول في الفكر المعاصر
- تعقيباً على رسالة اليوم العالمي للمسرح 2010 للممثلة البريطان ...


المزيد.....




- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الزهرة الزبيدي - الجمال بين الفن والمجتمع