مريم نجمه
الحوار المتمدن-العدد: 3063 - 2010 / 7 / 14 - 08:14
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
من ملعب الزهر , إلى روضة العلم ؟
أهم المهن أو الحرف اليدوية ( الصنعة ) في صيدنايا القديمة , وما نعرفه عن الاوائل في القرن الماضي ؟ - 9
في سنوات الطفولة الأولى والثانية .. تختبئ في اللاشعور صور ومشاهد .. و كنوز تجارب ثمينة , ممتعة , ووّهاجة , هي التي تولّد باستمرار ذرّات انتعاش وتجدد في زاوية ما لا ندركها , وترسم رؤى .. وصراطاً مستقيما نحو طريق العلا , وتبني درجات الصعود نحو قمم المعرفة ,لاستشفاف وظيفتها ومعانيها ونكهتها الجديدة بما حملت من زاد وخميرة تضيفها لعجينك اليومي فتزيده نضجاً وبركة وامتلاء , وخبزاً جديداً بالمعنى والجوهر ..
فإذا بالعتيق يدخل بالجديد ويعطي جديداً كلياً , كما القديم يتعانق بالحديث ويولد للتو ّروحه و وما فيه شكله , وإطاره , وملامحه العصرية ,, فنتجاوب ونبني بهذه المادة الجديدة خطوة وتجربة جديدة بدم جديد ...
الباعة المتجولون – الموسميّون
-------------------------------
كان الباعة المتجولون يتوافدون مرة أو مرتين في السنة لبلدتنا حسب ما يتوفر لديهم من بضائع من إنتاجهم الزراعي أو الحرفي أو المنقول من مناطق وبلدان أخرى .. لبيعها في سوق البلدة أو لتقديم الحرفيين القادمين إليها خدماتهم المختلفة ومهاراتهم في الحرف الشعبية : أذكر منها على سبيل المثال : مبيض الأواني النحاسية - ومنجد الفرش والأغطية – و المجلخ للسكاكين والمقصات - وصانع القضامة من الحمّص ( القضماني ) - والسنكري لتصليح ولحام الأدوات المعدنية المنزلية ,, والجمالين الذين كانوا يحملون البضائع لسوق القرية ....
– المجلّخ :
هكذا كان صوت المنادي : " مجلّخ .. مجلّخ .. مجلللل خ . " سكاكين .. مقصّات .والمناجل . ,,, يزور البلدة مرتين في العام تنتظره كل عائلة وبيت لتجليخ وتلميع أدوات المطبخ والخياطة ,, والزراعة وغيرها من الإستعمالات المعدنية الصدئة ( الصائمة ) كما كانوا يرددون . يقف في كل حي وحارة , تتجمع حوله الأطفال والشباب ليشاهدوا هذه العملية الحرفة والمهارة عن كثب – كيف يتطاير الشرر عندما تحتك القطعة المعدنية على الدولاب الحجر ي الدائري الذي يحركه بقدمه , فيخرجه لامعاً حاداً نظيفاً ..
– الندّاف :
كذلك كانت القرية تنتظر ( النداف ) في كل عام مرتين , تنتظره كل أسرة لتجديد وندف القطن أو الصوف ( الفرش اللحف المخدات والطرّاحات وووو غيرها من أثاث البيت . .. وخاصة في مواسم الأعراس في الربيع ونهاية الصيف أو الخريف .. بعد قص صوف الغنم , أو غسل الصوف القديم وتشميسه وتجفيفه على شرفات المنازل أو الاسطح في شمس الصيف الحارة .
لقد كان في البلدة القديمة إمرأة لها خبرة في هذه الصنعة اليدوية تمتهن هذه المهنة وتجيدها بمهارة , هي على ما أذكر جدة عائلة ( طامة ) الكريمة الملقبة – ثمنية - في القرية حيث كانت تحضر إلى البيت بعد موعد لذلك من زحمة العمل لديها – تمكث أسبوعاً من الزمن لتنهي كل الأشغال , تندف الصوف أو القطن أولاً , ثم تعبئه وتنجده داخل الفراش أو اللحاف ,, وكانت تجلس في مكان واسع على الشرفات الكبيرة أو الأسطوح المنزلي ....,, اّه اّه ما أحلى تلك الأيام وذكرياتها !!؟
القضماني
........ من شخص لاّخر يدور الخبر بسرعة البرق في بلدتي القديمة " القضماني وصل .. القضماني وصل .. وهو يمكث في البيت الفلاني .... ؟؟ " ,, , طبعاً فلقد اعتاد أهلها انتظار القضماني بشوق .... والبيت يجب أن يكون فيه ( التنور ) المساعد له على القيام بمهمة التحميص .
المتعارف عليه في صيدنايا ,,, كانت كل عائلة تعبّئ مؤونتها من القضامة في الأكياس والخوابي والقطرميزات أو الصفائح في المخازن , لإستهلاكه طوال فصول السنة . فلا تعقد السهرات في بيوت القرية إلا وفاكهة الشتاء تملأ الموائد والضيافات لا تخلو من القضامة والزبيب والجوز والتين ..... فأهل صيدنايا هم أهل التين والقضامة , والقضامة أخت التين , حيث تحشى بدل الجوز . والطالب لا يستغني عن تموين جيوبه عند ذهابه للمدرسة صباحاً من القضامة والتين يتسلى بها أثناء الفرص والإستراحات عوضاً عن ( العروس والسندويشة أو الكيك وو.. ) ,, والأعراس والأفراح لا تقام ولا تكتمل إلا وطبقات القضامة والزبيب والجوز والسكاكر على رؤوس الأهل في طبقات القش , توزع على الحاضرين , وبداية الأطفال الذين ينتظرون هديتهم المفضلة بفارغ الصبر ..!؟
يحتل الحمّص مكانة مرموقة على موائدنا وتسالينا الشتوية وافراحنا المتنوعة . فهو يؤكل أخضراً , أومطبوخاً , أومسلوقاً , أو مسحوقاً , أو محمصاً على شكل ( القضامة ) ..
وتصنع من الحمص إحدى ( التسالي , النقل ) الشعبية المسماة القضامة وهي على أنواع متعددة ( المالحة , المغبّرة , المكسّرة أو ملبس على قضامة ) وكلها تعتمد على تحميص حبوب الحمص بعد تجفيفها بعد إضافة مادة الملح لها , وهي غنية بالبروتينات والمواد الدهنية والنشوية . وكل انواع التسالي تعطي قيمة حرورية عالية ..
والقضماني : هو صانع مادة القضامة من الحمص وبذور اليقطين أو البطيخ الاخضر , بتحميصها على النار بالموالح والبهارات لتصبح طيبة لذيذة وسهلة الهضم ... وكلها كانت من إنتاج محلي .
كان هذا الصانع الحرفي ( القضماني ) يزورنا في فصل الخريف بعد إنتاج المحاصيل الزراعية العديدة ومن ضمنها الحمّص . وتجمع كل عائلة أكياس الحمّص للموعد المذكور , يمكث في البلدة عدة ايام في إحدى البيوت التي تملك احواشها التنور , كما نوهت سابقاً , ليصنع للناس مؤونتهم من هذه المواد كجزء من مؤونة العائلة , ثم يغادر إلى قرية اخرى .. .... و أعلم حقيقة أن إحدى سيدات صيدنايا اتقنت هذه الخبرة في التحميص ومارستها على نطاق ضيق لبعض العائلات ..
وهكذا كانت أرضنا ومهارة حرفيينا وصناعنا تحقق الأمن الغذائي لشعبنا في أقصى الأزمات والأيام العصيبة في مجتمع يعتمد على الإنتاج باستمرار , ولا يعيش للإستهلاك وحده كما نراه اليوم ..؟
................
المبيّض
أما المبيّض القادم من بلدة دوما في معظم الاوقات , فقد أصبح كواحد من سكان القرية , فكان يجلس في كل ساحة وحارة من ساحات البلدة , بعد أن يطوف هو ومساعده لجمع الأواني النحاسية من كل منزل , بعد أن ينادي بصوت عال : مبيّض مبيّض ...
من ثم يقيم الحفلة هناك بعد أن ينصب ويقيم موقد للنار من الحطب .. وكنا نحن الأطفال الصغار والشبيبة الكبار يجلسون حوله ليشاهدوا عملية التبييض هذه , لأواني النحاس الكبيرة والصغيرة – حيث كان إستعمال ا لأواني ا لنحاسية هو السائد ( من المعلقة والكفكيرة حتى الماعون والدست والحلة والطنجرة والصحن وووو ) قبل دخول الألمنيوم والستيل والتوتياء والتيفال والبيريكس وغيره من المعادن الحديثة ..
هذه المهنة يلزمها الكثير من الدقة والمهارة وحذاقة وسرعة وجهد وترتيبات معينة حسب المراحل ( قصدير للحم الثقوب , والمادة التي يجلي بها المواعين وغير ذلك من مواد , وإقامة الموقد للنار وتجميع الحطب من أمور يحبها الطفل مشاهدتها بشغف وحب الإستطلاع والمعرفة ..
لقد كان هذا الزائر العامل يتجول في قرى منطقة القلمون حول بلدتنا ليستقر بعدها في بلدتنا أكثر شهور السنة ...
وأحياناً كان يأتي اّخرون غيره من قرى ومدن لبنان المجاورة ...
.... هكذا كانت هذه المهن والصنعات اليدوية قليل تواجدها باستمرار في البلدة , مع صعوبة السفر لمدينة دمشق لقضاء هذه الحاجات .
لا بأس بذلك ,, فكل هذه المشاهد الجميلة ومواكبتها عن كثب والإطلاع عليها من قبل الأطفال , تعتبر تحفيز للفكر و تراكم غزارة المؤثرات الصوتية والجمالية والحركية لديهم و زيادة في المعلومات وثراء في الوعي وغنى في الخبرات العملية والمعلومات العلمية والخيال وهي بالتالي في جوهرها خبرات للكبير والصغير – تنتهي حفلة التبييض للأواني النحاسية المنزلية إبتداء من المعلقة – اللكن والخلقين والماعون والصدر والمنسف - لتصبح جميلة ناصعة لامعة جميلة ونظيفة بالتالي خوفاً من الصدأ والزنجرة لئلا تسمم الطعام فيها .
......
ألم أقل لك أيها القارئ العزيز ,, بأن أهل بلدتي من محبي النظافة , ومن محبي الجمال والنقاء والأناقة ,, وبالتالي شعب حضاري وواع...!؟
.... وما هذه الأمور التي كانت تجري في البلدة أمام أعيننا إلا دليل واضح على حيوية ونشاط أهل البلدة وحبهم للنظافة والجمال لأن النظافة هي تجسيد للجمال .. هي الجمال بحد ذاته , وهي بالأصل دليل الوعي الصحي وخاصة خطر ترك النحاس للصدأ والزنجرة والتاّكل وتأثيره على الصحة والتسمم ..؟ - وأذكر أنني بيضت جميع أواني منزلنا في القرية قبل مغادرتنا الوطن بأيام قليلة وتركناها مكانها ,, لانعلم مصيرها منذ ثلاثة عقود ..؟؟؟
- صندوق الفرجة :
ولقد نسيت أن أروي وأتحدث لكم عن ( سينما , أو تلفاز أو فيديو ) البلدة سينما الثلاثينيات والأربعينيات القرن الماضي ..
عندما كان يصل إلى مسامع الأطفال بأن ( صندوق الفرجة ) قد وصل إلى ساحة القرية لعرض صوره المتحركة ,, كنا نسرع لمشاهدته بعد دفع القروش الخمسة .. لصاحبه لنشارك في رؤية هذه اللعبة الجميلة والمشوّقة .. قبل توفر التلفاز أو السينما في حياتنا البسيطة ......
وقد كان صاحب هذا الصندوق ( السينما ) المتنقلة على الأكتاف أو الظهر والرأس ينادي بأعلى صوته : تعال تسلى وتفرج يا ولد .. بفرنك يا ولد ..
طبعاً كن ننتظره بفارغ الصبر وبلهفة , فيضع المقعد الخشبي على الأرض الذي يتسع لشخصين أو ثلاثة كل دائرة أمامها كرسي – يثبت الصندوق أمامنا ونطل برأسنا من نافذة الزجاج الصغير ويبدأ يدوّر ويحرك الصور ويردد بنغم : هذه ليلى .. وهذه بدر البدور .. وهذ أبو زيد الهلالي ووووو ..... حتى ينتهي شريط الصور فنغادر ليأتي غيرنا ..وهكذا... وكثيراً ما كنا نعاود ( الفرجة ) مرتين وأكثر لنستمتع بالمناظر الجميلة ..
* * * *
تابع المهن واالهوايات والفعاليات الثقافية ...
الفنون في صيدنايا
------------------
المسرح :
بلدة صيدنايا .. قرية نموذجية .. وقدوة في الثقافة .. والفنون .. ومستوى النضوج الفكري والسياسي المبكّر ... هكذا كانت وهكذا عرفتها ..
مجتمعها مجتمع متحرك ... شيط منفتح .. شعبها حيّ ديناميكي معطاء معجون بالفرح والتضامن والمحبة والإنتاج ..
صحيح أن البلدة لم تكن تملك مسرحاً او أي قاعة عرض عامة أو خاصة ولا دار أوبرا ... إنما كان يقام فيها بين حين واّخر عدة عروض مسرحية . في ساحة الدير القديمة وكان الشبان يقيمون المسرح من الأخشاب والبسط فوق سطح الخانات والأسطبل المطل على الساحة .. بهندسة وتصميم شيخ المناضلين والنجارين ( أبوخليل – رستم هلالة ) ..
لقد حضرت في طفولتي بصحبة والديّ وأقربائنا العديد من المسرحيات التي كانت تقام في صيدنايا – في مواسم وأعياد معينة ( عيد الشهداء 6 أيار – وعيد القديس جاورجيوس وغيرها من المناسبات .. ) , وفي ساحات وأماكن عامة متنوعة ( في ساحة مدرسة البنين الإبتدائية منطقة رأس العامود – وفي ساحة الدير ( دير سيدة صيدنايا الساحة القديمة فوق أساطيح الخانات – حيث كان يقام المسرح في الأعلى والجماهير المشاهدة تجلس على الكراسي في الساحة ..
لقد مثل شبيبة البلدة اّنذاك الكثير من المسرحيات الوطنية , والأجنبية مثل : ( صلاح الدين - وريكاردو قلب الأسد – و عنتر وعبلة – وروميو وجولييت وغيرها ) .. وكان الأستاذ برهان قصاب حسن وزملائه في المدرسة الإبتدائية للبنين يشرفون على تنظيمها , وكانت منظمة الحزب الشيوعي الأولى تشرف على كل هذه النشاطات الإجتماعية والثقافية الرائعة بعد الحرب العالمية الثانية .
ومن الممثلين الذين أتذكرهم السادة :
---------------------------------
- شحاذه نجمه - أبو عبدالله – سليم معمر – أبوفريد – وديع نصر – نقولا شاهين نجمة – جريس أبوعقدة – أبوجبران – حنا الخوري , خالي – جريس كحلا - حنا سابا – نقولا عودة – اسكندر سابا - وشحاذة الزهر – النمر – وعبدة لطفي – وغيرهم ...وكان الجميع يتعاونوا كعائلة واحدة لإنجاح هذه المنجزات الثقافية الرائعة التي غابت عن حياة المجتمع السوري منذ عقود طويلة .. نتيجة قطع الطريق على التطور الطبيعي للمجتمع بواسطة أنظمة الإستبداد واللاوطنية ..؟
وكنا كأطفال فرحين بلباسهم الملوّن الجميل الأحمر والأزرق والأخضر والنبيذي ووووو ... من ( المخمل والحرير والقصب وغيره ... ) !؟
التصوير والرسم :
------------------
في كل بيت صيدناوي زرته ودخلته في أي مناسبة كنت أشاهد على الجدران و( الرف الطيني ) الرئيسي الرفيع الذي يزين جدران المنزل القديم , كان يعرض عليه صور العائلة وبعض الأقارب باللون الأبيض والأسود , داخل إطار خشبي صغير , , وكان يتصدر الجدران صورة الجد أو الأب أيضاً بالحجم الكبير , وقد أصبحت هذه الصور القديمة وخاصة باللباس الشعبي , أصبحت تراث وقطعة ثمينة وفلكلوراً نفتخر ونعتز بها .. لأنها تعطيك فكرة عن الثوب الشعبي والموضة والأزياء الصيدناوية في تلك الحقب الغابرة ..
لقد كان في البلدة مصورين ورسامين مشهورين قديماًجداُ أمثال الرائد الأول السيد :
- الرسّام سليم معمر ( أبو فريد ) , ويعتبر هذا الفنان من أوائل الرسامين في صيدنايا , وهو إنسان ذو مواهب عديدة ( وهو إبن خال كوكب لطفي والدة زوجي ) ..
- جورج لطفي – الرسام المعماري والبناّء - الفطري دون شهادات أكاديمية بل بالخبرة والهواية والذكاء -
- خليل لطفي - المعلم المعماري ( جد زوجي ) -
.......
- من أوائل المتعلمين والمتعلمات والطلاب :
-------------------------------------------------
أولاً السيدات : كوكب لطفي الهامس – كاترين لطفي سرحان – فلزمينا نجمه الهامس ( هنا ) – وديعة الخوري نجمه –
2 - السادة :
الخوري قزما – الخوري نقولا قزما - وقد كان هذا الكاهن يتقن الطبابة الشعبية أيضاً –
– الخوري أندراوس – جرجي الخوري –
سالم معمر – سليم معمر – نمر خبازة – شحاذه شاهين -
نقولا سابا – توفيق سرحان – شحاذه جبرائيل –
أسعد سرحان - جريس عسّاف نجمه – ( عمي ) -
– جريس الزهر ( أبو اسعد – زوج خالتي هيلانة ) –
- كايد شاهين نجمه – وسليم معمر - من أوائل الطلاب في قرية صيدنايا اللذين سافرا إلى فلسطين ودرسا في دار المعلمين في مدينة الناصرة ( القيصرية . .. اّنذاك ) –
........
أما المرنمين والقنانين والفنانات القدامى الأوائل فهم كثر , ,, فقريتي قرية الجمال والفن العريق ..
فجمال الطبيعة والماء والهواء والإيمان والحرية والإنفتاح , ينعكس على الصوت وينمي المواهب والخيال والإبداع وهذا ما كان ,,,, رايناه وعشناه في ربوعها الدافئة بالحنان والإلفة والفرح ..
لقد اشتهرت صيدنايا باكثر أنواع الغناء في المنطقة مثل : القرادي , المعنّى , الزجل , المطلوع , العتابا , الميجانا , الشروقي , على دلعونا , عاليادي , القصائد المتنوعة في الرثاء والمدح والأفراح وو
تشتهر قريتي بجمال أصوات شبابها ونسائها قديما وحديثاً , نتيجة الموقع الجبلي ونوعية ينابيع المياه النقية , والهواء العليل ,, وقد لمع من بين تلك المجموعات مطربين ومطربات شعبيات للأفراح والأحزان ,, وهناك أيضاً المرنمين والمرتلين الدينيين في الكنائس والأديرة , يواظبون على إحياء ومشاركة طقوسها وأعيادها وحفلاتها ومناسباتها جيلاً بعد جيل ....
في كل يوم في صيدنايا القديمة كان يقام عيد , وعرس , وحفلة , وعماد , وطهور , , ما أكثر الأعياد والفرح لدينا ( عيد الكبير 3 أيام , عيد القديس جوارجيوس , الخضر , عيد الصليب , عيد التجلي , عيد مار الياس , ‘إحتفال نهاية شهر مريم الملائكي والزياح من التجلي لكنيسة اّجيا صوفيا ... وغيره وغيره ) ..
ومن أشهر الأوائل في الغناء والشعر الشعبي السادة الشعراء الشعبيين :
-------------------------------------------------------------------
- ميلاد مراد – متري رعد – أسعد السمّان – الإخوة الثلاثة : عبدالله وسليم وجورج خبازة –
ومن النساء الأوائل السيدات :
- أدما نجمه عيّاش – عزيزة الخوري ( الرشق ) – روزا شعلان التلي – عيدة ابو سكة معمر – فوميا الزهر ابو عقدة –
....... ما زلت أتذكر دوائر الدبكات الثلاث شباباً وصبايا , رجالاً ونساء , وأطفالاً - في الأربعينات والخمسينات القرن الماضي - ,, وهم متشابكي الأيدي ومتلاصقي الأكتاف وفي مقدمتهم القائد الذي يرقص ويلوح بالمنديل يركعون وينهضون كأمواج البحر ترتج تحت أقدامهم أرض أسطوح السور في دير السيدة العذراء والأغاني والردات تصدح في الأعالي تنقلها جبال صيدنايا لقمم جبال القلمون والشربين فتذوب وتستريح على أمواج سنابل الحنطة في سهول قريتي الجذلى بالدلعونا واليادي والهوارة والمعنى ووووو .... وكل قواميس التراث الجميل الذي يزود للأعياد ويخبأ للحصاد وفرح الريف الأصيل ... أهل بلدتي هم أهل الكيف والفرح ونبع الشاعرات والشعراء الشعبيين .. المحفورة أسماءم في قلوبنا .. ونعتز بماضينا الجميل الحامل هويتنا وانتمائنا الأصيل ..
من أوائل المرتلين أو المرنمين في الأديرة والكنائس .. . السادة :
------------------------------------------------------------
- نمر خبازة – نقولا سابا – قزما الخوري ( أبو ناظم ) - جريس عساف نجمه – ميلاد مراد ( تاج ) - توفيق سرحان – متري رعد - سليم معمر – ميخائيل الخوري - سالم معمر –
-----------------------------------------------------------------------
** إستدراك : سقط سهواً في العدد السابق رقم 2 - حول هذا الموضوع أسماء الأحبة :
من أوائل أطباء الأسنان في القرية : السيد نادر جرجي معمر .
ومن أوائل الصيادلة : السيد نقولا جريس الزهر ( إبن خالتي هيلانة ) .
ومن أوائل الصيدليات السيدتين : مها كامل نجمه ( إبنة عمي ) – ووداد الياس الهامس -
تحيتي للقراء وللبحث بقية .... مريم نجمه / هولندة
#مريم_نجمه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟