أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فلورنس غزلان - ذئاب تشن حرباً على الكلام















المزيد.....

ذئاب تشن حرباً على الكلام


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 3059 - 2010 / 7 / 10 - 14:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تقطر أشداقها ويسيل لعابها عطشاً للدماء..تدور حول نفسها وتعوي بقوة حاملة هذيان الحمى إلى شوارع المدينة
سرقت خبزنا ودجاجنا وأغنامنا..وهاهي تجوب الطرقات بحثاً عن بكاء طفل أو عويل ثكلى..
هل نلوم ذئباً يفتك بالقطيع؟ أم نلوم كلاباً لاتعوي إلا بعد رحيل الذئاب؟..
لماذا تنتشر مصائد الذئاب في كل مكان من أرض بور في الثقافة وصحراء في المحبة؟ ..لايقتصر الأمر على الصيادين المُعَّدين سلفاً لاصطياد قصيدة أو مقالة، وللايقاع بكاتب خص الوطن بلغة حلم بالحرية أو وهب قلمه ونذر صفحاته لحق الإنسان في وطن يحتقر الأنسنة ويفرخ كل أنواع التوحش ، لو اقتصر كتم الأنفاس وكم الأفواه على الرسميين من كتاب التقارير إلى شمامي روائح الكلام في بيوت الحي ومقاهي الديار ..لكانت حرب اللغة محصورة ومؤطرة بين رسمي يمنع ويقمع ومواطن يكتب ويصر على استخدام اللغة الممنوعة واجتياز حواجز التفتيش والتنبيش بين السطور وخلف القصد والتأويل..أما أن يتفوق القابع في بيته والناشط في دينه العابث في دنياه على عسس السلطان وأعوانه، فيكرس وقته ويشحذ مبراة القلم ويشرعها لانصاف الاستبداد ولاسقاط كل مصبات أنهار التفسير والتكفير معتمداً على باع الدين المطواع واسع الرقعة وطويل المقلاع..ويفتح منه أبواب الفقه والفتوى ليقول لمن يبحث عن عدل وحرية أن الإيمان يعني الاذعان ...لله ولمن يمثله على الأرض من أولي الأمر
كيف يتقارب ويتلاقح ذئب يحمل في جيناته حب الاستئثار ، يفتقر للايثار..يعشق الامتلاك والاسترقاق..يزرع التفرقة والشقاق مع من كان البارحة ضحيته المقهورة؟! ، فيصبح العراك بين مفتي العلمانية ومفتي الإسلامية إخاء وصفاء لأن الطرفان يتنافسان على جنة السلطة بحجة ثوابت الأمة! ومقارعة نمور امتلكت غابة الكون .
نحن أبناء اليراع الخارق لقواعد نصوص القوانين الإلهية والسلطانية...أين تقف مواقع أقدامنا من هذين الحصارين؟
لماذا نهادن الثاني وهو الذي يشحذ سكينه يومياً متعطشاً ليوم الذبح والتنكيل بكفار الكلمة المقدسة ابنة القرآن لاابنة الإنجيل؟
لماذا تقف بعض الجموع على مسافة واحدة من القتلة أو من التكفيريين تتسع مع الأول وتضيق مع الثاني...مع أن إناثهما متلاقحة ومتآنسة مع ذكورهما متفاهمة على مصالح الغد ومتقاسمة معه خبزنا اللغوي وحقنا في العيش الأخوي؟!
كيف ندرك حجم المرارة ...إن لم نخرج من هول الوهم الذي يغطي مساحة رؤوسنا؟
ألا يجدر بنا أن ننحني قليلاً نحو عمق الذات وما فعلته سابقاً؟..
ألا نقتفي آثار فعلنا ...فينا ...في محيطنا..؟ أن نستدير بانعطافة زاوية حادة نحو البارحة ومنبسطة نحو اليوم، فنغربل حاضرنا لنشعر كم من الخطى سارت أقدامنا على درب الحلم...وكم من الأخطاء ارتكبنا أثناء محاولة البناء؟ ...
ذاكرة الحاضر تعيش فلم ننسها بعد ...وسجل الأسماء والأماكن المتعلقة والمتشبثة بالأمل مرصوفة على خارطة طريق الحرية وماعلينا إلا التخفف من الوهم الممتد برقعته ليشمل كل الدوائر والمربعات داخل أقفاص صدورنا وكرات رؤوسنا..ملحقاً خللا تركيبياً في مكعبات العمل وتنسيقها لتشكل بناءً يفتح أبوابه على احتمالات اختلاط الكراهية المزمنة بالحب التاريخي ..لننظر سوية لنوافذ أغلقناها معتقدين أن هواءها يضر بصحتنا العليلة أصلاً، لهول التشظي وحجم الضحايا ...لاشتعال الأفق بنيران تندلع في أحياء المحيط.. وكم من الكوات فتحنا باتجاه الريح والسفن الفكرية التي تقلع من موانئها وترفض شواطئنا استقبالها ...لأن الشك والنية المسلوخة تقتل فينا احتمال التواصل واحتمال الفائدة من غريب حمل للعالم نور المعرفة وجمال الحق.
ألم يأتِ وقت المصالحة مع الذات والآخر ؟ ألم نكتشف بعد هذه التجارب وهذا الزمن المر بعد المسافة بيننا وبين من يشدنا نحو حفرة النهاية، أو من يأخذنا نحو الحصار وبناء سدود وجدران بيننا وبين من يشاركنا الأرض ومن يحمل معنا هَم الوطن وهَم كيفية تحقيق العدل والمعادلة الأرضية نافياً علاقتها السماوية...لندع السماء لنجومها ، ولنترك أبوابنا ونوافذنا مشرعة للشمس حين تشرق ..مقتنعين بأن اشراقتها تعني دوران الأرض لاقدرة خارقة يمكن أن تعيدها نحو الغرب.
ألم تحن لحظة التوقف عن المساومة على ماء الحياة وماء الفرح ؟ ألا نتوقف عن التأرجح بين التضرع والتبرك، أو التدليس في الحديث والتقليص من اعتقادنا أنها براعة استرتيجية تكتيكية محفوفة بالمخاطر لكنها مضمونة النتائج؟!..
لماذا لاتتعلم شعوبنا ولا يتعض مثقفونا أو سياسيونا من حرق الأصابع واجترار الأخطاء؟ ...
لماذا لاتفتحوا جيوبكم الفكرية بكل سريتها وتنفضوا محتواها من شوائب تأرجحت بين الحلم والوهم...بين الحقيقة الخبيثة والحقيقة النقية؟ ..ربما بعدها تصفو لغة الحوار وتتضح صور الخربشات في دفاتر الوطن وتنقشع سحب استوطنت رؤوس السياسيين فنشرت في الأفق ضباباً يمنع الرؤيا ويحجب صورة الغد.
ألا تتوقف لغة الأساطير وحكايا الخرافة عن العبث ببذور الطفولة وأحلام الشباب؟ ألا تتوقف لغة الوصايا عن التكرار والإعادة باعتبارها قادمة من التراث ...الفكري لماركس أو من السلف الصالح لابن تيمية..لأن كلاهما مصيدة لأمل الشباب وحلم الصبايا بوطن لايحاصر براعاتهم ولا يقتل إبداعاتهم؟! . أما كفاهم حصارات المدارس والمناهج ..وخطب المساجد..وأفول المحبة في الشوارع وانقشاع الألفة بين الزنابق والسنابل..وانكسار الذات أنصافاً وأرباعاً لكثرة المنعطفات ولاستمرار الانحناء لعواصف يومية تمس لقمة الخبز وفيء البيت والأسرة؟.
خذوا بأيديهم نحو تضاريس فكرية تتسع لأحلامهم ولحرياتهم...اخلعوا عنهم ريش الفحولة لتسكنهم جلود الرجولة وكبرياء المواطنة وقدرة الانتماء على نمو المحبة وقوة أواصرها...دون أن يكون لألوان العشائر والمذاهب رايات تُسكِراختلاجات النفوس وتُطرِب هياج الرؤوس بقاموس منحوس ومهووس بفتح صغير وانجاز مرير..لايطول أمده ولا يصطاد إلاهم طرائد وفرائس تقوض الوطن وتقتل المواطنة.
لاتدعوا مأساة يوسف ولا قابيل تعشش في خرائط نفوسهم ولا تتملك من خلايا عقولهم..ارفعوا البراقع عن عيونهم كي يعرفوا من أين تأتي اللطمات وأين تقع الكبوات..ليعرفوا صديق الوطن من عدوه في التاريخ القديم والحديث...في الداخل قبل الخارج...مواطن المحبة التي تصطادها منابع الكراهية المقدسة والغضب المُعبأ في كؤوس الكتب وشِباك الخُطَب...
دعوهم يتعلموا كيف يقتلعوا أشواكهم وكيف يزرعوا ياسمينهم، دون أن تصطادهم ذئاب السلطان، أو ملاحم زعمت أنها آيات بينات من الحديث ومن القرآن..حينها وحينها فقط سترقد نفوسكم راضية عما ربيتم وعما تركتم خلفكم من ميراث...يطوي صفحات عاركم ويبني ماضاع من أحلامكم.
ــ باريس 10/07/2010



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنتهم ونارنا!
- حكاية المارستان والأسوياء الأحرار
- الثالوث المقدس عند العرب، الذي يدفعهم لاستخدام العنف والقتل ...
- لعبة الكشاتبين الثلاث في الشرق الأوسط ، كشتبان فارسي، كشتبان ...
- لا ... ثم لا ياكويت لاتكوني سوريا ثانية
- سياسة الوقاية أم سياسة العلاج المتأخر؟
- ذاكرة وألم تتحدث عن علاقة الرجل الشرقي بالمرأة ...بالحب!
- الزيارات الإسعافية للنظام السوري، هل تحمل إنقاذاً أم حرباً؟
- بين التنوع والتسامح
- متى ينضج العرب سياسياً حسب العرف - الإيراني طبعاً-؟!
- آيات نسائية ( الجزء الأول )
- وجهان للقانون السوري، واحد للفساد وآخر للسياسة!
- بعض الكتاب من طينة - التي عملتها بالعين-!
- الحرية الفردية بمعناها اليومي البسيط بين الأمس واليوم
- لاجئون، نازحون، والآن...مهجَّرون!..ومتنزه باريسي باسم بن غور ...
- تربية وطنية على العلم والفن مبنية!
- من سِرت إلى القدس...سيروا تحفظكم أجسادنا!
- كيف نقرأ الانتخابات الإقليمية الفرنسية؟
- عويل وطن
- اغتيال وطن


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فلورنس غزلان - ذئاب تشن حرباً على الكلام