أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - تربية وطنية على العلم والفن مبنية!















المزيد.....

تربية وطنية على العلم والفن مبنية!


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 2969 - 2010 / 4 / 8 - 01:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جبل تاريخي معصوم على العدو، مسيج بصوان الشموخ، بات اليوم رهينة قصر وارف الظلال محروساً ببنادق تقتل المشاة وتمنع الحفاة من الاقتراب، اتخذ من صارية الجبل مقاماً ومن جسده عرشاً مترفاً محشواً بريش وزغب لوطن تحترق أحشاءه ، تحفه طوابير من العبيد وتلهث حدائقه بروائح استُحضِرت من مخابر العطور العالمية...و نُشرت أبخرتها لتحجب تفسخاً وفساداً تزكم رائحته أنوف الصامتين، أو لتفلح في التغلب على دخان الحرائق المتصاعدة من أروقة تدفن تحت بلاطها أسماءً لأجساد قرعت جرس الإنذار ولم تغادر سفح الجبل.إلا إلى حتفها أو إلى أقفاص الاتهام.
ــ منذ سنيننا الأولى كنا ضحايا لتربية سموها" طلائع البعث" ، وفي عمرنا الغض صرنا وقوداً لمنظمة أودعوها اسم" شبيبة الثورة"...وعلى مقاعد العلم والمعرفة صارت زيارة الأضرحة والتبرك بالقبور الخالدة لقيادة اندثر عمرها ولم يندثر عصرها حجيجاً مقدساً ورمزاً من رموز الانتماء الوطني الجديد! ، لأن معاهده ربانية المعرفة تلقن الفرد منا فقه سياسة سموها" سلامة الرأس" تربي معنى الطاعة ومعنى البراعة في القفز كالأرانب فوق خطوط ملونة تجنب المواطن السقوط في حفر أعدت خصيصاً لمن يرى ويسمع وينطق بلسان آدمي المنشأ سوري النطق واللهجة...إنساني الشعور واللهفة ...
عبيد داخل أسوار يسمونها حدوداً إقليمية مُرَّسَمة ومرسومة بخرائط حديثة العهد مقطوعة الأطراف شمالاً وجنوباً، يخترقها سهم مسموم يدخل قلبها الآرامي ويعلق جثة الياسمين على مذبح صومعة تتخذ من قاسيون معبداً لتربينا على العبودية..يسكنها قوم لا تعرف ملامحهم ملح الحياة ولا ماء الأرض...ولا حرية الأجنحة في الفضاء، منذ شببنا على الطوق حُسِم أمرنا وسُجِلنا في أضابير المعسكرات والمظلات التي تهبط على بيادر القمح لتذروها وتسرق بركاتها.. تعبث بغلتها وتفسد بذارها...ثم تبيعها لنُخاس غرباء السُحنة..عُجُم النُطق واللفظ.
ــ هم كذلك ربتهم حروب اصطُنعت لتروض وتقضم خير بقعة من بقاعنا..حروب خاضوها ولم نخضها...خسروها ولم نعي إلا وأفواج الخِيَم تُنصب بين حقول كانت بعيدة عن خطوط الفصل، فصارت مرتعاً لقناصة يستهدفون أطفالنا ويترصدون أبوابنا..كيف دخلوا حرباً لم ندخلها؟ كيف خسروا أرضاً تركنا فيها زرعاً لم نحصده وتيناً لم نقطفه؟ أكنا غافلين؟!، أم نُومنا بخطب النصر كي تَمُرَّ قوافل السارقين وتهرب عربات الباعة؟..هاقد سكن السارق جبلنا صاحب العمامة( أقصد جبل الشيخ)...كان منظارنا نحو السماء وحلقة وصلنا مع الفضاء الرحب..هناك كنا نشعر أننا أقرب للرب..يستجمع سكان الجبل الجدد قواهم ويدبون كالنحل ويقتربون أكثر من آرام العزيزة..فهل ستحترق مرة ثانية؟. أخشى أن تشتعل النار في حواريها...في زمن نفتقد فيه الماء ونرسل برجال الإطفاء خلف قضبان الإخفاء.
ــ في البحر الكبير وخليجه المغمور والمأسور...المحصور فُرسياً من شرقه والمُكبل عَربياً من غربه...تمسك بتلابيبه عمامة سوداء كحلية...تزن اليوم بميزان الماضي البائد ، وتسرع الخطى لإعادة الترتيب حسب أبجدية كِسرى...تقابلها حجة بهلوانية الدرع معوجة الذيل والرقبة...تتقن الركوع وتتباكى على الكعبة وشعابها...بينما تحتضن منتجات العم سام وأحفاده، وكلا العمامتين تبثان خراب العلاقة الإنسانية وتزرعان لغة الماضي بدلا من الحاضر والغد، تمتلكان المال لترشيا الحب وتشتريا الطاقة..والقدرة على الخراب والتخريب، خراب الأوطان وخراب الإنسان..فأي تربية ننتظر من أيدي غريبة عن الحياة بعيدة عن المحبة؟!.
ـــ تربي الدول الكبرى صغارها على امتلاك الكون، وكبارها على برمجته وإدارته، على أن العالم الآخر سوقاً يشتري ومادة رخيصة تسير على عجلات ذهب أسود ترتفع أرقام أسهمه وتنخفض حسب مزاجهم البنكنوتي، وتصب عوائده في خزانات تنفذ مشاريعهم...ثم تُقسم أغلظ الإيمان أنها تشفق علينا وتمد لنا يد العون، حين نسير في خطى مشاريعها ونتبع سياسة النفاق للدخول في مصائدها، فنعمل على الإذعان لخدمة من سرقنا البارحة وتزوج أُمَنا اليوم فصار بحكم القرابة عَمِنا...وبحكم الماضي ابن عمٍ شاركنا التاريخ...فجاءنا اليوم ليشاركنا الأرض وليمنحنا العفو ...لأنه ابن المقدرة ونحن أبناء المغفرة...أبناء الضعف والعجز...أبناء التيه في بيادر استبدت وارتبطت بكراسي تحملها أضلاعنا...وتثبتها عقولنا...التي انحطت وغرقت في بحور شعرٍ ولغوٍ يقول ولا يفعل..يطرق أبواب الماضي و يغسل ذاكرة الحاضر وحلم الغد، فماذا ننتظرممن يملكون مقدرات الكون وممن يتبعونهم كذيولهم؟ إنسانهم يستحق الحياة، وإنساننا رخيص في دروبنا وحدائقنا وبدون قيمة عند أسيادهم وأسيادنا!.
ــ وطواط يحمل مفاتيح تلفزيونية يصول ويجول في أحضانها الإعلامية...يتقن ارتداء ريش النسور، رغم أن صوت الغراب في حلقه لاينقطع عن النعيق بوجه صحفي يحمل قلمه ضمير المواطن..هذا مايريدنا أن نتعلمه ونردده في الصحف والمجلات وزير الإعلام والخطب صاحب الوعيد والبيانات...يتفق مع ثعلب المواصلات لايقاف وتشميع كل الأبواب الأليكترونية...ويضع كلاهما مراسيماً وخطوطاً على كل كاتب أو متصفح أن يلتزم بها ...وإلا...فالقضبان بنا وبكم أولى ..هكذا نتربى إعلامياً وإليكترونياً...على الممنوع لا المسموح..لأن الثاني محصور ومنذور لخدمة السلطة والنظام...الحريص على أمنه من المواطن الخبيث المخادع...أو المشكوك في انتمائه وهويته الوطنية..
ــ الهوية الوطنية تعني أن نتعلم كيف تُخدم الأوطان! ، تحذرنا من مَغبة ( وهن عزيمة ونفسية الأمة وإضعاف شعورها القومي ) المربوط بحلوقنا وأقلامنا..لأن الأمة تعني القيادة والنظام...ويبدو أن شعورهم هش لايتحمل النقد وعزيمتهم مصابة بالخوار والانكسار ومشاعرهم تخشى الشرخ والانشطار، أما روابطهم فمهدده بالقطع والبتر من كلماتنا وحواراتنا إن خرجت من رؤوسنا وتركبت سطوراً وحروفاً على الورق أو طارت وحلقت تعبر الحدود والحواجز الجمركية المنصوبة من أجهزة المخابرات ورادارات العسف التي تحدد لنا قاموس لغتنا مستخدمين هذا الحاسوب رائع الاختراع...يخيف السادة الزعماء ومالكي أجهزة القمع ونشر كل أنواع المرض والبلاء..مع أن عزائمنا تترحل وتترجل ولم يبق منها بفضل سخائهم الحكومي مايجعل التواصل موجوداً، أو الحدود آمنةــ اللهم إلا مع العدو ــ أفقر الجيوب والقلوب وسخر العقول والثقافة وأدواتها لتغني بسرب واحد وعزف منفرد لذات النظام، ورسامو خططها الاقتصادية والجغرافية لاتعرف سوى القضم والبلع..وكرامتنا لاتأبه لها سلطة لأنها حلفت أغلظ الإيمان أن تعيد لنا ماسُلب من الأوطان، إنما عندما يحين الوقت والأوان!...لأن العجلة من فعل الشيطان..فماذا تعني ستون عاماً من الانتظار وشحذ الهمم طالما أن أقلامنا من يضعفها ويقوض دعائمها!! ولم يقتصر الأمر على القمم ولا الجالسين فوق قمم رؤوسنا، بل وصل الحد حتى لمواقعنا المعارضة فأصيب بعضها بالخجل والوجل...إن لم يكن الخوف وسد الأبواب والنوافذ، التي لاتعرف سوى أن تفتح مصراعي قلمها على الحرية وعلى حلم دغدغ نفوسنا ولم يعد بمقدورنا أن نغمض العين على القذى أكثر...صارت بعض المواقع تنشد الأمان وتبتعد عن العصا والصولجان...صارت تقف عثرة أمام أقلام لاهم لها سوى الوطن..أن تجرؤ وتقول فهي المسؤولة عما تقوله...أليس هذا ما تضعه كل المواقع بخط صغير تحت كل مقال، حتى لاتتحمل عاقبة الأقوال ومساءلة أصحاب السؤال؟!.
ــ رماد قلبي غطى على مساحات القدرة على الحركة، فرحت أداري خيبتي وخيبات الوطن تحت خيام الذكريات، علها تمسح بزيتها الحي على نار اختفت في بطن رمادي.فتعيد له بعض الوهج ولسنديانة الحي القديم بعض الشباب...حتى عصافيراللغة اتخذت من الهجرة درباً لأن الغابات المحترقة وروائح الشواء لدماء شابة لم تفلح بالبقاء والحفاظ على سلالة اللغة من الإفساد والفساد، فاختارت نقي الهواء حتى لو كان غَزوَاً .
يحترق الشرق...تحترق آرام وتؤذن باحتراق المنطقة... ونيرون متأكد أنه سيد من عَلَّمَ وربى ...متيقن أنه عنيد على الموت منيع ممانع في صد الردى..لأنه ترعرع في حضن إبليس وربانا في حقل شيطان لايعرف الرحمة، أما حان وقت خلع عباءة الأبوة؟ ، أما آنت لحظة التمرد على البطرياركية السلطوية؟ألم يدرك نظام القمع حجم أخطائه وهول مخاطرها وقدرتها على حرق الوطن ثم تذريره وتدميره؟ ألم يتعايش هذا النظام مع أخطائه حتى الآن؟، أما يدرك ويتعلم من حفرها وانهياراتها حتمية التاريخ؟ ألم يحن الوقت ليتصالح مع من أوقع نتائجها عليه ...وهو شعبه...فينهي ويعتبر وننتهي من ظلمه وظلامه...ربما مازالت هناك خطوة..ربما مازالت أمامه فرصة...كوة يتقي بها شراً زرعه وسوف يحصده ونحصده معه.
ــ باريس07/04/2010



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من سِرت إلى القدس...سيروا تحفظكم أجسادنا!
- كيف نقرأ الانتخابات الإقليمية الفرنسية؟
- عويل وطن
- اغتيال وطن
- باقة من الورود البيضاء لفداء حوراني ولكل المناضلات في سورية ...
- في عيد المرأة ...نحتفل بها كضحية من ضحايا العنف!
- مراقبون داخل السجون وخارجها
- تلوث الثقافة وتلوث السياسة
- ألقي القبض عليه متلبساً...بالحب !
- أجانب الحسكة!
- حكومة الله المختارة!
- مخاطر العقد القادم ابنة العقد الراحل
- هل سنظل - نبوس الواوا - دون شفاء؟
- ترحموا على القومية العربية!
- رسالة مفتوحة للأشراف من حزب البعث السوري الحاكم!
- تعددت الأوبئة والسبب واحد!
- عورة العقل!
- نجاح العرب خارج أوطانهم وفشلهم داخلها!
- كي لاننسى
- الرجولة في السياسة


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - تربية وطنية على العلم والفن مبنية!