أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - اغتيال وطن














المزيد.....

اغتيال وطن


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 2948 - 2010 / 3 / 18 - 18:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ــ هل أخطأ الزمن في توقيت ولادتنا؟ أم أن الغموض التف حول حبلنا السري فغابت حقيقة الوجود وحقيقة الخلق؟ فانطلقنا من رحم
أرض أطلقوا عليها ألقاباً تاريخية شتى، بعضها آرامي اللغة والعقيدة، وبعضها كنعاني الأب بينما لبعضها الآخر سحنة حمورابي أو وَلدت أنثاها تحت أقواس غسان ، لكن ودون شك فإن وهج النار انطلق من رماد التاريخ وانحل عميقاً في شرايين سكان هذه المنطقة ، التي حبتها الطبيعة جمالاً استحقت من خلاله أن تكون فردوس المشرق، وأحد أهم الأبواب المنفتحة على نسيم الحرية المباركة دائماً بصلوات الآلهة ، لكن ريحاً صفراء خرجت من مقابر قوم أضاعوا بوصلة الاتجاهات وفقدوا شواطيء المراسي ، فما كان لهم إلا اقتناص المرحلة واتخاذ مهنة القرصنة سبيلاً لحفظ سلالة لم يعرف التاريخ لها ميلاداً، مهنة منحتهم لذة السبي وأدخلت أرواحهم في جمر عشق لقطع قوافل الدمقس المغادر والقادم من مشارق الأرض ومغاربها، اغتنموا عصراً يُغمض العين أمام اتساع الأقفاص ويغلق الأذن عندما تشق الريح أصوات الثكالى وحين تعلو أمواجاً ترتدي بسمة الأطفال لتخفي عري الحقيقة وزيف اللعبة السياسية ، في منطقة...كانت يوماً مهداً للمحبة وصارت اليوم معراجاً لقياصرة الفتنة.
* منذ اقترف الزمن جريمته.
* منذ ارتكب الناس معصية بتصديق أعور الدجال وزبائنته.
* منذ أن صدق الأبرياء أن الذئاب خرافاً .
* منذ أن شرَّع أهل الدار شرفاتهم لخطيب يتقن دبلجة الحروف.
* منذ أن اعتنق المهزوم مذهب المنتصر .
* منذ أن هتك العسكر حرمة الصواري وحرثوا بيادر الحنطة.
* منذ أن ركب العهر السياسي هودج الحرية .
* منذ أن توقف الكلام...على أبواب جُلَّقٍ ( دمشق) ...
ذُبحت الأرض كما الشاة، وعُلِقت أجمل عذراواتها مخنوقة بعبرات الخوف وكتمان الصوت ، ذَبُلَ الحصى وغاص في غياهب الأودية يئن ألماً، وانكسرت أعمدة الجسور بين مرج البحر وصخر الجبل، لم تنفع شراك الأحفاد، ولا موائد الزعفران التي أعدتها الجدات لإرضاء الجنود عند الأبواب السبعة لمدينتنا...
لم تنفع تعاويذ المؤذن ولا أجراس الكنائس لتبعد غضب القراصنة ومهادنتها لتجنيب دار الفرح مذبحة غاصت في شبق السلطة.
سقطت حصون السلام في فخ الخديعة وامتزجت مياه غوطة غناء بدماء الضحايا، امتلك القراصنة مفاتيح المقدسات وتمركزوا في معاقل أضلاعنا المهدودة حين تلبسوا رداء الكلام وزرعوا الرعب واليتم في بيوت السكينة، تمكنوا من سرقة الأحلام واعتنقوا صناعة شراء الذمم الرخيصة والأقلام المأجورة...فتم احتلالهم لتلال لم تعرف سوى خضرة الشهداء ولم تفهم سوى لغة المحبة، غدت أيامهم بقعة سوداء يغطيها وحل الحقد والكراهية...نبشوا قبور المذاهب ورفعوا مصاحف غريبة اللغة وعجيبة الإفتاء.
فصارت صوامع القديسين وجوامع الأئمة تشدو برطينٍ هجين، طاردوا أحفاد اسحق واسماعيل وأحمد والياس بسكين الخوف وبتر ألسنة تلهج بالوطن، كسروا كل الصواري المبحرة نحو الشمس، وبعثروا كل قوة تمتلك الكلام وتستخدم التعقل والرزانة من أجل محاربة رق الشعوب، استلوا خناجر الغدر حين اكتشفوا أن هؤلاء الأحفاد المسالمين يزرعون الندى، وزهورهم الأنثوية تنشر عطر الياسمين إلا أنهم تمكنوا من اعتقال الشذا وزهوره ، و مالكي زعفران الكلام، وملحني نشيد الحرية، وفناني المحبة وزجوا بهم في أقبية الظلام ، كي تنطفأ شمعة الأمل..أرادوا لهم أن يكونوا حَطباً ليوقدوا مدافئهم التي أكلها صقيع العزلة والكراهية.
لكنهم نسيوا أن كل طفل وشيخ وامرأة في أرض الشام قد وشموا أسماء الزهور وأصحاب الكلمة فوق أجسادهم وعلى جدران معابدهم وعلى جذوع الحور وأغصان السنديان...فكيف ينسى شعب حي أرادوا اغتياله في وضح النهار؟
ــ باريس 18/3/2010



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باقة من الورود البيضاء لفداء حوراني ولكل المناضلات في سورية ...
- في عيد المرأة ...نحتفل بها كضحية من ضحايا العنف!
- مراقبون داخل السجون وخارجها
- تلوث الثقافة وتلوث السياسة
- ألقي القبض عليه متلبساً...بالحب !
- أجانب الحسكة!
- حكومة الله المختارة!
- مخاطر العقد القادم ابنة العقد الراحل
- هل سنظل - نبوس الواوا - دون شفاء؟
- ترحموا على القومية العربية!
- رسالة مفتوحة للأشراف من حزب البعث السوري الحاكم!
- تعددت الأوبئة والسبب واحد!
- عورة العقل!
- نجاح العرب خارج أوطانهم وفشلهم داخلها!
- كي لاننسى
- الرجولة في السياسة
- سياسة خريف أم خريف سياسة؟
- بين انحطاط السلطة وإحباط المعارضة
- هل لديكم تفسير؟
- الإنسانية العربية والإنسانية الغربية!


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - اغتيال وطن