أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - فلورنس غزلان - الإنسانية العربية والإنسانية الغربية!














المزيد.....

الإنسانية العربية والإنسانية الغربية!


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 2745 - 2009 / 8 / 21 - 10:28
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


ـــ شكر الرئيس الفرنسي الرئيس السوري بشار الأسد على دوره الهام في العمل على إطلاق سراح الشابة الفرنسية " كلوتيلد ريس" ومن قبلها الفرنسية بالتجنيس الموظفة في السفارة الفرنسية بطهران السيدة " نازك أفشار" ـ وكتبت الصحف المقربة من الرئاسة الفرنسية الخبر الهام وأبدت اهتمامها بسورية ودورها في المنطقة وحكمة الرئيس الفرنسي بالانفتاح على النظام السوري لأهمية دوره في عملية السلام والاستقرار في المنطقة.
ـــ قبل قليل فقط أعلنت الاذاعات والبرامج التلفزيونية خبراً عاجلا مفاده إطلاق سراح سجين آخر ــ يختلف نوعا وجرماً ــ إنه السيد عبد الباسط المقراحي ضابط المخابرات الليبي، الذي رست عليه جريمة " لوكربي " وكان كبش الفداء الليبي لانقاذ سمعة بلده ودورها المشين في قتل مسافرين عزل ينتقلون من لندن إلى نيويورك على متن طائرة لوكربي...لم يكن المقراحي إلا ذراعاً من أذرعة جهاز الأمن الليبي، ذراعا تنفذ ولا تعترض وربما تقتنع بصحة القتل وفائدته الثورية !، ورغم كل شيء رغم الموقف الإنساني لدى كل منا حيال ضحايا لوكربي، لنا كذلك موقفاً إنسانياً من إطلاق سراح المقراحي ، المريض بالسرطان وأن من حقه أن يعيش ماتبقى له من أيام بين أهله وذويه ، ولعلمنا ويقيننا كذلك أنه مجرد " عبد مأمور لسيد مستبد"، وهل كان باستطاعته رفض المهمة؟
لكن السؤال الذي يطرح نفسه ونحن نقرأ ونرحب بخبر اطلاق سراحه "الانساني ".
كم من مقراحي آخر يعيش بين جنبات وحواشي الأنظمة العربية؟.
.لكن يبدو أنهم لايخشون شيئاً ويستندون لدعامة قوية ونظام يعتقدون أنه أكبر منعة وصلابة وسيظل كذلك لأن كل العوامل الداخلية والمناطقية والعالمية يهمها أن تظل أوضاعنا " مستقرة " ــ حسب رأي السياسة الفرنسية ــ وتساعد في استمرار عملية الاستقرار سواء عن قناعة سياسية ، أو عن عمى سياسي كما هي حال المعارضة السورية وفهمها لمجريات الأمور وقراءتها لسياسة المنطقة والداخل خاصة. لكن هل سأل مقراحيو النظام السوري وما ارتكبته أيديهم من جرائم ليس بحق مواطنين من دول أخرى " كلبنان مثلا " وإنما بحق أبناء وطنهم وأبناء جلدتهم، ويعتقدون أنهم سيبقون بمنأى عن كل محاسبة وعقاب ، التاريخ لم يرحم أحداً ولكم في تاريخ البشرية وإنسانيتها خير مثال من الأوروغواي وتشيلي ونيكاراغوا ورواندا حتى العراق ولبنان.
ـــ جميل أن يتدخل رئيس بلد ما من أجل عمل إنساني ويطلق سراح بريء ـ وأن يسجل له هذا الشرف والفضل، كنا نتمنى أن يقوم بالدور نفسه الرئيس ساركوزي لدى بشار الأسد للعمل على إطلاق سراح معتقلي الرأي في السجون السورية ولأهداف إنسانية أيضاً لاتقل أهمية عما فعل الأسد ولا ما قام به وزير العدل الاسكوتلندي " كيني مكاسكيل " وضرب عرض الحائط بالضغط الأمريكي صاحب الإنسانية التي تحمل وجوها تشبه في إنسانيتها الوجوه الإنسانية للأنظمة العربية ، وتقيم الوضع حسب انتماء الانسان وجلده ، وإلا بماذا يختلف وضع رياض سيف المصاب بنفس الاصابة السرطانية للمقراحي ، مع الفارق الشاسع بين التهمتين ، فرياض سيف لم يفجر طائرة ولم يقتل 270 راكباً ، لكنه استخدم صوته مطالبا بالحرية له ولوطنه وأبناء وطنه معتقدا أن هذا لايخل بالاستقرار بل يزيده منعة، أم أن الإنسانية تتعلق بالقتلة فقط وليس بأصحاب الرأي؟
ويا سيدي الرئيس ساركوزي ، ماهو الفارق بين كلوتيلد وفداء حوراني إنسانيا؟
نعم انه فارق كبير وشاسع، ففداء ابنة أكرم الحوراني، وابنة حماة والعاصي ، طبيبة وظيفتها إنسانية لم تقدم تقاريراً لسفارة غربية أو عربية ، حتى أنها لم تشارك بمظاهرة علنية، شاركت باجتماع سري علني ، طرحت أفكاراً تحيي ولا تميت ، طرحت أقوالاً تحمل نوراً وحرية ،تطالب بالخبز للجميع والطبابة للجميع والكهرباء والماء للجميع، لكنها تعاقب بالسجن لأن مطاليبها" توهن عزيمة الأمة" ، وكلوتيلد لم توهن عزيمة الأمة الفرنسية ولا الايرانية ...ألهذا السبب لم تتدخل سيادتكم وترى أن" الاستقرار" يعني عض النظر عن الإنسانية وحقوق الإنسان حين يكون سوريا وليس فرنسيا؟!.
ــ الأكثر غرابة موقف السيدة هيلاري كلينتون ومعارضتها لإطلاق سراح المقراحي، لكنها ترسل بزوجها الرئيس السابق بمهمة صعبة هي الأخرى و" إنسانية " كذلك من أجل إطلاق الصحفيتين الأمريكيتين من سجون كوريا الشمالية..
هنيئا لمواطنيكم لأنهم مهمين عندكم وتسعون جاهدين من أجل حريتهم وهذا واجبكم ومسؤوليتكم، لكن رجاء توقفوا عن المتاجرة بالانسانية ، توقفوا عن الكيل بمكيالين ، وعن القياس السياسي حسب منظاركم ومصالحكم التي تضعونها في رأس قائمة علاقاتكم وتعرقلون كل الدواليب الانسانية من أجل مواطنكم ، بينما تبيعون جلودنا حين تصبح مصالحكم في كفة الميزان، وتوضع قوانين الإنسانية ومعاهدات الكون ومواثيق هيئة الأمم وحقوق الإنسان على الرف والهامش لأن الضحية والثمن لاينتمي لوطن من أوطانكم.



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( باكو حرام) ...ماكو حلال
- الإصلاح بيد مَن، ومِن أين يبدأ؟
- لأجل أنور البني
- مناعة سورية ضد العدوى الإيرانية
- ضحية أخرى من ضحايا قانون الأحوال الشخصية!
- أي انصاف سيقدمه لهن قانون العار؟ ( قانون الأحوال الشخصية الس ...
- الإصلاح وقنبلة الفساد
- رحلة في حارات أدب رفيق شامي
- نحن والعالم، نحن والحضارة
- ميشيل لايشبه أحداً سواه ( إلى ميشيل كيلو)
- الإنفجار السكاني
- هل هي حرب ضد الخنازير أم ضد الأقباط؟
- منطق حكومة!
- إلى روح الشاب الرأئع جمال أبازيد
- - عيد بأي حال عدت ياعيد- بمناسبة الأول من أيار
- على المعارضة السورية أن تعيد النظر بسياستها
- المرأة والانجاب
- كلمة حق في عصر تجيير الحق لخدمة الباطل
- جمهوريات الموز والانتخابات!
- كل عام وأنتم بخير - بمناسبة عيد الفصح-


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - فلورنس غزلان - الإنسانية العربية والإنسانية الغربية!