أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق سلوم - فرناندو باييز:في بغداد كنوز تفقد وكتب تحرق















المزيد.....

فرناندو باييز:في بغداد كنوز تفقد وكتب تحرق


فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 929 - 2004 / 8 / 18 - 13:15
المحور: الادب والفن
    


تقديم : كنت منذ مدة اعكف على ترجمة العديد من التقارير والرسائل الخاصة
بأحداث العراق كما موثقة في صفحة خاصة على الأنترنيت وأستل منها خمسة
عشر تقريرا خاصة بما تعرضت له الثقافة العراقية من نهب وتخريب واعداده لكتاب قادم..وقد سبقني
الأستاذ ماجد مكي الجميل يوم 10/آب /2004 ونشر في موقع كتابات موضوع
( اذا كان وزير الثقافة لايعلم فليسأل الشاعر فرناندو باييز.) وكنت يومهااترجم الفصل الذي اجتزىء منه في هذه المقالة التي ارسلها للنشر ..تنوعا آخر يكمل جهد السيد ماجد مكي الجميل..
مشيرا الى الرسالة التي وصلتني من الشاعر باييز اليوم 17/8/2004 والتي يشير فيها الى قرب صدور كتابين آخرين عن رحلته الى العراق ..واضع هنا عنوان الشاعر لمن يرغب الأتصال به أوتحيته لجهده الدولي الكبير في خدمة العراق .
[email protected]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انه فصل من كتاب ..هذا الذي يتقدم الحكاية ، ويختار له مؤلفه الشاعر الفـنـزويلي فرناندو باييز مقدمة في سطر واحد يقول:
( كل كتاب أحرق ..أضــاء العـالم )..وهو قول لأيمرسون يعود الى القرن التاسع عشر.وإيمرسون شخصية مدنية امريكية معروفة في مجال التربية والثقافة ..وهو كاتب وباحث ووزير ..معروف بحرصه على التنوع الأثني وحقوق الأقليات الثقافية ..
و الشاعرالفنزويلي المتخصص بالمكتبات والشؤون الثقافية والذي يرأس مؤسسة ثقافية مهمة في فنزويلا.. تستـعين به اليونسكو خبيرا دوليا في قضايا المكتبات والحضارات القديمة كما حصل في اختياره ضمن وفد اليونسكو الذي زار العراق من بداية مايس حتى الثاني والعشرين منه/2003 .. وهو يكشف اطرافا من التحقيق في قضية نهب المتحف العراقي واحراق المكتبات بعد احتلال بغداد.. الذي أجرته لجنة دولية متخصصة من منظمة اليونسكو. ويعتبر التقرير الذي تقدم به باييز من التقارير المهمة التي أعدتها مجموعة المنظمة الدولية برئاسة المفتش العام الفرنسي للمكتبات الوطنية جان ماري آرنولت والتي زارت العراق يومذاك وعضوية جيل مارتن مدير مساعد لشؤون المكتبات في المنظمة الدولية .كان تقرير باييز قد كتب باللغة الأسبانية .وعكفت على ترجمته الى الأنجليزية ماريا أيه. غونزاليس من جامعة تكساس وهو فصل من كتاب ( التاريخ الدولي لأحراق الكتب من الرقم السومرية الطينية الى الحرب على العراق )..المطبوع في اسبانيا 2004. يقول الشاعر في مقدمة التقرير:
( القدر قد كتب..لكن يدا مقدسة هي التي تقلب الصفحات )
ـ هذه العبارة التي لاحقتني خلال الحياة والتي كانت مكتوبة في ركن بعيد من اعالي بيرو..اصبحت الآن اكثر تعبيرا واعمق فهما. فقد كلفني مكتب اليونسكو بالسفر الى بغداد ، ضمن مجموعة دولية للتحقيق في سرقة المتحف الوطني وحرق المكتبات واختفاء الأرشيف الوطني العراقي .وفيما كنت مشغولا خلال سنوات ..لأنجاز كتابي عن تدمير الثقافة عبر العصور ..تأتي رحلتي هذه لتضع فصل النهاية المأساوية غير المتوقعة .ـ وفيما يتأمل هو الطريق الطويل ..ويرتمي بخدر شديد على مقعد السيارة طوال الطريق الممتد الى بغداد يجد نفسه في شوارع المدينة السحرية
( وصلت بغداد المدينة السحرية مدينة الف ليلة وليلة..وعاصمة الجمهورية العراقية كما تكتب بالعربية..يوم الاثنين 5 / مايس أيار / 2003 الساعة الرابعة وسبعة وثلاثين دقيقة بعد الظهر ضمن مجموعة كبيرة وكنت الوحيد وسط هذه المجموعة من أميركا اللاتينية ..عدا الكندي من أصول أرجنتينية ( مانويل اوليفيري ) ..كنت مسمرا طوال الوقت أمام هذه الرحلة غير المخططة المفاجئة..في تدفق الأحداث..وفي القلق الذي يبدو مثل بحر من الظنون حول الآتي ..او..مايمكن ان يحدث. كانت الأسئلة تكتسحني فهل كنت محقا.. باتخاذ قرار الذهاب الى العراق وهل سأكون آمنا وهل حقا ان 200,000الف قطعة من المتحف العراقي قد اختفت وهل حقا تم حرق ملايين الملفات في المكتبة الوطنية وهل تبالغ التقارير الصحفية .. واذا كان قد قتل اثني عشر صحفيا في الحرب .. فكم ضحية سيكلف هذا الصراع .
كنت أقاوم تلك الأفكار وأنا مسمر من الإرهاق في السيارة حين لمحت عبر النافذة ذلك النهر الأسطوري يتلوى مثل جرح عبر تلك المدينة ..انه نهر دجلة التاريخي. )
كان فرنانديز قد وصل يوم 5/مايس /2003 أي بعد اقل من شهر من سقوط النظام في بغداد
وخلال سبعة عشر يوما يلاحظ تدفق الأحداث ..القتل والسرقة ..والسلب كطريق للبحث عن فرصة للعيش لآلاف العاطلين الذين تحولوا الى لصوص يسرقون ثقافة بلدهم ويحرقون وثائق التاريخ الذي هم جزء منه ..اذا لم يكن تاريخهم هم ..ويرى ان فقدان قرابة مليون كتاب من المكتبة الوطنية ..وملايين الوثائق ـ بضمنها اول جريدة بالفارسية ـ وملايين الصفحات من التاريخ العثماني و5000 مخطوطة من مكتبة الأوقاف وموجودات المدرسة المستنصرية .. ومكتبة جامعة بغداد التي تأسست عام 1956م وقد سرقت موجداتها وأحرقت ..ومكتبة جامعة البصرة
ومتحف البصرة الذي فقد 4000قطعة وجامعة الموصل التي سرق منها واحرق قرابة 100,000مائة الف كتاب..وعشرات المكتبات المحلية في المدن الأخرى لهو عمل محترف استهدف محو ذاكرة شعب ومسخ تاريخه:
( كنت يوم 13/ مايس / 2003 مصدوما وتعززت صدمتي حين وجدت ان الأدارة العسكرية لقوة الاحتلال ترفض ان تحمل ايا من عسكرييها تبعة ما يحصل…وكنت يومها استعيد رقم ( ثلاثة ) في البحث التاريخي وفي تاريخ الدمار الثقافي الذي اخذ مني وقتا طويلا وانا اعد لكتابي حول حرق الكتب عبر التاريخ الإنساني ..لقد دخل الرقم ثلاثة في الكثير من الأحداث المدمرة للثقافة في التاريخ البشري..
_ عام 1933 احرق النازيون آلاف الكتب ..قبل سبعين عاما من الآن.
_ عام 213قبل الميلاد قام الإمبراطور شي هونج تي باني سور الصين بالأمر بحرق بكل مايذكر بالماضي لتبقى في ذاكرة الأجيال أحداث عصره فقط ..وفي 643 /644 احرق العرب مكتبة السكندرية وفي 1453 دخل الأتراك القسطنطينية وقاموا بتدمير كل وثائقها ومخطوطاتها..وفي 1813 دخل الجنود الأميركان مدينة يورك واحرقوا برلمانها ومكتبتها ووثائقها في عملية شبيهة مع ما يحصل هنا مع اختلاف الشهادات والشهود..وفي 1943 احرق هجوم جوي مكتبة بافاريا واحرق اكثر من مليون كتاب..وفي عام 1993 تم تدمير اكثر من اثنتي عشرة مكتبة في كرواتيا ..والآن 2003..مكتبات العراق وكنوزه الآثارية ..)
لايغفل الشاعر الفنزويلي فرناندو باييز مشاعره الشخصية وهو يرى اكبر قوة دولية تساهم في السماح للآلاف من اللصوص ..والناهبين ان يدخلوا المكتبات والمتاحف لحضارة تزيد على خمسة آلاف سنة وسرقتها وتدميرها بحجة ان هذه القوات لاتمتلك تعليمات لأطلاق النار على المدنيين..
كما يجد ان تلك الفرية تستحق ان يكتب عنها فيقرر ان يصدر كتابين آخرين عن العراق ..وقبل
نهاية رحلته الى البلاد يسجل في آخر الفصل..
(في هذه المدينة التي احرقت ذاكرتها ودمرت شواهدها اتساءل..هل يمكن ان يتخيل المرء
قدرا اسوأ لأرض كانت قد بدأت فيها حضارتنا ألأنسانية)..ويمضي فرناندو باييز مع رئيس اللجنة الدولية الفرنسي جان ماري آرنولت دون ان يطلبا تأشيرة للعودة مرة اخرى كما تشير المعلومات بعد ان ترددت سلطة الأحتلال منحهما تأشيرة الدخول الأولى ضمن لجنة اليونسكو.



#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرانك فاريلا!..دلالية النص..شعريّته !
- المكسيكي كارلوس فوينتس: كلنا خلاسيون
- تهرول في الموجة الأسفار
- قبل ان تموت ..زهرة كاظمي كانت في بغداد
- وول سوينكا في السبعين : السياسة تفسد المثقفين
- الروائي فارغاس يوسا في العراق
- مجد البرجوازية وأحلام القاع
- طاسة الحمام الأميريكي
- عودة آور ..العودة للناصرية
- AMERICANIZATION
- التوافقية : حكمة الكورد السياسية
- أنصفوا الكورد : اقلية عقلانية..واغلبية ضائعة..
- يوم آخـــــــــر
- قصائد لزمن واصدقاء
- الحب والبلاد والأسى
- اوهام
- حماقة التغيير
- صحفيون
- الرسائل قداس ايامنا
- وردة السايكوباث/ قصيدة


المزيد.....




- بثمن خيالي.. نجمة مصرية تبيع جلباب -حزمني يا- في مزاد علني ( ...
- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق سلوم - فرناندو باييز:في بغداد كنوز تفقد وكتب تحرق