أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق سلوم - مجد البرجوازية وأحلام القاع














المزيد.....

مجد البرجوازية وأحلام القاع


فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 893 - 2004 / 7 / 13 - 08:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان سقوط النظام إشارة لسقوط الشمولية..
وسقوط الفكر المركزي لأدارة القطيع
وسقوط الكذبة السافرة لفكرة الجماهير..منذ عصر الآلة الى اليوم..
ولذلك حين تمسك النخب البرجوازية العراقية إدارة البلاد فأن ذلك يمثل إعادة مرة أخرى
لمجمل قضايا الواقع الى صراع القوة بكل معانيها ..السياسية والاقتصادية ..والأخلاقية.
..يومها ابتهجت قطاعات شتى مغرر بها حين اندفعت الى الشارع في استعراض للمظاهر الشعبية
الكاسحة بكل الوسائل الأخلاقية ..وغير الأخلاقية..
..السرقة والسلب والقتل والتناحر ..كانت واحدة من مظاهر الفهم المبتسر والجاهل للدور التاريخي
المزعوم لقطاعات شعبية راهنت على سيادتها من قبل ..الحركات الماركسية ..والقومانية..
والاشتراكية..وفشلت كما يخبرنا الواقع.
لقد اندفعت أفواج من حركات شعبية ..وحركات دينية ..وطلاب حوزات ..ومدارس دينية
..وأثنيات ..وأحزاب جديدة ..ومبتكرة وقوى هامشية من قاع المجتمع لتكتسح الحياة في هياج لااخلاقي فجّ..لتبني وتخرب وتقيم منشآت مبان اجتماعية و
دينية في غير محلّها الطبيعي وتؤسس لعلاقات غريبة وبدائية داخل الحياة ..في سباق سياسي طائفي محموم واستعراض للقوة المفتعلة وغير الموحدة بحيث كانت المدينة محكومة
ومكتسحة من قبل فئات شعبية تائهة لاتمتلك أية معطيات التعامل المديني ..وتنقصها الخبرة في معرفة أي شيء عن قوة العصر الذي تعيشه ومتغيراته وجدليّته الخفيّة ..وهي إشارة الى هامشية تلك الفئات ..التي سّيرتها قوى سياسية ودينية محلّية وإقليمية بشكل جعل العراق ساحة صراع دموي مهدد خلال عام وثلاثة اشهر… وعلى الأرض كانت اجندة الصفوة من
الحلفاء العراقيين ..والأميركان تمارس قوّة الإزاحة بثقل المصالح وقوة التخطيط..والمطاولة المدروسة لبلوغ أهداف تاريخية ، كانت عرقلت تحقيقها حركات وانقلابات بأسم هذه الجماهير
..وبعض مثقفيها ومنظريها من ذوي الأصول الفلاحية ..ومن الشغيلة ..وحركات اليسار واليمين سابقا..
الآن تستعيد اللحظة البرجوازية قوتها للأمساك بالمبادرة..ولذلك تنبهت تلك القوى والشرائح الجاهلة الى تخلفها و
انزياحها وخروجها تدريجيا من الميدان ..وقد كانت ..غالبا:
ـ قوى سياسية مختلفة ..راهنت على اندفاع كتل بشرية هائجة..
ـ قوى دينية وطائفية..مدعومة من الأقليم دفعت بقواها وفتاواها الى الميدان
ـ قوى قبلية ورؤساء جدد خلقهم النظام السابق ..تهدف الى تحقيق مكتسبات جديدة
ـ قطاعات شعبية هامشية غير مؤهلة استهدفت اهتبال فرصة فرهود الألفية الثالثة..كعادة تاريخية اصيلة لشعب بلاد الرافدين منذ الكوتييتن والحثيين ايام سومر..الى الأولاد والأحفاد اليوم..
ـ قوى متنوعة من ارث النظام السابق ..تضررت مصالحها وتهدد وجودها..
..وحين لاحظت هذه القوى الشعبية طاقة الأزاحة وصراع العقل التكنولوجي المدجج بالسلاح
..والقوة العسكرية الشديدة البأس التي لاتعترف بالمقدّس..والعلوي الذي لايمس..
ذهبت في اتجاهين ، اتجاه الأندماج في سياق الحياة بكل نفعيتها وصراعها الطبقي الجديد
الذي يشكل صدمة معرفة ..وصدمة اقتصاد معا..وأبتدات تتعايش وتنتمي الى فئات المتلقين..
..أو..اتجاه السلاح والعنف الذي تبنته فئات سياسية ودينية وقبلية لها صلات إقليمية معروفة..
وفي الحالين ثمة معرفة جديدة ومختلفة في عناصر الجدل ..و صدمة تتيح للعقل الشعبي ان يكتشف تدريجيا قوانين وجوده ..ووزنه ..وهي قوانين
مختلفة للصراع .. غير قوانين النظام السابق بكل مظاهر الدم والجبروت السابقين..
أنها قوانين الصراع المدعوم بعقل المصلحة الكونية الكبرى.. مسّلحة بقوة الجيل الخامس للحرب الأمريكية المتواصلة حول العالم.
وبسبب عدم جدواها وفشلها في الحلول .. بدأت تختفي تدريجيا مظاهر الاستعراض الديني ..والشعبي وتلاشى حضور قوة الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر لأنها خارج أدوات الصراع.. وبسبب اليأس القاتل ظهرت القوة المسلحة القائمة على
الإرهاب والنحر والتكفير.. وتراكم الغبار على رايات ولافتات لمهرجانات ومواسم دينية وطقوس متفجرة ..مما يمثل علامات يأس وتراجع للعقل النكوصي خارج عصر الصراع الجديد كما تراجعت قوى شعبية غير مؤهلة ثقافيا وسياسيا ..وتاريخيا لترضى بدورها الخدمي .. دورها المجتزأ الخبرة والثقافة و
المكمّل في سباق القوّة الفنية المنظمة ..لدولة تقوم على قانون المصلحة كمعرفة وأنتاج
..وطاقة..وعلى مجتمع كوني تراتبي..لايقبل الاختراق من القوى الهامشية..
من هذه الزاوية يقدم لنا الواقع ..ادلة مختلفة على تجاوز كل الأفكار والأرادات المسبقة
..حول السياق التاريخي ..والتقدم والحرية واستحقاقات الأنسانية..وفكرتنا الذاتية ..عن ( ذاتنا )الوطنية والقومية ..ووزنها ومكانتها .. ومعرفتها النمطية المحدودة. وتلك من عناصر صراع البقاء
..والأحلام والوعود المستقبلية..القائمة على القيمة.. الثمن / وليس الأستحقاق كما نعتقد..
ان خروج الفئات الشعبية والدينية..من اليسار واليمين ..من الأمية والجهل..أو المعرفة البائرة و المسبقة..ومغادرتها ساحة السجال
وبيئة الجدل اليوم هو تأكيد بأن عناصر الصراع ..والبقاء ..والفكر ..والمعرفة تتغير بصورة مذهلة قد تؤدي الى انتكاسات اخلاقية واجتماعيةكبيرة في صفوف هذه الفئات، بسبب السرعة المذهلة للمتغير ..وعدم طاقة المجتمع ومعرفته الشعبية على التعايش واستيعاب الصدمة..انه سقوط سياسي واجتماعي ومعرفي، فيما تريد هذه الفئات الشعبية..وقوى جاهلة ساندة لها ان تستمر في حل اشكالات وجودها بالطرق الأخلاقية والاجتماعية القديمة ..وبالعقيدة الموروثة..
وهو امر سيخرج الجميع خارج اللعبة ..لأنه صراع معرفة مختلفة وعقل متدبّر بعيد..
ـــــــــــــــــ بغداد



#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طاسة الحمام الأميريكي
- عودة آور ..العودة للناصرية
- AMERICANIZATION
- التوافقية : حكمة الكورد السياسية
- أنصفوا الكورد : اقلية عقلانية..واغلبية ضائعة..
- يوم آخـــــــــر
- قصائد لزمن واصدقاء
- الحب والبلاد والأسى
- اوهام
- حماقة التغيير
- صحفيون
- الرسائل قداس ايامنا
- وردة السايكوباث/ قصيدة
- اميركـــــا..حبيبتي
- جـحيم المدينة جحيم العربات
- ألأمــــيركيّـــون
- من أضراب كاورباغي ألى ضياع الهوية
- علم وشعار..وعقلانية
- مثقفون ..في مقهى ..
- نســـــــاء


المزيد.....




- بكلمات -نابية-.. ترامب ينتقد إسرائيل وإيران بشكل لاذع أمام ا ...
- قمة حلف الأطلسي: نحو زيادة تاريخية في ميزانية الإنفاق الدفاع ...
- من هو نورمان فوستر الذي سيتولى تصميم نصب تذكاري للملكة إليزا ...
- قطر تستدعي سفير طهران بعد الهجوم الإيراني على قاعدة العديد
- قبل ساعات من الهدنة.. إسرائيل تشن غارات عنيفة على أهداف في ط ...
- ما هي جماعة -سرايا أنصار السنة- التي تبنت تفجير كنيسة مار إل ...
- إسرائيل تقول إنها -امتنعت- عن ضرب إيران بعد مباحثات مع ترامب ...
- ميرتس يأمل في التوصل إلى اتفاق في النزاع الجمركي مع واشنطن
- بعد إعلان وقف إطلاق النار.. ما الجديد في إسرائيل؟
- اجتماع حاسم لحلف الناتو.. الدول الأعضاء تتجه نحو زيادة نفقات ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق سلوم - مجد البرجوازية وأحلام القاع