اميركـــــا..حبيبتي

فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 830 - 2004 / 5 / 10 - 04:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

انا احب أميركا ..ولدي أصدقاء كثيرون من الصحفيين والأدباء ومن حركات
اليسار ..والخضر..وحركة السلام..والموسيقيين..والتشكيليين..
وأنا ايضا..احب أميركا ..والبر الأميركي..والموسيقى الأميركية ..وويتني سببيـرز ..والهمبركر..
ورغم ذلك فقد لاحظت ان الخلق ـ بضم الخاء ـ والخلق..ـ بفتح الخاء ـ ..
يتغيران عند أصدقائي كلما ناقشنا بهدوء المشكل الأميركي..وكلما عرضنا بحب
بعض المقترحات..والأفكار.. التي تشعرهم بحدود صلتنا بألأمركة..وأميركا ..ومتعلقاتهما..
وقد تداعت لدي صور المشكلة الأمريكية ، ليس بفعل صور سجناء البلاد والبلاء..
بل حين طلب المرشح كيري تخصيص مبالغ لتحسين التعليم ..في ذات الوقت الذي طلب فيه الرئيس بوش
خمسة وعشرين مليارا لتغطية نفقات مشروعه الأبوي في مكافحة الإرهاب..
واقول هنا ان مشكلة أميركا التي يريد كيري ان يستعملها في حركته هذه تعود الى عام 1982 ..يوم اكتشف مجلس
الأمن الوطني تزايد الميل عند الشباب الأميركي للتحصيل الدراسي السريع
والانخراط في الحياة العملية هربا من التزام التحصيل المتواصل .. وقد عكس التقرير المهم الذي نشر يوم ذاك تردي القيم والمثل والرمز والمطاولة عند الذات الأميركية..أي انهيار الوازع الذاتي للتعلّم ..والالتزام..والوطنية والانتماء ..والمسؤولية..
وقد كان التقرير يحمل عنوان ( مدارس بلا أمل )..وكانت مشكلة بناء الشخصية الأمريكية في
الثمانينات ..قد واجهت الأسئلة الكبرى من مجلس أميركي شكله الرئيس ريغان من وزراء
واعيان ونواب ورؤساء الشركات الكبرى المسؤولة عن الصناعة..وبعض أعضاء مجلس الأمن القومي الأميركي ..ممن يعنون بدراسة المستقبل..وإشكالياته.
وفي مطلع عقد التسعينات قدم المجلس المذكور تقريرا مهما.. شكل سؤالا كبيرا آخر أمام
جهة القرار الأميركي..
كان التقرير بعنوان ( مدارس بلا مخدرات )..فقد اكتشفت اللجان التي عملت على فحص
الواقع الدراسي للأطفال والشباب في أميركا..ان الطفل الأميركي يتعرف على المخدرات في المدرسة قبل سن الثامنة..معددا التقرير أسباب الانتشار الواسع لآفة المخدرات..منذ مطلع التسعينات..وأثر ذلك على البيئة الدراسية والاجتماعية ..ومستقبل الشباب الأميركي..
وكالعادة فقد نظرنا نحن العرب في أعلامنا إلى ذينيك التقريرين على انهما علامة انهيار النظام الرأسمالي أمام الأيديولوجيا النمطية والأنظمة الشمولية والقيادة الظرورة..وغيرها من عناصر البلاء الوطني والقومي الذين أوصلانا آلي الاحتلال..وسقوط التجارب والوطنية الى الجوار..
وتهديد منجزات العقل العربي منذ قرون..
وألآن حيث يطرح كيري وجها آخر من أوجه المشكلة الأميركية حين يطالب بتخصيصات كبرى
لمواجهة التسرب الكبير في أعداد الطلبة الذين يغادرون مقاعد الدراسة أما بسبب مجتمع الوفرة
..أو مجتمع الفرص الكبرى بين الثراء والفقر..أو المجتمع الذي خرّج لنا هذا النمط من الجنود والجنديات الذين ظهروا في الصور المعبرة عن الشخصية السادية الأميركية المحررة..والمحببّة؟؟في آن معا في بلادنا المحررة.. السعيدة
وأذا بدا لنا ان مقترح السيد كيري للعنوان القادم للتقرير .. سيكون ( مدارس بلا متسربين )
فهل تلك إشارة لفوزه في معركة الرئاسة القادمة..رغم أن المشكلة الأميركية تتعدد وجوهها..
وتتنوع عناوينها..ولكن مطلوب منا ان نقول دائماللأصدقاء: اميركا ..حبيبتي..

#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل