أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق سلوم - RE….NION..














المزيد.....

RE….NION..


فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 784 - 2004 / 3 / 25 - 08:31
المحور: الادب والفن
    


الوقت مايزال مبكرا للأعتراف بألتفاصيل
الوقت يمسك الحدث من آخره ..كيف سيتسنى للذاكرة اليوم وسط تزاحم
موجات من البشر التي تريد التعويض عن الحرمان لعقود..مثلما تريد اولوية الأمتيازات ..أن تستعيد بترتيب أخلاقي وضمير صادق.. الأحداث والمتغيرات التي صنعت من قبل :
مأسات هجراتنا اوجنون بقائنافي البلاد..نتعايش مع النمر ونحتمل ألألم المر ..
..مايزال الوقت مبكرا ليحكي كل منا شهادته..مايزال الحزن أكثر من الدم..وحتى يتساويان يوما..
ربما يستفيق الصدق ..وتنتهي غيبوبة النشوة التي خلقها وهم آنتصار..
..أذكرهم كيف آنسلوا من مقاعد كلية الآداب اول السبعينيات:
محمد عوض وفاضل السلطاني وموسى الخميسي ومخلص خليل ورضا الضاهر..وسلام مسافر
وسعدي الحديثي وعامر العاني..وآخرون من كل لون جمعتنا المغامرة في الفكر..والمحبة..
وأذكرهم كيف آنسلوا من المقهى الثقافي ..
سركون بولص رحل باكرا..وعبد الرحمن طهمازي الى عزلته..
وفاضل العزاوي ..الى غربته وعشرات الأسماء التي صنعت أثرا وتركت معنى..
التشكيليون..ضياء العزاوي ..وهاشم سمرجي ويحيى الشيخ وعلي طالب ..ورافع الناصري
وصوت الموسيقى كوكب حمزة..وآخرون.. أتعب إذ أتذكر وأحزن وأنطفي..
كانت بغداد قد بدأت تغلق مقاهيها..وباراتها ذات الخصوصية يوما إثر يوم..
…كافيه بغداد..والبرازيلية ..وبيكاديلي..وسمر ومقهى مجيدومقاهي الأدباء..والأصدقاء والمحبين
لأنها كانت خطرا على الجنرال ونظامه..وحتى بار ( توينتي وان ) ..أغلق بأمره في التلفاز يوم
كان يحمل عدة آنتصاراته الكاذبة..ويتحدث مع احد معارفه وكيف تواعدا يوما..في ذلك المكان
الذي لايتفق وريفيته البلهاء..فأغلقه فجأة ..وتاه رواده من صفوة شباب المدينة..
كان كل شيء مصمما كقفل ..وكنا نحن الذين آخترنا البقاء نأمل كل يوم أن يتغير الظلم..
ربما..بعد هذا الحدث أوبعد تلك الحرب ..ولكن الأيام كانت تثبت سذاجتنا وبساطة تفكيرنا..أو اننا أقل مغامرة..أقل مغامرة حقا ..
من ان نجد وطنا آخر غير هذا الوطن وغير تلك الخسائر..وغير ذلك البكاء..
كانت الحروب تأكل الأجيال ..وكان الديكتاتور يصمم خططه لتوريط الجميع الى النهاية.. ولم يسلم منها الا ّ اولئك الذين قتلهم..أوشردهم في المنافي والهجرات..أونحن الذين قتلنا اثناء الحياة..
كانوا ينسلون تباعا.. علي الشلاه وخزعل الماجدي وفاروق يوسف وعدنان الصائغ..عبد الخالق كيطان وعلي عبد الأمير..عبد الستار ناصر..وستار كاووش وجيل التشكيليين الجدد و..
ياسين النصير ..محمد مبارك ..وحتى نصيف الناصري ومن قبل جان دمّو..بكل ذلك التداخل المحّير بين
أجيال وأنتماءات..متعددة يعصى على ذاكرتي حصرهم في ميادين الفكر والحياة ..من خيرة الناس..بحيث كانت الصدف التي تجمعنا في غفلة من الزمن في مطار أو مدينة مثل مناحات حزينة
ولن أنسى الأنين الذي أنتابنا يوم جمعنا الصديق حمزة الجواهري في منزله في دولة الأمارات يوما.. قاسم حول ..جمعة اللامي ..محمد الجزائري..سعدي الحديثي ..ضياء العزاوي..شريف عزيز شريف..عباس السكافي وأنا..ومجموعة من الوجوه لن أنساها وهي تعبر عن الشجن والحزن..
وجنون الدكتاتورية..التي زرعت الشك والفرقة والخوف بيننا..كنا نقترب ..ونخاف من بعض..
كنا نحكي ونتردد فقد كان الدكتاتور يسكن في اعماقنا ويزرع التردد والرهبةحيث كان كل منّا
يحمل مخاوفه : هم في غربتهم وأنا قادم من البلادوالبلاء والرزايا..
خوفهم هناك ..وخوفي حين أعود..ذلك الذي سيشي بي..وتتكررتلك الصورة في كل مرة نلتقي
أحدا..أو نسترق لحظة اللقاء في عاصمة بعيدة أومحطة سفر..وحتى المكالمات التي كنا نجريها من الهواتف في شوارع الدنيا..كنا نتلفت حين نجريها ونحن في مدن نائية..أي هلع كان يسكننا.. ويسكن الناس..ولكن الساعة يعود الغائبون..يعود المهاجرون.. والمهجرون..
ألساعة ..يعودون الى بغداد والمدن البعيدة في الجنوب والشجن والجبال وألأسئلة..يعودون بخطى حذرة ورحلات سريعة وكأن الريبة صارت قدرنا المكتوب..والخوف ملاذنا النهائي..أي فرقة في الروح..وأي أرتياب يمسك بتلابيبنا في غمرة اللقاءات الحميمة..
الساعة يتواصلون وسط محاذير الموت والقنابل المزروعة..واليد الغادرة..ولكن الجميع يبحث عن الصحبة ألأولى والذكريات ألأولى والتآلف ألأول..
الكل يبحث عن مدينته كما تركها ..والشوارع كما تخطى على ضفافها..والوجوه كما أحبها
ويا لحزن اللقاءات..والبكاء .. والتفرس الحميم في الملامح..
شيء ما يزول مثل كابوس من قلوب الناس أحسه كل يوم ..في زيارة صديق ..في هاتف محب
في عودة مغترب أو مغّرب ..في صوت ألأطفال و صياح الباعة كل صباح جديد ....
شيء ما يخرج من ألأجساد ..من القلوب ..من الكلمات..شيء مثل الكراهية التي زرعتها سنوات
الحقد والدم.. والموت..
شيء حميم يبتكره الناس العاديون..وهم الذين يسيّرون الحياة منذعام..حين يغيب النظام..
وهم يجدون الحلول حين يصعب الحل ..وهم يبتكرون التسامح..والحوار بعفوية صادقة وقلب
مفتوح..فيما يكرر الكثيرون هنا وهناك مطولات الكراهية والثأر والجنون في ألأقاصي..
شيء تبتكره الذات العراقية ..رغم التشاؤم ..
شيء ينمو مثل العشب البري بلا حدود..يكرس ألألفه وألأقتراب..
ودائما كنت آخذ أصدقائي العائدين ليتأكدوا بأنفسهم من العاطفة التي تملأ الناس..رغم التفجيرات اللئيمة ..وألأغتيالات المفتوحة..والعتاب الصعب ..والجراح التي لاتندمل..
قدر العراقيين هو الحب..رغم أنه سرق منهم لعقود سوداء ..
وقدر العراقيين العاطفة ..رغم الجفاء الكسير الذي خلقته السنوات الكابوسية
ثمة شـــــيء يخلّق..
ثمة معنى جديد لحياتنا ..رغم ألأبـهـام في العبارة..
ثمة شمس من الحب بين الناس..رغم الغيوم..
شيء يخلق من جديد ..عودة اللحمة..والمحبة..والجيرة..والصداقة..والسلام..
والتآلف..والحوار..شيء يولد رغم الصعوبات هو ..إعادة ألأتحاد بين الناس من جديد..



#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كـــاميلو مـيجـيــا ..ورفاقه
- سطوح تصويرية تعنى بتعبيرية التجريد..في أعمال كاظم نويّر
- وســاوســــس
- دماء عـلى خزف ألأضرحة
- تداعيات شخصية
- مـــن الســماوة الى ..البـوزار
- مــوفـق مـحـمـد : الشعر يسقط المراوغـة
- كريمة هاشم.. الخزف خارج العاطفة
- نـزار عـباس :العــــمل الـمـفرد..والذات المفردة
- أضــداد
- مواكب النهار
- فـــوّ هـا ت
- لوحـة سـتار كاووش
- عـن المكاشفة ..والتقية ..والحوار الغاصـب
- وجهـة نظر
- خاطرة..محمد خضير يتسلّم جائزة عويس
- الأعتراف والمكاشفة ....
- كتاب الصابئة المندائيون كنـزا ربا :قراءة في الكنـز العظيم..
- حول عشائر المثقفين.. مـراثـي..الياقات البيضاء
- جوقة الجنرال


المزيد.....




- على صهوة جواده.. فنان سنغالي يلفت الأنظار برسالة تضامن مع غز ...
- على صهوة جواده.. فنان سنغالي يلفت الأنظار برسالة تضامن مع غز ...
- وزيرا الثقافة والعمل يتفقدان البلدة القديمة من الخليل
- رحيل المخرج والكاتب المسرحي التونسي الفاضل الجزيري عن عمر نا ...
- ساهم في فوز فيلم بالأوسكار.. فيديو فلسطيني وثق مقتله على يد ...
- ساهم في فوز فيلم بالأوسكار.. فيديو فلسطيني وثق مقتله على يد ...
- -هجوم على ذاكرة شعب-.. حظر الكتب في كشمير يثير مخاوف جديدة م ...
- انطلاقة قوية لفيلم الرعب -ويبنز- في أميركا بإيرادات بلغت 42. ...
- الجبّالية الشحرية: لغة نادرة تصارع النسيان في جبال ظفار العُ ...
- فنانون وكتاب ومؤرخون أرجنتينيون يعلنون موقفهم الرافض لحرب ال ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق سلوم - RE….NION..