أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مصطفى محمد غريب - لنضمن حق المرأة العراقية في جميع مناصب الدولة















المزيد.....

لنضمن حق المرأة العراقية في جميع مناصب الدولة


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 3052 - 2010 / 7 / 3 - 20:12
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



ليست الدعوة إلى تبوء المرأة المناصب السيادية بما فيها رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس المجلس النيابي أو أي وظيفة سيادية في الدولة دعوة لغرض التمويه عن الهدف الذي يكمن خلف تحقيق مصالح ومكاسب ضيقة أو أنها ميكانيكية للتهريج الإعلامي الذي يحاول الصيد في المياه العكرة، بل أنها دعوة صريحة لتعديل الدستور ووضع رؤيا واضحة حول دور وحقوق المرأة العراقية وعدم تهميشها بوضع نسب مئوية لمشاركتها في السلطة التشريعية ( البرلمان ) بل فتح المجال لها لتأخذ حقها وحقوقها المتساوية مع الرجل في جميع مرافق الدولة والمجتمع، وقد يفهم المتربصون الذين يعتبرونها تابعاً يتلقى الأوامر بدون رأي معارض .
أننا عندما نطالب بالمساواة نعني عدم التفريق في الجنس بين الأنثى والذكر، ولهذا سنغلق باب التأويل ونؤكد على حقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية، فتحقيق ذلك يدل على مدى تقدم الدول والمجتمعات واحترامها للوائح حقوق الإنسان والاتفاقية الدولية ضد التمييز وتمتعها بمفاهيم الحضارة الإنسانية والعكس هو الصحيح، كلما انتهجت الدولة والأحزاب الحاكمة نهجاً يقلل من قيمة المرأة كإنسان وكعامل حيوي في المجتمع واعتبار وظيفتها الحياتية راحة الرجل وخدمته وإنجاب الأطفال فذلك يعني وقوفها مع التمييز واضطهاد المرأة، ولعل نضال المرأة في العالم وحصولها على البعض من حقوقها وليس بالكامل مثلما يصوره دعاة الرأسمالية وبخاصة في دولهم المتطورة صناعياً، فهناك العديد من المنظمات النسائية ومنظمات المجتمع المدني ومنظمات الدفاع عن النساء وحمايتهن تؤكد على وجود التمييز والخروقات والقوانين التي تقلل من حقوق المرأة ولاسيما في الاجور وفرص وأماكن العمل واستعمال العنف النفسي والجسدي ضدهن، وتطالب هذه المنظمات الدولة بضرورة المساواة في الكثير من مجالات العمل والحياة الاقتصادية ورفع الحيف عن النساء بما فيها قضايا العنف والاغتصاب.
لقد عانت المرأة العراقية وما زالت تعاني من النظرة اللاإنسانية والدونية لحقوقها المشروعة من قوى الإسلام السياسي التي تقف بالضد من بناء دولة المجتمع المدني ووجود منظماته المدنية المُراقِبة لعمل الدولة وبقيت مهمشة طوال عقود ما بعد تأسيس الدولة العراقية ولم تمنح البعض من حقوقها إلا بسب نضالها وتضحياتها، ولم تكتف المرأة العراقية بجانب آحادي في نضالها من اجل بعض الحقوق إنما كانت ومازالت تشارك الرجل في النضال الوطني السياسي ومن اجل الحريات العامة والخاصة وتحقيق الديمقراطية فضلاً عن نضالها الاقتصادي والاجتماعي الذي يرتبط اشد الارتباط بحياتها وحياة عائلتها الاقتصادية ولذلك انخرطت في الأحزاب وأسست منظماتها النسوية وفي مقدمتها رابطة المرأة العراقية وتعرضت إلى المطاردات والملاحقات البوليسية ودخلت المعتقلات والسجون ومورست ضدها أبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي بما فيها الاغتصاب في عهد البعثفاشي بعد انقلاب 8 شباط الدموي ثم انقلاب 17/ تموز/ 1968 كما استشهدت العديد منهن جراء التعذيب أو الإعدام.
ولم تتأخر المرأة العراقية عن الكفاح المسلح فحملت السلاح بعد عام 1979 وقاتلت دفاعاً عن الشعب وعن نفسها وبالضد من الدكتاتورية وأجهزتها القمعية مما جعلها راية خفاقة تحمل سمات الوطنية والحرية والتضحية مثلما حال أخيها الرجل، واكتسبت بحق الموقع المميز في سوح النضال على مستوى العراق والحركة التحررية في العالم، ولم تتخلف المرأة العراقية بعد السقوط والاحتلال عن الركب بل ساهمت بكل ما تستطيع في البناء والمسؤولية وتحملت مثل غيرها إرهاب التكفيريين وقوى الظلام والمليشيات المسلحة الخاصة والعقلية الرجعية التي تختبئ بشعارات الدين وما أفرزته التقاليد المتخلفة التي كانت تقف حجر عثرة أمام تعليم وتقدم المرأة، وفي الجانب الثاني كافحت لتحقيق حقوقها المغتصبة ووفق قوانين تقدمية تعترف بها كشريك وليس كإمعة تملى عليها الأوامر والقرارات فتقوم بالتنفيذ دون معارضة ولا اعتراض، ولقد أثبتت السنوات السبعة المنصرمة مدى أهمية دور المرأة في العملية السياسية وفي المجتمع ونجحت بشكل ملفت للنظر في إدارة الوزارات التي كلفت بها كما أنها استطاعت الحصول على البعض من حقوقها بما فيها نسبة 25% في البرلمان لكن هذا التحديد قد يتراجع إلى الوراء إذا لم يكفلها الدستور بعد تعديله وخاصة النسبة في الحكومة العراقية وإصدار قوانين لا تحدد المناصب والمسؤوليات حسب رغبة الكتل المهيمنة على السلطة، فمن حق المرأة أن تتبوء أعلى المناصب بما فيها رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء والبرلمان، من هذا المنطلق يجب أن يسن قانون الأحوال الشخصية بما يناسب ثقل المرأة في المجتمع لا على أساس العرف المتخلف كونها ناقصة عقل ودين، وعندما تمنح حقوقها المشروعة عند ذلك ستقوم بواجبها المقدس في إنتاج الأجيال القادمة والمساهمة في تربيتهم تربية صحيحة مبنية على حب الوطن والشعور بالمسؤولية تجاه قضايا الشعب، إضافة إلى عملها في المعمل و الدائرة أو التعليم بكل مواقعه وجميع الوظائف ذات الاختصاص العلمي والإنساني والمهني.
ولا بد لنا أن نضمن حقيقة بان التمييز ضد المرأة بسبب الجنس عبارة عن تخلف رجعي ترفضه القوانين ولوائح حقوق الإنسان وكذلك الاتفاقية الدولية التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في كانون الأول 1979 وأصبحت نافذة في أيلول 1981 التي أكدت في بنودها رفض التمييز ضد المرأة بكل أشكاله الاستغلالية " الاعتراف للمرأة بحقوق الإنسان والحريات الأساسية في الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية أو في أي ميدان آخر" وأكدت المادة ( 1 ) ضرورة تمتعها بهذه الحقوق وحقها في ممارستها بحرية تامة " بصرف النظر عن حالتها الزوجية وعلى أساس المساواة بينها وبين الرجل"
إن الدولة العراقية بسلطاتها الثلاث معنية في تطبيق اللوائح الدولية ليس لحقوق المرأة فحسب بل لجميع المواطنين العراقيين بغض النظر عن انتمائهم الديني والقومي والعرقي وعليها أن تٌشرع قوانين حضارية تكفل فيها التطابق مع لوائح حقوق الإنسان الإقليمية والدولية والاتفاقية التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بخصوص عدم التمييز ضد المرأة العراقية وبدون ذلك لن يتقدم العراق وان تقدم كما يقال فسيكون على قدم واحدة وسوف يسقط ويتعثر إذا ما هبت عليه الريح .



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشكيل الحكومة وجر الحبل الممطوط
- عراق جريح لحين الشروق
- حملة إيمانية بدون الكهرباء والماء والخدمات
- ارض العراق بعد المقابر الجماعية مقابر للنفايات السامة
- هل يتعظ المهيمنين على السلطة من تكرار جرائم الإرهابيين؟
- التسول والاتجار بالبشر آفات اجتماعية لإهانة إنسانية الإنسان
- نظام إيران - هذه المرة لن تسلم الجرة -
- كفى انتظاراً يا عراق
- يا صبر أيوب على الحكومة العراقية القادمة
- القصف الإيراني للقرى العراقية جريمة يجب إيقافها
- سرقة الأصوات كسرقة قوة عمل الآخرين!
- التشابه في الاستحواذ
- هل التحالف السياسي زواج إسلامي بدون طلاق ؟
- جريمة إعدام المعتقلين السياسيين في إيران
- لن.. ولن تتغير النتائج في كل الاحوال
- كارثة التفجيرات الإرهابية تطيل عمال معمل النسيج
- مشروع سور بغداد نكته مبكية !
- لا تبالغ أيها النازف سراً
- متطلبات تشكيل الحكومة العراقية الوطنية
- محاولات التوحيد المعمد بالدم


المزيد.....




- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مصطفى محمد غريب - لنضمن حق المرأة العراقية في جميع مناصب الدولة