أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربحان رمضان - فليحمد الله كل من يتصبح بوجه امرأة














المزيد.....

فليحمد الله كل من يتصبح بوجه امرأة


ربحان رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 3052 - 2010 / 7 / 3 - 15:42
المحور: الادب والفن
    


" ليس مهما ً من هي المرأة التي ستصادفها هذا الصباح ، ولكن من المهم أن تكون امرأة "
(صابر )

فصاحبنا صابر ، المنفي رغما عن أنفه يتفائل عندما يقابل فتاة أو امرأة عند الصباح ، أو بالأحرى عندما يخرج من بيته قاصدا عــمل ، أو لقضــاء أي أمر هام ...

لكنه في هذا الصباح ولأول مرة في حياته يصاب بالاشمئزاز ، ويتطير..
فلما خرج من البيت كان حسون المرتد عن دينه ، المخنث صاحب الشعر المستعار أول آدمي يقابله صابر هذا اليوم .. حسون نفسه الذي كاد أن يدهسه نادر بدراجته ، و الذي يضع باروكة شعر أسود مستعار على رأسه منذ أن بدأ شعره بالتساقط إثر تحوله الفيزلوجي المفاجئ مؤخرا ً ..

أشاح صابر بوجهه عنه وتمتم مرتلا سور المعوذات ودعاء حفظه عن الشيخ حافظ في المقابل لبيته في بلده الأصلي ، ثم أكمل طريقه على دراجته الهوائية باتجاه شارع (بوتن) ليركب االقطار المتوجه إلى المدينة قاصدا عمله ..

نظر إلى أسفل السلم في النفق رأى القطار واقفا ً ، شتم الساعة التي رأى فيها حسون ، لقد تطير منه ومن منظره ، توجس شرا لو ركب القطار ..
البارحة طرأ على القطار ذاته عطل أدى إلى تأخير جميع الركاب عن أعمالهم ..
قال في نفسه سأكمل الطريق على الدراجة حتى موقف الحافلة التي تقل العمال.. لا أريد أن أتأخر .. لعنة الل على حسون وعلى صباحو .. !!
لكنه وبعد ألفي متر ، وفي الموقف الثاني للقطار تراجع عن قراره ، حدث نفسه ربما عمال المحطة أصلحوه وعاد كسابق عهده يطوي الأرض وعلى رأي أحد كتـّاب العربية (طيا ً) ، لم لا ُأجرّب ..؟

أوقف الدراجة .. ربطها بعمود عليه إشارة (قف) ، ونزل مسرعا إلى محطة القطار الواقعة في النفق تحت الأرض ..
نظر إلى لوحة التوقيت وجد أن القطار سيأتي بعد دقيقتين ، فرح ، قفز إلى القطار قفزا ً وكأنه كان متأكدا بأنه سيصل إلى عمله في الوقت المناسب ، وما أن انطلق القطار حتى أذاع شريط التسجيل لدى السائق بأن القطار وصل إلى المحطة التي التي انطلق منها أول مرة ..
نزل من القطار وهو يسب الساعة التي لحظ بها حسون ، وراح يكرر قراءته للمعوذات .. طلب من الله تعالى أن يمرّ هذا اليوم على خير ..

عاد مرة اخرى بالقطار المتوجه إلى المدينة ، بعد أن تأكد تماما وقبل الصعود إليه بأنه القطار المتوجه إلى المدينة فعلا .
راح طول الوقت يقرأ ماحفظه من أدعية ويرجوا من الله العفو والعافية والموت وهو على رجولته ، ولا يجعله مثل حسون الذي انقلبت حياته رأسا على عقب بعد أن أصابه مرض عقيم غيرّ من فيزلوجيته ونفسيته فأصبح وحيدا دون أصدقاء إلا من أقران السوء .

المحطة كانت تقف عندها عدة حافلات .. الحافلة ذات الرقم 56 ، و ذات الرقم 30 ، والرقم 24 وغيرها ، وما أن رأى إحداها حتى استعد وقفز إليها ، ثم جلس على مقعد خلف السائق ..
نظر حول لم يجد أحدا ً من معارف أو زملاءه العمال الذين يشاطرونه في نفس الطريق يوميا .. !!
سأل السائق : هل الحافلة تصل إلى شركة صناعة الكبريت في شارع روبين أم لا ، فأجابه أن هذه الحافلة تصل على طريق آخر تماما ، فما كان منه إلا أن ثرثر شاتما حسون والساعة التي استصبح به فيها ، طلب من السائق أن ينزله في المحطة التالية ومافتئ يدعو الله أن يمر اليوم على خير ..
توقفت الحافلة فترجل وإذ بزميله ميخائيل ينتظر ..
بادره بالسلام ، فلم يرد عليه ميخائيل ، أشاح بوجهه عنه لاعنا ً كل الغجر وكل الناس القادمين من أصقاع الأرض إلى مدينته ..
صمت صابر ، حزن ، قال في نفسه : الله يجيرنا من هذا اليوم ، ويلعن حسون و" يلعن صباحو .. ) ما هذا الحظ يا ربي .. اللهم أجرني من المغضوب عليهم ، ومرر لي هذا اليوم على خير ، اللهم يا صاحب العفو ، ياذو الجلال والإكرام .

وصل إلى الشركة متأخرا ً ، ولما قابله صاحب العمل وبخه ، وأرســله مع ميخائيل ليعملا معا ً .
لم يتكلم طيلة الثمان ساعات المخصصة للعمل ، لم يفتح فمه .. خوفا من يغلط فيرتكب حماقة ويضرب زميله الذي لم يرد عليه السلام ..

في نهاية العمل رجع في نفس الحافلة التي أقلته في الصباح .. . جاءه مفتش التذاكر ، فخالفه لعدم شراءه تذكرة ..

سبحان الله ، فسرّ سبب انزعاجه انما كان رؤية حسون منتوف الوجه عند الصباح إنه سبب كل علة ، أنسـتـه رؤية حسون شراء تذكرة ركوب الحافلة أيضا ً ..

لما عاد إلى بيته لم يكلم زوجته ، لم يأكل ولم يحادثها ..
نام في ذلك المساء مبكرا ..
أزعجته كوابيس فيها عصابات أمن وعسكر و مخابرات ، ومخنثين بشعور طويلة وأنياب وأظافر طويلة ..

في اليوم التالي .. وفور خروجه من البيت رأى جارته تنشر غسيلها .. انفرجت أساريره ، ورأى امرأة تسلم عليها ..
وفي الطريق رأى نساء كثيرات ، وفتيات ..

حمد الله على نعمة البصر .. ابتسم ، أكمل طريقه وهو متفائل .




#ربحان_رمضان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ردا على سؤال الأستاذ حاجي سليمان - يتوجب على الرفاق في فصائل ...
- رياض درار ، مبروك عليك الحرية ، نترقب إطلاق سراح بقية المعتق ...
- - من الذي أفهمكم أن الحياة لاتوهب إلا للموتى -
- الجديد عن الصعاليك المغبونة حقوقهم
- نهاية رجل منفي
- توقف قلمي ، لم يستطع الكتابة عن يوم الجلاء*
- رحل الأستاذ حافظ القاضي وترك لنا أثارا من الأدب وتاريخ رجل م ...
- قالت ، وقلت ، وقال ، وقلنا
- المهام الأساسية للأحزاب السياسية السعي للوصول إلى السلطة باس ...
- - تعالوا نتحاور -أنظمة الاستبداد تركت فجوة بين شعوب المنطقةش ...
- ماذا عن حقوق الإنسان ، وأين هيئة الأمم من قضية الشعب الكردي ...
- فلتصمت معارضة كسيحةغير قادرة على شجب الجريمة الكرد واجهوا ال ...
- إذا كبر ابنك اعرف أنك هرمت
- حملة تضامن مع المعتقلات السوريات
- جيش القمع البعثي في دمشق يحتفل بيوم انقلاب البعث المشؤوم ويع ...
- حول مقال الطائفية والاعتراف باسرائيل للأستاذ محمد سيف الدولة
- الغلابة انتصروا والريس حصد الكاس*
- الممارسات الأمنية المذلة للكرامة الإنسانية تدفع الشاب رمضان ...
- زرنقة
- امسح لي الاسم من GOOGLE


المزيد.....




- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...
- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربحان رمضان - فليحمد الله كل من يتصبح بوجه امرأة