أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - أنا وإيليا أبو ماضي














المزيد.....

أنا وإيليا أبو ماضي


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 3049 - 2010 / 6 / 30 - 18:12
المحور: الادب والفن
    


جئت لا أعلم من أين ولكنّي أتيتُ
انني جئت وأمضي وأنا لا أعلمُ
أنا لغزٌ ومجيئي كذهابي طلسمُ
والذي أوجد هذا الّلغزَأعظمُ
لا تجادل ذا الحجا من قال إنّي
لستُ أعلمُ....
لست أدري..... غنّاها الشاعر الكبير إيليا ابو ماضي ، قصيدة شهيرة !!!صفّق لها الشّرق والغرب ، وأطلقوا عليها الطلاسم ، ودرّسوها في المدارس والكلّيات ، ولقّنوها للطلاب سُمًّا زعافًا.
لست أدري !!!
ولكن ليسمح لي شاعر التفاؤل الكبير والقائل :

أيّها الشّاكي وما بك داءٌ
كُنْ جميلاً تر الوجود جميلا
ليسمح لي أن أقول له ولو بعد عشرات السنين ، وبعد أن تمتعّت بالمُعلّم وشربتُ من خمرته الرُّوحيّة أكؤسًا عطرة ، ونهلت من ينابيعه ماءً حيًّا ، ليسمح لي أن أقول له : أخطأت وكان الخطأ فادحًا.
فأنا أعلم من أين أتيت ، وأعلم يقينًا الى أين سأذهب ، وأنا على استعدادٍ تامٍّ أن أصف لك مدينتي الخالدة العتيدة ، التي ستكون مكان سكناي وسكنى كلّ البشر الذين " يدرون " مثلي، والذين نهلوا والذين ما زالوا ينهلون من ينبوع الحياة ، ويستظلّون تحت تينته وظلّه وستره .
أعرفها وأزورها في منامي ، فلا خداع فيها ولا شهوة ولا حواري ولا مرض ولا بكاء ..... إنّها فوق المدارك والانسان وفوق المدى والمحدود.
أعرف يا شاعرنا المهجريّ من أين أتيتُ ، ومن أين جئت ، وألأهمّ إنّي أعرف الى أين ستحطّ قدماي بعد رحلتي التي ان طالت وان قصرت تبقى " مشوارًا".
كم أتمنّى ان تكون قد اختبرت ما أختبرت أنا يا شاعرنا المبدع !
كم أتمنّى ان تكون قد تذوّقت قبل ان ترحل وتفارق هذه الفانية ؛ تذوّقت حلاوة يسوع وعذوبته وخلاصه وعسل كلماته وشريعته ، فمقتّ هذه الــ " لست أدري" ودريتَ كما دريْتُ أنا أنّ الكون بنجومه ومجرّاته وفضائه وسمواته يحكمه ربٌّ حنون ، عطوف ، أب لا تشوبه شائبة ، ولا يعرف الا المحبة والعدل والحنان والعفو ....
أنظر يا رعاكَ الله هذه " لا يعرف"...مع أنّه يعرف كلّ شيء ، بل انه المعرفة بعينها ، والحكمة بنفسها .

حقًّا أعرف وأدري الى أين سأذهب ومن أين أتيتُ.
أعرف الطريق تمامًا ، فقد ماشيته وعاشرته وأصادقه كلّ يوم لا أكلُّ ولا أملُّ ، والأروع أنّه هو أيضًا لا يملّ بل يدفع الأجر والمبيت والطعام والكسوة وكلّ شيء ولا مِنّة في فيه.
أعرف الطريق يا شاعري ...
وليتك عرفته ، لقد صرخ على ضفاف بحيرة طبريا أكثر من مرّة وما زال صدى صوته الشجيّ يردّده نهر الأردن وجبال أريحا واليهوديّة والسّامرة، وتُغنّيه بلابل الجليل وتتنفسه سوسنات الكرمل.صرخ :
" أنا هو الطريق والحقّ والحياة ، ليس أحدٌ يأتي الى الآب الا بي"
سرْتُ معه يا شاعري الحبيب تارة بجانبه وطورًا خلفه ، وعندما أتعب أو أخاف الظلمات والمِحن يحملني على كتفيْه ومنكبيه ويعبر بي السّدود.
إنّه عظيم لو تعلم ، لا يعرف الا الحبّ والحنان والتضحية والعطاء.
صرخ مرّةً بميت طواه القبر أربعة ايام فأنتن صرخ : " اليعازر هلمّ خارجا" ...فخرج هذا الميت سليما معافى ملفوفا بالأقماط.....
وقد علّق أحد رجالات الله على هذه الاعجوبة قائلا : لو لم يصرخ السيّد وينادي اليعازر باسمه لقام الموتى كلّهم !!!..
ويقف الطبّ حائرًا .... مَنْ هذا ؟ وتصرخ وترتجّ اورشليم ...من هذا ؟ وأنت تقول بعد الفي سنة : لستُ أدري !!!
ألم تقرأ يا سيدي ولم تسمع عن الذي أخرس الطبيعة ومشى على المياه ؟ .
ألم تسمع عن الذي جبل الطين عينًا ترى وتشاهد وترنو الى السماء...
شاعري الحبيب كم اتمنّى ان تكونَ قد عرفته فعلا فألاقيك هناك في ضيافته ورحابه ، حيث لا مرض ولا حزن ولا أنين.



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سألت الشّمس عنّو
- المحبّةُ آتية
- حَزيران في هذهِ السنّة له طعمٌ آخَر
- لا وطن لي
- سامي لا يُحبُّّ السُّمسم- قصّة للأطفال
- سويعات الأصيل
- ربيعٌ أنتَ
- ليونيل ميسي ..رسّام ماهر
- الأتراك ...صرخة حجر وأرمن !!
- يسوع حلو...قصة للأطفال
- وصفَّقت بيت عنيا
- أمّي ....بعضٌ من قداسة
- الينبوعُ الأزليّ
- مسيحيو العراق هم هم الملح
- أنا القيامة ( ترنيمة)
- ظلمناكِ وأنتِ تصمتين
- التقنيّة الحديثة وكشف المستور
- بين كاميرات المطارات الامريكيّة والحقّ الالهيّ
- احكيلي 2 ( من وحي أغاني السيّدة فيروز)
- وجدتُهُ ( ترنيمة)


المزيد.....




- حضور لافت للسينما العراقية في مهرجان عمان السينمائي
- إستذكار الفنان طالب مكي ..تجربة فنية فريدة تتجاوز كل التحديا ...
- براد بيت اختبر شعورا جديدا خلال تصويره فيلم -F1-
- السويد.. هجوم جديد بطائرة مسيرة يستهدف الممثلية التجارية الر ...
- -البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة ...
- تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك ...
- هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو ...
- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - أنا وإيليا أبو ماضي