أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي المغربي - «سَامِي المغربي » وشم رسم مشع على جبين و طن مظلم..!














المزيد.....

«سَامِي المغربي » وشم رسم مشع على جبين و طن مظلم..!


سامي المغربي

الحوار المتمدن-العدد: 3046 - 2010 / 6 / 27 - 16:05
المحور: الادب والفن
    


بقلم الكاتب الصحفي رشيد قدوري

الكاريكاتير هذا الفن التعبيري الذي فرض نفسه بين الفنون التعبيرية المتنوعة؛ واستطاع أن يكون لنفسه مساحة عريضة من المهتمين والمتتبعين والممارسين؛ كما فرض نفسه في هذه الإطلالة الكاشفة التي نسلط فيها الضوء على اسم يحاول بكل ما أوتي من موهبة وسرعة بديهة ونظرة ثاقبة أن يحتل لنفسه مساحة جدارية عريضة؛ يزرعها برسوماته وألوانه ورسائله المباشرة تارة والرمزية تارة أخرى كباقي رسامي الكاريكاتير؛ الذين يتقاسمون هم الأمة العربية بوجه عام والأمة المغربية بوجه خاص:

الاسم :«سَامِي» هو الموقع أسفله…

الهوية :الخطوط التي يرقنها بالأبيض والأسود أحيانا وبلون عيونه أحيانا أخرى…

الجنسية :الألم المنتقى من سيرة الثائر «تشي جيفارا» الملخصة في قولته« إنني أحس على وجهي بألم كل صفعة توجّه إلى مظلوم في هذه الدنيا، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني».

العمر :بعمر الطفلة التي تظهر في أغلب رسوماته؛ و التي تخاف أن يتقدم بها العمر و تكبر في المشهد الرمادي ، حيث كل شيء ثابت لا يبرح مكانه تماما كحنظلة ناجي العلي : «الولد ذو العاشرة من عمره وسيظل دائما في العاشرة من عمره، ففي تلك السن غادر فلسطين وحين يعود حنظلة إلى فلسطين سيكون بعد في العاشرة ثم يبدأ في الكبر ، فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء، كما هو فقدان الوطن استثناء» هكذا وصفه «ناجي» وهكذا فتاة «سامي» ثابتة في عمرها هي الأخرى حيث.:

الفقر الفاقد للحس الرجولي ثابت…

والظلم السادي ثابت…

والقهر التاريخي ثابت…

والموت القادم من حيث تحتسب أو لا تحتسب ثابت…

والشرف الرخيص الذي يراق على جوانبه البول والبترول ثابت…

والبرجوازية ثابتة و ضاربة في العمق كنبات شوكي يمتص كل المنابع…

والامبريالية ثابتة وتواصل التهامها لخريطة الوطن العربي كما تُلتَهم أوراق «الشيبس»بقضمة واحدة…

والقوانين ثابتة في هدفها وفي شعارها الذي لا يحيد عن العبارة المسكوكة «إفقار الفقير وإغناء الغني» …

هي ذي البرك الآسنة التي تنهل منها ريشة «سَامِي» خطوطها وتركبها في لوحات تفضح الزيف وتزيل القناع عن الفرشة الخادعة ؛ لتظهر حقيقة المستنقع الكبير الممتد من طحالب القمع.. إلى طحالب الفقر.. إلى طحالب الظلام.. ومع ذلك لا زلنا نسبح فيها؛ رغم أن العديد منا أصيب بداء «البالهاريسيا» الاجتماعية و السياسية والثقافية؛ ولا أحد أراد أن يصدق شكله في المرايا الكاريكاتيرية الذي ترينا وجوهنا بخدوشها وكدماتها؛ وكل من تسأله عن حالته الصحية “يبوس يده وجها وظهرا” مستسلما لعزاء«القضاء والقدر»…

ريشة «سَامِي» واحدة من الريشات التي توثر على نفسها الضوء لأن هدفها المباشر هو الجرح وتحاول أن تنحاز للأجنحة المتكسرة؛ و تجعل لصرختها أشكالا تعبيرية متجددة مع كل نشر أو عرض وهو العرض « spectacle» الذي يجعل الرسم عملا متجددا خاصة منه ذلك المفتوح على عناوين الألم الكبرى ,les flaches ناهيك عن« الفلاشات » التي تكون آنية/متصيدة للحدث أو الظاهرة حيث تنتصر البديهة على اللئام الراغبين في تمرير الخطايا مرور الكرام.. وعليه يتحول «الفلاش» إلى وقفة تأمل كبرى تُنَبّه إلى ضرورة القطيعة مع كل حدث مشين أو سلوك لا يتماشى مع القيم السوية وهذا التنبيه هو نوع من الإنذار النقدي المبكر؛ الفرق بينه وبين الخطابات النقدية الأخرى أنه الأكثر التحاما بالجماهير باختلاف مستوياتها التعليمية, بل وحتى الأمية منها التي تستطيع فك خطوط الكاركاتير وتتواصل مع لغته المرسومة/الرافضة لما هو كائن والتنظير لما ينبغي أن يكون.. ومن جملة ما تنظر له رسومات سامي :

حرية التعبير عوض تكميم الأفواه إلى إشعار آخر

الالتحام من أجل تحرير «فلسطين » عوض تصويب البنادق نحو القلب الذي يصارع من أجل البقاء.. لينتحر الجميع بالبلبلة على مرمى حجر من ذئب يأكل الوزيعة منتشيا بغفلة التطاحن بين أبناء البلد الواحد…

الوعود الصادقة عوض تلك الكاذبة المتدحرجة من أعلى السلم الذي يتربص فيه اللصوص كل حسب رتبته أو”اتساع بطنه” لتصل فتاتا أو هباء منبتا.. إلى الواقفين في طابور الانتظار الطويل ليدخلوا في انتظار أطول..

التوزيع العادل للمال العام والحفاظ على أمانته عوض تجفيف الضرع من طرف من عَيّنُوا أنفسَهُم أوصياءَ على من كان نصيبُهم القطرات فقط..

استحقاقات نزيهة عوض شراء الذمم أو أصوات الذمم بأبخس الأثمان.. ليستمر مسلسل الضحك على الذقون في أسواق النخاسة الانتخابية التي تجاوزنا فيها بيع النفس الواحدة إلى بيع الحزب كاملا لمن يجر أحسن..

ديمقراطية في كامل قواها الحداثية تعوضنا عن تلك المعطوبة التي تبرق منها أنياب الحجاج بن يوسف الثقفي..

وإذا كانت هذه جملة من الاستنتاجات على هامش “كاريكاتيرات سامي” بشكل صريح, فإن فن الكاريكاتير يضل دوما فنَّ تلميح.. ويضل مفتوحا أيضا على مختلف الاستنتاجات باختلاف النظرات النقدية …



#سامي_المغربي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية: معتقل روزامور (1)
- أنتي وحدك أنتي
- إلى ذكرى امرأة ذهبت ولن تعود
- قصيدة :شجر الصنوبر
- إلى عيون شهيد فلسطين: الرفيق عبد الرزاق الكاديري
- قبر باسم مجهول -الشهيد المعطي بوملي-
- قصيدة على قبر صلاح الدين
- قصة قصيرة: بريق الأمل
- معلقات 3
- معلقات2
- معلقات
- من اجل فن إشراكي جماهيري و ملتزم


المزيد.....




- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...
- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...
- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة
- فنانون يتضامنون مع حياة الفهد في أزمتها الصحية برسائل مؤثرة ...
- طبول الـ-ستيل بان-.. موسيقى برميل الزيت التي أدهشت البريطاني ...
- بين الذاكرة وما لم يروَ عن الثورة والانقسامات المجتمعية.. أي ...
- كيف نجح فيلم -فانتاستيك فور- في إعادة عالم -مارفل- إلى سكة ا ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي المغربي - «سَامِي المغربي » وشم رسم مشع على جبين و طن مظلم..!