مهرجان الأفلام العربية في Rotterdam

محسن ظافرغريب

الحوار المتمدن-العدد: 3046 - 2010 / 6 / 27 - 01:04
المحور: الادب والفن
    

يشارك فيه عشرون قطر عربي وأوروبي بمجموعة متنوعة من الأفلام التي تعالج العديد من القضايا السياسية والإجتماعية والشبابية إلى حد بعيد، مسك ختامه غداة غد الأحد (27 حزيران الجاري 2010م) حفلاً يجمع بين الدبكة والغناء التراثي لتوأم العراق، "فلسطين" بحضور المغني الفلسطيني "أبو عرب".

وتحظى مهرجانات الأفلام العربية التي تقام في HOLLAND وغيرها من أقطار "الإتحاد الأوربي" بإقبال متزايد، ما يقوي أمل المنظمين في توسيع هذه الأنشطة وفي اتساع إطار تأثيرها بما يثري الحوار.

يولي مهرجان هذا العام اهتماماً كبيراً للفيلم الوثائقي، لذلك كان إفتتاحه بفيلم "سحر ما فات في عالم المرئيات" للمخرج "مدكور ثابت"، كأول عرض عالمي للفيلم وعلى مستوى شعبي.

وفي المهرجان أيضاً برنامج " قوة النساء" حول سينما المرأة وبرنامج "تضارب الأمل" حول ظاهرة الهجرة السرية، ومعرض الفن التشكيلي بمشاركة ستة فنانين تشكيليين عالميين وعرب مقيمين في "الإتحاد الأوربي".

سعى المنظمون لإشراك عدد كبير من المخرجين الشباب الذين يمثلون تطلعات العرب داخل وخارج الأقطار العربية. يعتمد جزء كبير من برنامج المهرجان على إنتاج مبدعين ومخرجين وسينميين من أبناء الأقليات العربية في "الإتحاد الأوربي". ومع محدودية الإمكانيات لدى هؤلاء، بيد أن منظمي المهرجان، قدموا لهم الدعم من خلال عرض أعمالهم والتعريف بهم.

تاريخ الإصدار: 3 شباط 2010م

حالة العمل: تم عرضه

تصنيف العمل: درامي رومانسي للكبار

الممثلون:

بسمة (نورة)
مي كساب (بيسه)
محمد لطفى (قابيل)
صلاح عبدالله (هاشم)
نبيهة لطفى (فرانشيسكا)
أحمد كمال (محمود)
سامية اسعد (كارلا)
رامي غيط (من رجال الحج هاشم)
وائل سامي (من رجال الحاج هاشم)
دعاء حجازى (ريهام)
كالابالا (البارمان)

فيلم عُرض في قسم التسويق الأوربي للأفلام (European Film Market (EFM للمخرج المتألق "داود عبدالسيد" بعد فيلمه "مواطن و مخبر و حرامي"، فيلمه "رسائل البحر"، الذي يدور حول الطبقات الإجتماعية الجديدة التي أضحت تسود المجتمع، ويبدو هذا جليا في دور التاجر الذي يشتري البيت القديم الذي يمتاز بطرازه الراقي الذي ويسكن فيه يحيى ويزمع هدمه ليبني عوضا عنه شققا فاخرة جديدة، يحاول التاجر إقناع يحيى، الساكن الوحيد الذي يصر على البقاء، بشتى الطرق لمغادرة الشقة من خلال الإغراءات المالية. ويدور الفيلم حول محور آخر: قصة حب مع تغيرات اجتماعية. بطل الفيلم يحيى (الوجه الشاب آسر ياسين)، رغم أنه تخرج في كلية الطب، يعاني اضطراب وتلعثم في الكلام، ما يصعب عليه التواصل مع الآخرين ويدفعه بعد وفاة والده إلى العودة إلى مدينته الساحلية الأشبه بميناء Rotterdam العالمي في القطر الأوربي الغربي HOLLAND من جنبة جغرافيا، ومن جنبة أخرى يشبه بندقية العرب، هبة شط العرب، درة خليجها
"البصرة" الفيحاء دموغرافياً، لجهة مجتمعها السكاني العربي، ليعمل يحيى صياداً ويبحث عن حبه القديم في هذه المدينة التي نشأ فيها. فهو يحب منذ أيام طفولته جارته الإيطالية "كارلا"، حبه لايدوم لاكتشافه أن لكارلا ميولاً جنسية غير سوية. العنصر الأساس في الفيلم ولع يحيى بالموسيقى الكلاسيكية التي تجعله يقف بشكل شبه دائم أمام منزل عريق يستمع فيه إلى عزف شخص مجهول للموسيقى الكلاسيكية. البطل يحيى يتعرف على (نورة) وتنشأ بينها علاقة حميمة رغم أنه يظن احترافها مهنة بائعات الهوى!. في نهاية الفيلم يكتشف يحيى أن ظنه كان إثماً.

يعتمد إرشيف السينما العربية منذ قيامها، على مدى قرن من الزمن، ومنها سينما واديي النيل والرافدين في الفيلم العراقي الأول المصري المشترك "ابن الشرق"، ثم أول فيلم عراقي خالص بعنوان "فتنة وحسن" (غير فيلم "فتنة" للبرلماني العنصري الهولندي الناقد للإسلام "خيرت فيلدرز" - رفض دعوة حضور المهرجان - مثير للجدل هو وفيلمه الفتنة السبة في قطر أوربي مثل هولندا يعرف ويفخر بهويته التعددية!).
http://hunaamsterdam.nl/arabic/article/107603

كان الأستاذ العربي التونسي الفنان المدافع عن حقوق الإنسان مدير المهرجان د. خالد شوكات، أكبر من رئاسة تحرير مثل صحيفة "الجسر" نصف الشهرية، أواخر القرن الماضي في العاصمة السياسية الهولندية "لاهاي". يقول د. خالد: "يعتبر اختيار هذا الفيلم ليكون فاتحة المهرجان إشارة إلى أهمية الفيلم الوثائقي وتكريماً له". و قد بذل المنظمون جهوداً كبيرة لتمثيل أكبر عدد ممكن من الأقطار العربية وتم اختيار الأفلام المشاركة بناءً على مجموعة من المعطيات الهامة تأتي في مقدمتها الجودة الفنية، أي، كما يقول د. خالد، أن يكون الفيلم ذا جودة عالية "لأننا لانحبذ الأفلام التجارية أو ذات الموضوع الشعبوي". من الدوافع الهامة للاهتمام بهم كما يقول: أن سينما الأقليات العربية المهاجرة مرتبطة بقضايا الأقليات وهمومها وبالصراع بين الأجيال، وقضايا الهجرة والاندماج، والعنصرية والتطرف اليميني. هذه كلها محاور هامة استطاعت السينما العربية المهاجرة أن تعكسها إلى حد كبير كما يؤكد خالد. وتعكس الأفلام العربية المشاركة في مهرجان هذه السنة المشاكل الاجتماعية والسياسية إلى حد بعيد. ويجد خالد أن السينما هي في طليعة المنادين بالتغيير والمدافعين عن الحريات العامة وحقوق الإنسان وفي "طليعة القوى الحية الباحثة عن عالم عربي أفضل وأكثر صونا لكرامة أهله ومواطنيه"على حد تعبيره. ومن أهداف المهرجان ترسيخ قاعدة الحوار مع أوروبا، ومواجهة حلقات التشدد والتطرف ونكران الآخر الموجود لدى الجانبين العربي والأوروبي، من خلال نقل صورة عن الواقع العربي والإسلامي، لأن الأوروبيين، كما يقول، لا يتعرفون على العالم العربي إلا من خلال مشاهد مقتطعة في الإعلام وأحيانا من خلال مشاهد ظالمة. وفي إطار هذه المساعي وجه المؤتمر الدعوة حتى إلى النائب الهولندي المتعصب فيلدرز، مخرج فيلم
"فتنة" الناقد للإسلام. فخالد أراد أن يحاكيه بالوسيلة التي يستخدمها ويقول:"الرجل استخدم وسيلة سينمية لإبلاغ أفكاره العنصرية، ومشروعه السياسي قائم على اتهام العرب والمسلمين بأنهم متخلفون وغير متحضرين وأنهم لا يؤمنون بقيم الحوار." أراد من هذه الخطوة أن يثبت لفيلدرز وأمثاله خطأ أفكارهم من خلال إجرائهم حواراً هادفاً مع مثقفين عرب ومسلمين يعكسون حقيقة الثقافة والحضارة العربية. لكن فيلدرز رفض الدعوة ما يشكل، دليلاً واضحاً على أن أفكاره مجرد دعاية لا تستند إلى أساس، وأنه رجل لايؤمن حقيقة بالحوار ويضيف في هذا السياق: "أردنا في الحقيقة أن نقول له إنك لم تقابل عربياً تقريباً أو مسلماً ولم تجر في يوم من الأيام حواراً هادفاً ورزيناً مع مثقف عربي أو مسلم يعكس حقيقة الواقع العربي والإسلامي." ومن هذا المنطلق وجهت إليه الدعوة "تعال وتحدث معنا كمثقفين وسينميين، ولتنظر إلى أي مدى تبدو أفكارك مؤسسة على أساس صحيح ومتين". لكن فيلدرز رفض تلبية الدعوة لأنه "يخاف من كل حوار هادئ ورزين".

في الوقت نفسه يشير مدير مهرجان Rotterdam إلى الصعوبة التي تكتنف طريق الحوار، يقول: إنه طريق صعب ليس مثل طريق التطرف أو طريق التخريب أو الهدم "أنت تستطيع أن تبني بنايةً عاليةً في سنوات عديدة لكن تستطيع أن تهدمها في لحظات." الفنان والمدافع عن حقوق الإنسان، خالد يجد في الفن والسينما أفضل منبر لمواصلة هذه المهمة الإنسانية وأن السينما العربية تعتبر من أفضل الواجهات التي ارتبطت بقضايا حقوق الإنسان بمفهومها الشامل والعام، و يقول:"نستطيع من خلال السينما أن نبين حقائق كثيرة بشكل هادئ ورزين وأن نرسخ بشكل أو بآخر ثقافة حقوق الإنسان واحترام قيم الحوار والتواصل مع الكرامة الإنسانية".
http://www.facebook.com/group.php?gid=20901491694
http://www.facebook.com/posted.php?id=20901491694
http://www.rnw.nl/arabic/article/5512
http://www.rnw.nl/arabic/article/5943

#محسن_ظافرغريب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات