أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد البديري - وزير الجهاد السلبي














المزيد.....

وزير الجهاد السلبي


احمد البديري

الحوار المتمدن-العدد: 3044 - 2010 / 6 / 25 - 21:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلام بالساطور


وزير الجهاد السلبي





لم ينتظر رئيس الوزراء المنتهية ولايته طويلا ليعلن غضبه العارم على المتظاهرين العراقيين الذي خرجوا في عدد من المحافظات العراقية للمطالبة بتوفير الطاقة الكهربائية ومحاسبة المسؤولين في وزارة الكهرباء المقصرين في أداء مهماتهم وواجباتهم القانونية الإدارية والفنية .

وبهذه المناسبة أقام السيد المالكي مؤتمرا إعلاميا عاجلا للدفاع عن وزير الكهرباء في حكومته والمستقيل نتيجة الضغط الشعبي والانتفاضة الجماهيرية التي طالبة بالمسألة والمحاسبة لكل من يشارك في تعذيب العراقيين في صيفهم الساخن والتي تجاوزت درجات الحرارة فيه ببعض مناطق العراق ال 50 درجة مئوية ، وتمثلت وسيلة التعذيب باستخدام وسائل التعذيب الأشد ضررا وفتكا والمتمثلة بقطع التيار الكهربائي المزمن والمبرمج لعشرين ساعة في اليوم .

في محضر دفاعه عن الوزير المقال شعبيا وصف دولة الرئيس وزيره الذي بلغ منه التقصير والإهمال أشده بأنه ( مجاهد) وطبعا ليس في أيام الجهاد السلبي وإنما في عصر ما بعد البعث الصدامي ثم جعل دولة الرئيس المنتهية أيام حكومته من وزيره المقصر أعجوبة الزمان ودرة العصر وأحجية الدنيا وبلغ حد الإعجاب رئيس الوزراء بوزيره فلتة الزمان أن أسبغ عليه من الثناء حدا لا مثيل له وكأن لسان حاله يتحدث عن ( وزير خلق لزمان غير زمانه ) .

وكأن السيد المالكي لم يطلع على الإخفاق الكبير والطويل لهذا الوزير في إدارته لإحدى أهم الوزارات الخدمية ولم يشاهد مظاهرات منتسبي الوزارة الكثير المطالبة بإقالة وزيرها لفشله في إثبات كفاءته الفنية والإدارية واستحقاقه لقيادة هذه الوزارة المنكوبة المهملة .

وسلب دولة الرئيس المالكي عن عمد وقصد الكفاءات الفنية العراقية العاملة في قطاع الكهرباء والتي تعج بها وزارة الكهرباء ومديرياتها من أي كفاءة ومهنية وجهادية تستحق قيادة هذا القطاع الخدمي المهم وانتشاله من واقعه المزري المتردي وهو ظلم كبير لتلك الطاقات الكثيرة والكبيرة وإشعارا بتجاهلها والانتقاص منها .

وفات على السيد المالكي أن يطلع العراقيين على نتف من أسرار معجزة الأرض الكبرى وأعجوبة الدنيا الثامنة والتي يمكن الحكم من خلالها على مسيرة الوزير خلال قيادته وزارة الكهرباء والعراقيون لا يعلمون عن الوزير ووزارته سوى سلسلة من الإخفاقات والنكبات التي نتج عنها انهيار كامل في المنظومة الكهربائية تحت ذرائع شتى لا تمت إلى الواقع بصلة ولا يمكن أن تكون السبب الحقيقي والمقنع لأداء المنظومة الفاشل ، وربما كان وسام الشجاعة الذي تقلده الوزير نيابة عن منتسبي الوزارة من الشهداء والمعاقين الذين سقطوا خلال تصديهم للارهابين والمخربين من قوى الإرهاب والتخريب الخارجي والداخلي .

ولا يمكن مقدار المديح والثناء الذي كان رئيس الوزراء سيسبغه على وزيره المقصر المقال لو أنه كان فعلا من (المجاهدين) و ( الكفوئين) و( المهنيين) و(الفنيين) واستطاع أن يستغل موازنة وزارته المالية الحكومية والإمكانيات الاستثمارية المتاحة له للشروع في بناء محطات توليد وتجهيز الطاقة الكهربائية (الغازية) و(المائية) و(الهوائية) و(الشمسية ) وذلك باستقدام شركات عالمية متخصصة ، خصوصا أن ذريعة الاضطراب الأمني التي كان يتحجج بها المسؤولين سابقا لعدم مباشرة الشركات العالمية ببناء مشاريع الطاقة الكهربائية قد تلاشت مع الوضع الأمني المستقر الذي شهدته اغلب المحافظات العراقية بعد عملية فرض القانون منذ ما يقارب السنتين والنصف .

ليس من العدل والإنصاف أن ينبري رئيس الوزراء للدفاع عن المسؤولين المقصرين والإشادة والتكريم بانجازاتهم الواهية والمكشوف زيفها أمام الجمهور العراقي ، وكان الأولى برئيس الحكومة أن يبادر إلى التغيير قبل هذا الوقت لإشعار الشعب بالمسؤولية عن تحقيق مطالبهم والمشاركة في رفع معاناتهم أو التخفيف منها.

ومن المعيب أن يتذرع المسؤولون عن التقصير في توفير الطاقة الكهربائي بعد اكتمال المشاريع التي يبدوا أنها لن ترى النور ابد ولن تنجز حتى خلال السنتين التين وضعهما رئيس الحكومة كحد أقصى لأن مثل هذه الوعود سأم منها المواطن العراقي ولم يعد يؤمن بتحقيقها أي كان مطلقها والمسؤول عنها .

ولا اعرف من الذي يدعوه رئيس الحكومة للتصدي للعصابات التي تدمر المنشأت الكهربائي ولمحاربة الفساد في قطاع الكهرباء ومحاربة التجاوزات على استخدام الطاقة ، لأن المعلوم للقاصي والداني إن هذه المحاربة هي من مسؤولية وصلاحيات رئيس الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة وليس من صلاحيات المواطن البسيط أو الإعلامي الذي يحتاج قبل غيره الحماية من الإرهابيين والفاسدين والمسؤولين .

إن مواجهة الحراك الشعبي المطالب ببعض من حقوقه المهدورة بقوة السلاح وإرهاب البنادق لا يمكن أي يكون سوى رسالة تهديد وإرهاب إلى المواطن العراقي لزرع الخوف في النفوس ودعوة إلى الاستسلام والخضوع وهو الأمر الذي لا يمكن السكوت عليه من قبل العراقيين الذي تعرضوا على مدى التاريخ للظلم والإرهاب إلا أنهم كانوا دائما يثبتون شجاعتهم وصلابتهم في مواجهة الانحراف والظلم ويعلنوا الرفض والتحدي لأعداء حريتهم والغاصبين لحقوقهم والسفاكين لدمائهم الطاهرة .



#احمد_البديري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلام بالساطور
- العراقيون في مواجهة البعث..اجتثاث أم تحدي
- علي بين مسيحي منصف وسلفي مجحف
- أنفلونزا الفساد في بغداد
- أيامنا الدموية مسؤولية السياسيين
- الحوثيون... ضحية الانتماء والصمت الدولي
- الوجه المشرق للنزاهة
- عندما تضطهد الكلمة ويجّرم المثقف باسم القانون .. هذيلي أنموذ ...
- العراق وإيران هل بإمكان أفضل مما كان
- العراق وايران هل بلإمكان أفضل مما كان
- الفاسدون في دولة القانون؟!
- ومن البصرة يأتيك الخبر اليقين
- ما بعد الاتفاقية ...أول الغيث قطرة
- مواصفات رجل الدولة في خطاب المرجع اليعقوبي
- عندما تتجسد الوطنية في رجل ..عبد الكريم قاسم أنموذجا
- تأجيل الانتخابات وإجهاض العملية السياسية في العراق
- وزير النفط ولعبة المزايدات الإعلامية
- ديمقراطية الوزير الجذماء
- حكومة الوحدة الوطنية.. المشروع الذي لن يرى النور؟
- أزمة الرياضة العراقية..أسبابها وآلية تلافيها


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد البديري - وزير الجهاد السلبي