أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد البديري - أنفلونزا الفساد في بغداد















المزيد.....

أنفلونزا الفساد في بغداد


احمد البديري

الحوار المتمدن-العدد: 2824 - 2009 / 11 / 9 - 08:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدوا أن ملف الفساد الذي ضرب بأطنابه فيافي البلاد لا زال يراوح بمكانه بالرغم من جملة الوعود المعسولة والتصريحات الرنانة لمسؤولي السلطة العراقية والتي كانت ولا زالت عبارة عن مانشيتات إعلامية استهلاكية ولم تتحول إلى برنامج عمل وتطبيق فعلي ودون أن يلمس المواطن العراقي أي تطور في هذا الملف الخطير والذي صنف على انه لا يقل خطورة عن باقي أعداء العراق الآخران ( الإرهاب ، والاحتلال) ، وكان آخر ما صعق به أبناء العراق الذين يئنون من ضيم الإرهاب والفساد والاحتلال هو رسالة زعيم دولة القانون ورئيس وزراء العراق إلى رئيس مجلس النواب بخصوص استجواب الوزير المدلل ( وزير النفط) والتي رفض رئيس الوزراء مسألة استجوابه لأن ذلك يعطي انطباعا غير مشرق عن لدى مافيا النفط العالمية والمتمثلة بشركات النفط المتلهفة لسرقة نفط العراق والسيطرة على مقدراته .
ومن خلال مراجعة لمجريات الأحداث على الساحة العراقية يمكننا الاستنتاج بأن السلطة التنفيذية تفتقد الى المصداقية والجدية في معالجة ملف الفساد واستئصال رؤوسه القذرة ، بل ان الواقع هو خلاف ذلك تماما بعد ان تكفلت الحكومة بالوقوف في طريق أي محاولة لاستجواب الوزراء والمسؤولين الكبار في وزارات الدولة من خلال إصدار الكتب والتوجيهات التي ترفض مثول الوزراء أمام نواب البرلمان بالإضافة الى تشكيل لجنة من المستشارين لعرقلة الاستجوابات وبذلك يكون الطريق مسدود لمسألة المتورطين والمقصرين في سرقة خيرات العراق وثرواته والمتسترين على اللصوص والفاسدين ، بل وان أي استجواب للمحسوبين على الائتلاف الحاكم سوف يكون خطا احمر غير قابل للنقاش .
ولعل مثل هذه الدكتاتورية السلطوية كانت السبب الرئيسي في اهتزاز ثقة المواطن العراقي بالقيادات السياسية الحاكمة وجعلته يعض إصبع الندم على دعمه السابق لقوائمها الانتخابية واستوجبت إعادة حساباته وتصوراته وبالتالي خياراته خصوصا بعد فضيحة وزير التجارة المستقيل الهارب وملابساتها وما رافق من أحداث وتصرفات حكومية مشبوهة في التغطية على الوزير وتسهيل هروبه ومن ثم عرقلة عملية التحقيق وإخراجه من التوقيف لإتاحة الفرصة لإخراجه وإبعاده عن سلطة القضاء العراقي .
وفي هذا السياق نشرت صحف بغداد في يوم الثلاثاء 21/10/2009 خبر وصول وزير التجارة السابق الهارب المتورط في قضايا فساد مالي وأداري إلى عاصمة انكلترا ( لندن) معززا مكرما وبلا شك فأن راتبه التقاعدي الشهري سيصله أول كل شهر كاملا غير منقوص أيضاً ، إن هذا الاستهتار الكبير من لدن المسؤولين الحكوميين في حماية سارقي الشعب وقاتليه بالأغذية الفاسدة والتالفة يشكل منعطفا خطيرا في مسيرة بناء الدولة العراقية الجديدة والتي لا زالت عوراء وعرجاء بسبب تلك الممارسات والنكبات التي يتفنن فيها مسؤولي السلطة .
أن مثل هذه الحادثة المخزية والتي تكررت لأكثر من مرة تؤكد صحة ادعاءات رئيس لجنة النزاهة صباح الساعدي في تعرضه لحملة شرسة لثنيه عن مواصلة عمله في البحث والتنقيب عن رؤوس الفساد والتي وصلت إلى تهديده بالتصفية وقد تعرض فعلا لعدد من محاولات الاغتيال الفاشلة وهذا نموذج بسيط لما يلاقيه العاملون المخلصون في العراق والذين وصفهم المرجع محمد اليعقوبي بأنهم (كالسائرين على حقول الألغام) ، فكيف يكون حال من يريد اجتثاث الفاسدين وسط هذه الفوضى الرهيبة التي تحكم الساحة العراقية ؟
لقد كان على السلطة التنفيذية والأمنية الإدراك بأن تهريب الوزراء الفاسدين بهذه الطريقة المهينة للسلطة القانون والتي تشكل تحديا لمشاعر العراقيين واستفزازا لمشاعرهم وأحوالهم المعيشية والأمنية البائسة وانه عبارة عن نكسة جديدة في تطلعات العراقيين لبناء دولتهم المنهكة من تسلط البعث وعبث الاحتلال وازدواجية الساسة الجدد ، بل قد تذهب بالمواطن العراقي بأن يعيش في دوامة يأس وإحباط من جدوى المشاركة في صنع القرار والذهاب إلى صناديق الاقتراع ما دامت سياسة الغاب هي التي تسود الساحة العراقية .
ولقد كان إعلان الجانب الأمريكي الأخير خلال زيارة رئيس الحكومة العراقية واشنطن بأن الولايات المتحدة مستعدة لتسليم المسؤولين الهاربين إليها إلى السلطات العراقية لتقديمهم إلى القضاء العراقي في حال طلب الحكومة العراقية لذلك بمثابة المنعطف الذي سوف يشكل امتحانا للسلطة في جديتها بمحاربة ومحاسبة الفساد والمفسدين ، ولأن الموقف الأمريكي المعلن يعتبر بمثابة اعتراف بالتورط في تهريب أولئك المسؤولين فأننا لا نستعجل بالحكم على مصداقية الجانب الأمريكي إلا بعد التحرك الحكومي الفعلي للمطالبة بالمسؤولين الفاسدين الهاربين كوزير الكهرباء السابق ووزير الدفاع ووزير النقل في زمن حكومة رئيس الوزراء السابق إياد علاوي ، إلا أن الموقف الأمريكي الأخير وتوقيتاته المتزامنة مع وصول الوزير السوداني إلى عاصمة الضباب لندن يشكل بكل تأكيد إحراجا للحكومة وموقفها المتخاذل في محاسبة المسؤولين الحكوميين الفاسدين ويمس بقوة مصداقيتها ونزاهتها ومهنيتها في التعامل مع ملف الفساد الخطير .

الحكومة مطالبة أيضا بأن لا تصبح حجر عثرة إمام استجواب الوزراء في مجلس النواب وأن موضوع براءتهم من التهم وعدمها محكوم بتفاصيل جلسة الاستجواب التي يجب أن يشاهد تفاصيلها العراقيين ليكونوا على بينة من أمرهم دون أن يكون للتصريحات المعاكسة دورا في حجب الرؤيا وضياع الحقيقة على ناظريهم , كما يجب المبادرة لتفعيل تقديم ملفات الفساد إلى المحاكم العراقية دون استثناءات وبعيدا عن المحسوبية والمنسوبية الحزبية وتصفية الحسابات مع الخصوم والمنافسين في العملية السياسية .

ويبدوا أن العراقيين لن يستعيدوا الثقة بساستهم إلا بعد أن يروا بأم أعينهم الوزراء الهاربين كأيهم السامرائي وعبد الفلاح السوداني وحازم الشعلان جنبا إلى جنب خلف قضبان العدالة العراقية وتحت أسوار محاكمها الجنائية لينالوا قصاصهم العادل لتكون الكلمة الفصل في هذا الموضوع والملف الخطير .
أن وظيفة مكافحة الفساد المستشري بالبلاد وخصوصا مؤسسات الدولة الحكومية والذي بلغ حدا لا يمكن السكوت عليه بعد أن أوصل العراق إلى صدارة الدول الأكثر فسادا في التصنيف الذي تعده منظمة الشفافية العالمية مناط بجميع المخلصين من أبناء هذا البلد لأن الأمر يتعلق بثرواتهم وحقوقهم ومستقبل أبنائهم ، أما حكومتنا الموقرة فيجب أن تدرك بأن مكافحة الفساد لا تكون بالشعارات والخطابات الرنانة والمنمقة وأما بالشروع الحقيقي والعمل التطبيقي لتحقق وسائل الحد من الفساد والفاسدين ومن ثم القضاء عليه عبر اجتثاث أركانه ورؤوسه ومعالجة أسبابه وإيجاد الوسائل الكفيلة بإعاقة نموه والسبل التي تمنع حصوله بالإضافة إلى التعامل بمهنية وحيادية مع ملفاته الساخنة ..




#احمد_البديري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيامنا الدموية مسؤولية السياسيين
- الحوثيون... ضحية الانتماء والصمت الدولي
- الوجه المشرق للنزاهة
- عندما تضطهد الكلمة ويجّرم المثقف باسم القانون .. هذيلي أنموذ ...
- العراق وإيران هل بإمكان أفضل مما كان
- العراق وايران هل بلإمكان أفضل مما كان
- الفاسدون في دولة القانون؟!
- ومن البصرة يأتيك الخبر اليقين
- ما بعد الاتفاقية ...أول الغيث قطرة
- مواصفات رجل الدولة في خطاب المرجع اليعقوبي
- عندما تتجسد الوطنية في رجل ..عبد الكريم قاسم أنموذجا
- تأجيل الانتخابات وإجهاض العملية السياسية في العراق
- وزير النفط ولعبة المزايدات الإعلامية
- ديمقراطية الوزير الجذماء
- حكومة الوحدة الوطنية.. المشروع الذي لن يرى النور؟
- أزمة الرياضة العراقية..أسبابها وآلية تلافيها
- الدول العربية والهروب من الواقع الديمقراطي في العراق
- قربان من نوع اخر....الى دعاة المدرسة اللاواقعية


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد البديري - أنفلونزا الفساد في بغداد