أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد البديري - كلام بالساطور















المزيد.....

كلام بالساطور


احمد البديري

الحوار المتمدن-العدد: 3036 - 2010 / 6 / 16 - 16:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلام بالساطور

رغم مرور بضعة أشهر على اعلان نتائج الانتخابات الا ان صورة الحكومة الجديدة المرتقبة لا زال مجهول المعالم ويبعث على الاغراق في التشأوم من السياسة والسياسين في العراق الذين يبدوا انهم غير قادرين على ان يتحلوا ببعض الشجاعة التي تميز بها ناخبيهم الذين خرجوا في الكثير من مناطق العراق الملتهبة متحدين الهاونات والقاذفات التي رصدها عملاء الاحتلال واذنابه في دول الجور والعدوان وليس الجوار لثنيهم عن المشاركة في حقوقهم الدستورية وواجباتهم الوطنية.
ولقد تحولت احجية تشكيل الحكومة الى صفحات موسوعة جينيس للارقام القياسية بعد ان بلغت من التوقعات والحلول الفاشلة رقما قياسيا دون ان يصل احد من الساسة والجماهير الى حل لهذه المعضلة والاحجية الكبيرة التي يبدوا انها تحتاج الى طفل سياسي شبيه بالطفل العراقي المهاجر علي والذي قلب الطاولة على علماء الرياضيات الغربيين وعباقرتهم بحله لمعضلة ولغز برلوني الذي بقي عصيا على الحل طوال عقود من الزمان وكأنه انتظر ليثبت للعالم العقلية التي يتمتع بها الانسان العراقي فيما لو توفرت له الظروف المناسبة للانطلاق العلمي .
اما احجية حكومة العراق فهي بكل تاكيد تثبت فشل الكتل السياسية التي تمثل 60 % من العراقيين في اثبات اهليتها لقيادة العراق وتؤكد انانيتهم الكبيرة وحرصهم المشبوه على تحقيق هدف الكثيرين منهم بالتسلط على العراق وخيراته لاربع سنوات قادمة ، كما يؤكد الوضع الحاصل على الساحة العراقية عجز وانهزام السياسيين المخلصيين في العملية السياسية امام رغبات ودهاء ولؤم البراغماتيين الانتهازيين في الجهة المقابلة .
لقد كان على قادة الكتل الفائزة واغلبهم من مدّعي الوطنية ان يتعلموا ان كانوا للان جاهلين فن الوطنية وطبيعة الانتماء الحقيقي للبلاد والشعب من بريطانيا وساستها الانكليز الذي لم يجعلوا انفسهم اسارى الانانية والدكتاتورية ولم يجعلوا الشعب البريطاني يشعر بالغضب والسخط واليأس من جدوى المشاركة الانتخابية ولم ينتظروا ان تهز بلادهم عشرات المفخخات والتفجيرات لتحصد ارواح المئات يوميا من الابرياء بل سارع اولئك الساسة المحترفون الى تشكيل تحالف فريد بين حزبين من الاحزاب الثالثة الفائزة وطبعا المفاجأة ان الحزب الحاكم لم يكن طرفا في التحالف الحكومي الجديد.
ولم يقف رئيس وزراء بريطانيا براون وحزبه الحاكم حجر عثرة امام التكتل الجديد والذي سيمكن البلاد من الاستمرار في الحياة بكافة تفاصيلها واستسلم براون ورفقائه في حزب العمال للديمقراطية السياسية (التحالفات) التي اسفرت عن تشكيل حكومة ائتلافية بين المحافظين والديمقراطيين لم تشهد بريطانيا نظيرا لها منذ الحرب العالمية الثانية في سابقة اكدت وعي هؤلاء الساسة الوطني وحنكتهم السياسية في التعامل مع الواقع الانتخابي .
اما في العراق فنشهد العكس تماما فكل يدعي ان الحكومة من نصيب كتله وحظ قائده الاوحد وكل يدعي الوصل بالسلطة والعراق من تصرفاتهم المراهقة براء ، ولذلك تجد ان هؤلاء السياسيين لا يتورعوا في اجتماعتهم التشاورية عن تقديم كل التنازلات للاخر في سبيل السلطة وكرسيها الوثير ومن ثم التشبث به واحتكارها الى ان يقضي الله تعالى امرا كان مفعولا .
ونجد ان الاخوة الاعداء قد تحولوا بين ليلة وضحاها احباء متوادين وحلفاء متوافقين ، ونرى من كان يرعد ويزبد ويهدد البعث من التفكير بالظهور مرة اخرى في واجهة العملية السياسية ويكيل التهم للاخرين بالانتماء الى البعث وفكره الشمولي وقائده الضرورة يتحول الى داعية ومحامي لقائمة البعث ويهدد هذه المرة بعد المشاركة اذا حرم البعث من المشاركة وبقوة في الحكومة المقبلة ؟!
ونسمع ونقرأ عن الكثير من المغفلين الذين يراهنون على ورقة خاسرة لا تعدوا عن لقاء بين رئيسي قائمتين لا تتوفر لاحدهما الى الان فرصة حقيقية لرئاسة الحكومة لاسباب سياسية ودستورية ويصف الحمقى والمتملقين مثل هذا اللقاء بلقاء الجبلين ؟ او لقاء المنقذان ؟ وهلم جرى .
ثم نعجب ونحن نتابع الرحلات المكوكية لقادة الكتل وكياناتها المنضوية فيها الى دول الجوار الشرقية والغربية العربية والاقليمية لاستجداء المباركة والتأييد والاستئناس بأراء فخامة الملوك والرؤساء والامراء المفلسين المعادين ، وبعد ان كان هذا الطرف او ذاك يستنكر على الاخر زيارة الدولة الفلانية ويصف ذلك بالتدخل السافر والفاضح تحول الموقف من حال الى حال اخر واصبحت المشاورة واطلاع الدول الاخرى على الوضع السياسي العراقي وأزمته الكبرى من حسنات اولئك الساسة ودلالة على دبلوماسيتهم المرموقة ؟
وبعد هذا وذاك نؤكد على حقيقة واضحة لاغلب المنصفين لوطنهم ان المرشحين الثلاثة الابرز في الكتل الفائزة المتصارعة على رئاسة الحكومة فشلوا سابقا في الاستفادة من فرصة رئاستهم للحكومة خلال الاعوام الستة المنصرمات بالاضافة الى ان التجربة التاريخية اثبتت افتقارهم الى الرؤية السياسية الواضحة وانفرادهم في السلطة واقصاء دور الشركاء الاخرين وتهميشهم رغم انهم داخل العملية السياسية بالاضافة الى ذلك فأن سنوات حكمهم شهد نكسات على الاصعدة والملفات الخدمية والامنية والسياسة الخارجية ومكافحة الفساد ومكافحة البطالة ....الخ ، ومع ذلك حصل الثلاثة على دعم ومباركة جماعية من اعضاء كتلهم وائتلافاتهم مع الاصرار على الاقتصار على درشيحهم دون منح اي فرصة للحوار والاتفاق على مرشح تسوية وهو دليل على افلاس وفشل في المشروع السياسي بالاضافة الى اللامبالاة بالشعب ومعاناته المستمرة وقتل لاحلامهم وطموحاتهم .
لذلك اظن وان بعض الظن أثم ان حلم العراقيين وامنياتهم في حكومة صالحة وبمستوى طموحاتهم حلم بعيد المنال واحجية قد يطول حل لغزها الى اشهر اخرى وربما الى ان يثوب السياسيين الى رشدهم طوعا او كرها ، ومع ذلك فأن النتيجة الحتمية التي ستسفر عنها مخاضات الكتل السياسية لن تكون الا اربع سنوات عجاف على العراقيين يتعلل في نهايتها اهل السلطة بالمحاصصة وغيرها من الحجج الفاسدة والذرائع الباطلة لرفع التقصير عن كتلهم واحزابهم وخداع الناخب العراقي للوقوع في افخاخ شراكهم مرة أخرى .



#احمد_البديري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقيون في مواجهة البعث..اجتثاث أم تحدي
- علي بين مسيحي منصف وسلفي مجحف
- أنفلونزا الفساد في بغداد
- أيامنا الدموية مسؤولية السياسيين
- الحوثيون... ضحية الانتماء والصمت الدولي
- الوجه المشرق للنزاهة
- عندما تضطهد الكلمة ويجّرم المثقف باسم القانون .. هذيلي أنموذ ...
- العراق وإيران هل بإمكان أفضل مما كان
- العراق وايران هل بلإمكان أفضل مما كان
- الفاسدون في دولة القانون؟!
- ومن البصرة يأتيك الخبر اليقين
- ما بعد الاتفاقية ...أول الغيث قطرة
- مواصفات رجل الدولة في خطاب المرجع اليعقوبي
- عندما تتجسد الوطنية في رجل ..عبد الكريم قاسم أنموذجا
- تأجيل الانتخابات وإجهاض العملية السياسية في العراق
- وزير النفط ولعبة المزايدات الإعلامية
- ديمقراطية الوزير الجذماء
- حكومة الوحدة الوطنية.. المشروع الذي لن يرى النور؟
- أزمة الرياضة العراقية..أسبابها وآلية تلافيها
- الدول العربية والهروب من الواقع الديمقراطي في العراق


المزيد.....




- -أخطر التهم-.. خلاصة الحكم في اتهام شون -ديدي- كومز بالاتجار ...
- مصدر سوري رسمي: التصريحات حول توقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل ...
- تنديد دولي بقرار إيران تعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطا ...
- موقع روسي: أذربيجان تهاجم روسيا في لعبة تتجاوز حجمها
- كاتب إسرائيلي: عدنا إلى نقطة الصفر في غزة
- وزراء إسرائيليون يدعون لضم الضفة الغربية والسلطة والعرب يدين ...
- في غياب الدعم الأميركي.. أوكرانيا تواجه صعوبات لاحتواء التقد ...
- -غموض إيران النووي- هل يقودها إلى بر الأمان أم يعجّل بحرب ثا ...
- وتارا وغباغبو.. 30 عاما من الصراع على السلطة بكوت ديفوار
- ما لم يُقال عن نهاية المعركة بين إيران وإسرائيل


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد البديري - كلام بالساطور