أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 5 -














المزيد.....

الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 5 -


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3046 - 2010 / 6 / 27 - 01:07
المحور: الادب والفن
    


--------------------------------------------------------------------------------

إعترافات إمرأة
.......................
مصممة أزياء

عاشرته لمدة سنتين قبل أن نبرم عقد النكاح / كما يسمونه / كنت أعيش معه ببيته في حجرة صغيرة
على سطح المنزل . بينما أسرته تشغل الطابق الأول من البناية المتواضعة . أما الطابق الأرضي فكانت
تسكنه عائلة مقابل سومة كرائية غاليا ما تذهب إلى جيب أحمد كمصروف يتدبر به أحواله . كنا سعيدين
بتلك الحجرة الصغيرة مساحتها لا تزيد عن مترين على ثلاثة أمتار أو أكثر بقليل . كتب مبعثرة هنا
وهناك . كلها كانت تقريبا لمفكرين وفلاسفة وشعراء وروائيين أجانب . فراش متواضع جدا محشوا
بالحلفة كان يدس الجرائد التي ينتهي من قراءتها تحته إتقاءا للبرودة . وكرسي صغير يستخدمه
كطاولة يضع عليها بعض أغراضه . كان عاطلا عن العمل وحتى ما إذا افترضنا أنه وجد عملا فإنه
لم يكن قادرا على التكيف مع الواقع . فقد كان طبعه ومزاجه مختلفين . كان يغضب لأتفه الأمور
فلك أن تتصور عندما كنا متزوجين . ذات يوم كان يقرأ رواية الزوج الأبدي ل/ دوستوفسكي / الروائي الروسي الكبير . وكنت أنا أقوم بعملي المنزلي ففتحت صنبور الماء لغسل بعض
الصحون فأحدث ذلك صخبا أقلقه ثم انفجر غاضبا وبكل سهولة طلب الطلاق . لكننا عدنا معا
للبيت كما لو أن شيئا لم يكن . إلى أن عدنا من جديد لإعداد وثيقة أخرى تلغي الطلاق .
كانت أفكاره يسارية متطرفة ومعارضة لكل ما يراه هو ويشعر به في المجتمع وكان لكل
ذلك أسبابه لأن معارضته للواقع كان لها ما يبررها . وهذا ما كان يجعله مستهدفا وملاحقا
ومراقبا ولسيما والمجتمع يمر بأحداث سياسية خطيرة .

كان يبعث ببعض نصوصه الأدبية إلى الجرائد الوطنية وبالخصوص جريدته المفضلة آنذاك
- المحرر - فما أن نشرت له لأول مرة حتى كاد أن يغمى عليه فرحا وكان قلبه يدق بسرعة
غير طبيعية . هكذا كان أحمد لما عرفته وأحببته . ورغم أننا لم نكن متزوجين بعد إلا أننا
كنا نعيش كالأزواج . وقد تسبب لي ذلك في مشاكل قصوى مع أهلي لكنني كنت قادرة
على الوقوف في وجه التيار فهدفي الوحيد كان هو الإحتفاظ به إلى الأبد.
كنت قوية بمهنتي كمصممة أزياء وخياطة من الدرجة الأولى . فرغم وجود بيتي بحي شعبي
إلا أن زبوناتي كن يلتحقن به زرافات زرافات . وكان هذا العمل يدر علي دخلا جيدا وكنت
بذلك حرة في نفسي وأتمتع باحترام الجميع وإعجابهم وعرفت حينئذ أن ضعف المرأة في
فقرها واعتمادها على الغير . مرارا طلبت منه أن يتزوجني لتفادي كلام الناس وكان يبرر
عدم موافقته في كونه عاطلا بدون عمل ولا يقبل بأن تصرف عليه زوجته .
وكنت أتفهمه . فهو رغم فقره فقد كان يمتنع عن أخذ مصروفه مني في حين كنت أنا أدس
له مبلغا بسيطا تحت مخدته كلما غادرت الحجرة إلى بيتي الذي غاليا ما كنت أجد به من
ينتظرني . وقد كانت أغلب الزبونات موظفات وزوجات لأشخاص مهمين بالمدينة ومنهن من كانت
في منصب النيابة العامة أو قاضية حتى. وهذا ما جعلني بكل سهولة أساعد أحمد في حلحلة
بعض مشاكله التي ما أن شاع أمرنا حتى ظهرت غرامات كان القضاء حكم عليه بها بسبب
تعاطيه للخمر ومعاشرة بنات الهوى . في الحقيقة كان ذلك نتيجة طبيعية ( لعما يلو السودة ) كما
يقول أستاذنا الكبير مصطفى مراد . وقد سددت له كل تلك الغرامات الواحدة تلو الأخرى .
كنت مجنونة به . كنت أمارس الحب معه فأشعر برغبة جامحة في إلتهامه . كنت أحبه بجنون
وكنت أصرح له بذلك . كنت خلال شوط واحد معه أبلغ الرعشة الكبرى ثلاث مرات فكان يقول
لي / هل أنت مسعورة ؟ / فأغضب وأصرخ في وجهه قائلة / ألا يحق لي التمتع بزوجي ؟ /.

- يتبع -



#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 2 -
- روح الشرق
- تناقض مدير جريدة المساء المغربية
- قصة إبني أمين مع مدرسيه
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا- 1 -
- لا أحد
- إرهاب الحانات والنوادي الليلية
- لفحات
- هزار وقمر
- الجنرال عطوان في تطوان
- صحافة - المعيور - بجريدة المساء المغربية
- طفولة
- النسيان المبتدل
- مجرد رأي في جريدة المساء المغربية
- لاشعور الكينونة
- اللعبة
- الهدوء المحتضر
- المجدلية - مهداة إلى المبدعة فاطمة سالم
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 27-
- العقل الباطن والدعم الفني


المزيد.....




- النتيجة هُنا.. رابط الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 ...
- عمرو مصطفى يثير تفاعلا بعبارة على صورته..هل قصد عمرو دياب بع ...
- مصر.. نجيب ساويرس يعلق على فيديو عمرو دياب المثير للجدل (فيد ...
- ممثل حماس في لبنان: لا نتعامل مع الرواية الإسرائيلية بشأن اس ...
- متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 28 مترجمة عبر قناة Tr ...
- تطوير -النبي دانيال-.. قبلة حياة لمجمع الأديان ومحراب الثقاف ...
- مشهد خطف الأنظار.. قطة تتبختر على المسرح خلال عرض أوركسترا ف ...
- موشحة بالخراب.. بؤرة الموصل الثقافية تحتضر
- ليست للقطط فقط.. لقطات طريفة ومضحكة من مسابقة التصوير الكومي ...
- تَابع مسلسل قيامة عثمان الحلقة 163 مترجمة المؤسس عثمان الجزء ...


المزيد.....

- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 5 -