سكت دهرا ونطق كفرا

ايت وكريم احماد بن الحسين
مدون ومراسل
(Ahmad Ait Ouakrim)

الحوار المتمدن-العدد: 3030 - 2010 / 6 / 10 - 17:20
المحور: حقوق الانسان
    

قيل «الدنيا مدورة تدور على ثلاثة مدورات: الدينار والدرهم والرغيف...» الكشكول للعالمي.
وقيل أيضا لابن السماك الكوفي «لولا ثلاث لم يسلل سيف ولم يقع حيف: لقمة أسوغ من لقمة ووجه أصبح من وجه وسلك أدق من سلك».
لا أدري ما الدافع للاستشهاد بهاتين المقولتين لكن هناك إحساس داخلي يدفعني لكتابتهما رغما عن أنفي.
واقعة وزيرنا المشتوم بالرباط الذي نجا من أيادي الرباطيين الذي لا يقبلون الرضوخ لغطرسة بعض المحسوبين علينا رغم أنوف أمهات أمهاتنا الخوالي.
أشكر الغرب على تطوره وعلى صنعه للكاميرا بورطابل التي جعل البعيد قريبا والأخبار في اليوتوب بدون رقابة ولاحسيب ولا مقص البليد المخزني رغم الكلمات النابية التي تصدر عن بعض الأشخاص.
اسمع يا عالم أن وزيرا مغربيا ينعت من طرف أحد المواطنين المغاربة ..« ... يا ولك القحــــ......بة» أي قيمة للوزير بعد هذا في دولة تتشدق يوميا بأنها دولة الحق والقانون... اليوم أطرح السؤال كيف يمكن أن يصافح سيادة الوزير الغير المحترم عاهل البلاد وهو المنعوت بلقب ونعت لا يقبله المواطن العادي بل المواطن المحسوب على المشردين من أبناء هذا الشعب المطحون.... «الشمكار» ربما يتعرض هذا المواطن الأخير للضرب دفاعا عن شرفه لأنه يرفض بأن ينعت بذلك النعت «يا ولد القـــــ.......ـة» المشرد يرفض ذلك النعت ولو أدى الثمن غال فل يفر من ساحة المناوشة لكن وزيرنا المغبون الظالم المتعالي عن القانون «الحكار» على الشرطي البسيط الذي يؤدي واجبه المهني رغم انعدام الضمانات لحياته العملية.
أتذكر إحدى الروايات عن العاهل حين أوقفه رجل الدرك بسبب السرعة المفرطة وقدم له التحية اللائقة به كعاهل للبلاد وطلب منه وثائقه ليسجل المخالفة ضده فقلت في نفسي ما أكبر الملك بتواضعه وما أحلى البلد وما أحلى بلجيكا وما أعظم الملك بودوان عاهل المملكة البلجيكية.
نجد وزيرنا المتباهي يفرض قانون الغاب من أجل حماية سليله الجاني في حق مواطن مغربي لا قرابة له مع الوزراء... لو وقعت مثل هاته الواقعة في الغرب الكافر الملحد الذي يأكل رمضان والشارب للخمر فيه والممارس للجنس في نهار رمضان والناكرين لوجودية الله لقدم الوزير استقالته وربما عصف تصرفه الطائش بالحكومة برمتها. لكن مادمنا في أجمل بلد في العالم هذا البلد الإسلامي حسب دستوره الممنوح فلا الحكومة ستستقيل ولا الوزير سيستقيل بل على صدورنا جاثمون إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
لكن الأكثر منه ذكاءا هو –وزرنا الأول- سيادة وسعادة وصاحب المعالي الوزير الأول عباس الفاسي الذي لم يجد إلا الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ليهاجمها على ما صدر من جبهة البوليزاريو من تهانيء للجمعية، وبدون ذكر الجمعية وبدون أن يسميها حتى، إن تهنئة البوليزاريو للجمعية المغربية لحقوق الإنسان أغاظ سيادة الوزير في محاولة لتشويه الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ولإضافة تهم أخرى لا تقل شأنا من سابقتها، تلاصق الجمعية المغربية منذ مشأتها في سنوات الجمر والرصاص ورغم أن عدد منخريطيها في كامل تراب المملكة لم يتجاوز بعد 100.000 منخرط رغم تواجدها منذ أزيد 32 سنة. «بسبب التخويف والترهيب لكل من يحاول التعاطف معها: بتسمية الجمعية بالأسماء التالية: "مساخط سيدنا" "جماعة الحباسة" وإستغلال الدين لنعت أعضاء الجمعية بالمشركين والكفار والزنادقة .... وهلم جرا من الألقاب التي تحاول كل جهة إلصاقها بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان.....»
فعلا الجمعية المغربية لحقوق الإنسان لا ينقصها التشويه ولا ينقصها النعت بالكفر والزندقة والشيوعية والانحلالية ممن هب ودب في الوقت الذي نجد أن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ليس لا بكافرة ولا ملحدة ولا جمعية للإباحية كما يريد سيادته أن يوهمنا.
ليس بذنب الجمعية المغربية لحقوق الإنسان حين قامت جماعة لا تمثل حتى 4 في المليون من ساكنة المغرب بتشكيل جمعية «مالي» لتعلن للملئ بأن لها الحق في الإفطار في رمضان بعيدا عن النفاق، وفي محاولتها للدفاع عن مطلبها هو الإفطار علانية في رمضان – والمطالب بحذف الفصل 222 من القانون الجنائي الخاص بعقوبة الإفطار في رمضان- كما ورد في مجلة "الملف" العدد 16 ابريل 2010.تحت عنوان "حرية الاعتقاد بين القانون الداخلي والمواثيق الدولية (الفصل 222 من القانون الجنائي المغربي نموذجا). للأستاذة كنزة أباديدي محامية بهيئة مكناس
ففي الملاحظة الأولى :«يخاطب الفصل 222 من القانون الجنائي الأشخاص المسلمين أو الذين شاع عنهم اعتناقهم للدين الإسلامي ومنحى المشرع في هذا الإطار منطقي ويستند إلى تاريخ المملكة وقانونها الأساسي الذي جاء في دباجته أن "المملكة المغربية دولة إسلامية"» .وهنا بيت القصيد إذ أن الأغلبية المطلقة اليوم من المغاربة لم تصوت على هذا القانون الأساسي للدولة بل هو متوارث كما ورثنا عدد من القوانين والفصول كما هو حال الدستور نفسه.
وفي الملاحظة الثانية التي كتبتها في مقالها لتبين معنى الفصل 222 من القانون الجنائي: «يتبين من خلال قراءة الفصل المذكور أن المشرع عاقب على المجاهرة بالإفطار في نهار رمضان والمجاهرة تعني حتما أن فعل الإفطار يتم في مكان عمومي ولم يعاقب على فعل الإفطار في حد ذاته الذي يتم في الأماكن الخصوصية للأفراد، وذلك انسجاما مع خصائص القانون الوضعي ومع ما مقتضيات المواثيق الدولية التي تضمن حرمة الحياة الخاصة للأفراد.»
وهنا أتساءل أين نامت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية منذ فجر الاستقلال إلى اليوم لتفاجأ بالمفطرين في رمضان ممن هم محسوبين على المسلمين حسب الموقع الجغرافي في أجمل بلد في العالم. لكن لا لوم على وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لأنها مشغولة في إنتاج الفتاوي والتبريرات لمصادرة أراضي الأوقاف «من حق الدولة أن تكافأ خدامها الأوفياء» وفي عباراتنا الشعبية من حق وزارة الأوقاف أن تبرر التنكيل بنا وفرض فتاويها البالية والرجعية بدون أن تكلف نفسها بالنزول إلى المواطن لإقناعه بالتشبث بالدين الإسلامي كموروث وطني من 12 قرنا خلت.
ترى هل شعارات بعض المنتمين إلى الجمعية المغربية لحقوق الإنسان التي تردد شعارات انفصالية وتحيي جبهة البوليساريو هي أهم مشكل في المغرب من كل ما يقع اليوم حتى ينتفض سيادة الوزير المنفوش؟؟؟
ألا يجوز السؤال لماذا يردد الشباب المغربي المنحدر من الأقاليم الجنوبية شعارات الانفصاليين؟؟؟
ألا يجوز أن نتساءل لماذا يرددون تلك الشعارات رغم علمهم بأن ذلك يعاقب عليه القانون الجنائي المغربي؟؟؟
ألم يفكر سيادة الوزير عن السبب الحقيقي لذلك الاستفزاز المنبعث من أفواه شباب لا أعتقد أن لهم رغبة حقيقية بالانضمام لجبهة البوليساريو بل هم فقط يريد الإحتجاج على حكومة لا مصداقية لها لدى الشعب المغربي بسبب تواجد أغلبية الوجوه التي عايشت سنوات الجمر والرصاص.
تلك الوجوه التي أزمت الشباب وكرهتهم في العمل السياسي وأفقدوا الشباب الرغبة في المشاركة الفعالة سياسيا في ظل تواجد تلك الكائنات التي تربعت منذ أزيد من 30 سنة على كراسي التمثيلية الحزبية والبرلمانية في تناوب على الكراسي فقط.
نريد فقط أن نقول لسيادة وزير-نا- أن الخطر الحقيقي على النظام المغربي وعلى الشعب المغربي وعلى الاستقرار المغربي هي الحكومة العمياء التي يتواجد فيها أمثال وزيرنا المسمى في الأسبوع المنصرم ب« يا ولد القــ.....ـــة».
فقط لتذكيركم يا معالي الوزير أن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ليس في حاجة لمزيد من التشويه والتلفيق للتهم والتلميح وغيرها لأن الجمعية كما يعلم الكل تحاول قدر إمكانها مسايرة حقوق الإنسان العالمية في شموليتها الكونية لا كما يريدها وزير-نا- لأن المسلم الحقيقي المقتنع بدينه لن يقوى عليه المبشرون ولن ينالوا منه لا حق ولا باطل كما يقول مثالنا المغربي الصريح.
لكن المعاملات التي يتلقاها المواطن المغربي واللا مبالات من طرف حكومة عاجزة على حل أبسط المشاكل إلا بالعصا والزرواطة وإصدار أوامر من الفيلات البعيدة عن أبناء الشعب المقهور.
اليوم فقط أود أن أتساءل هل سيخجل وزيرنا إذا علم أن رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان قد استفاق أخيرا من سباته ليقول بكل صراحة أن ملف الانتهاكات لحقوق الإنسان لم يغلق بعد، هي التي دفعته إلى الانتفاخ كالطاووس في وجه الجمعية المغربية في محاولة يائسة لإنذار غير مباشر لرئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان المحسوب على الحكومة المغربية - لتكون الجمعية المغربية مجرد قنطرة لتنبيه رئيس المجلس؟؟؟؟؟-.
ولعلم الوزير المنفوش أود أن أقول أن الشعارات التي تردد سواء في بعض الجامعات المغربية التي يتواجد في أبناء الأقاليم الجنوبية وبعض الأنشطة التي تقوم بها الجمعيات الحقوقية ليست بجديدة فهي منذ سنين ولا تحرك في حكومتنا الغيورة على وطننا المسبي ولا شعر نخوة إلا اليوم.
لكن لماذا اليوم فقط انتفش وزيرنا مجرد سؤال يا معالي الوزير.
أم أن محاولتكم هاته تريدون التغطية عن المؤتمر الذي أقيم في المغرب للمفوضين القضائيين بخصوص تنفيذ الأحكام التي يعرف الكل أنها تنفذ على الضعفاء فقط.
وفي المغرب لا يمكن معاقبة المعرقل لتنفيذ الأحكام وخاصة إذا كان عاملا للإقليم وكما جرى به العمل في الدول الديمقراطية وفي هذا الصدد لنا عودة إن سمحت لنا الفرصة.
وفي الأخير أقول لكم معالي الوزير : "حنا عندنا تاريخ ما شي غير هدرة في الريح".
وأختم بالمقولة رغم تحرفها «الدنيا مدورة تدور على مدورات: المال والجنس والجاه» وليذهب الباقي إلى الجحيم الدين والأخلاق والوطن أليس هذا ما تفعلون يا معالي..... ولنا في أبناءكم يا وزراء حكومت-نا- والشخصيات الوهمية المحسوبة على الوطن والأعيان قدوة أنظر جريدة المساء «أبناء الفشوش»
المضطهد الامازيغي بقرية الدعارة المملكة المغربية «الشريفة» مع وقف التنفيذ
ايت وكريم احماد بن الحسين

#ايت_وكريم_احماد_بن_الحسين (هاشتاغ)       Ahmad_Ait_Ouakrim#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات