أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عادل سمارة - نوعام تشومسكي... كبرياء الأبيض لم يُخجله الاحتفاء الفلسطيني/العربي فهل نخجل من أنفسنا!















المزيد.....

نوعام تشومسكي... كبرياء الأبيض لم يُخجله الاحتفاء الفلسطيني/العربي فهل نخجل من أنفسنا!


عادل سمارة

الحوار المتمدن-العدد: 3024 - 2010 / 6 / 4 - 09:36
المحور: القضية الفلسطينية
    


يعتبر نوعام تشومسكي من أكثر المفكرين المعاصرين حظوة على الصعيدين الشعبي والرسمي العالميين على حد سواء. ففي الوقت الذي يُشار إليه بالبنان، وخاصة من العرب (لبراليين ويساريين) على انه مفكر يساري، بل يراه البعض اشتراكياً [1] تنظر إليه المؤسسات الحاكمة على انه نقدي لبرالي وحسب، لذا لم تتعرض له المؤسسة الحاكمة كما هو حال نورمان فنكلشتاين، ولا الأكاديميا كما هو حال جوزيف مسعد.
على أن ما يحدد فكر الرجل يجب أن تكون أطروحاته الفكرية  وليس فقط مساوماته أو تصالحاته السياسية. فتشومسكي أحد أعلام الثقافوية واللغويات وتنظيراته في هذا النطاق هي التي تشكل دوره ووزنه، وليست مواقفه السياسية تجاه النظام الأميركي، الذي لا يحتاج المرء ليكون شيوعياً كي ينقده، فأي إنسان حقيقي هو نقيض وضحية محتملة للنظام الأميركي.
تشومسكي لغوي، ومن رواد الألسنية الحديثة، وتنطلق دراسته ل اللغة من اعتماد "مجموعة من المبادئ الفطرية التي يشترك فيها البشر كلهم،" تعرف بالنحو العالمي، وعلى "الحالة البدئية لمتعلم اللغة. وهو منتم إلى البنيوية الانثروبولوجية التي تعامل الظواهر الثقافية  كما لو كانت لغة  ومن ثم تحاول ان تكتشف القواعد، او ما سماه تشومسكي البنية "العميقة". لعل اسهام تشومسكي هو في البنيوية الألسنية  او ما يعرف بالبراعة اللغوية. والبراعة اللغوية عنده هي واقعة لا تقبل  التفسير العلمي او التعليل السببي اوما شابه ذلك لأنها من خصائص الروح الإنساني  الغامض والخلاق. وبالتالي فهو يفصل بين المادة والروح . ويرفض تفسير البراعة اللغوية لدى الطفل الصغير علميا  او استنادا الى أشياء مثل البيولوجيا التطورية ...(العظم ص 492)  لا يبتعد هذا التفسير عن الاية الكريمة: "يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي" . وهكذا، فإن تشومسكي ينتهي مثالياً، خالصاً.
لكن ما يهمنا في هذا البحث هو تشومسكي اليساري أو "الاشتراكي" كما يرى البعض وخاصة من حيث موقفه من الكيان الصهيوني. ففي الوقت الذي يُعتبر تشومسكي ناقدا حادا للسياسة الأميركية وحتى لسياسة الكيان الصهيوني، لا يستطيع إخفاء تناغمه مع الصهيونية وحتى اليهودية وهذا تناقض لا يمكن المرور عليه مرور الكرام ولا يمكن تغطيته بالتطرفات السياسية العالية لدى الرجل. هذا ما لم يجرؤ كثير من المثقفين العرب على التعرض له، وعليه، فإنه بمقدار مباعدته ما بينه وبين السياسة الأميركية، لم يباعد ما بينه وبين الصهيونية.
وأبعد من هذا، فإن تشومسكي النقدي جداً للسياسة الدولية التي تقودها بالطبع الولايات المتحدة الأميركية، يستند كما سنرى أدناه إلى نفس هذه السياسة (الأسرة/المجتمع الدولي) ليبرر دفاعه عن الكيان الصهيوني الإشكنازي كي يبقى مغتصباً لفلسطين!
حين سُئل تشومسكي من قبل مقابليه ستيفن س شالوم و جستين بدور[2]، كيف يرى امكانية حل دولة واحدة في صيغة دولة ديمقراطية علمانية اجاب كما يلي:
"... لم تتبن اية مجموعة فلسطينية (ولا بالطبع إسرائيلية) ذات وزن مقترحاً ينادي بدولة ديمقراطية علمانية ذات أهمية. بوسع المرء ان يدير حوارا مجردا، فيما اذا كانت الفكرة "محببة". ولكنها غير واقعية بالكامل. لا يوجد دعم دولي ذي معنى لها. ولا داخل إسرائيل. والمعارضة لها تكاد تكون عالمية. إنها تُفهم على انها ستكون دولة فلسطينية بأقلية يهودية، ولا توفر ضماناً لا للديمقراطية ولا للعلمانية (حتى لو تم قبول وضعية او حالة الأقلية، وهذا ليس الحال). وبرأيي، فإن أولئك الذين  ينادون بدولة ديمقراطية علمانية يوفرون سلاحا لأكثر العناصر تطرفا في اسرائيل الولايات المتحدة[3]" 
                 ولكن، هل تقاس حقوق الشعوب بالدعم الدولي والأسرة السياسية الدولية خاضعة ومتذيلة للمركز الراسمالي العالمي؟ ألم يكن التصويت على تقسيم فلسطين مؤامرة ورشى وتهديدات للعديد من الدول التي صوتت لصالح التقسيم؟ هل يُعقل أن تشومسكي لا يعرف هذا؟ كيف سيكون شعور تشومسكي لو قيل له، أن هناك من يطالبون ب:
·         وجوب إلحاق الهزيمة بالكيان
·         عودة فلسطن كجزء من الوطن العربي الاشتراكي[4].
ويضيف تشومسكي:
 
"...إن الدعوة لدولة ديمقراطية علمانية لم يتم أخذه بشكل جدي من قبل الرأي العام الإسرائيلي أو العالمي، هو مطلب واضح بتدمير إسرائيل ولا يعد الإسرائيليين بأي شيء ابعد من الأمل في درجة من الحرية عندما تنتهي الأمور إلى دولة فلسطينية" ..." إن الدعوة إلى دولة ديمقراطية علمانية ألأمر الذي لم يؤخذ على محمل الجد من قبل الجمهور الإسرائيلي".
 
وبشان حق العودة يقول تشومسكي:
"... ليس هناك تأييد دولي لحق العودة يمكن تلمسه، وفي ظل ظروف (فعلية وغير متخيلة) فإن دعماً من هذا القبيل إذا ما تطور، فإن إسرائيل سوف تلجأ إلى سلاحها الأخير والنهائي وهو معاندة الرجل الكبير لمنع حصول هذا الأمر. وبرأيي، فإنه من غير المناسب تعليق آمال لا يمكن أن تتحقق أمام أنظار شعب يعاني من البؤس والقمع، والحري أن يُعمل على بذل جهود بنائية لتخفيف معاناتهم والتعاطي مع مشاكلهم ضمن الالم الواقعي"
                 هنا تتضح المركزانية الأوروبية في الرجل تماماً، بل ويلتقي مع ما  قاله جورج شولتس وزير الخارجية الأميركي 1982: "تحسين شروط المعيشة للفلسطينيين".
 
لقد كرر تشومسكي مواقفه هذه يوم 14 كانون ثانٍ 2010
فقد رفض أي حديث في القضية الفلسطينية "...إذا ما بدأ منذ عام 1948، وحصر الصراع على ما أُحتل عام 1967، وقال إن جرائم إسرائيل لا يمكن مقارنتها بجرائم أميركا" وكأن المسألة ليست في الجريمة بل فقط في حجمها، هذا إذا كانت جرائم أميركا اكبر حقيقة! وأكد على أن دولة واحدة امراً غير عملي وأن دولة واحدة اشتراكية غير مفيدة، كما رفض مقاطعة فرقة رقص إسرائيلي (كمثال على ما يجب أن يقاطع)
                 بعد أن منعه الاحتلال من دخول الضفة الغربية، لنلاحظ أنه لم يحاول الذهاب إلى غزة؟ أليس لهذا معنىً؟، غادر إلى بيروت، وهناك أكد على رفضه للدولة الواحدة! وبغض النظر عن أي دولة واحدة يتحدث هذا أو ذاك، وهي برأينا مجرد رؤية للمستقبل، فإن تشومسكي بهذا الموقف الحدِّي للفصل بيننا وبين الغُزاة، إنما ينتهي إلى "دولة يهودية نقية" فهل ما زلنا نحتفي به؟
 


[1]  تشــومســكي في فلســطين، ضمن سلسلة محاضرات "تشومسكي في فلسطين" تتشرف دائرة الفلسفة والدراسات الثقافية وبرنامج الماجستير في الدراسات العربية المعاصرة في جامعة بيرزيت بدعوتكم إلى محاضرة الفيلسوف العالمي نوعام تشومسكي، بعنوان: أمريكا في العالم
وذلك يوم الإثنين الموافق 17 أيار 2010، الساعة 12:00 ظهراً، في قاعة الشهيد كمال ناصر-جامعة بيرزيت
 
[2] مترجمة في مجلة كنعان، العدد 119، تشرين أول 2004 ص ص 43-52، مترجم المجلة ثابت عكاوي
[3] Noam Chomsky interviewed by Justin Bodur and Stephen Shalom. March 30, 2004. http://www.zmag.org/content/showarticle.cfm?ItemID=5240 .
وقد رد على تشومسكي نقدياُ نواح كوهين، في موقع مجلة Axis of Logic     بعنوان
Noam Chomsky. “Noam Chomky and “Left Apologetics for Husticein Palestine”, 3 August , http;//www.axisoflogic.com/artman/publish/article_11169.shtml2004.
[4]  أنظر مقالة مسعد عربيد وعادل سمارة، دولة اشتراكية في الوطن العربي وفلسطينن في مجلة كنعان، العددين 141  ربيع 2010 وو 142 صيف 2010 .



#عادل_سمارة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صيد الأغيار أم صيد المطبعين!
- الانسداد الحزبي/السياسي ماذا يفعل المريد حين يرتدُّ شيخه!
- غزة: تغير تدريجي...لو قرأنا بعين التاريخي لا اليومي لكن العي ...
- راهنية الإشتراكية
- لمن تهمه الجغرافيا: فلسطين جنوب واشنطن لا جنوب سوريا
- عادل سمارة : حوار حول الدولة الديمقراطية في فلسطين- رد على ك ...
- غزة في محرقة -المجتمع المدني- الأوروبي
- مصالحة الإستعمار دون خروجه...تقاسم الوطن مع العدو: عزمي بشار ...
- ليس اقتصادهم بالمعجزة وليس اقتصادنا بعاجز!
- الحبر الأعظم: رأسمالي وليس مسيحيًا
- هناك اباطرة فساد آخرون!
- إنتخابات: أعلى من البلديات قليلاً، وأقل من الاستقلال كثيراً
- فوكوياما...المثقف العضوي لبربرية الراسمالية الاميركية
- مصر في خدمة نتنياهو -أُخوَّة- القطاع الخاص والعولمة
- ليس أول ولا آخر جدار للدولة الامنية
- قراءة في مبادرة الجبهة الشعبية
- نسوية عربية تبارك عودة الاستعمار - ملاحظات على مقالة فاطمة ح ...
- لهذا لمْ، وربما لنْ، يطردوا عرفات!
- اقتصاد -اسرائيل-: بين ضغط الانتفاضة، انفلات حكومته ومنافع ال ...
- خريطة الطريق: قراءة عربية لإملاءات استعمارية وصهيونية


المزيد.....




- قصف وقتل وتجويع واغتيال في غزة
- قمة -اختر فرنسا-.. ماكرون يراهن على الاستثمارات الأجنبية
- المئات من عشّاق -حرب النجوم- يحتشدون في شوارع سانتياغو للاحت ...
- وزير الدفاع السوري يمنح الجماعات المسلحة مهلة 10 أيام للاندم ...
- إيران تلوح بفشل التفاوض إذا أصرت واشنطن على وقف كلّي للتخصيب ...
- للحوامل.. كيف تساعد الأفوكادو في صحة الجنين ؟
- احتجاجات سائقي سيارات الأجرة تعيق حركة المرور في مختلف المدن ...
- ستارمر وفون دير لاين يعلنان توقيع عقد شراكة بين الاتحاد الأو ...
- كوريا الشمالية تزيل كلمة -التوحيد- من اسم مبنى في قرية الهدن ...
- مقتل 4 أشخاص وإصابة 20 آخرين بانفجار في جنوب غرب باكستان


المزيد.....

- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عادل سمارة - نوعام تشومسكي... كبرياء الأبيض لم يُخجله الاحتفاء الفلسطيني/العربي فهل نخجل من أنفسنا!