أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - شجاع الصفدي - حرية لأجل غزة















المزيد.....

حرية لأجل غزة


شجاع الصفدي
(Shojaa Alsafadi)


الحوار المتمدن-العدد: 3021 - 2010 / 6 / 1 - 20:04
المحور: القضية الفلسطينية
    



منع جيش الاحتلال وصول قافلة الحرية ، واستولى على السفن التي حملت بعض المساعدات لأهل غزة المحاصرة ، واستخدمت القوة المفرطة وأدوات القتل لتوصل رسالة للعالم مفادها أن غزة تقع تحت سيطرة دولة الاحتلال وأنها لن تتورع عن فعل أي شيء ضد كل من يفكر بمعونة سكان هذه البقعة من الأرض ، ولم تخش " إسرائيل " أي ردات فعل دولية أو عربية كونها تدرك جيدا أنها مهما سفكت من الدماء لن يغير ذلك شيئا من كونها الطفل المدلل للأم الكبيرة والتي لن تتوانى عن استخدام حق الفيتو ضد أي قرار صارم يضر بمصلحة الدولة العبرية .
لكن رغم الدماء التي سفكت فإن قافلة الحرية نجحت وبقوة في انتشال غزة ، والسفن التي صودرت وسيقت إلى ميناء أسدود حملت غزة عبر البحر إلى المشهد الدولي مرة ثانية ، وجعلت كل دول العالم تتحدث عن هذا القطاع المحاصر ، وشغلت الرأي العام العالمي على المستويين الرسمي والشعبي ، في الوقت الذي تسبب الانقسام الفلسطيني والعناد في موضوع المصالحة بالإساءة للقضية الفلسطينية وتشويه صورتها في المحافل الدولية ، لدرجة أن الكثير من الأنظمة العربية كان يقول للفلسطينيين حين يطالبونه بأي حقوق : اذهبوا لحل خلافاتكم أولا قبل أن تطلبوا من العرب وقفة ما ، حيث يرى هؤلاء أن الفلسطينيين ليس من حقهم المطالبة بأي شيء قبل أن يتفقوا فيما بينهم ، وهو ما يبدو حلما بعيدا المنال حسب ما يشعر به المواطن الفلسطيني .
قافلة الحرية ، تلك التي حركت مشاعر العالم جعلت غزة تحتل مكانتها مجددا ، وأعادتها لمركز الصراع المحوري في الشرق الأوسط ، ولا شك أن هذه العملية قد تكون ساهمت في تأخير هجوم "إسرائيلي " محتمل على قطاع غزة ، لأن الاحتلال يدعي أن غزة ليست محاصرة ويزعم أنها لا تخضع للاحتلال كون قواته قد انسحبت من أراضي غزة ، ولكن ما تمارسه قوات الاحتلال برا وبحرا وجوا وخاصة مصادرة السفن التي حملت الدعم للقطاع تعطي انطباعا واضحا عن القطاع المحتل ، وتحمّل الدولة العبرية مسؤولية مليون ونصف فلسطيني يقطنون هذا القطاع سواء أنكرت ذلك "إسرائيل " أو اعترفت به .
ومما لا شك فيه أن قوات الاحتلال البحرية حين لم تستطع إيقاف السفن قررت الاستيلاء عليها بالقوة حتى وإن أريقت الدماء ومهما كان الثمن لأن وصولها لغزة يعني كسر لهيبة "إسرائيل " وتجاوز للخطوط الحمر التي تفرضها حول قطاع غزة ، لكنها لم تكن تتوقع مقاومة تذكر من ركاب هذه السفن الذين أبوا الانصياع لأوامر جيش الاحتلال الذي لم يتورع جنوده عن إطلاق النار على العزل ، فمن قتل ودمر آلاف المنازل والشهداء في غزة لن يتورع عن إغراق السفن كاملة بمن فيها .
لكن هجوم البحرية على السفن جاوز التوقعات وردات الفعل المتوقعة أصبحت هاجسا يؤرق نتنياهو وباراك والحكومة الهشّة التي تجمعهما ، فعلي الصعيد التركي فإن الحكومة التركية في حالة توتر في تعاملها مع الأزمة خاصة وأن الشعب التركي في حالة غليان وإن لم تتصرف الحكومة بطريقة صارمة ضد الاعتداء "الإسرائيلي " فإنها ستواجه مشاكل كبيرة مع شعبها وتقع في أزمة ثقة مع شعب منحها الكثير من الدعم في كثير من المواقف .
وبناء على ذلك ستكون الحكومة التركية بين شقي الرحى ، ما بين الضغط الشعبي العارم لاتخاذ ردة فعل من ناحية ، وبين الاتفاقات الموقعة مع "إسرائيل " والحليف الأمريكي من ناحية أخرى .
ومن الصعب توقع حل للأزمة في ظل التسريبات حول تهديد تركي باعتبارها في حالة حرب مع "إسرائيل " إن لم تفرج عن المواطنين الأتراك خلال اثني عشر ساعة ، وإن كان في الغالب سيتم احتواء الأمر بتدخل أمريكي للإفراج عن الأسرى الأتراك وإدخال محتويات السفن التركية لقطاع غزة ، مقابل الصمت التركي على ما حدث من اعتداء في عرض البحر .
على صعيد آخر فإن الاعتداء على قافلة الحرية وضع الدول العربية في إحراج شديد أمام شعوبها ، ورغم أن الأنظمة لا تبالي كثيرا بذلك إلا إنها تُخضِع الأمور لمقاييس خاصة لتحسس حالة الغضب الشعبي وإمكانية تجاهلها من عدمه ، ويبدو أن مصر شعرت بأنها ملزمة باتخاذ موقف كونها الطرف الأكثر قربا من الحالة الفلسطينية بأسرها ولا يمكنها السكوت إزاء ما يدور ، وعليه أقدمت على فتح معبر رفح بشكل مفاجئ ولكافة الفئات دون تحديد موعد لإغلاقه ، وهذا يعني الكثير في الوقت الحالي ، إذ يقول لإسرائيل تحملي وحدك وزر الاعتداء ، ويحمل رسالة أيضا مفادها أننا إن شئنا فك الحصار وفتح معبر رفح سنفعل ، رغم ترديد التصريحات حول اتفاقية المعابر 2005 ، فمصر تتعامل وفق حساباتها ومصالحها مع هذا الموضوع وتقرر على ما يبدو وفق ما يترتب من مستجدات على الساحة الدولية .
وفي نظرة على الموقف الأوروبي سنجده موقفا باردا مخيبا لكل الآمال ، فالمستشارة الألمانية تشعر بالقلق حسبما صرحت !! ، والرئيس الفرنسي اكتفى بتصريح بسيط ، ودول أخرى اكتفت بشجب الاعتداء ، وأخرى لم تعر الأمر اهتماما واسترعت الصمت .
والدول العربية كعادتها ، موقف حكومي هزيل جدا ، وموقف شعبي غاضب سرعان ما يهدأ خلال أيام وكأن شيئا لم يحدث .
أما الموقف الأهم هو الموقف الفلسطيني ، إذ أن هذه الحادثة حركت ركودا سيطر على ملف المصالحة فترة طويلة ، والآن يتردد في الإعلام عن وفد من التنفيذية يأتي لزيارة قطاع غزة لتحقيق المصالحة ، وهذا ما يجب على الفلسطينيين استغلاله في النوائب التي تحل بشعبنا الفلسطيني ، إذ يجب التكاتف وتجاوز الخلافات الداخلية استغلالا لهذه الأزمة التي تورطت فيها "إسرائيل " .
في كل الأحوال نجحت سفن الحرية ، وحملت غزة وحصارها للعالم رغم كل المعيقات والتشويش الصهيوني عبر محافله الإعلامية ومحاولاته تصوير غزة على أنها وكر للإرهاب .
نجحت سفن الحرية في كسر حاجز الصمت المخزي للأنظمة العربية ولو إلى حين ، ووضعت هذه الأنظمة مرة أخرى عارية أمام شعوبها .
لكن السؤال القائم : هل يجب أن تحل بغزة كل عامٍ مصيبة حتى تتصدر أخبار العالم ويهتم مجلس الأمن بأمر حصارها وضيق عيش مواطنيها ؟
لم يستفق الشعب بعد من حرب غزة التي مورست فيها كل الجرائم البشعة واستخدمت فيها كل الأسلحة المحرمة دوليا ، فماذا يجب أن يحل بغزة هذا العام لأجل أن يتحرك هذا العالم الأخرس ؟.
أخيرا ، شكرا لقافلة الحرية ، شكرا لكل أحرار العالم الذين توقعوا النتائج الدامية ولم يبالوا ، وركبوا الخطر وتحدوا الموت من أجل مساندة غزة وأهلها ، فرحم الله من ضحى بروحه ، وفك أسر من تعرض للخطف على أيدي مجرمي الاحتلال ، ولتعش غزة حرّة .



#شجاع_الصفدي (هاشتاغ)       Shojaa_Alsafadi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خمسٌ على هامش الوطن(2)
- شركة جوال وخدماتها الخاصة جدا !!
- في مرجل الذكرى
- خمسٌ على هامش الوطن
- وعاد لينتظر
- جامعة فلسطين الدولية وسنوات الضياع
- تغطية للجلسة الثانية من ملف القصة القصيرة جدا بغزة
- اسمي - أريدُ-
- ندوة عن القصة القصيرة جدا في غزة برعاية ملتقى الصداقة الثقاف ...
- كقمحٍ يفرُّ نحو الرحى
- غزة بين مصر والجزائر
- بعدك كسرنا سلّم الأحلام
- بين مطرقة التنحي وسندان المرحلة
- عاشقٌ يرثي ظلّه
- صرخة من سجن هشارون
- عتب حول مفاهيم الأدب
- على صفحة الطريق
- ذلك الإرث الثقيل-لروح درويش في مرور عام على غيابه
- ظلّان / نص نثري
- بين ضفتيّ النثر والشعر


المزيد.....




- برق قاتل.. عشرات الوفيات في باكستان بسبب العواصف ومشاهد مروع ...
- الوداع الأخير بين ناسا وإنجينويتي
- -طعام خارق- يسيطر على ارتفاع ضغط الدم
- عبد اللهيان: لن نتردد في جعل إسرائيل تندم إذا عاودت استخدام ...
- بروكسل تعتزم استثمار نحو 3 مليارات يورو من الفوائد على الأصو ...
- فيديو يظهر صعود دخان ورماد فوق جبل روانغ في إندونيسيا تزامنا ...
- اعتصام أمام مقر الأنروا في بيروت
- إصابة طفلتين طعنا قرب مدرستهما شرق فرنسا
- بِكر والديها وأول أحفاد العائلة.. الاحتلال يحرم الطفلة جوري ...
- ما النخالية المبرقشة؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - شجاع الصفدي - حرية لأجل غزة