أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود عبد الرحيم - العدو الاول للعرب الذي نراهن عليه














المزيد.....

العدو الاول للعرب الذي نراهن عليه


محمود عبد الرحيم

الحوار المتمدن-العدد: 3013 - 2010 / 5 / 24 - 03:16
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا يمكن الفصل بين إقرار مجلس النواب الامريكي طلب باراك اوباما تخصيص 205 مليون دولار، لنصب منظومة إسرائيلية مضادة للصواريخ، لحمايتها من إحتمال تعرضها لهجمات يشنها حزب الله اللبناني أو حركة حماس الفلسطينية، والتعهد بمتابعة العقوبات الجديدة ضد إيران، على الرغم من نجاح الوساطة التركية البرازيلية الخاصة بصفقة تبادل الوقود النووي، فالعنصر المشترك في الحالتين هو إسرائيل والإلتزام المطلق بأمنها ، وحمايتها من أخطار، حتى لو كانت غير حقيقية، أو في المدى البعيد.
وهذان القراران كفيلان بالخروج بإستنتاجات عديدة، لو أستوعبها صانع القرار العربي، وراعى المصلحة الوطنية والقومية، ربما لأعاد النظر في كل استراتيجياته ورهاناته، وأولها أن العدو الأول للعرب، ليس الكيان الصهيوني فقط، وأنما الولايات المتحدة التى تدعم هذا الكيان بكل قوة، وتحرص على تفوقه النوعي المستمر على كل الأطراف.
ولاشك أن الإشارة إلى حزب الله وحماس وإيران فى قرار الدعم العسكري الأخير لإسرائيل، يرفع إحتمالية شن حرب عدوانية جديدة على لبنان وقطاع غزة، وربما ايران، ولذا هذه الخطوة تعد بمثابة إعلان حرب أمريكية إسرائيلية على العرب لا يجب العبور عليها، فيما يتم تخديرنا بجولات جورج ميتشيل المكوكية العبثية.
ففى الوقت الذي تقيم واشنطن الدنيا ولا تقعدها هي وإسرائيل، ويدعيان صدقا أو كذبا أن ثمة إمدادات صاروخية لحزب الله من إيران عبر سوريا، فضلا عن إحكام الحصار على قطاع غزة، والتعاون مع مصر لبناء الجدار الفولاذي، بحجة منع تهريب الأسلحة الى حماس، إلى جانب الضربات الجوية الاسرائيلية المتواصلة للمناطق الحدودية، يتم تعزيزالترسانة العسكرية الإسرائيلية بنظم تسليح حديثة، وكأنه حلال على إسرائيل التسلح والهجوم ، وحرام على الآخرين، حتى الدفاع عن النفس.
ونفس الشئ، ينطبق على التكنولوجيا النووية، فلا أحد يتحدث عن المفاعل النووي لإسرائيل، والرؤوس النووية التى بحوزتها، وثمة حماية أمريكية معلنة لها من أية ملاحقة أو تفتيش، فى حين تبذل، ومن وراءها القوى الكبرى في العالم أقصى ما لديهم لعرقلة المشروع النووي الإيراني، رغم أنه حق مشروع للجميع امتلاك تكنولوجيا نووية، علاوة على أن كل التقارير حتى الآن تؤكد أنه للأغراض السلمية فقط، وليس العسكرية، وحتى لو أفترضنا جدلا أن ثمة إحتمالا لتحوله إلى برنامج عسكري، فمبدأ العدالة الدولية يقتضي إما إتاحة نفس الحق للجميع، أو انسحاب الحظر على الجميع، لأن تمتع دول دون أخرى بهذه الميزة، يمثل خللا في التوازن الأقليمي والدولي، ويهدد الأمن والسلم الدوليين.
الإستنتاج الآخر، أن توهم أن ثمة خلافا أمريكيا إسرائيليا لمجرد إنتقاد شفاهي من الإدارة الأمريكية لحكومة نتانياهو، لإصرارها على مواصلة الإستيطان، وبناء تصورات مغلوطة أن هذا يصب في المصلحة العربية والفلسطينية، وأن ثمة تحولا في الموقف الامريكي لصالحنا، ضرب من العبث والسذاجة السياسية، وهو ما تؤكده القرارات الأخيرة.
فالرئيس الأمريكي الذي أعتبرنا أن قدومه يحمل لنا البشرى، وتغيرا في النهج الأمريكي بإتجاه العرب، خلافا لسلفه غير المأسوف عليه جورج بوش الأبن، يتخذ قرارات متتالية يؤكد فيها إنحيازه المطلق للكيان الصهيوني، على نحو يجعل حماية أمن اسرائيل أشبه بعقيدة أمريكية لا يجب الإنحراف عنها، مهما تغيرت الإدارة الحاكمة، وذلك بالتجاهل لحقيقة الصورة، وأن الخطر مصدره إسرائيل ونهجها العدواني، ومواصلة إغتصابها بالقوة لأراضي الغير، وأن الضغط على الفلسطينيين لتوريطهم في عملية سلام وهمية، لن يأتي بالسلام، علاوة على أن محاصرة المقاومة، وإستهدافها لن يوفر الأمن، والأستقرار في المنطقة.
كما أن الموقف المتعنت من إيران، خاصة في الفصل الأخير من الصراع حول الملف النووي الإيراني، يكشف أن قناع داعية الحوار قد سقط، وتكشف الوجه الإستعماري، الذي لا يريد حلا عادلا يحقق مصالح الجميع، وأنما إملاءات وتركيع، لخدمة أجندة سياسية وأمنية تصب في خانة المصلحة الإسرائيلية بشكل أساسي، والتى لا يمكن فصلها عن المصلحة الأمريكية.
والسؤال هنا.. إذا كانت كل تحركات واشنطن فى منطقة الشرق الأوسط، ومواقفها مكرسة لضمان تفوق عدو العرب الأول، وإضعاف كل القوى الأخرى، ألا يمثل هذا دافعا على فك الإرتباط مع الولايات المتحدة والإفاقة بعد سنوات من الغيبوبة، وإعادة البحث عن تحالفات جديدة تحقق المصلحة الوطنية والقومية، كالإقتراب من طهران أكثر، حتى لو بمنطق "عدوعدوي صديقي" ، و أن"المصائب يجمعن المصابينا"، فثمة إستهداف أمريكي إسرائيلي واضح لكل من الطرفين الإيراني والعربي، وإبتزاز متواصل ومحاولة فرض الهيمنة.
ويجب ألا ننسى أن إسرائيل التى تحرض على إستهداف إيران عسكريا، والنيل من طموحها النووي، هى ذاتها التى قصفت المفاعل النووي العراقي في الثمانينات، وأستهدفت مشروعا نوويا محدودا لسوريا قبل فترة ليست بالبعيدة، وأنها تستغل الحماية الدولية، التى توفرها لها واشنطن في تهديد جيرانها بالرؤوس النووية التى لديها، والبقاء ككقوة نووية وحيدة في منطقة الشرق الاوسط.
في تصوري، أنها فرصة ذهبية لتعديل ميزان القوى المختل مع إسرائيل، والفكاك من أسر التبعية المهين لواشنطن، علاوة على أن هذا التحالف الأقليمي الجديد، بمقدوره أن يعيد الزخم لإستراتيجية إدارة الصراع مع الكيان الصهيوني، ويجعل الكفاح المسلح يتصدر الأجندة من جديد، على النحو الذي يقصم ظهر إسرائيل، ويجعل الدعم الأمريكي الواسع، وإلتزامها الشرير بأمن إسرائيل، لا قيمة له ولا وزن، بل ربما تعيد حساباتها، بعد أن ترى مصالحها تتضرر بقوة.
أخيرا، على العرب أن يخرجوا عن صمتهم، ويكون لهم موقف واضح من أزمة الملف النووي الإيراني، فلا يجوز أن يكون ملف بهذه الخطورة مفتوحا، ويكون موقفهم بهذه السلبية المقيتة، إما صمتا، وكأن شيئا لا يحدث في الأقليم الذي هم جزء رئيس منه، أو مسايرة للدعاوى الأمريكية الإسرائيلية، وآخذ صف هذه القوى المعادية لحقوق الشعوب في الحرية والإستقلال والتنمية.



#محمود_عبد_الرحيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأزق عباس وسلة البيض الامريكية
- الإنسان حين يصارع ذاته ويحتج بالإنتحار أو الهروب
- العرب والعودة ل-لعبة العبث- الامريكية الصنع
- والعرب و-لعبة العبث- الأمريكية الصنع
- نوستالجيا رومانسية وثرثرة جنسية وتباكي طبقي
- تهنئة مبارك ل-اسرائيل- والاعتذار الواجب للفلسطينيين
- انتهت-ازمة التطبيع الفرنسي-وبقى غبار الانتهازين
- -مهرجان الصورة الحرة-:الخديعة والمتاجرة والهزيمة
- -عرب المشرق-و-عرب المغرب- والمسافة الفاصلة
- الجدار والحصار والتقصير الشعبي المصري
- -مهرجان الصورة- والوجه الصهيوني لفرنسا
- العرب بين-الايراني فوبيا- و-الصهيوماسوخية-
- رسالتا العراق وموريتانيا الى قمة سرت..استيعاب ام تجاهل؟!
- القمة العربية بين خيار المواجهة وثورة الغضب
- الافلام الروائية القصيرة..ثقافة الثرثرة البصرية وفقر الفكر
- الشعوب المهزومة من الداخل وانتصاراتها الزائفة
- نتانياهو واوباما والترويج العربي لبضاعة السلام الفاسدة
- -الكرامة التركية-و-السيادة المصرية-و-اسرائيل-
- فاتورة شيخوخة الحكم.. ومصير مصر المجهول؟!
- التخلص من الاذيال وابقاء رأس السمكة في مصر


المزيد.....




- تحليل: هذا السلاح الوحيد القادر على تدمير موقع مثل فوردو
- تحليل ما قاله خامنئي ومكان تصوير فيديو رسالته للشعب وسط ضربا ...
- تحديث مباشر.. صور مواقع سقوط صواريخ إيران في إسرائيل
- الجيش الإسرائيلي يؤكد استهداف المفاعل النووي في أراك الإيران ...
- البرازيل: السكان الأصليون يحتجون على بيع الحكومة آبار النفط ...
- مدير عام نجمة داوود الحمراء ينفي وجود تسرب مواد خطرة في مستش ...
- بانون يحذر من هجوم أمريكي على إيران: مغامرة قد تمزق الولايات ...
- بعد ساعات من التحذير.. اسرائيل تستهدف منطقة المفاعل النووي ف ...
- ترامب وخطأ استبعاد بوتين من مجموعة الثماني
- عندما اشترت أمريكا مواد نووية من عدوها!


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود عبد الرحيم - العدو الاول للعرب الذي نراهن عليه