أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود عبد الرحيم - العرب والعودة ل-لعبة العبث- الامريكية الصنع














المزيد.....

العرب والعودة ل-لعبة العبث- الامريكية الصنع


محمود عبد الرحيم

الحوار المتمدن-العدد: 2994 - 2010 / 5 / 3 - 01:28
المحور: القضية الفلسطينية
    


أقل ما يوصف به اجتماع اللجنة الوزارية لمبادرة السلام العربية، وما خرجت به من مقررات ب"العبث" الذي سئمنا منه، ومن مشهده التعس، وخطابه المتهافت الذي لا يقنع طفلا، والخارج عن أية قواعد للمنطق السليم، ومقتضيات اللحظة الراهنة سياسيا واستراتيجيا.

ولا أدري كيف وصلنا إلى هذا المنحدر، الذي نتعامى فيه عن رؤية الأخطار، أو اللامبالاة في التعاطي معها، رغم أنها لن تستثني أحدا.
ولا أدرى ماذا سيضير العرب"الرسميون" بالطبع، لو قالوا لا مرة، لواشنطن، بدلا من مسايرتها في الخطأ قبل الصواب، والانصياع لأوامرها، والسير وراءها كالعميان، الذين فقدوا البصيرة قبل البصر.

فبعد أن تراجعوا عن التفويض الذي منحوه لمحمود عباس، وسلطته المصنوعة بواشنطن وتل أبيب، لاستئناف التفاوض مع الكيان الصهيوني، بعد الإعلان عن الشروع في بناء 1600 وحدة استيطانية جديدة، هاهم يعاودون الكرة مجددا، ويتراجعون عن تجميد موقفهم البائس، ويوافقون على استئناف المفاوضات مع الكيان مرة أخرى، حتي لا يخذلون الرئيس الأمريكي، ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون، اللذان قررا استئناف التفاوض، وحددا موعدا قبل اجتماع اللجنة، ولو كان ذلك على حساب الشعب العربي والفلسطيني بشكل خاص، الذي لا يبالون بخذلانه، ولا يضعونه- أصلا - في حساباتهم الضيقة.

الغريب أن يأتي هذا الاجتماع، في توقيت لم نشهد فيه أية بوادر على تغير في القناعات، والسلوك الصهيوني، و فيما تصر حكومة السفاح نتانياهو على مواصلة مخططها العدواني في الأراضي الفلسطينية، بل أننا نشهد - في المقابل- استعراضا لجنون القوة الصهيونية، ومحاولة لتوسيع نطاق العدوان، بالتهديدات الموجهة لكل من سوريا ولبنان، واختلاق أزمة التسليح السوري الإيراني لحزب الله، وتضخيمها، لحرف أنظار العالم عن جرائم "إسرائيل"، ومناهضتها للسلام، وللحصول كذلك على مبرر، حال إقدامها على استهداف جيرانها العرب أو إيران، والحصول على التعاطف الدولي بلعب دور الضحية الذى تجيده.

الذي يثير السخرية المؤلمة، ويجعل الأمر أشبه بمسرحية عبثية، أن تخرج علينا اللجنة الوزارية، وللمرة الثانية ببيان، وتصريحات تقر فيه وتعترف بأن ثمة قناعة لدى الجميع بأنه" لا دلائل على جدية إسرائيل في عملية السلام"، أو حسبما قال رئيس اللجنة وزير خارجية قطر حمد بن جاسم"الفشل وارد، لكننا نعطي فرصة للوسيط الأمريكي".

أي عبث هذا، إذا كان الطرف المعني لا يريد السلام، ويريد فقط فرض تسوية مجحفة، يحتفظ فيها بالأمن والأرض، ويأخذ صك اعتراف عربي وفلسطيني بالتنازل عن الحقوق، وإذا كانت أمريكا ذاتها شريكا فعليا، وليست وسيطا نزيها بحكم تداخل المصالح بينهما، ومشروعهما المشترك في المنطقة، ورؤيتهما الإستراتيجية الواحدة لهذا الإقليم، القائمة على منطق الهيمنة والاستنزاف له، فكيف يتأتي لنا أن نعول عليها من جديد.

ألم نتعلم من خبرة ما يزيد عن عشرين عاما، من مسيرة التسوية، وألم نختبر "الوسيط النزيه والوحيد" منذ مدريد وحتي الآن، ونعطيه مهلة وراء مهلة، وفرصة ففرصة، حتي صرنا ندمن المنح والتنازل المجاني، دون أن نأخذ شيئا، سوى وعود وأوهام ؟!

وألم نعول على بوش الأب ، فكلينتون، فبوش الابن، وأخيرا باراك اوباما الذي أوهمنا بتسوية عادلة للصراع خلال عامين، وها هي المهلة التى حددها بنفسه قد قاربت على الانتهاء ولا شئ، سوى التزامات متكررة بأمن ومصلحة "إسرائيل"، ويريدوننا أن نمنحهم مهلة جديدة لتتحرك عجلة السلام، دون سلام، ونظل ندور في نفس الدائرة المفرغة من مفاوضات فتعثر، فتجميد ، فاستئناف، ومن مباحثات، لمفاوضات غير مباشرة، فمباشرة، ومن حكومة "إسرائيلية" يمينية، فيسارية، ومن إدارة جمهورية لديمقراطية، حتي يستكمل الطرف الصهيوني مخططاته، ويلتهم ما تبقى من أراضي، يهودها، ويغير جغرافيتها، وديمغرافيتها.

ثم ما هي الضمانات التى حصل عليها محمود عباس، التي أقنعت اللجنة الوزارية بجدية التحرك الأمريكي.. ولماذا يتم إخفاؤها، وعدم الإعلان عنها؟ أليس في الإخفاء ما يثير الريبة؟ خاصة أن لا مصداقية لعباس، الذي لا تعنيه القضية الفلسطينية، ولا مصيرها، قدر الاستجابة للسيد الأمريكي و"الإسرائيلي" وأوامرهما النافذة بلا جدال، والرغبة في عدم إغضابهما، حتى لا يلقى مصير عرفات.

الجدية التى يجب التعويل عليها لو المسئولون العرب صادقون مع أنفسهم وشعوبهم، ولو القضية الفلسطينية تعنيهم حلها، وليس استمرار الصراع كما هو، وترك" إسرائيل" ومن ورائها واشنطن تقرر مستقبله بمفردها، هو فرض تسوية عادلة خلال إطار زمني معلوم، استنادا إلى المرجعيات الدولية القائمة بالفعل.

وإذا كان محمود عباس نفسه قد أعلن في مقابلة تليفزيونية أننا تفاوضنا على كل صغيرة وكبيرة، وتوصلنا إلى حسم لكل الملفات من سنوات، بحضور مسئولين أمريكان، فماذا بعد هذا الاعتراف، هل ثمة مبرر لتفاوض جديد، أم أنه تواطؤ فعلي على القضية الفلسطينية، ومنح الكيان الصهيوني مهلة لإنجاز مخططاته؟!

وأخيرا، أليس جزء من لعبة العبث، وإستغباء الشعب العربي، أن تطالب اللجنة المجتمع الدولي برفع الحصار الظالم على غزة، والحكومات العربية شريكة في هذا الحصار، ولا تتحرك، وتبادر إلى هذه الخطوة، لتنفى عن نفسها تهمتي التواطؤ والتبعية، وتدلل على صدقيتها أمام الشعب الفلسطيني، الذي يتحدثون باسمه، ويتباكون عليه، وهم يشاركون في وليمة ذبحه؟



#محمود_عبد_الرحيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- والعرب و-لعبة العبث- الأمريكية الصنع
- نوستالجيا رومانسية وثرثرة جنسية وتباكي طبقي
- تهنئة مبارك ل-اسرائيل- والاعتذار الواجب للفلسطينيين
- انتهت-ازمة التطبيع الفرنسي-وبقى غبار الانتهازين
- -مهرجان الصورة الحرة-:الخديعة والمتاجرة والهزيمة
- -عرب المشرق-و-عرب المغرب- والمسافة الفاصلة
- الجدار والحصار والتقصير الشعبي المصري
- -مهرجان الصورة- والوجه الصهيوني لفرنسا
- العرب بين-الايراني فوبيا- و-الصهيوماسوخية-
- رسالتا العراق وموريتانيا الى قمة سرت..استيعاب ام تجاهل؟!
- القمة العربية بين خيار المواجهة وثورة الغضب
- الافلام الروائية القصيرة..ثقافة الثرثرة البصرية وفقر الفكر
- الشعوب المهزومة من الداخل وانتصاراتها الزائفة
- نتانياهو واوباما والترويج العربي لبضاعة السلام الفاسدة
- -الكرامة التركية-و-السيادة المصرية-و-اسرائيل-
- فاتورة شيخوخة الحكم.. ومصير مصر المجهول؟!
- التخلص من الاذيال وابقاء رأس السمكة في مصر
- هدايا النظام المصري لنتانياهو والتشوية المجاني لصورة مصر
- جدار مصر الخانق لغزة والحق الذي يراد به باطل
- حين يروج فلسطينيون لمشاريع صهيونية ويُحتفى بالمطبعين؟!


المزيد.....




- مدفيديف: الضربات الإسرائيلية على المنشآت النووية خطيرة وقد ت ...
- ما هي خصائص القنبلة الأمريكية الخارقة للتحصينات والقاذفة الت ...
- دوي انفجارات عنيفة في محيط مدينة رشت شمال إيران والمضادات تع ...
- الترويكا الأوروبية.. الانحياز لإسرائيل
- سخط إسرائيلي على مؤثرَين انتقدا -النفاق- والتباكي على قصف سو ...
- نتنياهو: سنقضي على التهديد الإيراني النووي والباليستي
- إيران.. توقيف 24 شخصا بتهمة التجسس لصالح إسرائيل
- الكرملين: أي هجوم أميركي على إيران قد يشعل حربا إقليمية
- بعد خامنئي.. ما سيناريوهات الحكم في إيران؟
- وسط تصاعد التوتر.. دول تطلب مساعدة مصر لإجلاء رعاياها


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود عبد الرحيم - العرب والعودة ل-لعبة العبث- الامريكية الصنع