أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - قانون لانتخابات نيابية -أخلاقية-!















المزيد.....

قانون لانتخابات نيابية -أخلاقية-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3013 - 2010 / 5 / 23 - 14:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إنَّما "النيابة" أخلاق..؛ ويراد لها، على ما يبدو، أن تكون أخلاقاً فحسب؛ وكفاها الله شرَّ السياسة؛ فالقانون الانتخابي الجديد (المؤقَّت) سيؤسِّس، هذه المرَّة، لانتخابات نيابية "أخلاقية"، قد يظهر فيها، ويتأكَّد، أنَّ طرفيها (المرشَّح والناخب) صَلُحا أخلاقياً، فنحظى، بالتالي، ببرلمان على خُلِق عظيم، تزهد فيه "النيابة" عن السياسة، ويعلو فيها منسوب ما يشبه "الكهانة"، وكأنَّ "الإصلاح الأخلاقي" الذي لا يخالطه "إصلاح سياسي (حقيقي)" هو الغاية التي ننشد!

ولقد صدَّقنا أكذوبة "إنَّما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا"، فاستبدَّت بعقولنا فكرة أنَّ إصلاح حياتنا البرلمانية يبدأ بالإصلاح الأخلاقي للنائب، ضاربين صفحاً عن حقيقة أنَّ البرلمان المُصْلَح سياسياً هو البرلمان الصالح، أو الذي يمكن أن يكون صالحاً، أخلاقياً.

ربَّما نرى نوَّاباً في البرلمان المقبل يمثِّلون "الفضيلة"، فازوا بمقاعدهم البرلمانية من غير طريق "الرذيلة"، نبذوا ثلاثية "الراشي والمرتشي والرائش"، لم يسعوا في شراء الأصوات والذمم، ولا في تأليف قلوب الناخبين الفقراء بالمال السياسي وأشباهه من الرذائل، ارتضوا النيابة تكليفاً لا تشريفاً، ونزَّهوها عن "الراتب" و"الوظيفة"، وفهموها على أنَّها جزء من الحياة الدنيا "وما الحياة الدنيا إلاَّ متاع الغرور"، فابتغوا مرضاة الشعب، ولم يبتغوا "حلية أو متاع زبَد مثله".

ولكن، ما نفعهم إذا ما جاءوا إلى برلمان هو من الوجهة السياسية الصرف لا لون له، ولا طعم، ولا رائحة؟!

وكيف للبرلمان أن يكون بخواص سياسية، يمثِّل الشعب تمثيلاً سياسياً، وينتمي، بالتالي، إلى السياسة في عالمها الواقعي الحقيقي، إذا ما كان، أو ظلَّ، "الفرد" هو محور الحياة السياسية والبرلمانية، وكأنَّ "السياسة" نشاط يمكن أن يؤدِّيه (وعلى خير وجه) روبنسون كروزو المُنْعَزِل في جزيرة "الموات الحزبي"؟!

ليس بـ "الفرد" نحقِّق "تنمية سياسية"، تُحيي في المجتمع والمواطنين "الدافع (أو الحافز) السياسي"، وتُنْطِق "الأكثرية الصامتة"، وتُنْهي سلبيتها السياسية، وتُوْقِظنا من "نومنا السياسي الطويل".

ولا شكَّ في أنَّ إطلاق يد "الحزبية السياسية" في حياتنا السياسية هو الخطوة الأولى والكبرى التي ينبغي لنا أن نخطوها، الآن، أي منذ سنين، على الطريق المؤدِّية إلى مثل هذه "التنمية السياسية"، فـ "التمثيل الفردي"، الذي هو ضد نشوء وتطوُّر "المؤسَّسة" في نظام حياتنا السياسية والديمقراطية، حان له أن ينتهي، لينتهي معه كل هذا "الموروث الاجتماعي ـ السياسي" المضاد، في طبعه وطبيعته، للتطوُّر الديمقراطي لمجتمعنا.

"الفرد" الذي بصفة كونه "ناخباً" فحسب هو وحده الذي يحقُّ له الوجود في حياتنا السياسية. أمَّا "المرشَّح" فهو "الكيان السياسي"، أي "الحزب السياسي"، بأفراده (المنتخَبين حزبيَّاً) وبرنامجه السياسي.

"الفرد"، مرشَّحاً، هو الذي أصاب حياتنا السياسية والانتخابية والبرلمانية بالعفونة والركود والقصور؛ ولا بدَّ لـ "التنمية السياسية" من أن تشمله، أي لا بدَّ له من أن يزاول النشاط، أو العمل، السياسي من خلال "جماعة سياسية منظَّمة"، فـ "الخدمة العامَّة" لن تغدو "خدمة في معناها الحقيقي" و"عامَّة في معناها الحقيقي" إلا إذا أدَّاها "الفرد" عبر "المؤسَّسة (السياسية ـ الحزبية)"، فمشكلاتنا لا حلَّ لها بجهود ووعي وثقافة وخبرة وموهبة "فرد" ولو رأى أنَّ لديه أُفُقاً يسع كل شيء ولا يسعه شيء!

على هذا "الفرد"، قبل أن يستوي إلى "الخدمة العامَّة"، في البرلمان وغيره، وقبل أن يستوي على "كرسي الخدمة العامَّة"، أن يتحوَّل إلى "كائن سياسي"، في معناه الديمقراطي والحضاري. وليس من سبيل له إلى ذلك سوى الدخول في "الحياة السياسية ـ الحزبية"، التي ينبغي لها أن تملك مِنَ "الحياة" و"مقوِّماتها" ما يسمح لها بأن تُحيي عِظام مجتمعنا السياسية وهي رميم. نحن، الآن، لدينا "أحزاب لا تحتاج إلى المجتمع"، ولدينا "مجتمع لا يحتاج إلى الأحزاب"، أي لدينا "مرض سياسي (ديمقراطي) عضال".

وإذا كان من سؤال ينبغي لنا إجابته فإنَّ هذا السؤال هو: كيف نَخْلِق تلك "البيئة السياسية ـ القانونية"، التي فيها يصبح ممكناً قيام أحزاب سياسية تحتاج إلى المجتمع، وقيام مجتمع يحتاج إلى الأحزاب السياسية.

الناس يحتاجون إلى "السياسة" مثل حاجتهم إلى "رغيف الخبز". ولكنَّهم لا يحتاجون إليها، ولسوف يظلَّون عازفين عنها، إذا هي ظلَّت، في خبرتهم واختبارهم، "أداة ضد التغيير" الذي يريدون، والذي يلبِّي احتياجاتهم الواقعية (لا الوهمية) ويحل المشكلات بما يتَّفِق مع المصالح العامَّة لا المصالح الفردية والفئوية الضيِّقة.

وكيف للأحزاب عندنا أن تكبر وتنمو وتتطوَّر إذا كان أقلها وزناً يَزِن سياسياً أكثر من "المجتمع"، الذي توفَّروا على "إقناعه" بأنَّ "للسياسة أربابها"، وبأنَّ "السياسة رجس من عمل الشيطان يجب اجتنابه"، وبأنَّها "لا تُطْعمُ خبز ولا تُسْمِن ولا تُغْني من جوعٍ"، وبأنَّ "الندامة في الرغبة فيها، والسلامة في الرغبة عنها"؟!

القانون الانتخابي الجديد إنَّما يَصْلُح لِمَا يشبه "التهريب الحزبي"، فإنَّ شيئاً من "الحزبية السياسية" يمكن، في الانتخابات النيابية المقبلة، أن يُنْقَل إلى البرلمان عبر "أفراد" يشبهون "المغناطيس" لجهة قدرتهم على اجتذاب "الأصوات"؛ أمَّا النتيجة المترتبة على هذا "التهريب الحزبي" فهي النائب "الحزبي" الأكبر من حزبه (أو من الحزب الذي أيَّده وسانده) والذي يشتد لديه الميل إلى "الانشقاق الحزبي"!

وهذا النائب "الحزبي" يكفي أن يجلس على مقعده البرلماني، الذي فاز به، مُلْحِقاً خسائر بالحياة الحزبية، حتى نراه يتشبَّه بزملائه من النوَّاب "اللا حزبيين"، فتتضاءل فيه صفة "التمثيل السياسي"، وكأنَّ على "الجزء"، وهو النائب، أن يشبه "الكل"، وهو البرلمان، لجهة ضآلة صفة "التمثيل السياسي".

ثمَّ يكتشف هذا النائب أهمية وضرورة "الصداقة" مع "الوزير"، ومع سائر ممثِّلي السلطة التنفيذية، فـ "الخدمة العامة" التي يرغب في تأديتها إنَّما هي من النمط الذي يُلْزِمه أن يكون على علاقة حسنة بـ "الوزير".

البرلمان الحقيقي، أي البرلمان السياسي الحزبي الديمقراطي القوي، هو المكان الذي فيه نرى تداولاً للسلطة، أي للسلطة الحقيقية الفعلية، فكيف لهذه السلطة أن تكون، أو تصبح، متداولة، في برلمان هجر السياسة، وهجرته السياسة، يتألَّف من أفراد لا أثر فيهم لصفة "التمثيل السياسي"، فإذا تكتَّلوا برلمانياً فإنَّ كل كتلهم لا تملك من السلطة الحقيقية والفعلية ما يستحق التداول؟!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القانون الانتخابي الجديد في الأردن.. هل يأتي ب -برلمان قديم- ...
- هذا الاستئساد الأثيوبي!
- نتنياهو -رجل الحقيقة-!
- نحن يوسف يا أبي..!
- -الطوارئ- هي طريقة في الحكم!
- تفويض مباشر.. ومفاوضات غير مباشرة!
- العابسون أبداً!
- متى يأخذ عمال العالم مصيرهم بأيديهم؟!
- هل التاريخ يعيد نفسه؟
- في عبارة -ذات الحدود المؤقَّتة-!
- ساركوزي في ثياب نابليون!
- في مواجهة -قرار الترحيل-!
- العالم في مسارٍ نووي جديد!
- الدولة العربية ليست فاشلة!
- ما لم يقله فياض!
- مصطلح -الدول الفاشلة-!
- ميلاد فيزياء جديدة.. في -سيرن-!
- عندما يساء فهم -الرأسمال- و-الرأسمالي-!
- قِمَّة -الإسراء- من سرت إلى القدس!
- في عقر دارك يا أوباما!


المزيد.....




- صورة -إزازة بيرة- وتعليق -إساءة للصحابة وتشكيك بالسنة النبوي ...
- مسؤول: أمريكا أوقفت شحنة قنابل إلى إسرائيل وسط مخاوف من استخ ...
- الشرطة الهولندية تعتقل عشرات الطلاب الداعمين لفلسطين أثناء م ...
- الجيش الأمريكي: الحوثيون أطلقوا 3 مسيرات وصاروخا باليستيا با ...
- روت تفاصيل مثيرة.. ستورمي دانييلز تدلي بشهادتها في محاكمة تر ...
- أبرز مواصفات الهاتف المنافس الجديد من Motorola
- شي جين بينغ يبحث عن فهم أوروبي
- الشرطة الفرنسية تقمع اعتصاما داعما لغزة في جامعة السوربون في ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /08.05.2024/ ...
- رويترز عن مسؤول أمريكي: واشنطن علقت إرسال شحنة قنابل لإسرائي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - قانون لانتخابات نيابية -أخلاقية-!