أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - العالم في مسارٍ نووي جديد!















المزيد.....

العالم في مسارٍ نووي جديد!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2968 - 2010 / 4 / 7 - 17:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



العالم في مسارٍ نووي جديد!
شأنها شأن كل شيء، ليس من "قوَّة خالصة مطلقة"، فإنَّ أقوى الأقوياء من أفراد ودول لا بدَّ من أن يعتريه ويخالطه شيء، أو نسبة، من "الضعف"؛ وها هو الرئيس أوباما يضرب لنا مثلاً من نفسه.

لقد "عجز" عن منع نتنياهو من أن يبتني للمستوطنين اليهود نحو عشرين منزلاً في حيِّ الشيخ جراح في القدس الشرقية، مع أنَّه بدا مصمِّماً وعاقداً العزم على منعه، فَزُعِم، بالتالي، أنَّ نتنياهو يفوق أوباما سلطاناً ونفوذاً في داخل الولايات المتحدة.

هذا "الضعيف" هو نفسه الذي بدا قوياً بما يكفي لإحداث تغيير كبير وجوهري في الإستراتيجية النووية للولايات المتحدة، وللتوصُّل مع الرئيس الروسي ميدفيديف إلى معاهدة "ستارت ـ 2" التي بموجبها سيُخفَّض عدد الرؤوس النووية لدى كلا الطرفين بمقدار الثلث، ويصبح ممكناً، بالتالي، جَعْل كثير من الناس يصدِّقون أنَّ العالم الخالي من السلاح النووي، والذي وعد به أوباما وبشَّر، أو أعرب عن رغبته في الوصول إليه، يمكن أن يغدو حقيقة واقعة.

وفي تفسير مُشْتَق من فكرة أنَّ نتنياهو أقوى من أوباما في داخل الولايات المتحدة، وفي الكونغرس على وجه الخصوص، يمكن القول بتبادل مصالح بين الطرفين، أو الرجلين، فأوباما قَبِل التراجع أمام نتنياهو الذي في مقابل ذلك (وعبر أنصاره في الكونغرس) ذلَّل عقبات من طريق نجاح أوباما في قضايا أخرى كقضية خفض مخزون السلاح النووي بما يوافِق معاهدة "ستارت ـ 2".

إنَّني، ومن حيث المبدأ، ومن غير تعليل النفس بالأوهام، مع كل خفض في مخزون العالم من السلاح النووي، ومن سائر الأسلحة التي تشبهه فتكاً وتدميراً ووحشيةً، ومع كل ما يشجِّع على منع انتشار السلاح النووي عالمياً؛ ولكنَّني، في الوقت نفسه، متأكِّد تماماً أنَّ الرئيس أوباما (ولو أعيد انتخابه) سيغادر البيت الأبيض من غير أن يكون لديه ما يُقْنِع الناس بأنَّ العالم الخالي من الأسلحة النووية يوشك، أو يمكن، أن يصبح حقيقة واقعة، فإنَّ الولايات المتحدة نفسها، وبصفة كونها القوَّة الإمبريالية العظمى في العالم، لا يمكنها أن تقود البشرية إلى عالمٍ خالٍ من الأسلحة النووية.

إنَّها، وبسبب مصالحها وأهدافها الإمبريالية، لا تستيطع المضي قُدُماً في مساعيها لخفض مخزون العالم من السلاح النووي من غير أن تقوِّي، في الوقت نفسه، الدافع لدى كثير من الدول (ومن غير الدول) إلى امتلاك السلاح النووي، وأشباهه.

بعد عشر سنوات، تشرع تنتهي بدءاً من اليوم الخميس حيث يوقِّع أوباما وميدفيديف في براغ "المعاهدة"، قد (وأقول "قد") نرى الترسانتين النوويتين العظميين خُفِّضتا بنسبة الثلث؛ ولكنَّ المتبقي فيهما من الرؤوس النووي يكفي لإبادة العالم بأسره مرَّات عدة.

الولايات المتحدة هي الآن أقلُّ ميلاً إلى مضاعفة مخزونها من السلاح النووي؛ ولكنَّها أكثر ميلاً إلى الاحتفاظ بتفوقها العسكري الإستراتيجي العالمي.

وأحسب أنَّ سعيها إلى حَمْل روسيا على خفض، وعلى الاستمرار في خفض، ترسانتها النووية هو جزء لا يتجزأ من سعيها إلى الاحتفاظ بتفوقها العسكري الإستراتيجي العالمي، وإلى زيادته.

وهذا الذي أقول به يلقى تأييداً من "المعاهدة" نفسها، وممَّا تضمنته "الإستراتيجية النووية الجديدة" للولايات المتحدة، فالقوى التي تقود الرئيس أوباما، وتسيِّره، لا تريد عالماً يخلو تماماً من السلاح النووي، بل تريد (وهي تتسريل بهذا الشعار) ترسانة نووية روسية بحجم تضاءل بما يسمح للدرع المضادة للصواريخ الباليستية (والتي تتوفَّر الولايات المتحدة على تطويرها) بالتغلُّب عليها، أي بجعل الرادع النووي الإستراتيجي الروسي فاقِداً جُلَّ أهميته.

إنَّ الولايات المتحدة تبدو واثقة الآن بأنَّ غيرها لا يملك من الأسباب ما يسمح له بأن يكون منافساً لها في سعيها هذا، أي في سعيها إلى حيازة هذه الدرع.

والولايات المتحدة تعوِّل كثيراً الآن على ما تتمتَّع به من تفوُّق (تكنولوجي) في ترسانتها من الأسلحة التقليدية؛ ولقد جاء في "الوثيقة" التي ضمَّنتها واشنطن "إستراتيجيتها النووية الجديدة" أنَّ الولايات المتحدة مصرِّة على أن تظل محتفظةً بقدرة عسكرية تقليدية هي الأضخم عالمياً، ولا يقدر أن ينافسها فيها أحد.

ولكم أن تتخيَّلوا الحال التي سيصبح عليها ميزان القوى العسكري (والإستراتيجي) العالمي إذا ما أحرزت الولايات المتحدة النجاح الثلاثي الآتي: إحداث أكبر خفض ممكن في مخزون العالم من السلاح النووي، واحتكارها الدرع المضادة للصواريخ الباليستية، وغير الباليستية، واحتفاظها بتفوُّق لا ينازعها فيه أحد في مجال القوى العسكرية التقليدية (التي لا مثيل لها لجهة مستوى تطوُّرها التكنولوجي).

الولايات المتحدة، أحكمها "الجمهوريون" أم "الديمقراطيون"، لن تتخلَّى أبداً عن "الدرع"، وعن سعيها إلى الاحتفاظ بتفوُّقها العسكري التقليدي على المستوى العالمي؛ ولكنَّها (بعدما أصبح لها مصلحة في ذلك) يمكن أن تتخلَّى عن كثيرٍ من مخزونها من الرؤوس النووية، توصُّلاً إلى حَمْل روسيا والصين (في المقام الأوَّل) على تقليص ترسانتيهما النوويتين.

لا يضيرها أن تظل بريطانيا وفرنسا محتفظتين بترسانتيهما النوويتين الصغيرتين نسبياً؛ ويهمها كثيراً أن تظل إسرائيل هي القوَّة العسكرية النووية الوحيدة في الشرق الأوسط.

ويهمها كثيراً، أيضاً، أن تظل قوى كألمانيا واليابان محجمتين عن امتلاك أسلحة نووية؛ وتوصُّلاً إلى ذلك تستمر الولايات المتحدة في شَمْل هذه القوى (الحليفة لها) بحمايتها النووية.

أمَّا القوى التي يمكن أن تُفْسِد (ولو قليلاً) تلك اللعبة الإستراتيجية ككوريا الشمالية وإيران فلا بدَّ، بحسب "الوثيقة الجديدة"، من إدراجها في عداد "العدو النووي" للولايات المتحدة، أي في عداد الدول التي يمكن ضربها بالسلاح النووي.

وتوصُّلاً إلى إغراء بقية دول العالم بالتزام عدم امتلاك السلاح النووي، أعلنت الولايات المتحدة، التزامها عدم استعمال السلاح النووي ضد الدولة التي لا تمتلكه.

وهكذا يتضح أنَّ "الإستراتيجية النووية الجديدة" للولايات المتحدة لا تستهدف جعل العالم خالياً من السلاح النووي وإنِّما جعله خاضعاً لهمينتها العسكرية الإستراتيجية شبه المطلقة.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة العربية ليست فاشلة!
- ما لم يقله فياض!
- مصطلح -الدول الفاشلة-!
- ميلاد فيزياء جديدة.. في -سيرن-!
- عندما يساء فهم -الرأسمال- و-الرأسمالي-!
- قِمَّة -الإسراء- من سرت إلى القدس!
- في عقر دارك يا أوباما!
- أنا المالك الحقيقي لكنيس -الخراب-!
- الذهنية التلمودية.. ليبرمان مثالاً!
- مفاوضات صديقة للاستيطان!
- -أزمة الفهم والتفسير- في عالَم السياسة!
- متى تتحرَّر المرأة من -يوم المرأة العالمي-؟!
- -فساد الانتخابات- يكمن في -فساد الدَّافِع الانتخابي-!
- موعدنا الجديد في تموز المقبل!
- فتوى الشيخ البراك!
- الحاسَّة الصحافية
- بيان اليأس!
- قانون -ولكن-!
- المواقع الأثرية اليهودية.. قائمة تطول!
- حَلٌّ يقوم على -تصغير الضفة وتكبير القطاع-!


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - العالم في مسارٍ نووي جديد!