أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جواد البشيتي - القانون الانتخابي الجديد في الأردن.. هل يأتي ب -برلمان قديم-؟!















المزيد.....

القانون الانتخابي الجديد في الأردن.. هل يأتي ب -برلمان قديم-؟!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3012 - 2010 / 5 / 22 - 13:59
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


هل قانون الانتخابات النيابية (المؤقَّت) الجديد جيِّد أم رديء؟

الإجابة المطلقة عن هذا السؤال هي الخاطئة؛ لأنَّ كل إجابة مطلقة خاطئة.
أمَّا في الإجابة النسبية، التي هي وحدها الصحيحة، فلا بدَّ من القول إنَّ هذا القانون "جيِّد ورديء في الوقت نفسه"؛ ولكنَّ نزاع المصالح في مجتمعنا لا ترضيه أبداً تلك الإجابة النسبية، فإنَّ كل من له مصلحة في هذا القانون سيراه "جيِّداً"، وكل من يعتقد، عن صواب أو عن خطأ، أنَّ القانون يضر بمصالحه سيعده "رديئاً".

القانون الجديد ليس اختراعاً أردنياً خالصاً؛ بل ليس اختراعاً أردنياً من حيث الجوهر والأساس، فإنَّه، في كثير من بنوده ومواده وفقراته، معمول به في نُظِم ديمقراطية عريقة كفرنسا والنرويج، على ما قال، أو اكتشف، بعض مؤيِّديه عندنا.

القانون الجديد هو في المقام الأوَّل، ومن حيث الأساس، قانون حكومي، وليس من صانعٍ له، في الظاهر والعلن، سوى حكومة الرفاعي؛ ولقد ظهر إلى حيِّز الوجود السياسي في غياب مجلس النواب، الذي في زمن حضوره كان في غيبوبة سياسية وبرلمانية وتمثيلية؛ ولكن، دعونا نبدأ من رأي الحكومة نفسها في هذا القانون.

في رأيها، الذي أعلنته، قالت الحكومة إنَّ القانون الجديد "يعبِّر عن إرادة المواطنين"، وجاءة ثمرة نَظَر الحكومة في جميع آراء ومقترحات الأحزاب والمنظمات ومراكز البحث والمفكِّرين والكتَّاب والشخصيات السياسية والثقافية والاجتماعية و"كل فئات الشعب الأردني في المدن والقرى والبادية والمخيمات"، مؤكِّدة أنَّها، من خلال هذا القانون، "تجاوبت مع توجُّهات غالبية الشعب الأردني".

هنا رودوس، فَلِمَ لا تقفز الحكومة من هنا؟!

إذا كانت الحكومة صادقة في زعمها أنَّ هذا القانون يعبِّر عن إرادة غالبية الشعب الأردني، فَلِمَ لا يدلي الشعب الأردني برأيه في هذا القانون عبر استفتاء شعبي تدعو إليه الحكومة نفسها؟!

ربَّما لا تحبِّذ الحكومة فكرة "الاستفتاء الشعبي"، وتقول بانتفاء الحاجة الديمقراطية إليها، فمجلس النواب الجديد المقبل، والذي انتخبه الشعب، انتخاباً حرَّاً ديمقراطياً نزيهاً شفَّافاً، سيقول كلمته في هذا القانون "المؤقَّت"، فهو، أي المجلس، الذي يحق له أن يحوِّل هذا القانون (الحكومي) من مؤقَّت إلى دائم.

مؤقَّتاً، دعونا نرى ما تراه الحكومة، فالمقياس الذي سنقيس به ديمقراطية هذا القانون، وحجم التأييد الشعبي له، إنَّما هو البرلمان المقبل، ولجهة نجاح القانون الجديد في جعله مستوفياً شرط الاعتراف به على أنَّه "البرلمان الأكثر تمثيلاً للشعب".

ولكن، كيف؟

القانون الجديد، على ما أفهمه، ثبَّت "الجغرافيا الانتخابية"، وأحدث تغييراً (مثيراً للجدل والخلاف) في "الديمغرافيا الانتخابية"، فالناخبون والمرشَّحون ظلوا، ومن حيث الأساس، موزَّعين في "المناطق الانتخابية نفسها من الوجهة الجغرافية"؛ أمَّا المرشَّحون فأصبحوا "أسرى" دوائر (انتخابية) فردية افتراضية، تتألَّف منها "المنطقة الانتخابية الثابتة جغرافياً".

وفي مقابل ذلك، أصبح الناخب في تلك المنطقة الانتخابية حُرَّاً في الإدلاء بصوته الواحد، لمصلحة مرشَّح واحد، ينتمي إلى أيِّ دائرة فردية افتراضية (لها مقعد واحد فحسب) من الدوائر التي تتألَّف منها "المنطقة".

سنقيس أوَّل ما نقيس "الحجم المطلق" لـ "المقترعين"، أي عدد المواطنين الذين خرجوا من بيوتهم، وذهبوا إلى صناديق الاقتراع، وأدلوا بأصواتهم.

وسنقيس، من ثمَّ، الأهم من ذلك، ألا وهو "الحجم النسبي المزدوج"، أي حجم هؤلاء المقترعين نسبةً إلى حجم "الناخبين المسجلين"، ونسبةً إلى حجم المواطنين الذين يحق لهم المشاركة في الانتخبات تصويتاً.

القانون سيكون جيِّداً من الوجهة الديمقراطية، وبمعنى ما، إذا ما رأينا أنَّ الحجم المطلق للمقترعين يَعْدِل "غالبية مزدوجة"، أي يعدل غالبية من يحق لهم الانتخاب على وجه العموم، وغالبية الناخبين المسجلين على وجه الخصوص، فالقانون الانتخابي، أيُّ قانون انتخابي، إنَّما تكمن أهميته الديمقراطية والسياسية في ما ينطوي عليه من دوافع وحوافز انتخابية؛ ولا ريب في أنَّ القانون الانتخابي الجديد سيكون جيداً، بمعنى ديمقراطي ما، إذا ما استطاع أن يدفع غالبية المواطنين الذين لهم حق الانتخاب إلى أن يتحوَّلوا إلى "ناخبين مسجلين"، وأن يدفع غالبية هؤلاء إلى أن يخرجوا من بيوتهم، ويذهبوا إلى صناديق الاقتراع، ويدلوا بأصواتهم.

إنني مع نظام الصوت الواحد إذا ما استوفى شروطه الديمقراطية؛ ولكنني أعتقد أنَّ نظام الدوائر الفردية الافتراضية لن يحقِّق "العدالة والمساواة" بين الناخبين في "قوَّة الصوت"، فأين هي "المساواة في قوَّة الصوت" إذا ما كان المرشَّح "الراسب" في الدائرة الفردية A مثلاً قد حصل على عدد من الأصوات يفوق (أو يفوق كثيراً) عدد الأصوات التي حصل عليها المرشَّح "الفائز" في الدائرة الفردية B؟!

وأين هي إذا كان "الفائزون" متفاوتين (أو متفاوتين كثيراً) في حجوم الأصوات التي حصلوا عليها؟!

وهذا إنَّما يعني أن نقيس بمقياسٍ ثانٍ، فإنَّ من الأهمية الديمقراطية بمكان أنْ نعرف الحجم النسبي للأصوات "الراسبة"، أي الأصوات التي فشل أصحابها في أن يأتوا بممثِّلين لهم إلى مجلس النواب الجديد. ينبغي لنا أن نعرف نسبة حجم الأصوات "الراسبة" من حجم الأصوات "الفائزة"، أي الأصوات التي نجح أصحابها في أن يأتوا بممثِّلين لهم إلى مجلس النواب، فهل من "العدالة والمساواة في قوَّة الصوت"؛ بل هل من الديمقراطية في شيء، أن يأتي مجلس النواب الجديد من مجموع أصوات يقلُّ عن مجموع أصوات الناخبين المسجلَّين؟!

ربَّما (وأقول "ربَّما") نشبه، في هذا القانون الانتخابي الجديد، فرنسا أو النرويج لجهة طريقة أو أسلوب الانتخابات؛ ولكن، هل يعني هذا أنَّنا نشبهها "برلمانياً"؟!

إصلاح البرلمان عندنا يمكن أن يبدأ بإصلاح "النائب" من خلال خَلْق "مرشَّح" على مثال "الصورة الجديدة له"، والتي تضمَّنها القانون الجديد؛ ولكن من السذاجة بمكان أن يُفْهَم "إصلاح البرلمان نفسه"، وإصلاحه سياسياً في المقام الأوَّل، على أنَّه "الثمرة الطيِّبة والحتمية" لإصلاح النواب فرداً فرداً، فإنَّ لهذا "الكل"، أي البرلمان، قوانين تختلف تماماً عن قوانين "أجزائه"، أي النواب.

إنَّ البرلمان الذي، في خواصه السياسية والتمثيلية والقانونية، يشبه برلمان فرنسا، وليس القانون الانتخابي الذي يشبه المعمول به في فرنسا، هو ما نحتاج إليه في المقام الأول؛ وأحسب أنَّ الإصلاح السياسي للبرلمان يفوق القانون الانتخابي الجديد أهمية، فَلِمَ نكلِّف أنفسنا عناء الذهاب إلى صناديق الاقتراع إذا ما كان البرلمان المنبثق من الانتخابات لا يملك شيئاً يعتد به مَّما يملكه برلمان فرنسا أو النرويج من السلطات والصلاحيات والقوَّة؟!

قانون الانتخابات الجديد لن يكون جديداً إذا ما انبثق من الانتخابات التي ستجرى بموجبه برلمان لا يختلف من حيث الجوهر عن أسلافه؛ فإلى متى تظل "ثنائياتنا" في الحياة الديمقراطية والبرلمانية والسياسية من نمط ثنائية "أسعار بالدولار ورواتب بالدينار"؟!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا الاستئساد الأثيوبي!
- نتنياهو -رجل الحقيقة-!
- نحن يوسف يا أبي..!
- -الطوارئ- هي طريقة في الحكم!
- تفويض مباشر.. ومفاوضات غير مباشرة!
- العابسون أبداً!
- متى يأخذ عمال العالم مصيرهم بأيديهم؟!
- هل التاريخ يعيد نفسه؟
- في عبارة -ذات الحدود المؤقَّتة-!
- ساركوزي في ثياب نابليون!
- في مواجهة -قرار الترحيل-!
- العالم في مسارٍ نووي جديد!
- الدولة العربية ليست فاشلة!
- ما لم يقله فياض!
- مصطلح -الدول الفاشلة-!
- ميلاد فيزياء جديدة.. في -سيرن-!
- عندما يساء فهم -الرأسمال- و-الرأسمالي-!
- قِمَّة -الإسراء- من سرت إلى القدس!
- في عقر دارك يا أوباما!
- أنا المالك الحقيقي لكنيس -الخراب-!


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جواد البشيتي - القانون الانتخابي الجديد في الأردن.. هل يأتي ب -برلمان قديم-؟!