اليمن: في العيد العشرين للوحدة نصيحة للرئيس..!!

رداد السلامي

الحوار المتمدن-العدد: 3011 - 2010 / 5 / 21 - 15:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أتحدى من يقولون الوحدة خطا أحمر أن يقفوا ضد من يدمرها عمليا، لا ضد من يرفع شعارات نتيجة ضرر فادح وإقصاء واضح ، من يدري ففي ظل هذا النظام تحولت الوحدة الى خطأً أحمرا ، ونخطا أحمر ، وخطابات حمراء تلتهب منها بواعث الشؤم ونذر الحرب.

لنتفق أن الوحدة خطا أحمر ، لكن لنتفق أن النظام وشخوصه ليسوا خطوطا حمرء ، لنفصل بين الثابت والمتغير ، الوحدة ثابت وطني إذا ، والسلطة متغير ويجب أن تتغير، وبقاء الثابت يستلزم تغيير المتغي،ر إذا كان هذا على هذا النحو الذي يهدده .

إن ربط الوحدة بشخص أو عشيرة وبشعار أو صورة أمرا يجب ان يستبعد، فالوحدة يجب أن ترتبط بالشراكة الوطنية عمليا ، الشعارت لا تحمي الوحدة ،الاستعارات بمختلف اشكالها ،والترميز الذي لا يرتبط بالواقع لا يمكن أن يحمي وحدة ، الوحدة يحميها وجود دولة الشراكة الوطنية الدولة التي يحل تناقضاتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ويفض اشتباكها المؤسفن بالعنف خيار الديمقراطية النزيهة التي تجعل الخيار الشعبي هو السائد عمليا.

دون ذلك فالقوة ضعف، وهي أفشل ما تكون حين تمضي في تأكيد ذاتها دون أن تدرك أنها تتلاشى وتغور في متاهة برمودية ما كان لها لتدخلها لو كانت تعي ضرورة ان تستجيب لكل نداءت التقدم ومجمل أصوات الخير الوطني الكبير .

قبل أي حديث عن انتخابات أو رغبات صغيرة لا بد من النظر بعين الجدية لمجمل القضايا الوطنية الحقيقية ، وفي رأيي أن أي انتخابات تجرى قبل أن تكون تلك القضايا قد حلت ليس الا عبث وتيه ودخول مرحلة عملية لتجزءة البلاد ، فجنوب الوطن يجب وهنا أعيد التأكيد بوجوب ذلك كيمني بسيط يريد لوطنه بقاء موحدا وقويا ، يجب أن يعاد الى المعادلة السياسية كشريك فاعل وحققي في تحقيق الوحدة ، مالم فإن أي خيار صغير وحقير لا يطمح الى غير استيلاد الذات من جديد تحت شكليات مزورة لن يكون في صالح وحدة البلاد ، فالوحدة اليمنية يجب أن تبنى على قاعدة الشراكة الوطنية ، وهي الارضية التي حتما ستبقيها قوية وملاذا آمنا من اي تجزؤ.

الحركات والفهلوة والاتيان بحقارات صغيرة عمل تافه وأتحداه أينما ذهب وسيرحل بإرادة الشعب وسيظل الشعب هذا قويا متلاحما يؤكد قدرته على فعل التغيير وترحيل كائنات البلاء التي عاثت به على هذا النحو والتاريخ يؤكد ذلك .

يا وحدويو النياشين والخطابات ، للشعب معكم صولة نضالية لن تهدأ حتى يجعلكم تعيديون النظر الى وحدة تدعونها وترفعونها شعارا فيما هو يتلضى بسعير الجرع والجوع والاقصاء ، ويراكم تمزقونه عمليا، وتريدون أن تصنعوا أسفين الافتراقات والاحتراب فيما بينه ، إنه يا بغال الشؤم يدرك كيف تصنعون ذلك وعرف ملهاتكم وسيتلهى بكم عما قريب أفيقوا يا آكلي ثرواته ومستمنحي عطايا الخارج باسمه، قبل أن يخرجكم من معادلة الحياة والتاريخ لعنات لن تنتهي.



نصحية للرئيس صالح بمناسبة عيد الوحدة العشرون

أتمنى كيمني أن يعي أن الوطن ليس ملكا لأحد، وأن نضالات الثوار لن تذهب هدرا كي يبقى على هذا النحو الذي غدت معه كل أحلام ونضالات الثوار وأجيالهم هباء ، وأتمنى أن يدرك صالح أننا كيمنيين نتمنى له أن يختم خروجه من السلطة بمسك انتقالها بطريقة سلسلة تنبني على أرضية الشراكة الوطنية ، وأن يعي أن الوحدة لا يتحميها القوة والاقصاء وشكلنة الآليات الديمقراطية التي تعكس خيار الشعب الحقيقي ، وأن يعي أن الشراكة الوطنية صمام امان الوحدة والثورة وليس االقوة والمدافع والطائرت والسجون ، وأن يتعامل مع الصحافيين والكتاب ومجمل ذوي العقول المتقدمة في هذه البلاد باحترام وأن يصيخ السمع لهم وأن لا ينجر وراء من يسدي اليه المديح الذي يفصله عن رؤية واقع الشعب والوطن ، وأن يعي ان الحل لن يجدي بغير أحزاب اللقاء المشترك واتفاق فبراير ووثيقة العهد والاتفاق ورؤية هذه الاحزاب مهمة واساسية لأي حل .

سيادة الرئيس انت تحتاج الى من يقول لك انك واقع تحت مس الشعور بالفرادة والقوة وهو مس سيبطله مفعول النضال السلمي والتلاحم الوطني والاجتماعي ، فإرادة الشعوب قويةوفارضة لما تريد وعليك ان تستجيب لمنطق الشراكة الوطنية وتؤسس لك تاريخا يقيك من غضب وسخط اقلام الاجيال وذاكرتهم

#رداد_السلامي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل