أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رداد السلامي - هناك من ليس لديه استعداد لتقبل فكرة أن الناس يتغيرون














المزيد.....

هناك من ليس لديه استعداد لتقبل فكرة أن الناس يتغيرون


رداد السلامي

الحوار المتمدن-العدد: 2953 - 2010 / 3 / 23 - 07:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عليك أن تكتب ما يستحق الكتابة ، في ظل وضع كهذا ، الاهتمام بإحياء الرفض لأشكال التخلف ، وتحقيق التقدم للمعرفة ، والوعي ، هو الأهم ، وتجاوز التحديات الماثلة يستلزم وجود الدافع القوي الذي يذيب منطق الجمود .

وإذا كان ثمة ما يراد الوقوف أمامه من قبل من لم يتضح له أهمية ما تقول ، فإن ذلك لا يعد مبررا للتوقف عن الكتابة ، صحيح أن الترصد المقصود فعل غير سوي يجابه الحرية ، ويسعى إلى إخراس الكتابة كالتزام تجاه قضايا الشعب ، فبعض العقول لم تنضج بعد ،رغم التصنع الذي يتمظهر به البعض ، والمعرفة التي ينط ذووها عن الواقع الموضوعي ، فمراعاة ثقافة المجتمع واحترام ما يعتقد به مهم ابتداء لتحقيق تقدم في وعيه وتفكيره بطريقة لا تتصادم معه ، وبالتالي تعيد تشكيله بهدوء كمن يعلم الجاهل أبجدية القراءة.

هناك من ليس لديه استعداد لتقبل فكرة أن الناس يتغيرون ولكن ليس بالطريقة الفجة التي يحاول بها فعل ذلك ، هناك أمور مراعاتها في تغيير التفكير ضرورة لتغيير أفضل ، إن فكرة التغيير بالمفهوم الأيدلوجي تنتج التصادم المضر والتمترس المخل الذي ينتج التصادم الحاد والذي تغدو معه السيطرة على الوضع غير ممكنة ، إنه يزيد من الفوضى ، والفوضى لا تخدم المجموع بل الأفراد المسيطرون ففي الصراع إلى جانب المجموع المتخلف ضد القلة المستغلة تكون الهزيمة نصيب من يعمل لصالح ذلك المجموع لأن وعيه لم ينضج بعد.

إن الوصول بحالة التناقض الى مداها قد حدث فعلا عام 94م، لأنه كان يعبر عن مظهرين مختلفين ، كانت الهزيمة في بدايتها لقوى التقدم ، لكننا في المستقبل سنشهد انصهار النقيض التقليدي والكمبورادوري لصالح تلك القوى ومشروعها الوطني ، الأمور تحتاج الى الإبداع في فن التغيير ، وليس الابتذال الليبرالي الفج الذي يتجاوز حتى مفهوم القيم الإنسانية الراقية التي تعتبر سياجا قويا أمام تغلغل فكر النقيض الخارجي المتوحش الذي يحاول بعض مثقفي البلاد العمل به ، إن التدمير لثقافة وقيم مجتمعنا الايجابية يعد عملا تخريبيا ليس إلا ، وهو ديدن قوى الكمبورادور والبراجماتية المبتذلة التي همها مصالحها بأي شكل كان، والربح ولو خسر المجتمع قلاع القوة الايجابية التي تحصنه من الانهيار أمام زحف التوحش الليبرالي .

إن المرونة التي تبديها قوى الهيمنة ، ليست مرونة حقيقية ، لقد وجدت ذاتها أمام واقع لا يصب في مجرى مصالحها ، ولذلك هي تناور وتبدي نوعا من ذلك ، لأسباب كثيرة ، إنها تدعم الحلفاء القدامى وتناور كي يتخلق جديد بديل يناسب أهدافها ، لكن ذلك غير ممكن ، لم يعد هناك سبب كاف لذلك ، فنضال الشعوب السلمي أعاق ممكنات نشوء ذلك البديل التابع.

وبالتالي فإن التغيير اليوم ممكن ، ولم يعد مستحيل ، إن حركة الشعوب ونضالاتها تحيل المستحيل الى هباء، وتصيغ واقعها ومستقبلها بإرادتها الجماعية ، وتناقضاتها التي تنغمها بطريقة لا تجعل يدا من خارجها تمتد لتعبث بها ، وهي تتعلم بالتجربة ولديها مخزون من الذاكرة الملهم لها في مسيرة التغيير ، تستفيد من ماضيها بإيجابية وتتجنب العودة إلى ما كان فيه سلبي .

إن هواة المخاطرة لايمكن الوثوق بهم كقادة للتغيير ، فالتغيير ليس عملا فرديا يخاطر به فرد أو أفراد ، إنه يأتي نتيجة واقع موضوعي ، تآزرت الجهود الجماعية المختلفة من أجل تغييره ، فأسباب ودوافع هذا التغيير كامنة في الواقع ذاته ، وهو من يحرك ابتداء الداخل الإنساني بسبب انعكاسه المؤلم عليها.



#رداد_السلامي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحالة المفترى عليها..!!
- ابن شذان المسكونة بالحلم..!!
- عن زعيم بلد أرعب العالم..!!
- اليمن : تعزيز التحالفات السياسية يقتضي وجود عنصر الثقة
- ماذا يريد الرئيس صالح منا.؟؟
- اليمن :حالق رأسه لن يمر.!
- لا نحتاج إلى كواليس أكثر من اللازم
- أكبر من سفالاته..!!
- رجل أميركا في اليمن يعذب معارضيه..!!
- تعذيب المقالح يؤكد همجية النظام
- موت الضمير موت للحرية..!
- دخلت الاصلاح جائعا وخرجت جائعا
- السلم :ثاني أوكسيد كاربون اختناق السلطة..!!
- اليمن: كيف يجرى إنتاج العنف.؟
- ربما تقود البحر نجمة..!!
- اليمن :اشتراكيون رائعون..!!
- جدرا الحقيقة الهش.!
- إلى الصحفي عبد الكريم الخيواني:نحن لا نحلم إلا بوطن يستوعب ك ...
- التغيير لا يصنعه فرد..!!
- لماذا الهجوم على الحزب الاشتراكي اليمني.؟!


المزيد.....




- في تراجع مفاجئ.. ترامب يدعو إلى نشر ملفات إبستين ومحلل سياسي ...
- سوريا ترد على تقارير تسليم مقاتلي الإيغور للصين.. وبيان مشتر ...
- بن سلمان في واشنطن: الدفاع والاستثمارات أولاً، ولا للتطبيع ح ...
- حاملة طائرات أميركية إلى الكاريبي على وقع التوترات مع فنزويل ...
- رئيس النواب الأميركي عن ملفات إبستين: ليس هناك ما نخفيه
- مجلس الأمن يصوت على مشروع قرار أميركي خاص بغزة
- مقتل مدير مدرسة استهدفته غارة إسرائيلية على جنوب لبنان
- إجراءات بريطانية واسعة لموجهة اللجوء بينها -مصادرة المجوهرات ...
- إيران تباشر عمليات تلقيح سحب في ظل الجفاف الحاد
- ترمب: ربما نجري بعض المناقشات مع الرئيس الفنزويلي


المزيد.....

- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رداد السلامي - هناك من ليس لديه استعداد لتقبل فكرة أن الناس يتغيرون