هجوم القرضاوي على سيد قطب أوقراءة متأنية في رسالة عشق إخوانية1/6

حمادي بلخشين

الحوار المتمدن-العدد: 3007 - 2010 / 5 / 17 - 09:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بعد حوادث الحادي عشر من سبتمبر 2001، لجأت الإدارة الأمريكية الي نفض الغبار عن جماعة الإخوان المسلمين التي كانت موضوعة على الرفّ منذ أشرفت بريطانيا على صنعها في أواخر عشرينات القرن الماضي... فقد قدرت الإدارة الأمريكية أن الوقت قد حان لإستعمال الجماعة التي برهنت عن طراوتها و "إعتدلها" و" وسطيتها" وتعرضهاــ في سبيل الوصول الي السلطة ـ لكل لا مس علماني أو مسافح أمريكي... و لمّا كان الشهيد سيد قطب بكتاباته النارية، و مواقفه النبوية و دعوته الجلية للجهاد و الفداء، يمثل الصقر الجارح، بين بطات جماعة الإخوان و دجاجاتها اللاتي تؤمن بصنادق الإقتراع، أقول لما كان سيد قطب هو"المشوّه" الأكبر، لسمعة الإخوان كجماعة سلمية " تـنبذ العنف" و تؤمن بالشرعية الدستورية للنظم العلمانية، فقد سعى القرضاوي في كل مناسبة اتيحت له، الي شن هجومات عنيفة على سيد قطب بنية تبرئة ساحة الإخوان من" وصمة" فكر سيد قطب الجهادي و نهجه النبوي في التغيير... وقد بلغت رذالة القرضاوي و دناءة نفسه في الهجوم على سيد قطب حدّا دفع بمحمد عباس وهو من اشد المجذوبين الإخوان تولها بالقرضاوي و عبادة له ( بكل ما تعني كلمة عبادة من معنى حقيقي و مجازي) الي عتاب الشيخ ولومه من اجل جهوده البائرة في التنديد ( الذي لم يجد له مبررا) بسيد قطب .

ولأجل أن محمد عباس سنيّ لا غبار عليه، فإن سنيته التي سوّلت له حب الثنائي معاوية وعليّ، دون شعور بأي تـناقض بين الرجلين، أو إحساس بأي إزدواجية في تبني الحق و اعتناق الباطل، قلت ان تلك الإزدواجية السنية المهلكة هي التي سمحت له هاته المرة بحب ثنائي متناقض آخر هو القرضاوي و سيد قطب، على اختلاف دين المجاهد سيد قطب عن دين الإنتهازي الخوّان يوسف القرضاوي .


كما أن العقيدة السلفية السنية المميتة التي توحى للسذج من اتباعها ان المرء يمكن ان يكون مجرما ـ تقيا، و سفاحا ـ صحابيا في نفس الوقت، هي التي ورطت محمد عباس، ليس فقط في الحب المحرّم للشيخ القرضاوي( الذي حصلت ردته عن دين الله بمجرد مظاهرته الكفار على امة محمد. اقرأ الرسالة الأولى من كتابنا فتش عن الإخوان) بل بالدفاع عنه، والتشنيع على من تناول موبقاته بالنقد و فتاواه بالتسفيه.


هذا المقال يمثل خير دليل على السقوط المريع لطائفة اهل السنة في رذيلة تقديس الأشخاص، و موبقة تمجيد الأسماء الي حد العبادة.. كما يمثل أعظم برهان وأسطع دليل على انصراف المدرسة السنية السلفية عن مرجعية كتاب الله تعالى كفيصل و مقياس لتقييم أعمال الرجال و الحكم لهم أو عليهم. الي قول الآباء و شهادتهم المقطوعة الصلة بكتاب الله و سنة رسوله... ولعل مرد ذلك السقوط السني المدمّر ما تتحلى يه الثدييات السنية من عاطفة متدفقة، و حسن نية قاتلة و سذاجة مدمّرة، وجهل فاضح بدين محمد، وفقدان مريع لمقياس الحق و الباطل. مع العلم أن محمد عباس كاتب المقال الذي سأتولى تشريحه اخواني مصري تجاوز السبعين من العمر!... وسيرد تعليقي بين معقفين [..].
قبل أن اشرع في التعليق، و إن كنت في موقف يقتضي العزاء و النواح، سأسوق هذه الطرفة

البليغة: ذات مرة تراهن شقيّان أيهما أسفل أخلاقا من صاحبه و أبعد منه عن المروءة و الرجولة والشرف... فذهبا في جولة تجريبية يبرهنان خلالها عن أسفل ما فيهما من أخلاق، و أحط ما فيهما من لؤم, فوجدا في طريقهما شيخا مقعدا فأخذ أحدهما يركله و يلطمه و كل ما زاد تضرع الشيخ زادت ضربات الشقي حتى فارق الشيخ الحياة، فيما أخرج الشقي الثاني سيجارة أخذ يدخنها باستمتاع شديد دون أن يحرك ساكنا، وعند فراغ الشقي من الشيخ سأل صاحبه: لا أعتقد أنك تريد مواصلة الرحلة، لأنك لن تجد على وجه الأرض من يفوقني لؤما و نذالة. ضحك الشقي الثاني، ثم قال لصاحبه: فعلا لسنا بحاجة الي مواصلة الرحلة، بعد أن فزت بالرهان و تفوقت عليك منذ الجولة الأولى. قال الشقي الأول: و كيف ذلك؟. أجاب الثاني: لأن الشيخ المقعد الذي أشبعته ضربا حتى هلك بين يديك هو والدي!...

إعلموا أيها السادة أنه يوجد من يفوق الشقي الذي لم ينجد والده نذالة و لؤما... ان سألتم عنه فسأقول لكم ان أنذل من ذلك الولد العاق، من لم يقف مكتوف الأيدي بل شارك المعتدي في عدوانه على أبيه!! وهذا المثال ينطبق تماما على يوسف القرضاوي الذي لم يكتف باصدار فتوي تقضي بقصف المدنيين الأفغان بل شارك الأمريكان في ذلك العدوان عن طريق فتواه التي حرض فيها ابناء المسلمين في كل جيش غربي بالمشاركة في ذلك العدوان على افغانستان!


يتبع

#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل