أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق الشيخ حسين - محمد الماغوط شاعر الفطرة والصدق ( في ذكرى وفاته )














المزيد.....

محمد الماغوط شاعر الفطرة والصدق ( في ذكرى وفاته )


توفيق الشيخ حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3001 - 2010 / 5 / 11 - 16:54
المحور: الادب والفن
    



محمد الماغوط ظاهرة .. والظاهرة هي خروج عن المألوف .. لم يفكر أن يكون شاعرا ً أو كاتبا ً .. لكن رأيه بأن كل إنسان له قدر لا يستطيع الهروب منه .. الصوت الأقوى للماغوط هو الشعر .. رغم انه كتب للمسرح وكتب الزاوية الصحفية لكن الناس تبتهج عندما تعلم أن الماغوط قد كتب قصيدة جديدة ...

محمد الماغوط بركان قلق متوتر لكنه صامت .. بداياته الأدبية الحقيقية كانت في السجن وكما يقول :
" معظم الأشياء التي أحبها أو أشتهيها , وأحلم بها , رأيتها من وراء القضبان .. المرأة .. الحرية .. الأفق ... وفي الزنزانة عرفت الخوف لأول مرة .. وانطبعت روحي بوشم التوجس من العالم , وهرب مني الأمان وربما إلى الأبد " ...

أول حرف متوهج كتبه الماغوط كان في ظلام السجن البارد في منتصف الخمسينات .. يقول عنه " خليل صويلح " :
" كان محمد الماغوط - كولومبس - الشعر الجديد بلا أدنى شك " ..

إن شعرية محمد الماغوط ترسم لقصيدة النثر شكلا ً عربيا ً خالصا ً وصوتا ً عربيا ً نقيا ً ..
إن الإحساس الذي يحركه فينا شعر الماغوط حسب رأي الدكتور علي جعفر العلاق أحساس قاس ٍ متوتر .. أحساس بالوجه القاتم للحياة , وارتباط بالمستوى الجحيمي منها , أي انه لا يكتفي بالسطح اللامع للأشياء وتفاصيل حركتها اليومية بل يغوص وراء شحنتها المقلقة التي تأخذنا مشاغلنا بعيدا ً عنها , فلا نجد فرصة للتفكير فيها أو تأمل دلالتها " ..

أن محورية الشعور القهري في نفس الماغوط عند " لؤي آدم " نشأت وتمركزت في طفولته أثر التسلط الأبوي وما تلاها من تسلطات طبقية مرادفة رسخـّت إحساسه بالفقر والفاقة إزاء أهل الثراء والسلطة وهكذا أصبح الشعور التظلمي مرافقه في معظم مراحل حياته وعبر إبداعاته الأدبية ...
إن كتابات محمد الماغوط أحدثت هزّة زادته قوة فوق قوة ومما ضاعف إثبات الذات في وجدانه لينعكس على أنتاجه وسلوكه ..

روح السخرية جزء لا يتجزأ من حياته .. سخرية بعمق معاناة الإنسان العربي من أجل لقمته وكرامته حيث يقول :
" أمي أعطتني الحس الساخر , الصدق , السذاجة , رؤية العالم كحلم قابل للتحقق " ...
أن هذا الأسلوب الساخر أختاره كرسالة حملها على عاتقه منذ بداياته لمعرفته بان الطرفة والنكتة على ما تحمله من مآس ٍ أحيانا ً فأنها أسرع بالوصول إلى القلب .. كان يتمنى أن يكون عاهة حقيقية على لؤلؤة مزيفة مهما كانت رائعة .. فهو حزين ويضحك من نفسه ومن أمته ويضحك على الشعوب التي ما تزال جامدة في مكانها ...

يقول " أدونيس " :
" كنت أراه ذئب في شكل خروف .. محمد الماغوط الشاعر كنت أراه خروف في شكل ذئب .. لكن سواء آلتهم الآخر أو آلتهم الكلمات في الحالتين كان في وحدة بين الخروف والذئب في داخله من جهة وفي علاقاته مع الآخرين من جهة ثانية " ...
وردا ً على سؤال : هل ندمت على شيء كتبته .. فأنه يجيب :
" لم أندم طيلة حياتي على كلمة كتبتها .. ما يعنيني أن أكتب بصدق في عصر الكذب السابق واللاحق .. وأكتب بشجاعة في عصر الذعر السابق واللاحق .. ومعركتي ليست وراء مكتب أو في حلقة نقاد أو وراء ميكرفون .. معركتي الحقيقية في الحياة لكني كنت صادقا ً فيها " ...

كما قال عنه " نزار قباني " :
" محمد الماغوط أصدقنا .. يكتب بصدق .. وليست لديه أية حواجز " ..
إن أكبر خطأ أرتكبه محمد الماغوط حينما يقول :
" هو أنني تقدمت في العمر ولم أمت مبكرا ً كما فعل السياب " ..
لقد حفل موت الماغوط كما حفلت حياته بالمفارقات .. فقد مات هذا الصادق المعذب وجعل من خلال موته دموع الحزن تتلألأ في سماء عينيه كالنجوم ..
هذا هو محمد الماغوط واحد من فرسان الكلمة التي أيقظت الكثيرين ولم تزل , وإنها لابد واصلة طالما إن الحياة مستمرة والضمائر حية والعقول تنبض ...



#توفيق_الشيخ_حسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في الأعمال الشعرية - الجزء الأول - للشاعر محمد الأسعد
- قراءة في رواية - أطفال الندى - للروائي محمد الأسعد
- الوقوف عند مملكة الحزن .. قراءة في ديوان - مملكة ما وراء خط ...
- قراءة في ديوان - الريح وما تشتهي - للشاعر جبار الوائلي
- في ذكرى رحيل الأديب ممدوح عدوان
- قراءة في المجموعة الشعرية - خيمة من غبار - للشاعر الدكتور صد ...
- قوقعة الذات تعانق الألم.. قراءة نقدية في ديوان - النزول الى ...
- الآم على أسطر الحياة .. قراءة نقدية في ديوان - لا شيئ غير ال ...
- همسات تعلن الرحيل .. قراءة نقدية في ديوان - آس وتراب - للشاع ...
- في ذكرى رحيل نهى الراضي
- أسطورة الألم والوحشة - قراءة نقدية في ديوان ( ترهلات غيمة ذا ...
- غسان كنفاني - قمة في الصحافة والنضال -
- مات ناجي العلي لكن حنظلة لا يزال حيا
- سلافة حجاوي واغنيات فلسطينية
- محمد القيسي والحٍداد يليق بحيفا
- محمود البريكان ( الشاعر - الأنسان - المثقف )
- نص اللاجئ ( ذاكرة الأنسان بين طيات هذا الزمن ) للروائي محمد ...
- عبد الكريم كاصد طائر العراق
- متاهات أسباخ على رصيف التعب
- محمد خضير نخلة البصرة


المزيد.....




- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق الشيخ حسين - محمد الماغوط شاعر الفطرة والصدق ( في ذكرى وفاته )